خريجون وطلاب: المستقبل للبرامج الحديثة وتخصصات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
«تخصصات المستقبل أصبحت تتصدر متطلبات سوق العمل إقليمياً ودولياً، وأصبحت لها أولوية فى كبرى الشركات العالمية»، ترددت هذه الكلمات على ألسنة عدد كبير من الخريجين وطلاب الجامعات، أثناء حديثهم لـ«الوطن» عن تخصصات ووظائف المستقبل، حيث أجمع غالبيتهم على أن فكرة «كليات القمة» لم تعد الحلم الأول للطلاب كما كانت فى السابق، فى ظل التطور الكبير الذى شهده قطاع التعليم الجامعى فى مصر، خلال السنوات الأخيرة.
حازم صالح، مؤسس إحدى الشركات الناشئة، وأحد خريجى مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، قال إنّ المستقبل للبرامج الدراسية الحديثة، المتعلقة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، وغيرها من التخصصات التى تحتاجها سوق العمل، وأوضح أنه بعد التخرج واصل دراساته العلمية حتى حصل على درجة الماجستير، واجتهد حتى نجح فى تأسيس شركة تختص بصناعة «السوفت وير»، لإدارة المزارع المختلفة، موضحاً أن الابتكار يتمثل فى تصميم أجهزة لقياس حالة المزرعة، وتقوم بتوجيه إنذار للمزارع، حال وجود أى مشكلة للإسراع فى حلها، وضرب مثالاً على ذلك بأن ابتكاره يتضمن قياس أداء الأجهزة المختلفة، التى تتحكم فى نسبة الأوكسجين بمزارع الأسماك.
وأوضح «صالح» أن الدراسة وفقاً للمعايير الدولية فى البرامج الجديدة، التى أتاحتها الجامعات ساهمت فى بناء شخصيته بمدينة زويل، مضيفاً أن شركته، التى قام بتأسيسها، لها مقر فى مصر و6 فروع منتشرة ما بين الدول العربية والأجنبية، ويقوم بالتصدير لعدد كبير من الدول، لافتاً إلى أنه كان ضمن أقوى 30 شخصية مؤثرة فى العالم العربى، خلال الفترة الماضية، وفقاً لتصنيف مجلة «فوربس» العلمية.
وقال محمد على، أحد خريجى كلية الاستزراع السمكى بجامعة كفر الشيخ، إنه أنشأ مشروعاً لإنتاج أعلاف الأسماك، وأضاف أن الاتجاه نحو التخصصات العلمية الجديدة، التى تحتاجها سوق العمل إقليمياً ودولياً، أصبح هو المسيطر حالياً على كافة المجالات، موضحاً أنه فور تخرجه نجح فى العمل بمشاركة عدد من أصدقائه فى أن يكون لديهم مشروع علمى متخصص لإنتاج أعلاف الأسماك، مشيراً إلى أن السوق حالياً أصبحت فى أشد الحاجة إلى التخصصات التى تلبى احتياجات المجتمع، وأوضح أن الجامعات المصرية أصبحت بها تخصصات علمية تتماشى مع متطلبات سوق العمل إقليمياً ودولياً، وتلبى احتياجات سوق العمل. `
من جانبه، علق عمرو عبدالرحمن، خريج كلية التجارة من إحدى الجامعات الحكومية، بأنه منذ تخرجه وحتى الآن لم يجد فرصة العمل المناسبة له، رغم تخصصه «محاسبة»، وأوضح أن تفكيره يتجه حالياً نحو العمل خارج مصر فى أى قطاع لا يناسب تخصصه، الذى أصبح متوفراً بكثرة، وهناك بدائل كثيرة تحتاجها سوق العمل فى هذا المجال، مشيراً إلى أن الفترة الحالية تشهد حصوله على عدد من الدورات التدريبية والتأهيلية ليكون مؤهلاً لمتطلبات سوق العمل إقليمياً ودولياً، وأوضح أنه يجب على الطلاب المقبلين على تنسيق الجامعات 2024 ضرورة النظر فى اختيار التخصصات العلمية المناسبة لهم، التى تؤهلهم لمتطلبات سوق العمل، مشيراً إلى أن الجامعات المصرية أصبحت متطورة، وهناك اهتمام كبير بشأن تحسين جودة الخريج المصرى.
فى السياق ذاته، أكدت رضوى سليم، حاصلة على بكالوريوس سياحة، أنها تعمل حالياً على تنمية مهاراتها فى اللغة والتنمية البشرية والإرشاد، من أجل الحصول على فرصة عمل مناسبة، خاصةً أن سوق العمل أصبحت مشبعة بعدد كبير من الخريجين الحاصلين على ذات المجال، منوهةً بأن الاعتماد على الشهادات العلمية فقط والدورات البسيطة التى يحصل عليها الطالب خلال فترة الدراسة، غير مؤهل فى الوقت الحالى لسوق العمل، وأنه يجب على أى خريج أن يعمل على تنمية مهاراته ويشبعها بالمهارات التكنولوجية، التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى.
وقال حسن العزبى، طالب بكلية تكنولوجيا الأعمال جامعة مصر للمعلوماتية، المصنف رقم 42 بين أوائل الثانوية العامة المصرية، إن التحاقه بالكلية يأتى انطلاقاً من كونها تخصصاً جديداً وفريداً، تحتاجه سوق العمل إقليمياً ودولياً، وغير متوافر محلياً، ويضم العديد من المميزات التى تكون مزيجاً بين إدارة الأعمال والتكنولوجيا، وفرص عمله متوفرة، وأضاف أنه فضل الالتحاق بكلية إدارة الأعمال دون النظر للالتحاق بكليات هندسة البترول، أو الهندسة المتاحة بالجامعات الحكومية، نظراً لأن تطلعاته تتجه نحو وظائف المستقبل واحتياجات سوق العمل إقليمياً ودولياً، ووظائفها واحتياجاتها، خاصةً فيما يتعلق بالاقتصاد ونظم تطوره، لافتاً إلى أن النظر إلى التكنولوجيا وتخصصاتها هو المستقبل فى جميع دول العالم.
من جهتها، قالت هاجر خالد صديق، طالبة بكلية إدارة الأعمال فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، إن التفكير فى البرامج العلمية والتخصصات الجديدة يجب السعى والاتجاه إليها، من قبل الطلاب وأولياء الأمور، للالتحاق بها بما يتماشى مع متطلبات واحتياجات سوق العمل إقليمياً ودولياً، مشيرةً إلى أن الطفرة الكبيرة التى شهدها قطاع التعليم الجامعى فى مصر خير دليل على ذلك، وأشارت إلى أن فكرة الدراسة بالتخصصات التى تحتاجها سوق العمل، سواء فى إدارة الأعمال والاقتصاد وغيرها من البرامج الدراسية الحديثة، تعتبر أحد الاحتياجات الرئيسية لسوق العمل، ليس فى مصر فقط، ولذلك يجب على الطلاب المقبلين على تنسيق الجامعات 2024 التفكير جيداً فى متطلبات وظائف المستقبل عند اختيار رغباتهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التعليم العالي سوق العمل الروبوت متطلبات سوق العمل تحتاجها سوق العمل إدارة الأعمال وأوضح أن فى مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تخاطر بفقدان 265 مليار دولار بسبب بطء تبني الذكاء الاصطناعي في العمل
حذرت رئيس عمليات غوغل في بريطانيا وأوروبا، ديبي وينشتاين من فجوةٍ مُقلقة في تبني المملكة المتحدة للذكاء الاصطناعي، والتي قد تُعرّض البلاد لخطر فقدان دفعةٍ اقتصاديةٍ بقيمة 200 مليار جنيه إسترليني (265 مليار دولار).
وأشار بحث جديد من عملاق التكنولوجيا إلى أن ثلثي العاملين في بريطانيا (66 بالمئة) لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي المُولّد في وظائفهم قط، مع انخفاضٍ ملحوظٍ في استخدامه بين النساء فوق سن 55 عامًا وأولئك من خلفياتٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ أدنى.
وأكد البحث أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إضافة 400 مليار جنيه إسترليني (531 مليار دولار) إلى الاقتصاد البريطاني بحلول نهاية العقد من خلال تحسين الإنتاجية، إلا أن نصف هذا المبلغ فقط سيتحقق إذا لم تُسدّ المملكة المتحدة فجوة التبني.
وبرز هذا التحدي بشكل خاص في المملكة المتحدة، حيث أدت الفجوة بين الابتكار والتطبيق إلى تقويض الإمكانات الاقتصادية بشكل متكرر.
وأضافت وينشتاين أن البحث الجديد كان بمثابة "دعوة للعمل.. لضمان توفير الأدوات التي يحتاجها العمال في المملكة المتحدة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء البريطانية.
وقالت: "إن معالجة هذه الفجوة في التبني أمر ضروري لتحقيق الفوائد الاقتصادية، وخاصةً من حيث توفير الوقت"، محذرة من أن "هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود".
وأشارت غوغل إلى أنه في حين أن العديد من الدول بطيئة في تبني الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، إلا أن المملكة المتحدة تأخرت تاريخيًا عن الدول الأخرى في تبنيها للتقنيات الجديدة.
وفي بحثها عن الذكاء الاصطناعي، قالت الشركة: "يُظهر التاريخ أن هذا النمط يتكرر عالميًا من خلال موجات متتالية من التكنولوجيا، لكن التحدي كان واضحًا بشكل خاص في المملكة المتحدة، حيث أدت الفجوة بين الابتكار والتطبيق إلى تقويض الإمكانات الاقتصادية بشكل متكرر".
وأضافت الشركة: "نظرًا للإمكانات الاقتصادية الهائلة للذكاء الاصطناعي، فإن هذا النمط طويل الأمد من التبني يُهدد بتأخير الإنتاجية وتقويض النمو طويل الأجل".
وخلص البحث الذي أجرته مجموعة الأبحاث "بابليك فيرست"، إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي يُعيقه نقص الدورات التدريبية المُعتمدة والمُختصرة، بالإضافة إلى فشل الشركات في تقديم إرشادات رسمية حول استخدامه في مكان العمل.
ووجد البحث التي شملت أكثر من 3100 مُشارك أن 70 بالمئة من العمال اختاروا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بأنفسهم بدلًا من أن يُطلب منهم ذلك من قِبل مدرائهم أو أصحاب عملهم، مع تشجيع أكثر من خُمسهم بقليل (22 بالمئة) على القيام بذلك من قِبل أصحاب عملهم، بانخفاض عن 28 بالمئة قبل ستة أشهر.
وقالت الشركة: "يحدث تبني الذكاء الاصطناعي إلى حد كبير دون توجيه رسمي في مكان العمل"، داعية إلى استخدام استراتيجيتها الصناعية "لتحديد أفضل السبل لدعم تبني الذكاء الاصطناعي في الصناعات الرئيسية".
ويذكر أن غوغل تُجري برنامجًا تجريبيًا مع الشركات الصغيرة في المملكة المتحدة للمساعدة في زيادة الإقبال على الذكاء الاصطناعي، مستخدمةً العلوم السلوكية لدعم البرنامج، مع العمل أيضًا مع الأكاديميات المدرسية واتحاد المجتمع.
وتخطط الشركة لإطلاق برامج تجريبية لبرنامج "AI Works" في دول أخرى، مثل ألمانيا.