لجريدة عمان:
2025-01-24@18:35:55 GMT

مفاوضات جنيف السودانية ومفاجآت الجيش!

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

خلال هذا اليوم الخميس 15 أغسطس الجاري تنعقد في جنيف بسويسرا جولة ناقصة من المفاوضات المفترضة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإنهاء الحرب في السودان، إثر محاولات تم فيها التأجيل أكثر من مرة لتلك المفاوضات بعد أن توقف استئنافها في منبر جدة نوفمبر الماضي.

وتأتي هذه الجولة المهمة برعاية ومشاركة من الولايات المتحدة، وتنظيم كل من المملكة العربية السعودية وسويسرا.

إصرار الجانب الأمريكي على انعقاد الجولة في موعدها وسط مؤشرات عن غياب وفد الجيش السوداني (فيما وصل وفد الفريق المفاوض للدعم السريع منذ يوم أمس) اضطرت الولايات المتحدة إلى أن تمهل الجيش السوداني أياماً ثلاثة لحضور الجلسة بحلول يوم 17 أغسطس، وفي هذا الإمهال من الطرف الأمريكي ما يؤكد اتفاق الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على وضع حد للحرب المأساوية في السودان.

انهيار الوضع في السودان جراء الحرب وخطر الوصول إلى نقطة اللاعودة، كما حذرت من ذلك تقارير أممية متواترة، يجعل المراقب مستغرباً من موقف الجيش الذي بدا من الواضح أن الأسباب التي تمنع مشاركته في مفاوضات جنيف (رغم التمثيل الرفيع للمسؤولين الأمريكيين في رئاسة المفاوضات، كوزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن - ومندوبة الولايات المتحدة في المنظمة الدولة ليندا توماس غرينفيلد) أسباب تتصل بانقسام داخلي دفع الجيش مرتين للانسحاب من مفاوضات منبر جدة 1 و 2 ثم الانسحاب من مفاوضات المنامة خلال ديسمبر الماضي.

ويبدو واضحاً في ظل المخاطر الجسيمة للحرب، وضجر غالبية السودانيين من استمرارها على هذا النحو الخطير، وتداعي الدعوات السودانية والإقليمية والدولية لوقفها؛ أن الذي يمنع الجيش من التفاوض في جنيف هي؛ جهة سياسية في الداخل وترسل رسائل تحدٍ واضحة للمجتمع الدولي والإقليمي بما يجعلهما مدركين تماماً ما قد يترتب عن ذلك التعنّت من عواقب وخيمة، قد تضطر المجتمع الدولي إلى اللجوء لضغوط من نوع آخر على الجيش.

لا زالت هناك مهلة على الطاولة حتى حلول يوم 17 أغسطس، وإذا ما تعنّت الجيش في الرفض على ذلك النحو غير المقبول محلياً وإقليمياً ودولياً؛ فإن الذي يكمن بوضوح وراء ذلك التعنّت هو ما يظنه كثيرون من ارتهان الجيش لجهة سياسية تتحكم فيه، إذ أنه حتى معايير وقواعد الحرب العالمية لا تنطبق على موقف الجيش الذي لم ينتصر في الحرب ولم يجنح إلى السلم.

لطالما فنّد محللون سياسيون أعذاراً واهية للجيش السوداني في تبرير انسحابه من مفاوضات منبر جدة 1، و2 ثم انسحابه ثانياً من مفاوضات اتفاق المنامة السري في ديسمبر الماضي، بعد أن وقّع عليه بالأحرف الأولى كل من نائب قائد الجيش، ونائب قائد الدعم السريع بحضور أطراف دولية وإقليمية نافذة!

لذلك لا نعتقد أن التعنّت الأخير للجيش السوداني في رفض مفاوضات جنيف رفيعة المستوى سيمر بسلام هذه المرة، (حال لم يستدرك الجيش أمره ويلتحق بالمفاوضات في وقت متأخر) لأن الرسائل الخاطئة التي تبعثها مؤشرات الانقسام داخل الجيش تدل بوضوح على هيمنة لعناصر من النظام القديم عليه، تدل كثير من المؤشرات على دورها البارز في إشعال الحرب يوم 15 أبريل 2023م وإلا كيف يمكن تفسير موقف موضوعي للجيش في ظل الوضع الذي أصبح عليه حاله بعد هذه الحرب العبثية التي اضطرت إلى نزوح قيادة الحكومة برئاسة قائد الجيش إلى مدينة بورتسودان بعيداً عن العاصمة بسبب الحرب.

وبالرغم من تأكيد الولايات المتحدة للجيش السوداني أن مفاوضات جنيف هي امتداد لمفاوضات منبر جدة، ومكملة لها، إلا أن الجيش ظل يردد الأحجية التي تضع العربة أمام الحصان، فيما خص النقاش حول مفاوضات منبر جدة عبر بلاغة نسقية ضارة لا تعكس إلا انفصالاً خطيراً عن واقع أهوال الحرب وآثارها الكارثية المدمرة على حياة السودانيين.

ففي ظل نزوح أكثر من 12 مليون داخل السودان بسبب الحرب، وشبح المجاعة الذي يتهدد أكثر من 25 مليون سوداني والتقارير المفزعة للأمم المتحدة، لا يمكننا التسليم بأن موقف الجيش - والحالة هذه - مجرد وجهة نظر، لأن تخلف الجيش عن مفاوضات جنيف، سيعني احتمالاً لعواقب وخيمة تلوح في الأفق!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مفاوضات منبر جدة مفاوضات جنیف من مفاوضات

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يفك الحصار عن القيادة العامة وسلاح الإشارة

قالت مصادر بالجيش السوداني للجزيرة إن الجيش فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مقر "القيادة العامة" في الخرطوم منذ عام ونصف عام، كما ذكرت المصادر ذاتها بالجيش السوداني للجزيرة أن قواته فكت الحصار عن معسكر سلاح الإشارة، بعد معارك وسط الخرطوم بحري.

وكان الجيش السوداني قد قصف بالمدفعية الثقيلة من شمالي أم درمان تجمعات لقوات الدعم السريع في الوسط الغربي لمدينة الخرطوم بحري، حيث ركز القصف على تمركزات الدعم السريع، في الأحياء الواقعة جنوبي ضاحية "شمبات".

يشار إلى أن جبهات القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت تتركز في الأجزاء الشرقية من الخرطوم بحري، غير أن الجيش السوداني ركز -منذ أمس الخميس- قصفه على المناطق الغربية من المدينة.

ونشر الإعلام العسكري بالجيش السوداني صورا تظهر قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في مدينة الجيلي، شمال بحري.

اشتباكات عنيفة
وتشهد مدينة الجيلي اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يسعى الجيش للسيطرة على آخر معاقل الدعم السريع بمدينة الجيلي، علما أن قوات الدعم السريع تتحصن بمقر مصفاة الجيلي للبترول.

وقال مراسل الجزيرة هيثم أويت إن التطورات العسكرية على مسارح العمليات متسارعة جدا، مشيرا إلى أن فك الحصار عن مقر القيادة العامة وسلاح الإشارة جاء بعد معارك ضارية على مدى الأيام الماضية.

وأضاف المراسل أن قوات الجيش كثفت هجماتها على مواقع الدعم السريع عبر القصف الجوي انطلاقا من مواقعها في أم درمان، وكذلك عبر هجمات شنتها القوات القادمة من شمال بحري التي استطاعت أن تلتحم مع القوات المحاصرة في سلاح الإشارة.

وأكد المراسل أن هذه الخطوة لها تحولات كبيرة على المستوى الميداني ومستوى العمليات العسكرية، إذ بات الطريق مفتوحا أمام الجيش على امتداد أكثر من 70 كيلومترا من مقر القيادة العامة وحتى مدينة الجيلي، وبات بمقدور الجيش التحرك نحو مناطق شرق النيل التي لا تزال تعد معاقل لقوات الدعم السريع.

وأشار المراسل إلى أن التطورات الحالية ربما تمهد الطريق أمام عودة قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى القيادة العامة، بما يشكل مرحلة جديدة من الحرب الدائرة في البلاد.

معارك بالفاشر
من جانب آخر، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور غرب السودان.

وأعلنت القوة المشتركة تصديها لهجوم شنته قوات الدعم السريع على المدينة صباح الجمعة من عدة محاور.

ويأتي هذا الهجوم بعد انقضاء مهلة الـ48 ساعة التي حددتها قوات الدعم السريع للمقاتلين في الفاشر للاستسلام أو المغادرة.

وقال المتحدث العسكري للقوة المشتركة المقدم أحمد حسين مصطفى إن الدفاعات المتقدمة للجيش والقوة المشتركة تمكنت من التصدي للهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع من 5 محاور.

وأضاف -في حديث لمراسل الجزيرة نت محمد زكريا- أنهم تمكنوا من القضاء على أكثر من 400 عنصر من الدعم السريع وتدمير أكثر من 30 آلية عسكرية متنوعة، بالإضافة إلى الاستيلاء على 25 آلية سليمة مجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات.

ومنذ عدة أشهر، تفرض قوات الدعم السريع حصارا على المدينة التاريخية. وفي مايو/أيار الماضي، تصاعدت المعارك بحدة في محاولة للسيطرة على الفاشر، ولكنها واجهت صمودا قويا من الجيش وحلفائه.

ووفقا لشهود عيان، قامت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني باستهداف مواقع قوات الدعم السريع في الأجزاء الشرقية والشمالية والجنوبية من المدينة. كما استهدفت للمرة الأولى مواقع غرب المدينة، حيث سمع السكان دوي انفجارات قوية وتصاعد أعمدة الدخان نتيجة القصف الذي استهدف أهدافا ثابتة ومتحركة في مناطق تتحرك فيها قوات الدعم السريع.

وحسب شهود عيان تحدثوا للجزيرة نت، فإن مجموعة كبيرة من قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على المدينة من الجهة الشمالية الشرقية بالتركيز على الجهة الغربية، تحديدا من مناطق خزان قولو وشقرة.

وقد أثار هذا الهجوم حالة من الذعر بين المدنيين، خاصة أن المنطقة تضم أعدادا كبيرة من النازحين، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار في محاولة للسيطرة على المواقع الإستراتيجية.

وفي تغريدة على حسابه في فيسبوك، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن "تهديدات مليشيات الجنجويد لأهالي الفاشر تصطدم بصمود صخرة الفاشر الثابت".

وأضاف أن "القوات المسلحة والمقاومة الشعبية لقنت تلك المليشيات درسا جعلهم يتراجعون بخيبة". وختم قائلا: "نحن نراقب كل تحركاتكم، وإذا عدتم، فسنكون في انتظاركم في مقبرتكم".

المصدر : الجزيرة  

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يفك الحصار عن القيادة العامة وسلاح الإشارة
  • الجيش السوداني يقترب من فك الحصار عن القيادة العامة
  • عاجل| مصادر بالجيش السوداني للجزيرة: الجيش يفك الحصار عن القيادة العامة في الخرطوم بعد عام ونصف من الحصار
  • وزيرة التضامن تتوجه إلى جنيف لمناقشة تقرير مصر أمام جلسة المراجعة الدورية لحقوق الإنسان
  • الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم
  • الجيش السوداني يتهم قوات الدعم السريع بإحراق مصفاة الجيلي
  • أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟
  • الجيش السوداني يقترب من “مصفاة الجيلي”
  • الخارجية السودانية: المليشيا بعد أن عجزت عن مواجهة الجيش والقوات المساندة له لجأت إلى استهداف محطات الكهرباء والمياه
  • زيلينسكي: لن نوافق على تقليص الجيش الأوكراني في إطار التسوية