قيادي بحماس: على أمريكا الاختيار بين إشعالها للمنطقة أو وقف دعم نتنياهو (فيديو)
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
قال مُمثل حركة حماس في الجزائر، يوسف حمدان، إن "الإدارة الأمريكية أمام خيارين: إما أن تشعل النار في المنطقة بأسرها باستمرار دعمها المفتوح لرئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو أو تفعل ما يجب لحماية مصالحها التي يُهدّدها عبث نتنياهو بأمن ومصير المنطقة".
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "لا يزال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يمنح نتنياهو مزيدا من الوقت لمواصلة جرائمه بحق شعبنا، بينما الإدارة الأمريكية تستطيع إيقاف العدوان على شعبنا منذ زمن بعيد، لكن تواصل الدعم الأمريكي العسكري والمالي للكيان الصهيوني يشجع نتنياهو على مواصلة ارتكاب الحماقات العسكرية والسياسية والتهرب من الاتفاق الذي رحبت الحركة به أكثر من مرة".
واستطرد حمدان، قائلا: "يجب أن تواجه الإدارة الأمريكية الأزمات التي يصنعها نتنياهو أمام الاتفاق، باستخدام أوراق القوة التي تمتلكها بدلا من الحديث بلغة الطرفين، وكأن حركة حماس تتحمل جزءا من مسؤولية تعطيل الاتفاق".
وأكمل: "نطالب الإدارة الأمريكية بأن تدرك أن مواصلة الدعم العسكري لنتنياهو يعني حكما استمرار الجرائم والمجازر، وهذا لا يمكن أن يخدم وقف إطلاق النار أو نهاية العدوان على شعبنا، بل على العكس تماما هذا يعني توسيع دائرة النيران ليس داخل حدود فلسطين فقط، وهو ما يُهدّد مصالح الجميع بما فيها مصالح واشنطن".
وأشار حمدان إلى أن "حركة حماس تعاملت بمسؤولية وجدية ومرونة كافية كان يمكنها أن تؤسس لاتفاق منذ شهور ماضية، ولكن نتنياهو يسعى لجر المنطقة إلى مزيد من التوتر والنيران التي ستتجاوز حدود فلسطين ولا أحد يمكنه توقع نهايتها أو التحكم بحجمها".
وشدّد حمدان على أن "الإدارة الأمريكية تتحمل مسؤولية التصعيد الجاري في المنطقة؛ فلولا الموافقة والدعم الأمريكي لما تجرأ الاحتلال على ارتكاب حماقة اغتيال رئيس الحركة في طهران ولا الاعتداء على سيادة الدول في لبنان والمنطقة".
نقل "قمة الخميس" إلى الدوحة
وعلى صعيد التطورات الخاصة بالمفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، تابع حمدان: "الاتصالات لم تنقطع مع مختلف الأطراف سواء قبل أو بعد إصدار موقفنا الأخير من تلك المفاوضات، ونحن لم نغلق الباب في وجه أي جهود يمكنها إيقاف العدوان على شعبنا".
واستدرك قائلا: "لكننا أوضحنا للجميع أن أي جهد يُبذل ينبغي أن يكون في اتجاه الطرف الذي تهرّب من الاتفاق لإلزامه بما تم الاتفاق عليه"، متابعا: "نتنياهو أدخل شروطا ومطالب جديدة لم تكن في ورقته التي قُدّمت لنا، وهذا الأمر يدخل المفاوضات في مسار لا نهاية له، بينما لا توجد حاجة للمزيد من المفاوضات؛ فالمطلوب الآن هو تنفيذ ما اُتفق عليه سابقا".
ولفت القيادي بحركة حماس إلى أن "رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يتوهم أنه بالمزيد من الضغط علينا سينجح في مخططه وأهدافه المزعومة ويراهن على إطالة أمد المعركة لكسر إرادتنا أو زعزعة صمودنا، ولذلك يطرح مطالبا وشروطا جديدة في كل مرة نبدي فيها مرونة تجاه المسار. هذه المخاتلة السياسية لم تعد تنطلي على أحد، ومزيد من القوة سيواجه بمزيد من الصمود والثبات".
وزاد: "بالنسبة لنا في الحركة، كنّا قد وافقنا في أكثر من محطة على ما عُرض علينا، إلا أن الاحتلال هو مَن تهرّب من جميع المقترحات السابقة، ورفض التصريح بالموافقة أو تنفيذ أي اتفاق، والوسطاء يدركون ذلك جيدا، ولكن يجب ترجمة هذا الإدراك بخطوات عملية تجاه الاحتلال، وبالتالي لا يوجد ما يستدعي إضاعة المزيد من الوقت والجهد، بينما الاحتلال يواصل الاستفادة من هذا الغطاء السياسي لارتكاب المزيد من المجازر بدعم أمريكي وغربي".
وبسؤاله عن دلالة نقل اجتماعات ما تُعرف بـ"قمة الخميس" المرتقبة من القاهرة إلى الدوحة حيث مقر قيادة حماس، أجاب: "اختيار المكان يرجع لمَن اختاره، وليس لنا كحركة. في الحقيقة، لم تكن هناك مشكلة يوما ما في مكان انعقاد المفاوضات؛ فالمشكلة كانت، ولا زالت، في عدم رغبة الاحتلال في إنهاء هذا العدوان على شعبنا".
"مفاوضات لا نهاية لها"
وأكد حمدان أن "الموافقة من طرف الحركة حصلت على ما قدّمه الاحتلال عبر الوسطاء، وكذلك رحبت حماس بقرار مجلس الأمن وبخطاب بايدن، وبالتالي ما هو مطلوب من الحركة قامت به، ويجب على الوسطاء أن يوجّهوا جهودهم تجاه الاحتلال الذي يتهرب من استحقاق الاتفاق".
وواصل حديثه بالقول: "نحن أبلغنا الجميع بموقفنا من المشاركة في جلسات مفاوضات لا تنتهي يستفيد منها الاحتلال بمواصلة جرائمه البشعة، وهذا موقف جاء بعد دراسة مُعمّقة وتقييم شامل للمسار كله وليس في إطار ردود الأفعال".
وأضاف: "نحن نضع مصلحة شعبنا وقضيتنا نصب أعيننا حينما نتخذ قرارا ما، وما يحقق هذه المصلحة نذهب في اتجاهه ونتحمل مسؤوليتنا عنه، ولذلك نؤكد أنه لا يوجد أي معنى أو فائدة أو مصلحة من الذهاب لمزيد من المفاوضات بأي شكل من المشاركة؛ فلن يؤدي ذلك إلا إلى منح الاحتلال مزيد من الوقت ليواصل جرائمه".
وقال: "هدف مشاركة الحركة في أي مشاورات أو مفاوضات هو الوصول إلى اتفاق، وقد تم ذلك سابقا في أكثر من محطة، ووافقت الحركة على ما قدّمه الوسطاء على أنه ورقة الاحتلال، وبالتالي لا معنى اليوم لاستمرار هذه الحلقة المفرغة من المفاوضات".
وبيّن أن "المطلوب الآن للوصول إلى اتفاق هو تطبيق قرار مجلس الأمن، وتطبيق الاتفاق الذي وافقنا عليه، وتحويل ذلك إلى إجراءات عملية، لكن مَن يقف في وجه قرار مجلس الأمن والإرادة الدولية هو الاحتلال، وهو مَن يجب الضغط عليه ومواجهته بالحقيقة وإظهارها للرأي العام".
واختتم القيادي في حركة حماس، بقوله: "إذا التزم الاحتلال الإسرائيلي بالمقترح الأخير الذي وافقت عليه حماس في 2 تموز/ يوليو الماضي، وأعلن موافقته الصريحة؛ فالحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق وتطبيقه على أرض الواقع".
ومؤخرا، صدر بيان ثلاثي عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دعوا فيه إلى استئناف مفاوضات الهدنة يوم 15 آب/ أغسطس، "وعدم إضاعة الوقت، وبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، دون أي تأجيل من قِبل أي طرف".
وكانت حركة "حماس" قد حسمت موقفها بعدم المشاركة في أي لقاءات تفاوضية غدا الخميس، سواء في القاهرة أو الدوحة، مؤكدة أنها لن تكون جزءا من المفاوضات المقبلة المزمع عقدها.
يأتي ذلك وسط اعتقاد سائد لدى واشنطن وتل أبيب بأن التوصل إلى اتفاق ربما يُرجئ أو يوقف رد إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران، والقيادي بحزب الله فؤاد شكر، وهو ما يكسب هذه الجولة من المفاوضات زخما وأجواء مختلفة نسبيا.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، سيترأس الوفد الإسرائيلي إلى مفاوضات الدوحة رئيس "الموساد" دافيد برنياع، بينما ستضم عضويته رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، ومسؤول ملف المفقودين في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
كما سيشارك في المفاوضات المرتقبة كل من رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.
ونهاية أيار/ مايو الماضي، طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل "لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)"، وقبلتها حماس وقتها آنذاك.
لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة اعتبرها كل من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتضمنت هذه الشروط منع عودة من أسماهم بـ"المسلحين الفلسطينيين" من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتساريم، الذي أقامه جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وبقاء الجيش الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 أيار/ مايو الماضي.
ثم أضاف نتنياهو لاحقا شروطا أخرى، بينها نفي أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية إلى دول أخرى مثل قطر وتركيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حماس نتنياهو الإسرائيلي غزة إسرائيل امريكا حماس غزة نتنياهو المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الإدارة الأمریکیة العدوان على شعبنا من المفاوضات حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
خبيران: إدارة ترامب تريد إتمام صفقة التبادل رغم مماطلة نتنياهو
اتفق خبيران على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول رفع سقف المطالب في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط ضغوط أميركية للمضي قدما في الاتفاق.
وأجمع الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد والصحفي والخبير في الشؤون الإسرائيلية وديع عواودة على أن نتنياهو يواجه تحديات داخلية من ائتلافه الحكومي، خاصة من الصهيونية الدينية بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وكان مكتب نتنياهو قد هاجم تصريحات لبعض أفراد فريقه للتفاوض، والتي جاء فيها أن حماس هي من بادرت بتقديم موعد دفعة الإفراج، ووصفها بأنها "سخافة وترديد لدعايتها".
وزعم نتنياهو أن التفاهمات التي تم التوصل إليها كانت نتيجة لموقفه الحازم والتحذير الذي صدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن حكومة نتنياهو قررت البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة بشرط نزع سلاح المقاومة، وهو الأمر الذي رفضته حماس، كما رفضت مقترحات تتعلق بإبعادها عن القطاع.
وأكد عواودة أن "نتنياهو يدرك تماما أن الإدارة الأميركية تريد لهذه الصفقة أن تنتقل إلى المرحلة الثانية، لكنه يواجه خللا داخليا خطيرا يهدد مستقبل ائتلافه الحكومي"، مشيرا إلى أن نتنياهو تأخر نحو 20 يوما عن الموعد المحدد لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.
إعلانبدوره، أشار زياد إلى أن الاتفاق ينص على بدء تمديد المرحلة الأولى في اليوم الـ43 دون العودة إلى القتال، مع استمرار المفاوضات بدون سقف زمني حتى الوصول إلى المرحلة الثانية، موضحا أن "أي عمليات عسكرية أو تخفيض للمساعدات ستمثل خرقا للاتفاق".
خطوط حمراء
ولفت زياد إلى أن حماس وضعت خطوطا حمراء واضحة في المفاوضات تشمل رفض نزع سلاحها أو تهجير سكان غزة أو إقصائها من المشهد السياسي، وأكد أن الحركة "تمتلك خبرة جيدة في التفاوض مع إسرائيل تمكنها من تجاوز هذه الأزمة".
وفيما يتعلق بإستراتيجية التفاوض، أشار عواودة إلى أن نتنياهو وترامب "يعملان بعقلية التاجر ويرفعان المطالب في الموقف الافتتاحي الأول، على أمل تحقيق الحد الأدنى من المكاسب".
وأضاف أن الإدارة الأميركية "لن تصبر كثيرا على نتنياهو، ولن تسمح لإسرائيل بالعودة إلى الحرب".
وأوضح زياد أن حماس أعلنت استعدادها لتسليم 31 أسيرا إسرائيليا من الجنود والضباط مقابل تثبيت وقف الحرب بشكل دائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، مشيرا إلى أن هذا الموقف تم التعبير عنه بوضوح في خطاب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية.
وفي السياق ذاته، قال عواودة إن "نتنياهو غير معني في حقيقة الأمر بالحرب، لأن هذه المغامرة ستقتل الأسرى وتشعل الشارع الإسرائيلي وتؤدي إلى مقتل جنود"، مؤكدا أن التهديدات الإسرائيلية تهدف إلى الضغط على حماس.
وكان الحية قد أعلن عزم حماس تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي يوم غد الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت المقبل، في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، على أن يُفرج الاحتلال عمن يقابلهم من الأسرى الفلسطينيين حسب الاتفاق، في حين يستكمل تسليم بقية الجثامين المتفق عليها في المرحلة الأولى بالأسبوع السادس.
إعلان
صفقة إقليمية
وعلى المستوى الإقليمي، أشار عواودة إلى أن الإدارة الأميركية تتطلع إلى الذهاب نحو صفقة سياسية إقليمية كبرى، وقال إن "عين ترامب على المليارات في الخليج، وعينه الأخرى على جائزة نوبل للسلام"، في حين أكد زياد أن "الوسطاء من المفترض أن يشكلوا ضغطا كبيرا على إسرائيل لإلزامها بالسياق التفاوضي".
وبشأن التحديات الداخلية التي تواجه نتنياهو، قال عواودة إن الحكومة الإسرائيلية ستواجه في الشهر المقبل "امتحانا" يتمثل في مشروع قانون الموازنة العامة، مما يزيد تعقيد موقف نتنياهو في المفاوضات.
وأكد الخبيران على أن المرحلة المقبلة من المفاوضات ستكون صعبة ومليئة بالمناورات والشائعات ومحاولات التضليل والضغط على حماس، في ظل محاولات نتنياهو تحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية.
يذكر أن المرحلة الثانية من الصفقة تشمل -وفقا للاتفاق- وقفا دائما للحرب وتبادلا للأسرى، في حين تطالب إسرائيل بشروط إضافية تتعلق بمستقبل حكم غزة ونزع سلاح المقاومة، وهي مطالب ترفضها حماس بشكل قاطع.