د. عباس شراقي: مصر هبة النيل والمصريين والسد العالى
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
للمرة الثانية فى التاريخ عيد وفاء النيل بدون فيضان
السد العالى جعل أيام السنة كلها أعياد لوفاء النيل
مصر هبة النيل والمصريين والسد العالى
عيد وفاء النيل 15 أغسطس من أقدم الأعياد الرسمية فى العالم حيث يرجع إلى ماقبل العصر المصري القديم منذ أكثر من سبعة الآف عام، ويرجع عمر نهر النيل جيولوجيا إلى حوالى 20 مليون سنة وكان داخل مصر فقط ويجمع الأنهار من جبال البحر الأحمر مثل وادى قنا ووادى الأسيوطى والحمامات ووادى العلاقى، وأخذ شكله الحالى منذ حوالى 6 مليون سنة، حيث ينبع من المنطقة الاستوائية (بحيرة فيكتوريا) والتى تساهم بحوالى 15% من الايراد السنوى، والهضبة الاثيوبية (85%) منها 60% من النيل الأزرق الذى يقام عليه سد النهضة.
أشهر السنة كلها إيراد للنيل مقسمة ثلاثة مواسم رئيسية، اثنان فى المنطقة الاستوائية بمساهمة 15% فى إيراد النيل السنوى الأول سبتمبر – ديسمبر ، والثانى مارس – يونيو، والثالث على الهضبة الإثيوبية يوليو – سبتمبر ويساهم بحوالى 85% من إيراد النيل، المياه الاستوائية (15%) تاتى بانتظام على مدار العام بعد بناء سد أوين على بحيرة فيكتوريا 1955، بينما المياه الاثيوبية (85%) يأتى معظمها إلى مصر نهاية يوليو حتى نهاية نوفمبر، وعند وصولها يرتفع منسوب النيل ويتأكد ذلك فى منتصف أغسطس الذى اتخذه المصريون القدماء للاحتفال بالحدث المهيب بوصول المياه بعد تعطش لشهور عديدة.
السد العالى (1960 – 1970) عمل على تخزين المياه فى بحيرة ناصر وصرفها بانتظام على مدار العام طبقا للاحتياجات خاصة الزراعية، وبالتالى أصبح وصول الفيضان خاص ببحيرة ناصر وليس بالنيل، وأصبحت مقايس النيل أثارًا تاريخية لعدم أهميتها بعد السد العالى، واصبح يوم 15 أغسطس رمزا لمكانة النيل بالنسبة لمصر بعدما كان احتفالًا مهيبا للحدث الجلل بوصول المياه بعد تعطش لشهور عديدة.
سد النهضة بدأ تخزين المياه يوليو 2020 بكميات قليلة ، إزدادت فى يوليو 2023 إلى حوالى 50% من إيراد النيل الأزرق وهو المصدر الأول لايراد النيل فى أغسطس، وبالتالى لم يصل الفيضان إلى بحيرة ناصر فى موعده لأول مرة فى التاريخ، وسوف يتكرر ذلك هذا العام أيضا بسبب التخزين الخامس الذى بدا 17 يوليو الماضى ويستمر حتى الاسبوع الثانى من سبتمبر القادم، والسنوات القادمة أيضا لأن مياه النيل الأزرق سوف تأتى بانتظام على مدار العام كما حدث فى مياه بحيرة فيكتوريا.
السد العالى سوف يظل حصن الأمن المائى الأول للمواطن المصرى، ويوفر المياه فى جميع أوقات السنة بمنظومة عالية هى المسئولة عن مصر الحديثة وحق القول “مصر هبة النيل والمصريين والسد العالى”
شكرا الرئيس جمال عبد الناصر، شكرا بناة السد العالى، شكرا أهلنا فى النوبة الذين ضحوا بأرضهم وبيوتهم، شكرا روسيا على تعاونها معنا فى بناء السد العالى، شكرا لكل الشعب المصرى الذى عانى على مدار 15 سنة 1956 – 1970 لبناء السد العالى.
كل عام والشعب المصرى بخير وعزة وكرامة
د. عباس شراقي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: السد العالى على مدار
إقرأ أيضاً:
«عاشور»: إنتاج 100 سيارة تجريبية بمكون محلي 60% بـ«التجمع الخامس الصناعية»
أكد د. محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، على تنفيذ التكليفات الرئاسية بربط مخرجات البحث العلمى بمتطلبات التنمية المستدامة، خلال 2024، فى إطار تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية للتنمية المستدامة، وكذلك تعزيز التعاون بين الجهات البحثية والمؤسسات الصناعية والإنتاجية لتلبية احتياجات الأقاليم الجغرافية.
وأوضح الوزير أنه تم توظيف مخرجات البحث العلمى لتطوير صناعة الدواء ودفع عجلة الاقتصاد الوطنى، وإنتاج أول 100 سيارة تجريبية بالمنطقة الصناعية بالتجمع الخامس بمكون محلى 60%، وكذلك إنتاج أجهزة تنفس صناعى معتمدة من الاتحاد الأوروبى وحاصلة على ترخيص هيئة الدواء المصرية بتكنولوجيا مصرية 100%.
وقال الوزير إنه تم وضع نموذج منبثق من مفهوم التحالفات الإقليمية السبعة، لتأسيس مركز بكل إقليم ومجلس تنفيذى يضم رؤساء الجامعات المشاركة بالتحالف، وإنشاء 4 مراكز تخصصية ووحدات محلية لإدارة وبناء المخرجات المستهدَفة، بالتنسيق مع المجلس التنفيذى لمبادرة «تحالف وتنمية».
وكذلك توظيف الإمكانات الكبيرة للمراكز والمعاهد البحثية فى بناء شركات ناشئة تُسهم فى توفير فرص عمل للشباب، وتوجيه الأبحاث العلمية نحو معالجة التحديات الملحة التى تواجهها مصر والعالم، ومنها تغيّر المناخ وأمن الغذاء والطاقة المتجددة.
وأعلن «عاشور» عن تسلم أول شحنة من عقار «ترايكافتا» لعلاج المرضى المصابين بالتليّف الكيسى، التى تتضمن 2800 عبوة، مُخصّصة للاستخدام فى مركز علاج التليف الكيسى بمستشفيات جامعة عين شمس، منوهاً بأن مصر بدأت بإنتاج أجهزة تنفس صناعى معتمدة من الاتحاد الأوروبى وحاصلة على ترخيص هيئة الدواء المصرية باستخدام تكنولوجيا مصرية بنسبة 100%، ومن المقرر إنتاج 500 جهاز تنفس خلال الفترة القادمة.
وأولت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى اهتماماً كبيراً بملف التحول الرقمى وميكنة الخدمات، بعدما أصبح التحول الرقمى ضرورة حتمية ولا بديل عنه لتنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى، وخطت الجامعات خطوات جادة وسريعة فى هذا الملف لتحويل الجامعات إلى جامعات الجيل الرابع فى المجالات التعليمية والبحثية.
وأكدت الوزارة أنها تدعم استخدام التكنولوجيا فى العملية التعليمية، حيث استخدمت الوسائل الرقمية لتحسين تقديم المحتوى التعليمى وتفاعل الطلاب معه، مشيراً إلى أن الخطوات الجديدة التى اتخذتها الوزارة نحو التحول الرقمى فى 2024 تضمنت تنفيذ خطة شاملة للتحول الرقمى فى الجامعات، تحت عنوان «التحول الرقمى والرؤية المُستقبلية»، والتى تتكامل مع المبادئ الـ7 للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى، وهى «التكامل، التخصصات المُتداخلة، الاتصال، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الريادة والإبداع»، من خلال 3 محاور رئيسية، تشمل «بناء وتطوير أساس رقمى مركزى، مهارات خريج المستقبل 2050، ومؤسسات تعليم عال ذكية وفعالة».
وأوضحت أنه تم ضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات جنيه فى تطوير البنية التحتية الرقمية بالجامعات الحكومية، وتم إطلاق أول تجربة دمج للذكاء الاصطناعى التوليدى بإحدى المواد الدراسية بجامعة عين شمس، من خلال التعاون بين الوزارة وشركة مايكروسوفت العالمية، لاستخدام الذكاء الاصطناعى التوليدى لدعم الطلاب بمهارات سوق العمل من خلال المقررات الدراسية تمهيداً لتعميمها على باقى البرامج الدراسية بالجامعات.
وأشارت إلى أن التحول الرقمى وربط الذكاء الاصطناعى بمنظومة التعليم العالى والبحث العلمى يعد من أولويات عمل الوزارة خلال الفترة القادمة، وتنقسم محاور مشروع التحول الرقمى إلى 6 محاور رئيسية، هى: (الحرم الجامعى الذكى، إجراء الاختبارات الإلكترونية، المنصات والبوابات الإلكترونية، تطوير البنية التحتية، وتطوير النظم والتطبيقات من خلال تفعيل نظام إدارة التعليم وتطوير المحتوى التعليمى الجامعى).
وأكدت الوزارة أنها تولى اهتماماً كبيراً برعاية رواد الأعمال والمبتكرين، إيماناً منها بدورهم المهم فى بناء مستقبل الوطن، وأنهم قادرون على تحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات، وهذا التوجه يأتى فى إطار الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى، التى تهدف إلى تهيئة بيئة محفزة على الابتكار والتميز، ما يساهم فى بناء قاعدة علمية وتكنولوجية قادرة على دفع الاقتصاد الوطنى نحو التقدم المستمر.
وأعلنت الوزارة أن عام 2024 شهد اهتماماً مكثفاً لتعظيم الاستفادة من بنك المعرفة المصرى، وتعميم تجربته ونقلها للعالم، وهذا الاهتمام يأتى تقديراً لدور بنك المعرفة كأحد أهم المشروعات القومية التى تحظى بمتابعة واهتمام القيادة السياسية، وتجسد إيمانها العميق بأهمية التعليم والمعرفة فى بناء الإنسان المصرى، مشيراً إلى أن البنك يعتبر من أكبر بنوك المعرفة على مستوى العالم، ويمثل مُستودعاً معرفياً ضخماً، يضم ملايين المصادر الثقافية والمعرفية والبحثية التى تُسهم فى دعم التعليم والبحث العلمى، وتنمية المهارات اللازمة لسوق العمل، ودعم النشر العلمى الأكاديمى، والوزارة حريصة على تعظيم الاستفادة منه، لما يوفره من إمكانات فريدة وهائلة للتعلم والتدريب، بجانب دوره فى تنمية المهارات وإعداد خريجين مؤهلين لسوق العمل.
وأوضحت أن من أهم الأحداث التى عكست نجاح تجربة بنك المعرفة المصرى الرائدة خلال عام 2024، كانت استقبال الوزارة لوفود من 20 دولة من الدول الأعضاء بمنظمة اليونيسكو، بهدف نقل التجربة المصرية عن بنك المعرفة المصرى لمنظمة اليونيسكو، حيث سعت مصر من خلال هذه الزيارة لمشاركة تجربتها مع الدول الأعضاء بمنظمة اليونيسكو، للاستفادة منها وتعميمها على باقى الدول الأعضاء بالمنظمة، وأشاد الحضور الكبير من ممثلى المنظمة برؤية مصر المستقبلية فى تطوير التعليم العالى والبحث العلمى.
من جانبه قال الدكتور هانى عياد، المدير التنفيذى لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، إن عام 2024 شهد تنظيم عدة مسابقات وبرامج ومبادرات لدعم الابتكار وريادة الأعمال فى مصر، أبرزها مسابقة أولمبياد الشركات الناشئة، التى شارك فيها 976 فريقاً من 91 جامعة ومعهداً بحثياً، وتأهل 130 فريقاً فى مسار الطلاب، و65 فى مسار الباحثين للمنافسة الإقليمية، حيث تأهل 117 فريقاً للمعسكر الختامى بجامعة الجلالة، وتأهل منهم 55 فريقاً للتصوير فى برنامج Gen-Z 2024، الذى يعد من أكبر المسابقات الابتكارية فى مصر بتمويل يصل إلى 100 مليون جنيه، بالتعاون بين الصندوق وشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وتم تنفيذ البرنامج التأهيلى الـ«Dolphin Tank»، الذى نظمه الصندوق لتأهيل الـ55 فريقاً للعرض النهائى والتصوير فى البرنامج التليفزيونى Gen Z 2024 بمعدل 56 ساعة إرشاد وتوجيه.