زكي الهاشمي: «الخط العربي» حالة وصول لحقيقة المعنى
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
نوف الموسى
«هناك فرقٌ كبير بين «السكوت» و«الصمت»، السكوت عندما تكون قادراً على أن تعبر ثم تمتنع، أما الصمت فهو أبلغ مراحل الإعجاب، وبه يعجز الإنسان عن الحديث، وفي الكثير من الأحيان «الدهشة» بمقدورها أن تقودنا إلى الصمت، بهذه العبارة الساكنة في التساؤلات الأولى حول «الخط العربي»، أي قبل أن يخط الإنسان إحساسه، أزاح الفنان زكي الهاشمي، في حواره، تصوراتنا البديهية عن الكتابة، وكيف أن العرب قديماً - وتحديداً في التاريخ العربي قبل الإسلام - كانوا يذمون من يكتب الملفوظ، وأن الناس بدأت تكتب بعد أن وصلت فيه إلى أعلى مراحل «البيان»، فكل ما يعمل به اليوم في الجانب الفني، سواء خط أو غيره، أو مما يراد به التعبير عن القول بشكل عام، هو أدنى مرتبة أمام الجانب الصوتي، كون أعلى مرحلة وصل لها العرب قبل الإسلام، في المخزون اللفظي كانت «المعلقات».
وبالنظر إلى «القصيدة» فهي بيان الحال، بالمقابل فإن «الفن» هو بيان التجربة الحسية، والناس لم يستطيعوا إخراج بيان مشاعرهم وإحساسهم كفن، إلا في مراحل متأخرة جداً، ومنه فإن الفن لا يزال اليوم متأخراً، موازنةً بالبيان والبلاغة عند العرب عموماً، فلا يزال بيت شعري واحد تسير به الركبان، بينما اللوحات، رغم قيمتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، إلا أن أثرها محدود، وما نحتاجه هو تأصيل فني بمقدوره أن يكون ذاكرة لا تنساها الأرض.
إذاً، هل كل شيء اشرأب من «النقطة»؟ هنا توقف الفنان زكي الهاشمي في دلالة السؤال، بأنه مبحث فلسفي وفكري يعود إلى القرن السادس والسابع الهجري، ولطالما جاءت رمزية «النقطة»، بمقاربة الدوران حول الكعبة المشرفة، وكأنها «النقطة»، ممثلةً عمق فني مختلف، والناس يسعون لمعرفته عبر الطواف «الحركة».
ولمدة ظلت «النقطة» أصل تقعيد الخط العربي، ولأن «الدائرة» هي حركة الناس وسط ثبات الكعبة المشرفة، فالحركة هي الأصل في الخط العربي والفنون جلها، ومنها انتقل الناس، سواء في المهد الأول الهجري أو الثاني الهجري، من «النقطة» إلى «الدائرة»، وكأن «الدائرة» هي الملاذ الأخير لهم في العملية الإبداعية، حيث نجد أن الخطوط تعددت في احتمالاتها بين المستقيمة والزوايا وغيرها، ومن ثم صارت «دائرة» ولم ترجع إلى كونها «نقطة» أبداً.
اللغة والخط
وفي منظومة «الخط العربي»، فإن البعد الحركي متصل بأسس النص العربي، الذي بُني عليه الخط، فلا يمكن للخط أن يتجاوز اللغة في السعة، اللغة دائماً أوسع، وعزاء الخط أنه يتبع اللغة، وبمقدار ما هي واسعة فهو يريد أن يصل إليها، ومنه فإن تعريف الخط العربي أقرب إلى كونه بمثابة «فن يريد أن يصل إلى صورة اللغة»، لذلك كلما كانت اللوحة جميلة، نقول إن هذه اللوحة أقرب لفهم حقيقة المعنى، الذي من دونه، ربما يذهب الخط للمفاهيمي والشكل التجريدي، الذي بطبيعته له زمن وجمهور يتذوقه، ولكنه غير ثابت، بعكس ارتباط الخط في سعي لا ينتهي عبر اللغة.
بين «السعة في اللغة»، و«المعرفة العلمية للفنان»، في عالم الخط العربي، أين تكمن قوة الفنان الإبداعية، متى تحين اللحظة الذهبية في بناء احتمال جديد في جوهر المشروع الفني؟! تأتي إجابة الفنان زكي الهاشمي، بعد محاورة جمالية حول دراسته للغة العربية وآدابها، وظنه أن لا وجود للذة أعظم من الاستماع إلى الأدب، وحالة خروج الإنسان عن شعوره، وكيف جاء بعدها الخط ليزاحم تلك اللذة في الأدب لديه، أتمَّ من بعدها إلقاءه قصيدة للمتنبي، واستطرد: إنه لمن المهم إدراك حديث أحد الفلاسفة القدماء بأن الخط العربي هو «هندسة روحانية»، والروحانية هنا هي «القدرة العالية من العلم، التي تؤهل الفنان لأن يستطيع فعل ما يشاء في الفن». فهذا الشخص وصل إلى مكانة ترسخت عبر العلم، مكنته لعمل ما يشاء خارجه. الفن يتقاطع مع العلم، من خلال استلهام الإرشادات التي يحتاجها الفنان، ولكنه لا يعمل فيه، لأن العلم مسيرة متكاملة، بينما الفن عبارة عن متغيرات، فالعلم علمنا أن الناس يحبون الجمال، هذه حقيقة علمية يمكننا أن نطلق عليها «مقاصد»، ولكن كيف نستطيع أن نعطي الناس ما يحبونه، العلم لا يستطيع أن يقدم هذا الشيء، الفن يستطيع.
وللتنويه يقصد بمفهوم «العلم» هنا، ما وصل إلينا عبر الكتب والروايات والتراث والتقاليد والأمثال الشعبية وكل ما له علاقة بمسيرة الناس في الحياة.
هوية الفنان
كيف تتم التحولات في هوية الفنان واختلافها عن الخطاط، وارتباطها بالمتغيرات الجذرية لطبيعة المدخلات البصرية السريعة في العصر الراهن؟ في هذا التساؤل تحديداً، انطلق الفنان زكي الهاشمي، باتجاه التباين بين الخطاط وهو الحرفي، والفنان باعتباره يعمل خارج إطار ما هو حرفي، ويُشترط فيه أن يكون مفكراً، بعكس الخطاط فهو يبني على شيء موجود، يقلد مسيرة حاضرة، بينما الفنان يحاول أن يبدع في الفكر، ويحقق الوصول إلى القيمة العالية للنص.
ويتابع: كلما كان الفنان أكثر تكاملاً، كان أكثر إبداعاً، يأخذ من كل فن شيئاً، بعض الخطاطين مثلاً يشتغل في الخط ولا يريد أن يعرف شيئاً عن الزخرفة، أو عن النحت وغيرها، وبذلك فإنه فنياً لا يستطيع أن يخرج لاحتمالات إبداعية أوسع، والخروج دائماً لديه غير موفق، لأنه ليس مبنياً على أصل آخر لفن ممارس في الواقع، وربما ينتهي لدى البعض منهم بالوقوف عن ممارسة الخط - فعلياً - لا وجود لفن من الفنون استمر إلا وتكامل، وأي فن لم يتكامل، كان مصيره الزوال.
تفحص الخطوط العربية، على سبيل المثال، يهدينا أبعاد تداخل خطين لإنتاج خط ثالث، ويأتي أيضاً تداخل ثلاثة خطوط لإنتاج خط جديد، نجد أنه استمرار خط واحد لأكثر من 150 سنة، ما كان ليكون دونما أن يعضده شيء من الخارج، وكأنه أمة من الأمم، تتفاعل مع كل ما يحيطها، فمثلاً الخطوط في الجزيرة العربية تأثرت قديماً بالخطوط غير العربية، من مثل خط «المسند»، «الثمودي»، «اللحياني»، «النبطي».
ويلاحظ تأثيرها على الخطوط الأولى، فقد نراها قاسية، ويابسة، لأنها قائمة على الزوايا، بسبب ضعف الأدوات الموجودة، وكذلك وجدنا أن بعض الخطوط استخدمت لمدة 50 سنة وانتهت في وقتها، لأنها لم تستطع أن تتداخل مع فنون وأشياء أخرى تجعلها تبقى، أي فن أو مهارة ترتبط بشيء لا ينتهي.. لا تنتهي.
المدخلات البصرية
يواصل الفنان زكي الهاشمي: الحديث عن المدخلات البصرية في العصر الراهن، تنقلنا ببديهية لعولمة العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي، فنحن لا ننظر إلى شيء واحد فقط، مثلما هو البدوي قديماً عندما يتأمل الفضاء الشاسع، والأشياء تتكرر عليه كثيراً. نحن نرى أشياء جديدة، مأخوذين بجنون نحو هذه الخيارات المتغايرة، ما نتج عنها رغبة الإنسان في التوقف عن العمل أو الاشتغال على تطوير الحالات الإبداعية، كون هذه المدخلات البصرية، تشعرنا بشيء من الإحباط لكثرتها وآنيتها، مزاحمةً أفكارنا باستمرار، والإشكالية ليس في تحدي المخزون البصري المهول، ولكن الفكرة في كيفية «استحسان المخزون»، بمعنى كيف أستطيع أن أخذ الأجزاء من كل هذا المخزون، للخروج بشيء أنا أستحسنه، أنا أرى اليوم شجرة، تعجبني فيها جزئية الغصن، بالتوازي هناك مئات الصور المتخيلة لها، التي يمكن أن استحسن العمل عليها ضمن قالب معين، قررت العمل عليه - خلال ذلك - الصور مستمرة في التوافد ضمن المخزون العام، فالأمر السلبي اليوم هو عدم قدرة الناس على مواكبة هذا المخزون، مما يؤدي بالفنان إلى كسر القالب، ومحاولة بناء قالب أوسع جامع لعوالم متعددة، فبإمكان فكرة صغيرة جداً أن تؤثر على عمل بين يدي، ولو بنسبة بسيطة، ما يجعلني أمسك عن استكماله، لأقرر على أثره الابتعاد قليلاً عن منصات التواصل الاجتماعي، لأبدأ في ترتيب مخزوني، والاتصال مجدداً بفضاءات الحالة الإبداعية الخاصة بي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الخط العربي فن الخط العربي الفن التشكيلي الخط العربی
إقرأ أيضاً:
تفكيك سطوة المعنى: من الدال إلى ما بعد المدلول
في البدء، حين أراد فرديناند دي سوسير أن يشيّد تصورًا بنيويًا للغة، كان يدرك أنه يؤسس لمفهوم جوهري: الدال لا يرتبط بالمدلول إلا عبر اعتباطية متفق عليها داخل النسق الاجتماعي. غير أن هذا الاتفاق، الذي بدا وكأنه حقيقة بديهية، لم يكن سوى بناء هش، قابلاً للتشظي تحت وطأة التحليل النقدي الذي جاء لاحقًا ليخلخل سطوة المركزيات اللغوية. إن العلاقة بين الدال والمدلول لم تكن يومًا علاقة طبيعية أو جوهرية، بل هيمنوية بامتياز، تتحكم فيها سلطة المعايير والسرديات المهيمنة، حيث يتم تطويع المدلولات وفقًا لسياقات متغيرة، ليست بريئة من وقع الأيديولوجيا وصراعات السلطة. ففي كل لحظة، كان للغة دور في تشكيل الوعي الجمعي، لا كوسيلة محايدة للتواصل، بل كأداة تُعيد إنتاج الأنظمة السياسية والاجتماعية السائدة.
لم يكن جاك دريدا حين فجّر مفهوم “الاختلاف” يفعل أكثر من كشف هذا الزيف البنيوي، إذ أوضح أن المعنى ليس حاضراً ولا ثابتاً، بل هو دوماً مؤجل، منزاح، متوارٍ خلف سلسلة لا نهائية من الإحالات الدلالية التي تفكك أي ادعاء بالاستقرار. وهكذا، بدأ تشظي العلاقة بين الدال والمدلول، وصارت اللغة فضاءً مفتوحًا على احتمالات لا تنتهي، يتعذر اختزالها في يقين واحد أو دلالة قارة. فقد فقد الدال سطوته التقليدية، وانفلت من إساره البنيوي، متحولًا إلى طيف عابر لا يستقر في معنى بعينه، بل ينفتح على عمق اللامحدود من التأويلات. إن هذا التباعد المستمر بين الدال والمدلول قد جعل اللغة تتأرجح بين الممكن والمستحيل، بين التفكيك والتراكم، متكسرة تحت وطأة التساؤل، وممزقة بين سرديات متنافسة، لا تسعى للتوصل إلى حقيقة واحدة، بل إلى تقويض الأوهام التي كانت تُرسخ عن اليقين.
غير أن هذا التشظي لم يكن محصورًا في الخطاب الفلسفي وحده، بل سرعان ما انعكس على بنية الواقع السياسي والاجتماعي. إذ لم يعد للغة وظيفة وصفية محايدة، بل تحولت إلى أداة للهيمنة، حيث أُعيدت صياغة المعاني لتناسب مشاريع السلطة. الديمقراطية، الحرية، العدالة، باتت كلمات منزاحة عن دلالاتها الأصلية، مستنزفة في دوائر الدعاية، تُحمل من المدلولات ما ينسجم مع مصالح القوى المهيمنة، لا مع الواقع الفعلي لمن يعيشون في هامش السردية الكبرى. كلمات مثل “الحرية” و”العدالة” لم تعد مجرد مفاهيم مجردة، بل أصبحت مسلّحة تُستخدم كأدوات لتثبيت الأوضاع القائمة، تمارس وظيفة تطويعية للأفراد والجماعات على حد سواء. إن لعبة الدال والمدلول لم تعد مسألة لغوية صرفة، بل غدت فعلًا سياسيًا بامتياز، حيث يتم إنتاج المدلولات وفقًا لحاجات السوق، والإعلام، والدولة، في عملية محكمة لإعادة تشكيل الوعي الجمعي، عبر قسر الدال على الامتثال لسياقات سلطوية تحكمها المصالح لا الحقائق.
هذه العلاقة بين الدال والمدلول تجلت أيضًا في المجالات الثقافية والفنية، حيث كانت اللغة والعلامات تُستعمل في معركة أكبر من تلك التي تُخاض داخل الكتب والأدوات الفكرية. فإذا كانت الفلسفة قد عكفت على تفكيك البنى اللغوية وإظهار هشاشتها، فإن الأدب والفن قد تطرقا إلى تلك الهشاشة بصورة أكثر جسدية وملموسة. فمن تيار الوعي في الرواية، حيث تتفكك الحبكة ويتوارى السرد الخطي لصالح تداعيات سيالة للوعي، إلى التجريدية في التشكيل، حيث يتوارى الشكل لصالح اللاشكل، صار الفن تعبيرًا عن هشاشة العلاقة بين العلامة ومعناها. فالفن، بعنفوانه التجريدي، يتحدّث بلغة متشظية، لا تبحث عن معنى محدد، بل عن حرية في التعبير. لم يكن ذلك محض تجربة جمالية، بل كان استجابة لمأزق ثقافي عميق: إذا كانت المعاني غير مستقرة، وإذا كانت اللغة غير قادرة على القبض على الحقيقة، فما الذي تبقى للفن سوى الاحتفاء باللايقين والانفتاح على احتمالات التأويل؟ إن الفن، كما الفلسفة، يصبح أرضًا اختبارية يُقاس فيها هشاشة العلاقة بين ما يُقال وما يُراد قوله، بين الدال والمدلول في تفاعل مستمر لا يحاول تثبيت شيء بل يظل في حركة دائمة.
في السياق الراهن، ومع الطفرة الرقمية، جاء هذا الانهيار ليجد صدىً عميقًا في التحولات التي فرضها الزمن الرقمي. إذ بات الدال يتحرر كليًا من أي مدلول ثابت، متحولًا إلى محض ترميز رقمي، يتجلى في أشكال متعددة، لا يحكمه سوى تدفق المعلومات واستراتيجيات الخوارزميات. المعنى أصبح متقطعًا، عائمًا، يتم إنتاجه وفقًا للميكانيزمات الخوارزمية التي تحدد له مواضعه في فضاء رقمي لا مركزي. لم يعد المعنى مجرد كلمة أو فكرة يمكن فهمها بشكل ثابت، بل هو سلعة خاضعة لتحولات السوق الرقمية. يصير كل شيء تحت سيطرة التفاعلات الرقمية، حيث يصبح كل دال في حالة من اللامحدودية والتغير المستمر. كما أن المعنى أصبح عرضة للتشويه والانتقاء، حيث تتدخل خوارزميات ضخمة في تشكيل ما يُعرض لنا من معاني، وبالتالي يتحول الدال إلى أداة لتحقيق مصالح مهيمنة.
وقد تحوّل الفضاء الرقمي إلى ساحة تتسابق فيها السرديات المختلفة، كل واحدة تسعى لإنتاج معانٍ جديدة تتلاءم مع مصالح السلطة الاقتصادية أو السياسية. من خلال منصات التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، يمكن التحكم في ما يُقال ويُكتب، ويُشوه المعنى أو يُقلب وفقًا لمصالح ضيقة. في هذا السياق، لا يعود الحديث عن معنى أو مدلول ثابت، بل عن سطوة الخوارزميات التي تحدد ما يعبر عنه الدال في واقع بلا مرجعيات ثابتة. إن الأسئلة التي تطرحها هذه التحولات الرقمية أصبحت وجودية بامتياز: إذا كانت الكلمات قابلة للبرمجة، وإذا كانت السرديات تُصنع وفقًا لميكانيزمات التحكم الرقمي، فأين تقع الحقيقة في عالم تُعاد فيه صياغة الواقع وفقًا لما تقتضيه المصالح الاقتصادية والسياسية؟ ماذا يعني أن تكون هناك لغة في فضاء رقمي لا تملك فيه الكلمات أي مركز ثابت؟ وماذا يعني أن تكون المعاني مجرد مكونات قابلة للتغيير مع تدفق الخوارزميات؟
هكذا، لا يبدو أن الأمر مجرد تفكك لعلاقة الدال والمدلول، بل هو انهيار كامل للفرضيات التي كانت تؤطر مفهوم المعنى نفسه. لقد تجاوزنا مرحلة التأجيل الدلالي، ودخلنا في طور جديد: ما بعد المعنى، حيث لا يقين، ولا مدلولات قارة، بل فضاء مفتوح على احتمالات لا نهائية، تدور فيه اللغة حول ذاتها، بلا أفق واضح، وبلا سلطة حاسمة تحدد ماذا تعني الأشياء حقًا. وبذلك، تُصبح اللغة، في هذا السياق المعاصر، مجرد ركام من الإحالات المتداخلة التي تبتعد عن أي محاولة جادة للاقتراب من حقيقة ثابتة، بل هي تنبض بحرية محكومة فقط بالآليات التي تشكل الواقع الاجتماعي والسياسي في عصر المعلومات
zoolsaay@yahoo.com