واقع الأمة .. والمخاطر الحقيقية
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
لا أحد بمأمن من غدر ومكر اليهود الصهاينة ، ولا من تنكر وتخلي وخذلان الأمريكان ، مهما بلغ حجم الإخلاص والولاء لهم ، ومهما عظمت الخدمات التي قدمت لهم ، والشواهد على ذلك كثيرة وعديدة ، لذا يجب على الدول العربية والإسلامية مراجعة حساباتها تجاه طريقة تعاملها معها الأمريكان والصهاينة ، والعمل على تصحيح المسار ، وتقويم الاعوجاج فيما يتعلق بتعاطيها مع تقوم به سلطات كيان العدو الصهيوني بحق أبناء قطاع غزة ، بدعم وإسناد وحماية أمريكية .
من الغباء أن يظن العرب أن المخاطر الحقيقية التي تتهدد المنطقة اليوم لن تطال سوى فلسطين ودول محور المقاومة فحسب ، الكل تتهددهم هذه المخاطر وعلى وجه الخصوص ما يسمى بدول الطوق المحيطة بفلسطين وفي مقدمتها الأردن ومصر ولبنان وسوريا ، ولن تسلم منها بقية الدول العربية بما في ذلك دول البترودولار التي ذهبت للتطبيع مع هذا الكيان ، ظنا منها بأن ذلك سيمنحها الحصانة، وسيجنبها الضرر ، وهي لا تدري بأنها مهما صنعت فإن الدور سيأتي عليها ، وستدفع ثمن مواقفها الخسيسة ، وتصرفاتها وقراراتها الرعناء باهظا جدا .
فإذا ما تمكن الصهاينة ( لا سمح الله ) من القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، فلن تقوم لفلسطين قائمة ، لن يكون هنالك شيء اسمه ( حق العودة للاجئين) ، ولن يكون هناك سلطة فلسطينية في الضفة ولا في غيرها ، ولن تظل هنالك مقدسات إسلامية ، لا أقصى ولا قبة الصخرة ولا بقية المقدسات الإسلامية في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وسيواصل الصهيوني تطاوله على لبنان وسيعمل على التوغل داخل أراضيها ونهب ثرواتها وتهديد أمنها واستقرارها ، وفرض النظام الذي يريده فيها ، وسيبتلع هذا الكيان الأردن والذي سيكون الوطن البديل بموجب المخطط الصهيوني ، وسيواصل كيان العدو الصهيوني انتهاكاته السافرة تجاه سوريا وسيعمل على تصعيد قيادة سورية تدين له بالولاء والطاعة ، وسيبسط نفوذه على أجزاء من مصر وفي مقدمتها سيناء وما جاورها ، وسيضم أجزاء من السعودية ، وسيصل هذا الكيان إلى حالة غير مسبوقة من الغطرسة والتعالي التي تجعله يوسع نفوذه وهيمنته على دول الخليج العربي ويفرض التطبيع على الأنظمة العربية قسرا ، ويتحكم في ثروات ومقدرات وموقع المنطقة العربية على طريق بناء الدولة الإسرائيلية المزعومة .
هذا هو المخطط المرسوم من قبل هذا الكيان الإجرامي ، وقد يكون له طموحات وتطلعات أكثر خطورة مما سبق الإشارة إليه ، وهو ما يتطلب التحرك الجاد والمسؤول لتفادي السقوط الكبير الذي من الصعب تجاوز تداعياته على المدى المنظور ، على الدول العربية المطبعة والمتحالفة والمساندة للكيان الصهيوني ، وتلك التي تدعي الحياد أن تستفيق من غفلتها ، وتعيد مراجعة حساباتها قبل فوات الأوان ، عليها أن تعي بكل قناعة بأن الخطر الإسرائيلي يتهدد المنطقة بأكملها ، ولا يقتصر على حركة حماس والمقاومة في غزة .
الكل في دائرة الاستهداف ، العدو الصهيوني متربص بالجميع ، متربص بالأردن ومصر والسعودية قبل غزة والضفة ودول محور المقاومة ، يشهد على ذلك مشروعه الاستيطاني التوسعي الكبير المراد تنفيذه في المنطقة ، و توجهاته السياسية المرسومة والمعلنة ، و خرائطه الجغرافية المطبوعة بشأن حدود دولته التي يسعى للوصول إلى تحقيقها على أرض الواقع ، كل ذلك يدق ناقوس الخطر ، ويدعو لمراجعة المواقف ، والتوقف عن المغامرات التي تقحم نفسها فيها بإملاءات وتوجيهات وأوامر أمريكية .
بالمختصر المفيد، إذا ما انفجرت الأوضاع في المنطقة ووصلت لحرب شاملة ، فلن يكون هناك عروش ولا ممالك ولا مشاريع مستقبلية ولا مصالح ولا ثروات على الإطلاق ، لن تكون هنالك دولة بمأمن من تداعيات هذه الحرب ، لذا من الحكمة مراجعة المواقف ، وتصحيح المسار ، وعدم الركون والاعتماد على الأمريكي ، والاستقواء به ، لأنه سيكون في ورطة كبيرة ، وسيكون أول الباحثين عن مخرج له منها ، سيمارس عليكم دور إبليس الرجيم يوم المحشر ، سيعلن البراءة منكم ، وستجدون أنفسكم في وضع لا تحسدون عليه .
فالله الله في نصرتكم لإخواننا في قطاع غزة ، أنتم في مرحلة بإمكانكم خلالها العودة إلى رشدكم ، وتصحيح مساركم الأعوج الأرعن ، ففي ذلك أمان لكم ولأنظمتكم وممالككم ، وحفاظ على كراسيكم ومناصبكم وعروشكم ، وبدون ذلك عليكم أن تنتظروا غدر ومكر وتنكيل الصهاينة بكم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الصهيوني يعزز وجوده في “المنطقة العازلة” جنوب سوريا بإنشاء نقاط استراتيجية
يمانيون../
كشف مصدر سوري محلي عن قيام قوات الاحتلال الصهيوني بإنشاء 7 نقاط دائمة في “المنطقة العازلة” على طول شريط “فض الاشتباك” في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، مما يعزز سيطرتها على مواقع استراتيجية جنوب سوريا.
النقاط الجديدة تشمل مواقع بارزة مثل “الحرمون 1″ و”الحرمون 2” المطلّتين على العاصمة دمشق وضواحيها الغربية، بالإضافة إلى “ثغرة بيت جن” على سفوح جبل الشيخ، و”تلة قرص النفل” غربي حضر، و”كسارات جباتا الخشب”، و”الثكنة الـ74″، و”ثكنة الجزيرة” الواقعة عند الحدود السورية الأردنية في حوض اليرموك.
وأكد المصدر أن قوات الاحتلال أطلقت النار عشوائياً باتجاه أحراج الحميدية والحرية في ريف القنيطرة، عقب اشتباهها بتحركات قرب شريط “فض الاشتباك”.
وفي وقت سابق، أشارت تقارير إلى تمركز قوات الاحتلال في التلال الاستراتيجية بمحافظة القنيطرة، مع استقدام تعزيزات إضافية وتجريف أراضٍ زراعية ومحميات طبيعية لإنشاء طرق عسكرية تربط بين قرى ريف القنيطرة الشمالي ومدرجات جبل الشيخ.
يُذكر أن الاحتلال يسيطر حالياً على نحو 500 كيلومتر مربع من الجنوب السوري، بما في ذلك مواقع عسكرية سورية سابقة في سفوح جبل الشيخ وهضاب القنيطرة ودرعا، ضمن خطوات تهدف إلى تعزيز هيمنته في المنطقة.