قصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل وسموتريتش يدعو لاجتياح لبنان
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
تبادل حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي القصف على طول الشريط الحدودي، وفي حين تتزايد الدعوات الغربية لوقف التصعيد بالمنطقة طالب وزير المالية الإسرائيلي باجتياح لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مواقع عسكرية لحزب الله في بلدات ميس الجبل ورب ثلاثين وبليدا والناقورة وعيتا الشعب وراشيا الفخار جنوبي لبنان.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قصف بالمدفعية منصة لإطلاق الصواريخ في منطقة حولا جنوبي لبنان.
وقالت مراسلة الجزيرة إن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت سيارة في بلدة مرجعيون جنوبي لبنان، من جهتها قالت وزارة الصحة اللبنانية إن "3 استشهدوا وأصيب 5 آخرون في غارة إسرائيلية على بلدتي مرجعيون وبليدا جنوبي لبنان".
وعقب قصف سيارة في مرجعيون، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن السلطات طلبت من المستوطنين في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان، بعدم التجمع والبقاء قرب الملاجئ.
في المقابل، أعلن حزب الله عن أنه قصف مستوطنة كريات شمونة، رداً على استهداف المدنيين في بلدة العباسية.
وهاجم الحزب بالمسيرات جنودا إسرائيليين في شمال مستوطنة "أبيريم" وفي "حرش شتولا".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلية إن 3 صواريخ على الأقل أُطلقت من لبنان وسقطت على كريات شمونة.
وذكرت الإذاعة العسكرية في وقت سابق، أنه "تم رصد إطلاق قذائف من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة بمنطقة منارا دون إصابات"، وذلك عقب دوي صفارات إنذار في بلدات قرب الحدود.
تحركات دبلوماسيةسياسيا، قال مصدر رسمي لبناني للجزيرة، إن المبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس هوكستين أوضح للمسؤولين اللبنانيين أن محادثات الدوحة ستستمر يومين، وتركز على جزئيتين تتعلقان بالخطة التطبيقية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وذكر المصدر اللبناني، أن هوكستين أبلغهم أن واشنطن تبذل جهدا كبيرا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأنها تعمل لمنع توسع رقعة المواجهة في لبنان.
ودعا هوكستين لتهدئة الأوضاع في لبنان، منعا لتطور الأمور وانزلاقها إلى حرب؛ كما عبر عن قناعة أميركية بأن وقف الحرب في غزة سيؤدي إلى تهدئة في لبنان.
بدوره، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، خلال لقائه هوكستين، إن الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها إسرائيل تدل على تصميمها على التصعيد العسكري وإفشال أي مساع لوقف الحرب.
من جهته، يقوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه غدا الخميس بزيارة لبيروت، في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة من أجل خفض التصعيد في المنطقة.
ومن المتوقع أن يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ونظيره عبد الله بو حبيب.
اجتياح لبنانوفي إسرائيل، قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل مجبرة على شن الحرب ضد لبنان ونقل الحزام الأمني إلى داخل الأراضي اللبنانية.
وأكد سموتريتش -خلال لقائه مستوطنين في الجولان السوري المحتل- أن الحكومة ستواصل بذل كل ما في وسعها من أجل استعادة الأمن لمواطني شمال إسرائيل وعودتهم إلى الحياة الطبيعية الكاملة.
وتأتي هذه التصريحات وسط مخاوف من اندلاع حرب واسعة، حيث تتأهب إسرائيل لرد انتقامي من حزب الله على اغتيالها القيادي العسكري البارز بالحزب فؤاد شكر في بيروت يوم 30 يوليو/تموز الماضي.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض لبنانية في الجنوب، وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قصفا يوميا، ما خلّف مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب مدمرة تشنها إسرائيل، بدعم أميركي، على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي؛ ما أسفر عن أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی جنوبی لبنان حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
مسودة هوكستين محتواها الإطار العام لتطبيق الـ1701 وواشنطن تطالب بملحق ضمانات
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": توقعت مصادر لبنانية أن تدخل المشاورات المفتوحة بين الوسيط الأميركي آموس هوكستين ورئيس المجلس النيابي نبيه بري لتطبيق القرار الدولي 1701، مرحلة جديدة فور الاتفاق على صياغة موحدة للمسودة التي أعدها الأول، وتتعلق بما تم التفاهم عليه خلال زياراته المتكررة لبيروت، والتي تولت سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان، ليزا جونسون، تسليم بري نسخة منها للتدقيق فيها، والتأكد من أنها متطابقة مع تلك التي يحتفظ بها؛ لقطع الطريق على إخضاعها لاجتهادات يتعارض محتواها وتؤدي إلى سوء تفسير يمكن أن يعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر.
وعلمت «الشرق الأوسط» من المصادر السياسية أن بري أرسل بواسطة معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، نسختين عن المسودة؛ الأولى لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والثانية لقيادة «حزب الله»، للتدقيق فيها؛ تمهيداً للرد عليها بعد التأكد من أنها متطابقة مع المسودة التي أعدها بري.
وقالت إن مجرد التوافق على مسودة موحدة سيدفع باتجاه التفاهم على آلية لتنفيذ القرار 1701، على قاعدة أنها تشكل الإطار العام للتقيد بمضامينها، وعدم إدخال أي تعديل على القرار يتعارض ومندرجاته. وكشفت عن أن هوكستين يقترح في مسودته التي أودعها بري للتدقيق فيها، تشكيل لجنة تتولى مراقبة تنفيذ القرار على نحو يسمح لها بالتدخل بواسطة الجيش اللبناني المنتشر في جنوب الليطاني بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية لمنع الخروق، في حال تأكد وجودها.
ولفتت إلى أن بري يقترح في المقابل توسيع اللجنة، التي تتشكل حالياً من ممثلين عن «يونيفيل» والجيشين اللبناني والإسرائيلي، وتتخذ من مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة مكاناً لاجتماعاتها.
وأكدت المصادر السياسية أن بري يؤيد توسيعها، بدلاً من تشكيل لجنة بديلة، على أن يضاف إلى الحالية التي تجتمع في الناقورة ممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا. ورأت أن هناك ضرورة لذلك لاعتبارين: الأول يكمن في أن واشنطن تتولى الوساطة بين لبنان وإسرائيل، ومن غير الجائز عدم تمثيلها في اللجنة، فيما يعود الاعتبار الثاني إلى أن لفرنسا حضوراً فاعلاً في «يونيفيل» يستدعي وجودها فيها؛ كونها الأقدر على التواصل مع «حزب الله»، بخلاف الولايات المتحدة، بما أنها تدرجه على لائحة الإرهاب، وهذا ما يسمح لها بالتدخل فوراً، في حال أن الخرق حصل على يد مجموعات تخضع لإمرة الحزب.
وشددت المصادر على أن بري وميقاتي ليسا في وارد السماح لإسرائيل بالتدخل لمنع الخروق في جنوب الليطاني، خصوصاً أن هوكستين لم يأت على ذكر ذلك في لقاءاته مع بري، وقالت إن المهمة توكل حصراً للجنة المكلفة بمراقبة سير تنفيذ الـ1701، وضمان التزام «حزب الله» وإسرائيل به، فيما تطالب واشنطن بضم ملحق إليه هو بمثابة «ضمانات» لإسرائيل بعدم خرق الحزب له، يجيز لها التوغل في عمق الجنوب متذرعة، أي واشنطن، بأنها لا تتعارض وروحية القرار.
ورداً على سؤال، أكدت المصادر نفسها أن لا مبرر لإسرائيل بالتوغل داخل الأراضي اللبنانية بذريعة أنها مضطرة للتعامل مباشرة مع الخروق لحظة الإعداد لها لمنع حصولها. وقالت إن اللجنة «الخماسية» تتولى التدخل بواسطة الجيش اللبناني بعد تعزيز انتشاره في جنوب الليطاني لوقفها، إضافة إلى أنه يأخذ على عاتقه السيطرة على ما تبقى من تحصينات وأنفاق وبنى تحتية لـ«حزب الله».
وتابعت أن وحدات من الجيش اللبناني تتولى الوجود داخلها مع انكفاء «حزب الله» من جنوب الليطاني إلى شماله، وعدم السماح لأي وجود مسلح من خارج الشرعية اللبنانية. وأكدت أن لا مبرر لتدميرها في حال موافقة الحزب على تخليه عنها لصالح الجيش اللبناني.
ولم تستبعد المصادر أن يصار إلى تطعيم القوات الدولية بوحدات عسكرية إضافية من جنسيات متعددة، ليكون بمقدورها مؤازرة الجيش اللبناني وإحكامه السيطرة بالكامل على منطقة العملية المشتركة في جنوب الليطاني.
ورأت المصادر أن واشنطن تتولى مهمة المراقبة بدلاً من السماح لإسرائيل بالتدخل لمنع استخدام المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا لتهريب السلاح الذي يسمح لـ«حزب الله» بإعادة تدعيم ترسانته العسكرية. وقالت إن النموذج الذي يطبق حالياً في مطار رفيق الحريري الدولي، الذي سمح للجيش بضبطه على نحو يمنع كل أشكال التهريب من لبنان وإليه، يجب أن ينسحب على مرافئ بيروت وصيدا وطرابلس، خصوصاً أن واشنطن تشهد له بقدرته في السيطرة على المطار.
وأكدت أن تشديد الرقابة على المعابر غير الشرعية التي تربط بين لبنان وسوريا يجب أن تُدعم بمزيد من أبراج المراقبة، وكشفت عن أن واشنطن أخذت على عاتقها مراقبة المعابر بين العراق وإيران لقطع الطريق على استخدامها لتمرير السلاح إلى «حزب الله» عبر المعابر اللبنانية.
ولدى سؤال المصادر نفسها عن طلب إسرائيل مراقبة الحدود اللبنانية - السورية، قالت إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بحث في زيارته الأخيرة لروسيا إمكانية تدخل موسكو لهذا الغرض، لكنه لم يحصل على جواب قاطع؛ لأن للقيادة الروسية رؤية تتعلق بإعادة ترتيب الوضع في المنطقة بدءاً من لبنان، وبالتالي لن تقدم خدمة مجانية بلا أي مقابل.
وعليه، تدعو واشنطن اللبنانيين لالتقاط الفرصة للتوصل لوقف إطلاق النار، ولا ترى من موجب للإطاحة بها، خصوصاً أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن توافق وخلفه دونالد ترمب على تمديد مهمة هوكستين للتوصل لوقف النار بين إسرائيل و«حزب الله» على قاعدة التسليم بإلحاق القرار 1701 بضمانات توفر لإسرائيل التطمينات بعدم قيام الحزب بخرقه، ومنعه من إعادة تأهيل ترسانته العسكرية بضبط المعابر اللبنانية، أكانت جوية أم برية أم بحرية؛ لسد المنافذ التي تؤمن له تهريب السلاح، وهذا ما تتمسك به واشنطن بوصفه أساساً لإقناع تل أبيب بسحب طلبها التدخل من التداول، إفساحاً في المجال أمام الشروع بطي صفحة الحرب المستعرة في الجنوب وإعادة الهدوء إليه.