كتاب للتنفس.. يوميات الزيارة والمَزور
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
صدر حديثًا في عمَّان كتاب (يوميات الزيارة والمزور) عن دار الجسور الثقافية للنشر والتوزيع، للمحامي والكاتب الفلسطيني حسن عبادي، الكتاب غير مسبوق من حيث فكرته، ورسالته، فهي المرة الأولى في تاريخ الكتابة الفلسطينية التي يحدث فيها وأن يكتب كاتب فلسطينيي يومياته مع أنبل الناس وأنقاهم وأقربهم الى القلب وهم أسرانا في سجون المحتلين، وتحديدا الأدباء والشعراء منهم.
الكتاب عبارة عن يوميات زيارته للأسرى الكتّاب تحديدًا، وقد سبق وأن نشرت هذه اليوميات على حلقات فيسبوكية تحت عنوان (متنفس تحت القضبان) ويقول الكاتب فراس الحاج أحمد في تقديمه للكتاب: (ساعد هذا المشروع على ولادة كثير من الكتب للأسرى الكتّاب، وتشجيع آخرين على الكتابة، ويضيف: إنه شخصيًا استفاد من هذه اليوميات في كتابة عمله الأخير (تصدع الجدران عن دور الأدب في مقاومة العتمة).
لعلي لا أبالغ أن هذا المشروع سيكون له في المستقبل فيما لو استمر وتطور إلى نهضة أدب السجون الفلسطيني الذي يعاني أغلبه من المباشرة، ويغلب عليه الشعار وهذا طبيعي ومفهوم في ظل الهجمة الشرسة للسجان على حياة الأسير وكرامته، خاصة هذه الأيام التي استفحل فيها هذا الهجوم مع تصاعد رغبة اليمين الصهيوني (الذي يسيطر على مصلحة السجون) في إيذاء الأسير إلى أقصى حد، وتحطيم معنوياته وشلّ قدرته على التفكير والعيش بشكل طبيعي. مشروع العبادي في مساعدة الأسير الفلسطيني الكاتب وتوفير الكتب له، ونشر إنتاجه والاحتفاء به، ومد جسر من الحب والتفاعل والثقافة بينه وبين الحركة الثقافية الفلسطينية، لا ينتمي إلى أية مؤسسة أو وزارة، فهو تطوع رائع من كاتب ومحامي فلسطيني وطني، جعل قضية مساعدة الأدباء الأسرى قضية حياته الشخصية، وها هو في كتابه هذا يقترب من حياة الأسير الفلسطيني الشخصية الإنسانية، هذه الحياة التي يحاول السجان الظالم سلبها وتشويهها، يقول في يومية من يومياته وعنوانها: كعك العيد (تعرفت على الأسر كميل حنيش عبر رواياته التي تناولت بعضها ورتبت لزيارته قبل العيد، أعدت زوجتي سميرة علبة كعك، وطلبت توصيلها لكميل، وصلت سجن ريمون الصحراوي، ساعات الصباح والتقيت فور وصولي، بالأسير أحمد سعدات، وكان عليّ انتظار نهاية طقوس عد الظهيرة، للقاء كميل، طالت ساعات الانتظار لتزامن الأمر مع زيارة عائلية، فضلت الانتظار على حرمان أخيه فؤاد من رؤيته عشية العيد، بعد طول انتظار، واجهني بابتسامة عريضة، وقبلات عبر (الحاجز الزجاجي) المقيت كنت قرأت عنه الكثير، واليوم أشعر ببرودته للمرة الأولى، حقا كان صقيعيا رغم حرارة حزيران في صحراء النقب، فجاءتني ساعتئذ كلمات الراحل عبد الرحيم محمود التي تدعو إلى الابتسام في وجه الحياة رغم الصعاب).
هذا كتاب مهم وسيعبئ فجوة كبيرة في تاريخ العلاقة الثقافية بين الأسرى الفلسطينيين والحركة الأدبية الفلسطينية والعربية وحتى العالمية، فجوة طالما حجبت عنا كثيرًا من النصوص البهية والعميقة التي لم تصل إلينا، ولعل رواية الأسير باسم خندقجي (قناع بلون السماء) الفائزة بجائزة البوكر خير دليل على أهمية التواصل واقتحام السجون ثقافيًا إذا صح التعبير لإحداث نهضة إبداعية هناك وللدفاع عن حق الأسير الفلسطيني في الإبداع.
المؤلف في سطور
هو المحامي الحيفاوي حسن عبادي، صاحب فكرة "نادي حيفا الثقافي" ومن مؤسسيه، ومن مؤسسي منتدى الكتاب الحيفاوي على اسم حنا أبو حنا، كاتب قصة قصيرة، يكتب المقالة الأسبوعية "قراءة في كتاب" منذ عدة سنوات، صاحب مشروع تواصل مع أسرى يكتبون منذ حزيران 2019، ويكتب مقالة نصف شهرية "متنفس عبر القضبان" صاحب مبادرة "لكلّ أسير كتاب"، ومبادرة "من كلّ أسير كتاب"، الذي يعني بمساعدة الأسرى الكتّاب لإصدار مؤلفاتهم، وإيصالها للعالم العربي، والتشبيك بين أسرى يكتبون وبين أدباء من خارج السجن، ويعمل على حفل إشهار لكل إصدار لأسير، كما أنه شريك مع رابطة الكتاب الأردنيين في ندوة "أسرى يكتبون"، وأصدر كتاب" زعترنا أخضر" بمشاركة فراس حج محمد. وكتاب "أممية لم تغادر التل"، و"الكتابة على ضوء شمعة".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
لهذا السبب.. القسام تسلم الأسير الإسرائيلي هشام السيد بدون مراسم؟
الجديد برس|
سلمت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، الأسير الإسرائيلي هشام السيد دون إقامة مراسم رسمية، بخلاف الأسرى الخمسة الباقين.
وأفاد مصادر في القسام أن الكتائب قررت عدم إقامة مراسم تسليم لهذا الأسير، في رسالة واضحة إلى الداخل الفلسطيني برفض التحاق وتجنيد أبنائه في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي وصفتها بـ”الحالات الشاذة” والمرفوضة من قوى والمقاومة كافة.
وأكدت المصادر أن الاحتلال الإسرائيلي تخلَّى عن السيد طوال فترة أسره التي امتدت 10 سنوات، رغم أنه كان يخدم في صفوف الجيش، ولم يعر أي اهتمام لمطالبات عائلته بإطلاق سراحه، في موقف يكشف سياسة التمييز الإسرائيلي العنصري تجاه الأسرى غير اليهود.
وأشارت إلى أن قرار كتائب القسام يتماشى مع موقفها المعلن خلال “هبة الكرامة” عام 2021، والذي شدد على أن الوطن لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا، وهو الشعار الذي رفعته حماس خلال المواجهات الأخيرة.
والسيد هو الأسير الإسرائيلي السادس تم تسليمه اليوم، إضافة إلى 3 أسرى آخرين تم تسليمهم من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأسيرين تم تسليمهم من رفح جنوبي القطاع، في إطار الدفعة السابعة لتبادل الأسرى من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي المقابل، ينتظر أن يتم اليوم الإفراج عن 602 من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، من بينهم 50 أسيرا محكوما عليهم بالسجن المؤبد، و60 من ذوي الأحكام العالية، إضافة إلى 47 من محرري صفقة وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.