الجزيرة:
2024-09-11@03:19:57 GMT

سباق دبلوماسي أميركي في لبنان لتجنب سيناريو الحرب

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

سباق دبلوماسي أميركي في لبنان لتجنب سيناريو الحرب

بيروت- دخلت منطقة الشرق الأوسط مرحلة خطيرة وحذرة، وبدأ سباق محموم بين الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد العسكري الذي يُنذر بحرب واسعة، على وقع انتظار رد كل من إيران وحزب الله على جريمة الاغتيال الإسرائيلية الأخيرة بحق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت نهاية يوليو/تموز الماضي.

ومع اقتراب موعد اجتماع الدوحة حول مفاوضات وقف النار في غزة المقرر غدًا الخميس، وصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم الأربعاء، للمرة الخامسة منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف التصعيد عبر الحدود اللبنانية، تزامنا مع تصاعد حدة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل وكسر قواعد الاشتباك بين الطرفين.

وبينما واصل حزب الله قصف المدن والمستوطنات بالصواريخ، وأعلن اليوم استهدافه 5 مواقع إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية للبنان، وفي تلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة، كثف الجانب الإسرائيلي غاراته الجوية وقصفه المدفعي على عدة بلدات جنوب لبنان.

جهود المبعوث الأميركي

دفع هذا التوتر المتصاعد المبعوث الأميركي إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أن الحاجة للحل الدبلوماسي أصبحت أكثر إلحاحا مع تصاعد "الأعمال العدائية بين الطرفين" منذ زيارته الأخيرة إلى لبنان، حسب تعبيره.

وأشار هوكشتاين، عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، إلى إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي، مشددا على أن لا أحد يرغب في اندلاع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل، وأكد أن الرئيس بايدن يعمل بلا كلل للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وإطلاق المحتجزين، موضحا أن الرئيس طلب منه العودة إلى لبنان قبل بدء مفاوضات غزة.

وقد صرح مصدر رسمي لبناني للجزيرة بأن هوكشتاين أبلغهم أن واشنطن تبذل جهودا كبيرة للتوصل إلى وقف النار في غزة، وأوضح أن اجتماع الدوحة سيتركز على جانبين أساسيين يتعلقان بالخطة التطبيقية للاتفاق، وأن هذه الاجتماعات -التي ستستمر يومين- ستكون مكثفة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل لوقف النار.

كما أكد هوكشتاين أن إدارة الرئيس بايدن تعمل على منع توسع المواجهة إلى لبنان، داعيا إلى تهدئة الأوضاع لتفادي تطور الأمور إلى حرب، وموضحا أن هناك قناعة أميركية بأن وقف القتال في غزة سيساهم في تهدئة الوضع في لبنان.

ومن جهته، حذر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال جلسة وزارية اليوم، من خطورة الوضع الراهن قائلا "نحن أمام فرص محدودة للتحرك الدبلوماسي لمنع الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي".

وأشار ميقاتي إلى أن الجولات الخارجية مع رؤساء وقادة دول عربية وأجنبية تكثفت، نظرا لخطورة الوضع في لبنان، وتأثيره على أمن المنطقة، وأكد أن لبنان ملتزم بتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بكامل بنوده، معتبرا أنه المدخل الأساسي لأي حل.

زيارة هوكشتاين تدعو لتفعيل حل دبلوماسي لمشكلة لبنان عبر تطبيق القرار 1701 (الجزيرة) مخاوف أميركية

ويرى علي مطر الباحث في العلاقات الدولية والمحلل السياسي أن زيارة هوكشتاين تأتي بهدف منع توسع الاشتباكات في المنطقة، مما يؤدي إلى وقف التصعيد في لبنان وإعادة المدنيين بالجنوب اللبناني إلى قراهم، وكذلك المستوطنين إلى منازلهم.

وأوضح الباحث -للجزيرة نت- أن الولايات المتحدة لا ترغب في توسع الحرب حاليا لأسباب عدة، أهمها أنها تمر بفترة انتخابات رئاسية حاسمة، بالإضافة إلى أن أي تصعيد واسع في المنطقة قد يهدد المصالح والقواعد الأميركية، كما أن الجيش الإسرائيلي يعاني من الاستنزاف، وليس في مصلحته التورط في تصعيد إضافي.

ولفت إلى مخاوف الولايات المتحدة من رد جدي من إيران وحزب الله، مشيرا إلى أن الأمور قد تتفاقم إذا رفض الإسرائيليون التوصل إلى وقف إطلاق النار واستمروا في التصعيد، وأضاف "لذلك نشهد اليوم محاولات من جميع الأطراف لتجنب الانزلاق نحو حرب شاملة" وشدد على أن تحقيق ذلك يتطلب ممارسة ضغط أكبر على الإسرائيليين لضمان الوصول إلى حل يوقف التصعيد.

فترة ترقب

رأى المحلل السياسي توفيق شومان -في حديث للجزيرة نت- أن زيارة هوكشتاين هذه المرة تؤكد أن هناك قرارا أميركيا حاسما بوقف النار في غزة، وبدعم من مختلف العواصم في العالم، وبالتالي فإن الزيارة تهدف إلى تحقيق أمرين رئيسيين هما الترغيب والترهيب.

ويتوقع أن يطلب المبعوث الأميركي من المسؤولين اللبنانيين تأجيل الرد المقرر من قبل حزب الله، بهدف إعطاء الوقت للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات المزمع إجراؤها في الدوحة غدا.

وفي قراءته للترهيب، اعتبر المحلل السياسي أن الزيارة حملت رسالة مفادها أن أي رد فعل كبير من حزب الله أو "محور المقاومة" خلال هذه الفترة سيعرضهم للمسؤولية أمام المجتمع الدولي باعتبارهم "معرقلين لوقف إطلاق النار في غزة".

أما وفقا للترغيب، فإن الزيارة تدعو لتفعيل حل دبلوماسي لمشكلة لبنان عبر تطبيق القرار 1701 الذي يمنح قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" السلطة للعمل في المناطق الحدودية، دون الحاجة لتعاون مباشر من الجيش اللبناني بالمرحلة الأولى، على أن يتولى مهامه لاحقا بعد تأهيله. وفي المقابل، سيتم الانسحاب من النقاط الحدودية المتنازع عليها.

وأكد المحلل السياسي أن لبنان يرفض مناقشة تطبيق القرار 1701 قبل التأكد من وقف النار في غزة، مشيرا إلى أن الأطراف المعنية ما زالت تكسب الوقت حيث يستمر التصعيد من قبل نتنياهو دون ضغوط أميركية جدية، في ظل ضعف الإدارة الأمريكية الحالية وقرب موعد الانتخابات.

وتوقع أن يسود الصمت اعتبارا من غد الخميس، مع احتمال استمرار الوضع كما هو دون رد كبير من حزب الله أو "محور المقاومة" إلا إذا قامت إسرائيل بخروقات كبيرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المبعوث الأمیرکی وقف النار فی غزة القرار 1701 فی لبنان حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

عودة التهديدات الإسرائيلية للبنان.. هل ترتفع أسهم الحرب من جديد؟!

بعدما انخفضت أسهم الحرب إلى أدنى مستوياتها في أعقاب ردّ "حزب الله" على جريمة اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، الذي وُصِف بـ"المدروس" لمنع الانزلاق إلى الحرب، ما عزّزه حينها القرار الإسرائيلي بـ"عدم الردّ"، معطوفًا على استراتيجية "تبريد الجبهة" التي عادت إلى وتيرتها السابقة، ما قبل ضربة الضاحية الجنوبية لبيروت، عادت "لهجة" التهديدات لتطغى في الأيام القليلة الماضية، فاتحة باب التكهّنات على مصراعيه من جديد.
 
فخلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّه أصدر تعليمات للجيش وقوات الأمن بـ"الاستعداد لتغيير الوضع في الشمال"، مشدّدًا على أنّه "لا يوجد احتمال لاستمرارنا بهذا الوضع، ونحن ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان". وجاء كلام نتنياهو بعد ساعات من إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، أنّ الجيش الإسرائيلي "يستعدّ لخطوات هجومية" داخل الأراضي اللبنانية.
 
ولم تقتصر التهديدات على نتنياهو وهليفي فقط، إذ دخل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مجدداً على الخط، عبر دعوة الحكومة والجيش إلى "المبادرة بشن حرب في لبنان لإعادة السكان"، ومثله فعل عضو الكنيست الإسرائيلي نيسيم فاتوري، الذي تحدّث عن وجود "نيّة" بالحرب في الشمال بعد إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة، وذلك بمعزل عن موقف الأميركيين ورأيهم، فكيف تُفهَم هذه التهديدات المتجدّدة ضدّ لبنان، وما السرّ الكامن خلفها؟
 
"ضغوط" داخل إسرائيل؟
 
أشبه بـ"البروباغندا"، تبدو تهديدات المسؤولين السياسيين في إسرائيل، بالحرب ضدّ لبنان، من أجل ما يسمّونه بتغيير الوضع في الشمال، في إشارة إلى النزوح القسري لمستوطني الشمال من منازلهم منذ فتح "حزب الله" جبهة جنوب لبنان في الثامن من تشرين الأول الماضي، "بروباغندا" تجد ما يعزّزها في بعض التقارير الصحفية، التي تنقل عن مسؤولين أمنيين قولهم إنّ هذه الحرب لم تعد خيارًا، وإنّ لحظتها الحاسمة تقترب أكثر فأكثر يومًا بعد يوم.
 
ثمّة من يعزو هذه التهديدات إلى الضغوط الداخلية في إسرائيل، نتيجة "المأزق" الذي وُضِعت به الحكومة، العاجزة منذ أكثر من عشرة أشهر عن إغلاق الجبهة التي فتحها "حزب الله"، بعدما جعل الإسرائيليين للمرّة الأولى في معرض "ردّ الفعل"، وليس "الفعل"، وغير القادرة على فرض عودة المستوطنين إلى منازلهم، سواء بالدبلوماسية، وهو الذي يُعتبَر الخيار المفضّل للإسرائيليين، أو بالعمل العسكري، الذي يبقى محصورًا في خانة التهديدات.
 
ولعلّ هذه الضغوط ازدادت نسبيًا بعد ردّ "حزب الله" الأخير، الذي اكتفت إسرائيل في أعقابه بالتقليل من شأنه ومن أهميته، من دون أن تتوعّد بالردّ عليه حتى كما دأبت على أن تفعل، بل تنتقل من بعده إلى جبهات أخرى في الضفة الغربية وغيرها، وكأنّ "الأمر انتهى" بالنسبة إليها، كما انتهى بالنسبة لـ"حزب الله"، الذي طمأن جمهوره ودعاه للعودة إلى الضاحية، مع تأكيده أنّ "الجبهة" ستبقى مفتوحة طالما أنّ العدوان الإسرائيلي على غزة مستمرّ.
 
معضلات وصعوبات
 
من هنا، قد تكون التهديدات الإسرائيلية المستجدّة "محاولة احتواء" لهذه الضغوط، إن جاز التعبير، باعتبار أنّ المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو، يحاولون القول إنّ "الجبهة اللبنانية" تبقى على "قائمة الأهداف" الموضوعة، وإنّ الوضع على خطّها لا يمكن أن يستمرّ كما هو في الوقت الراهن، حتى في حال انتهت الحرب الإسرائيلية على غزة، علمًا أنّ تل أبيب أوصلت رسائل من هذا النوع إلى الوسطاء في أكثر من مناسبة.
 
لكن، بعيدًا عن الكلام، يقول العارفون إنّ أحدًا لا يعتقد أنّ الانتقال من "القول" إلى "الفعل" بات فعلاً قريبًا، إذ ثمّة العديد من المعوّقات التي لا تسمح لإسرائيل بتوسيع الهجوم ضدّ لبنان، أقلّه في الوقت الحالي، وأولها إدراكها أنّ الحرب ضدّ "حزب الله" بالمعنى التقليدي تضرّ أكثر ممّا تنفع، وأنّ كلّ ما واجهته في غزة قد لا يُقارَن بما يمكن أن تواجهه فيها، وثانيها افتقادها لعنصر المفاجأة المطلوبة في المواجهة، في ضوء حرب الاستنزاف الحاصلة.
 
لكنّ العارفين لا يستبعدون احتمال أن تقدم إسرائيل على المزيد من التصعيد العسكري في المرحلة المقبلة، من باب "رفع السقف" من جهة، واستغلال الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية من جهة ثانية، علمًا أنّ ارتفاع وتيرة القصف والعمليات في اليومين الماضيين يندرج في هذه الخانة، بما في ذلك المجزرة الإسرائيلية في بلدة فرون، بعد استهداف مسيّرة إسرائيلية مركبة للدفاع المدني بصورة مباشرة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص.
 
تشير كلّ التقديرات إلى أنّ الحرب، أو ربما الحروب الإسرائيلية، لن تنتهي قبل نضوج صورة السباق إلى البيت الأبيض، ومعرفة هوية الفائز بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، ليُبنى بعد ذلك فقط على الشيء مقتضاه. إذا صحّ ذلك، فهو يعني أنّ التصعيد سيكون عنوان الشهرين المقبلين الفاصلين عن الانتخابات الأميركية، من غزة إلى الضفة وصولاً إلى لبنان، تصعيدٌ لا يستطيع أحد أن يتكهّن ما إذا كان سيبقى "مضبوطًا"..  


المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • الحرب الكبرى لن تقع
  • التصعيد جنوباً يفاقم المخاوف.. غالانت: الحرب مع لبنان وشيكة
  • هآرتس: واشنطن حذرت إسرائيل من حرب شاملة مع لبنان
  • مسؤول أميركي يحذر من حرب مع حزب الله والغارات الإسرائيلية تتواصل
  • مسؤول أمريكي: حرب إسرائيل ضد حزب الله ستكون كارثية
  • التصعيد الاسرائيلي بشكل جديد
  • إسرائيل ترهن وقف تهديدها بانسحاب حزب اللهمن جنوب الليطاني
  • عودة التهديدات الإسرائيلية للبنان.. هل ترتفع أسهم الحرب من جديد؟!
  • إسرائيل تستفزّ حزب الله... هل تطيح بـ قواعد الاشتباك؟
  • إعلام إسرائيلي: الجيش مستعد للمعركة المحتملة مع لبنان وجاهز لأي سيناريو