لأول مرة منذ بداية الحرب، الجيش والحكومة والشعب كلمة واحدة وموقف واضح؛ لا تفاوض مع المليشيا ما لم تنحسب من كل مكان تحتله.

موقف مقنع للمواطن المشرد الذي يريد العودة إلى بيته. الدولة لا ترفض السلام ولا التفاوض، والمشكلة هي مليشيا الدعم السريع التي حولت البلد كلها بما في ذلك المواطن نفسه إلى ساحة معركة وتريد تحقيق مكاسب سياسية من خلال احتلال المدن والقرى وتشريد أهلها ، من خلال خلق أزمات إنسانية، ومن خلال الإجرام الفج بالقصف الشعوائي والقتل والنهب والاغتصاب.

كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم، ولكن الوسطاء و “دعاة السلام” لا يريدون رؤيته، ويريدون من الجيش أن يذهب ويعترف بهذه المليشيا الإجرامية ويكافئها على كل ما قامت وتقوم به من جرائم. يدعون الحرص على الشعب السوداني وهم متواطئون مع المليشيا.
هذه قاعدة كل من ليس مع الجيش ومع الدولة فهو مع المليشيا؛ فمن ليس معنا فهو ضدنا. لا توجد منطقة وسطى لوساطة أو تهدئة أو غيرها. لأن المليشيا لم تترك مكانا للحياد، لأن ما تقوم به المليشيا هو محض إجرام وإرهاب وليست حربا سياسية.

ويبدو أن قيادة الدولة اقنتعت بهذه القاعدة بصعوبة ولذلك اتجهت إلى شعبها وتجاهلت الخارج.
الحكومة لا ترفض السلام، مثل الشعب تماما، ولكن لا سلام في ظل وجود المليشيا في المدن والقرى ولا حتى بالقرب منها أو حولها. ومن يستطيع أن يخرجها من المناطق التي تحتلها بدون حرب فليفعل، وبعد ذلك له أن يلوم الجيش لو استمر في الحرب.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أتمنى الموت صرخة بثينة من قلب خيمة في غزة

على أطراف مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفي خيمة مهترئة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، تعيش بثينة إسماعيل مع أحفادها بعد أن فقدت بيتها وكل من كان يساندها في الحياة.

وقد دُمر منزل الجدة بالكامل جراء القصف، ولم يتبقَّ منه أثر، كما فقدت زوجها واثنين من أبنائها خلال الشهور الماضية في واحدة من أقسى المآسي التي خلفها العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.

الخمسينية الفلسطينية بثينة إسماعيل من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة (الجزيرة)

وكانت بثينة تعيش حياة بسيطة ومستقرة قبل الحرب، تؤمّن لها ولعائلتها احتياجاتهم اليومية بفضل زوجها الذي كان يعمل بجد. لكنها اليوم تقف وحيدة في وجه الظروف القاسية، وتكافح من أجل توفير الطعام والماء لأحفادها الذين أصبحوا في عهدتها بعد استشهاد والديهم.

بثينة اليوم أرملة وثكلى ومُهجّرة (الجزيرة)

وفي يناير/كانون الثاني 2024، استشهد نجلها الأكبر، ولم تمضِ أيام حتى فقدت زوجها في قصف استهدف حيهم السكني. وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام، استشهد ابنها الثاني، لتجد نفسها فجأة مسؤولة عن أسرة مكونة من أطفال صغار دون أي معيل أو دعم.

بثينة تجسد واحدة من آلاف القصص الموجعة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية في غزة (الجزيرة)

وتقول بثينة إن البئر التي كانت توفر المياه لمنزلهم قُصفت أيضا، مما أجبرها على حمل المياه لمسافات طويلة على ظهرها، وسط برد الشتاء وقلة الإمكانات، لتؤمّن الحد الأدنى من احتياجات الأطفال الذين باتت حياتهم معلقة بخيط من صبر جدتهم.

وتصف أيامها بأنها "كابوس لا ينتهي" وتضيف "كنت أعيش كأميرة وسط عائلتي، اليوم صرت أستجدي لقمة العيش، وكل شيء أصبح على عاتقي".

الجدة تتفرغ لرعاية أبنائها وأحفادها في خيمة غير صالحة للعيش (الجزيرة)

وتُعد بثينة واحدة من آلاف النساء في قطاع غزة اللواتي تحمّلن أعباء مضاعفة خلال الحرب، بعد أن فقدن أزواجهن وأبناءهن وبُيوتهن.

وتُظهر التقارير الحقوقية أن نحو 25% من عائلات غزة فقدت المعيل الأساسي، مما أدّى إلى اتساع دائرة الفقر، وزيادة أعداد النساء اللواتي يُجبرن على العمل في أصعب الظروف لتأمين أساسيات الحياة.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام .. أوكرانيا تكشف خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • خلاف ناري بالكابينيت: "مساعدات غزة" تُشعلها بين الجيش والحكومة!
  • مختار جمعة: الأقصى أمانة في أعناق المسلمين جميعًا.. وموقف مصر مشرف
  • بريطانيا وصمود .. محاولة الإلتفاف على الدولة والشعب السوداني
  • لأول مرة منذ بداية الحرب.. بوتين: مستعد لمحادثات مباشرة مع زيلينسكي
  • تونس.. احتجاجات واسعة والشعب يطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين
  • الجارديان: بوتين يعلن "لأول مرة" استعداده لمحادثات ثنائية مع أوكرانيا لإنهاء الحرب
  • استطلاع: 56% من الإسرائيليين يريدون اتفاقا يُعيد الأسرى وينهي الحرب
  • البابا تواضروس: الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية واضح كالشمس
  • أتمنى الموت صرخة بثينة من قلب خيمة في غزة