لجريدة عمان:
2024-09-11@03:21:53 GMT

كتاب للتنفس.. يوميات الزيارة والمَزور

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

كتاب للتنفس.. يوميات الزيارة والمَزور

صدر حديثًا في عمَّان كتاب (يوميات الزيارة والمزور) عن دار الجسور الثقافية للنشر والتوزيع، للمحامي والكاتب الفلسطيني حسن عبادي، الكتاب غير مسبوق من حيث فكرته، ورسالته، فهي المرة الأولى في تاريخ الكتابة الفلسطينية التي يحدث فيها وأن يكتب كاتب فلسطينيي يومياته مع أنبل الناس وأنقاهم وأقربهم الى القلب وهم أسرانا في سجون المحتلين، وتحديدا الأدباء والشعراء منهم.

مقاربة عالم السجون والمسجونين الفلسطينيين تحتاج إلى فرصة وخبرة وانتماء خاص لهذا العالم الخاص، فهؤلاء المناضلون الذين ضحوا بعمرهم وحياتهم الطبيعية من أجلنا يقبعون في السجون من سنوات طويلة، ويتعرضون لكافة أصناف القمع والإهانات والتنكيل. المحامي والكاتب عبادي هو من سكان فلسطين عام 48، فضلا عن كونه محاميًا مشهورًا وذي كفاءة عالية وانتماء إلى القضية والجرح الفلسطيني، وهذا ما يتيح له الفرصة الكاملة للتحرك داخل فلسطين الكاملة، وزيارة السجون، والدفاع عن حق الأسرى الشرعي المعترف به دوليًا في النضال بحكم كونهم تحت الاحتلال.

الكتاب عبارة عن يوميات زيارته للأسرى الكتّاب تحديدًا، وقد سبق وأن نشرت هذه اليوميات على حلقات فيسبوكية تحت عنوان (متنفس تحت القضبان) ويقول الكاتب فراس الحاج أحمد في تقديمه للكتاب: (ساعد هذا المشروع على ولادة كثير من الكتب للأسرى الكتّاب، وتشجيع آخرين على الكتابة، ويضيف: إنه شخصيًا استفاد من هذه اليوميات في كتابة عمله الأخير (تصدع الجدران عن دور الأدب في مقاومة العتمة).

لعلي لا أبالغ أن هذا المشروع سيكون له في المستقبل فيما لو استمر وتطور إلى نهضة أدب السجون الفلسطيني الذي يعاني أغلبه من المباشرة، ويغلب عليه الشعار وهذا طبيعي ومفهوم في ظل الهجمة الشرسة للسجان على حياة الأسير وكرامته، خاصة هذه الأيام التي استفحل فيها هذا الهجوم مع تصاعد رغبة اليمين الصهيوني (الذي يسيطر على مصلحة السجون) في إيذاء الأسير إلى أقصى حد، وتحطيم معنوياته وشلّ قدرته على التفكير والعيش بشكل طبيعي. مشروع العبادي في مساعدة الأسير الفلسطيني الكاتب وتوفير الكتب له، ونشر إنتاجه والاحتفاء به، ومد جسر من الحب والتفاعل والثقافة بينه وبين الحركة الثقافية الفلسطينية، لا ينتمي إلى أية مؤسسة أو وزارة، فهو تطوع رائع من كاتب ومحامي فلسطيني وطني، جعل قضية مساعدة الأدباء الأسرى قضية حياته الشخصية، وها هو في كتابه هذا يقترب من حياة الأسير الفلسطيني الشخصية الإنسانية، هذه الحياة التي يحاول السجان الظالم سلبها وتشويهها، يقول في يومية من يومياته وعنوانها: كعك العيد (تعرفت على الأسر كميل حنيش عبر رواياته التي تناولت بعضها ورتبت لزيارته قبل العيد، أعدت زوجتي سميرة علبة كعك، وطلبت توصيلها لكميل، وصلت سجن ريمون الصحراوي، ساعات الصباح والتقيت فور وصولي، بالأسير أحمد سعدات، وكان عليّ انتظار نهاية طقوس عد الظهيرة، للقاء كميل، طالت ساعات الانتظار لتزامن الأمر مع زيارة عائلية، فضلت الانتظار على حرمان أخيه فؤاد من رؤيته عشية العيد، بعد طول انتظار، واجهني بابتسامة عريضة، وقبلات عبر (الحاجز الزجاجي) المقيت كنت قرأت عنه الكثير، واليوم أشعر ببرودته للمرة الأولى، حقا كان صقيعيا رغم حرارة حزيران في صحراء النقب، فجاءتني ساعتئذ كلمات الراحل عبد الرحيم محمود التي تدعو إلى الابتسام في وجه الحياة رغم الصعاب).

هذا كتاب مهم وسيعبئ فجوة كبيرة في تاريخ العلاقة الثقافية بين الأسرى الفلسطينيين والحركة الأدبية الفلسطينية والعربية وحتى العالمية، فجوة طالما حجبت عنا كثيرًا من النصوص البهية والعميقة التي لم تصل إلينا، ولعل رواية الأسير باسم خندقجي (قناع بلون السماء) الفائزة بجائزة البوكر خير دليل على أهمية التواصل واقتحام السجون ثقافيًا إذا صح التعبير لإحداث نهضة إبداعية هناك وللدفاع عن حق الأسير الفلسطيني في الإبداع.

المؤلف في سطور

هو المحامي الحيفاوي حسن عبادي، صاحب فكرة "نادي حيفا الثقافي" ومن مؤسسيه، ومن مؤسسي منتدى الكتاب الحيفاوي على اسم حنا أبو حنا، كاتب قصة قصيرة، يكتب المقالة الأسبوعية "قراءة في كتاب" منذ عدة سنوات، صاحب مشروع تواصل مع أسرى يكتبون منذ حزيران 2019، ويكتب مقالة نصف شهرية "متنفس عبر القضبان" صاحب مبادرة "لكلّ أسير كتاب"، ومبادرة "من كلّ أسير كتاب"، الذي يعني بمساعدة الأسرى الكتّاب لإصدار مؤلفاتهم، وإيصالها للعالم العربي، والتشبيك بين أسرى يكتبون وبين أدباء من خارج السجن، ويعمل على حفل إشهار لكل إصدار لأسير، كما أنه شريك مع رابطة الكتاب الأردنيين في ندوة "أسرى يكتبون"، وأصدر كتاب" زعترنا أخضر" بمشاركة فراس حج محمد. وكتاب "أممية لم تغادر التل"، و"الكتابة على ضوء شمعة".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

محمد ﷺ.. بحرٌ من الفضائل نورٌ للعالمين

 

 

تُصبح محاولة وصف النبي محمد ﷺ بكلماتٍ محدودةٍ مهمةً صعبةً للغاية، فحياته، التي تُعتبر خاتمةً لرحلة النبوة، هي بحرٌ من المعاني والإلهام، ومُثُلٌ عليا للخلق والفضيلة، لكننا رغم عظمةَ شخصيته، سنحاول اختراق بعض جوانبها لنُلقي الضوء على عظمته ورسالته:
رسول الرحمة:
جاء النبي محمد ﷺ لِإخراج البشرية من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ناقلاً رسالةً من الرحمة والهداية لكلّ مخلوق. فقد وصفه الله سبحانه وتعالى ” رحمة للعالمين” في كتابه الكريم، وهذه الرحمة لم تكن محصورةً على المسلمين فحسب، بل شملت جميع الخلق، فقد كان يهتمّ بِشؤون الأيتام، ويُطعم المساكين، ويُساعد الفقراء، ويُعطف على المرضى والمُسنين.
رحمة الله:
لقد كان النبي ﷺ كالشمس تُشرق على العالم، تنشر نورها ورحمتها على كلّ مخلوق، مُنيرًا العقول والقلوب، فقد كان ينشر الأمن والمحبة والعدالة في قلوب أُمّته، ويُحارب ظلم المُستكبرين والمُعتدين.
خاتم النبيين:
لقد كان النبي محمد ﷺ خاتمةً للنبوات، مُختارًا من الله – سبحانه وتعالى لإتمام رسالته، مُؤكّدًا على أنّه الخاتم لرسل الله، فقد كانت رسالته رسالةً جامعةً لِـجميع الشرائع السماوية السابقة، وأُثبت صدقها بِـمعجزات عديدة، كِـالمعجزة الكبرى القرآن الكريم،
صاحب الأخلاق العظيمة:
تشهد على عظمة أخلاق النبي محمد ﷺ آيات القرآن، وحديث أهل بيته وصحابته الكرام، فقد كان يُشهد له بِـالخُلُقٍ العَظِيمٍ، مُتّسمًا بِالصدق والأمانة والتواضع والشجاعة والتسامح، كان يجمع بين الصلابة والعطف، مُحافظًا على كرامة الإنسان، رغم اختلاف دياناته.
صاحب المعجزات:
أُنزِلت على النبي محمد ﷺ معجزات كثيرة لإثبات صدق رسالته، ولـتهيئة العقول لِـقبول رسالة الإسلام، فقد كانت معجزة القرآن الكريم، ومعجزة انشقاق القمر، ومعجزة الإسراء والمعراج، ومعجزات أُخرى تُؤكّد على صدق رسالته وعظمته.
قائدٌ عظيم:
قاد النبي محمد ﷺ أُمّته إلى النصر، وأقامه الله لـتأسيس دولةٍ إسلامية عظيمة، من أروع الدول في التاريخ، مُستندًا على مبادئ العدالة والمساواة والتسامح والحكمة.
قلبٌ رحيم:
كان النبي محمد ﷺ يُحِبّ الخير لِـجميع البشر، ويُرحم الضعيف والمُحتاج، فقد كان يُعطف على المُساكين والأيتام والمرضى والمُسنين.
عقلٌ نيّر:
كان النبي محمد ﷺ مُتفوّقًا في ذكائه، وُهِبَ حكمةً وَبصيرةً غائرتين، مُنيرًا العقول والمُقلوب برسالة الإسلام، مُنتهجًا الطريق الصحيح للسعادة والتقدم.
قدوةٌ للإنسانية:
أعطى النبي محمد ﷺ للإنسانية أروع النموذج للخلق والسلوك والحكمة والإخلاص، فقد كان قدوةً لِجميع الأمم، مُبينًا لهم الطريق الصحيح لِلعيش بِسعادة ووئام.
ختاما، لا تُوجد كلمات تُصِف عظمة النبي محمد ﷺ، فإنّ الرسول ﷺ هو بحرٌ من الفضائل وَالجمال، وَكلّ كلمة تُقال في حقه تُعَدّ نقطة في بحر عظمته، فقد كانت حياته مثالاً لِجميع البشر، مُنيرًا لهم الطريق الصحيح إلى السعادة والخير والرحمة.

مقالات مشابهة

  • نادي الأسير: الاحتلال اعتقل 134 فلسطينيا خلال حملته الأخيرة بالضفة
  • نادي الأسير الفلسطيني: العدو أعدم الشهيد محمد عابد خلال عدوانه الأخير على جنين
  • محمد ﷺ: بحرٌ من الفضائل نورٌ للعالمين
  • بعد أيام على استشهاد نجله .. الاحتلال ينقل الأسير زكريا الزبيدي من عزل إلى آحر
  • محمد صبحي يكشف حقيقة تقديم جزء تاسع من «يوميات ونيس» (فيديو)
  • انتهاكات السجون الإسرائيلية
  • محمد ﷺ.. بحرٌ من الفضائل نورٌ للعالمين
  • بن مبارك في الدوحة وهذه أبرز الملفات المطروحة على أجندة الزيارة
  • ميدل إيست مونيتور: هذه أبعاد الزيارة الأخيرة لـ قالن إلى ليبيا
  • دعوات للخروج بمسيرات تضامنية بالضفة نصرةً للأسرى