واشنطن تنفي علمها بقرار برلين توقيف أوكراني بتهمة تخريب "التيار الشمالي 2"
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق بقرار ألمانيا إصدار مذكرة توقيف بحق أوكراني مشتبه بضلوعه في الهجوم التخريبي على خط أنابيب الغاز الروسي "التيار الشمالي 2" عام 2022.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: "لم نكن على علم بهذا الأمر ولا نؤيده".
وأضافت أن الولايات المتحدة تدين "العمل التخريبي السافر" ضد خط أنابيب غاز "التيار الشمالي 2".
تنفيذ الهجمات الإرهابية على خطي أنابيب "التيار الشمالي"
أفادت وسائل إعلام ألمانية، اليوم الأربعاء، أن مواطنًا أوكرانيًا يُدعى فلاديمير ز. يشتبه بتورطه في تنفيذ الهجمات الإرهابية على خطي أنابيب "التيار الشمالي"، والذي سبق أن أصدر مكتب المدعي العام الألماني مذكرة توقيف بحقه، غادر بولندا بعد تلقيه تحذيرًا.
ووفقًا لمصادر أمنية، فإن فلاديمير ز. غادر بولندا؛ على الأرجح، وأنه كما يبدو تم تحذير الرجل من أن ألمانيا قدمت طلبًا لتسليمه إليها.
وفي وقت سابق، أفادت قناة "إيه آر دي" التلفزيونية وعدد من وسائل الإعلام الألمانية، نقلاً عن تحقيقاتها الخاصة، بأن مكتب المدعي العام الألماني أصدر مذكرة توقيف بحق مدرب الغوص الأوكراني فلاديمير ز. الذي يعيش في بولندا، للاشتباه بتورطه في تنفيذ الهجوم الإرهابي على خطوط أنابيب الغاز "التيار الشمالي"، حيث كان يستقل سيارة من طراز "سيتروين" كانت تستخدمها للتحرك في جزيرة "روغن" في 8 سبتمبر 2022 مجموعة تخريبية يُعتقد أنها متورطة في الهجوم الإرهابي على "التيار الشمالي".
تفجير خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي"
وكشفت وسائل إعلام ألمانية في وقت سابق نقلًا عن مصادر، أن تفجير خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي" كان مخططًا له عام 2014، ويُعتقد أن مجموعة أوكرانية هي التي دبرته حتى قبل إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا.
وتعرض خطا أنابيب تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا "التيار الشمالي 1 و2" للتفجير في 26 سبتمبر 2022، ولم تستبعد ألمانيا والدنمارك والسويد أنه عمل تخريبي مدبر، وفتح مكتب المدعي العام في روسيا تحقيقًا يتعلق بعمل إرهابي دولي.
وذكرت الشركة المشغلة لخطي الأنابيب "نورد ستريم إيه جي" أنه لا يمكن تقدير الوقت اللازم لإصلاح الضرر الذي تعرض له خطا أنابيب الغاز، ويقوم مكتب المدعي العام الألماني بالتحقيق في الحادث، ولم يتم تقديم نتائج بعد، كما فتح مكتب المدعي العام في روسيا الاتحادية تحقيقًا يتعلق بعمل إرهابي دولي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واشنطن توقيف أوكراني الولايات المتحدة البيت الأبيض كارين جان بيير مکتب المدعی العام التیار الشمالی أنابیب الغاز خط أنابیب على خط
إقرأ أيضاً:
التيار العالق في المنطقة الرمادية.. هل يحسم خياراته؟
في المشهد السياسي اللبناني المُتشابك، يبرز "تيار"واحد، يواجه تحدياتٍ وجوديةً بعد انهيار تحالفاته السابقة وعجزه عن نسج تحالفات جديدة مع قوى المعارضة. "التيار الوطني الحر"، الذي كان يُعتبر لسنواتٍ جزءاً من شبكة تحالفاتٍ واسعة، يجد نفسه اليوم في عزلةٍ سياسيةٍ مُقلقة، خصوصاً بعد انفصاله عن "حزب الله"، ما يطرح تساؤلاتٍ حول مستقبله وقدرته على الحفاظ على تأثيره في ظلّ نظامٍ طائفيٍ يعتمد على التوازنات الهشة.
بدايةً، كان تحالف "التيار" مع "حزب الله" يعكس محاولةً لتعزيز القوة التفاوضية لكلا الطرفين في مواجهة كتلٍ سياسيةٍ أكبر. لكن الخلافات الداخلية، التي تفاقمت بسبب اختلاف الرؤى حول قضايا حساسة مثل الموقف من الملف الاقتصادي والإصلاحات المطلوبة، أو التعامل مع الصراعات الإقليمية، أدت إلى انهيار هذا التحالف. لم يقتصر الأمر على خلافاتٍ تكتيكية، بل تحوّل إلى صراعٍ حول الهوية السياسية للتيار نفسه، حيث اتُهم بتبنّي سياساتٍ انتهازيةٍ تُقدّم المصالح الضيقة على المبادئ المُعلنة وهذا ما عرضه لموجة هجمات اعلامية من كل الاطراف.
بعد هذا الانفصال، حاول "التيار الوطني الحر" تعويض خسارته بالتقارب مع قوى معارضةٍ أخرى، لكنّ تلك المحاولات باءت بالفشل. تعود أسباب هذا الفشل إلى عوامل متعددة، أولها انعدام الثقة بين التيار وخصومه السابقين، خاصةً بعد تورطه في تحالفاتٍ مع أطرافٍ اعتبرها المعارضون جزءاً من النظام القائم. كما أن خطاب التيار، الذي يجمع بين شعبوية طائفية ومواقف غامضة من قضايا الإصلاح، جعله عاجزاً عن تقديم نفسه كبديلٍ مقنعٍ للقوى التقليدية. في الوقت ذاته، تنظر إليه قوى التغيير بشكٍّ كبيرٍ بسبب تاريخه السياسي المرتبط بتحالفاتٍ مع احزاب السلطة، ما يجعله في عين هذه الاطراف امتداداً للواقع الذي تُحاربه.
من ناحيةٍ أخرى، يعاني "التيار" من أزمةٍ داخليةٍ تُعمّق عزلته. فغياب رؤيةٍ واضحةٍ للتغيير، واعتماده على زعيم فردي يفتقر إلى الحاضنة الحزبية الواسعة، قلّص قدرته على جذب شرائح جديدة أو استقطاب أحزابٍ صغيرةٍ قد تُشكّل حلفاءً محتملين. كما أن التحديات الاقتصادية الخانقة في لبنان، والتي حوّلت الأولويات الشعبية نحو قضايا المعيشة اليومية، جعلت الخطاب السياسي التقليدي الذي يعتمده التيار أقلَّ جاذبيةً بالنسبة للناخبين الذين يطالبون بحلولٍ عمليةٍ عوضاً عن الشعارات.
في الخلفية، تُفاقم العزلةُ السياسيةُ للتيار مخاطرَ تهميشه في المعادلات المستقبلية. ففي نظامٍ يعتمد على المحاصصة، يُهدّد انخفاضُ قدرة التيار على تشكيل تحالفاتٍ بفقدانه حصته في المؤسسات، بل ربما اندماجه في كتلٍ أكبر للحفاظ على وجودٍ رمزي. لكن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو تحوُّله إلى تيارٍ هامشيٍ يعتمد على الخطاب الطائفي في معاقله التقليدية، من دون أن يكون لاعباً رئيسياً في صناعة القرار.
بالتالي، فإن عجز التيار الوطني الحر عن تكوين تحالفاتٍ جديدةٍ ليس مجرد تحدٍّ تكتيكي، بل هو تعبيرٌ عن أزمةٍ بنيويةٍ في خطابه وسياساته. ففي مشهدٍ سياسيٍ يتّجه نحو الاستقطاب الحاد بين مختلف الاطراف، يبدو التيار عالقاً في منطقةٍ رماديةٍ لا هو بالمتمسك بالقديم ولا هو بالمنخرط في الجديد، مما يجعله ضحيةً لتحوّلاتٍ تاريخيةٍ قد تُعيد رسم خارطة القوى من دونه.
المصدر: خاص "لبنان 24"