لجريدة عمان:
2025-04-23@05:49:57 GMT

هل تأخرنا في الأوقاف الجامعية؟

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

‏أحد مفاهيم الوقف (Endowment) أنه تبرع دائم وبدون مقابل، فلا يمكن بيعه أو التصدق به أو هبته، ويعتبر من أعمال الخير والبر، والهدف من الوقف هو الانتفاع من ريعه وإنفاقه على الجوانب التي يحددها «الواقف»، وقد يكون الوقف ماديا كالنقود، أو عينيًا ويدخل في ذلك المباني والممتلكات التجارية والصناعية والتعليمية.

أنواع الأوقاف كثيرة منها: الوقف الأهلي أو ما يعرف بوقف الذرية، والوقف الخيري، أو المشترك بينهما. الأوقاف على المستوى الوطني بشكل عام، أغلبها تتعلق بأوقاف المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، وأوقاف النخيل والأفلاج والبساتين والتي يصرف من ريعها لخدمة طلبة العلم، بيد أن الأوقاف الجامعية يجب أن تتعدى ذلك لتكون في مشروعات استثمارية تشمل الجوانب التعليمية، وفي السلع والخدمات التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية. على المستوى العالمي، فإن قيمة الأصول الوقفية حسب النوع: جاءت أوقاف المؤسسات الدينية (Ensign (Peak Advisors بالولايات المتحدة الإمريكية في المرتبة الأولى بأصول مالية تصل إلى (124) مليار دولار، وبالنسبة للمؤسسات الوقفية الحكومية: جاءت الوكالة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا في المقدمة باستثمارات تزيد على (80) مليار دولار. أما الأصول الوقفية الجامعية: فجاءت جامعة ستانفور الأمريكية في المرتبة الأولى باستثمارات تزيد على (75) مليار دولار، حسب البيانات التقديرية المنشورة في مايو (2023)، أيضًا فإن بعضًا من الجامعات الخليجية اهتمت بالأوقاف بشكل كبير ومنها: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بمشروعات عملاقة، واستثمارات تزيد على (23) مليار دولار. الأوقاف الجامعية بالجامعات السعودية تصدرت ترتيبًا متقدمًا بما لديها من أموال ومبانٍ وقفية، كما هو الحال في أوقاف جامعة الملك سعود، والتي أغلبها أوقاف تأخذ مسميات الأمراء، ورجال الأعمال، وكبار العلماء لتخليد منجزاتهم الشخصية أو العلمية، وبالتالي هذه الاستثمارات الوقفية تساهم في ديمومة المشروعات البحثية وفي دعم وتأهيل واستقطاب كفاءات التدريس في شتى مجالات العلوم.هناك من يعتقد، بأن الوقف يحتاج دائمًا إلى استثمارات كبيرة وأن مجالاته محدودة، وهذه من الإشكاليات التي أدت إلى التأخير في التوسع فيه أو شموليته لجميع مجالات الحياة المختلفة، وإن كان قانون الأوقاف الذي صدر في عام (2000) تطرق لبعض أنواع الأوقاف، إلا أنه لم يتضمن بشكل مباشر للأوقاف الجامعية، وبالتالي يأتي إنشاء المؤسسة العمانية الوقفية في (2024)؛ لنشر مفهوم الوقف وتوسيع مجالاته، وأيضًا لتكون هي الجهة التي تؤطر معايير الحوكمة لجميع أنواع الأوقاف، وبيت المال، وتساند المؤسسات الوقفية بالولايات والمحافظات.

يأتي إصدار المؤسسة العمانية الوقفية كذراع استثمارية نعمل على متابعة جوانب شؤون الأوقاف، وتنمية أموال بيت المال، لذا فهو بحاجة إلى حسن إدارة، ولذلك أعطيت المؤسسة العمانية الوقفية الاستقلال المالي والإداري؛ لكي تقوم بإدارة الأوقاف بأسلوب متجدد يساعد في سرعة اتخاذ القرارات الاستثمارية، ويساعد في عمليات تحليل السوق، وإدارة مخاطر الاستثمار، وأيضًا هذه المؤسسة تعمل على غرس الثقة بين الأشخاص أو الجهات التي يطلق عليهم اسم «الواقفين» لأن بناء الثقة أساس مهم في المحافظة على تثمير أموال الأوقاف، وفي حال معرفة الأفراد الذين يوقفون أموالهم بأنها تدار من قبل كفاءات علمية وتطبق المبادئ الإسلامية المعمول بها في شؤون الأوقاف فهذا يكون سببًا رئيسيًا في تعزيز مجالات الوقف في المجتمع، ويعمل على تشجيع الواقفين على الاستثمار في المجالات الوقفية بكل ثقة واطمئنان. هذه الثقة هي العامل المساعد في كون الجامعات الغربية تتفوق على الجامعات العربية في الاستفادة من الأصول الوقفية؛ لأن لديها نظامًا شفافًا في آليات التعامل مع الممتلكات الوقفية، وكيفية إدارتها واستثمارها بشكل مناسب.الأصول الوقفية الجامعية ليست من أدوات تنويع مصادر الدخل للجامعات فقط، بل تستند عليها هيئات ومنظمات التقييم المؤسسي والبرامجي لمؤسسات التعليم العالي، فأغلب تلك الهيئات تضع في الحسبان مصادر التمويل المتنوعة حيث تدخل الأوقاف الجامعية ضمن هذه المصادر التي تحصل عليها الجامعات من ريع أوقافها، بحيث لا يكون اعتمادها على الدعم الحكومي أو الرسوم الدراسية، كما أن الاعتمادات المالية المخصصة للجامعات الحكومية معرضة للتقلبات الاقتصادية، وبالتالي من الممكن أن تتأثر ميزانياتها للتخفيض، أو إلغاء بعض من مشروعاتها البحثية أو العلمية، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على تصنيفها ضمن الجامعات العالمية، ولكن الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، عند تحديث معايير الاعتماد المؤسسي قامت بإلغاء المعيار الفرعي المتعلق بالإدارة المالية الذي يدخل ضمن المعيار الرئيسي المتعلق بالحوكمة والإدارة، حيث تجدر الإشارة إلى أهمية المعيار الفرعي الملغى عند تقييم الاستدامة المالية للجامعات أثناء القيام بعلميات الاعتماد المؤسسي، وجود ذلك المعيار يساعد في معرفة مدى تنويع الإيرادات الجامعية والتي تدخل ضمنها الأوقاف الجامعية، عليه فإن إلغاؤه في هكذا توقيت لم يكن مناسبًا.

‏‏لعل ما يحدث لبعض مؤسسات التعليم العالي الوطنية من إخفاقات مالية خلال الفترات الماضية أحد أسبابه: عدم وجود استثمارات وقفية تساعدها في تنويع مصادر دخلها عند وجود صدمات مالية، إلا أن نظام جامعة السلطان قابوس الذي تم اعتماده هذا العام، يعتبر من الأنظمة المتميزة والذي على أساسه منحت الجامعة الصلاحيات التنظيمية للبدء في استثمارات الأوقاف، وبحيث تكون تلك الاستثمارات ضمن الإيرادات الذاتية للجامعة، ولكن الملاحظ أن جامعة التقنية والعلوم التطبيقية على الرغم من صدور نظامها قبل ثلاث سنوات تقريبًا، إلا أن نظامها لم يتطرق إلى الأوقاف الجامعية، الأمر الذي قد يفتح بابًا للنظر في إيجاد كيان مؤسسي يضم الأوقاف الجامعية لجميع مؤسسات التعليم العالي كافة، ويكون تحت إشراف مؤسسة وقفية جامعية الأمر الذي يساهم في تحسين ربحية أموال الأوقاف، لأن الكيانات أو الاستثمارات كلما كانت أصولها المالية أكبر، كلما ساعد ذلك على تخفيض التكاليف التشغيلية والإشرافية، ويؤدي إلى تعزيز الإيرادات المالية.

في الشأن الوطني أيضًا بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي ما يزيد على (66) مؤسسة موزعة بين جامعات وكليات جامعية حكومية وخاصة، إلا أن أغلبها لم يأخذ مسار الأوقاف الجامعية كنوع من مصادر تنويع إيراداتها المالية، وقد يكون ضعف الجوانب التنظيمية والتشريعية والرقابية لمجالات الأوقاف الجامعية سببًا في ذلك، أيضًا فإن قانون الأوقاف اشتمل على جوانب محددة أغلبها تعنى بأوقاف المؤسسات، والصناديق الخيرية التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا حيث بلغ عدد المؤسسات الوقفية (48) مؤسسة منها: (35) مؤسسة وقفية عامة، و(13) مؤسسة وقفية خاصة، مع وجود صندوق وقفي واحد يعنى بالتكنولوجيا والتحول الرقمي ومؤسسة تعنى بدعم قطاع التعليم «سراج».

على الرغم من صدور قانون الأوقاف قبل (24) عامًا، إلا أن غالبية المؤسسات الوقفية تعتبر حديثة التشكيل وتأخذ التأسيس المناطقي في أهدافها، كما يلاحظ أن غالبية تلك المؤسسات لا تحدد رأسمالها في نظامها الأساسي، أو تصرح به إلا القليل، من ذلك على سبيل المثال: مؤسسة وقفية خاصة حددت مبلغ يزيد على (3.5) مليون ريال عُماني، ومؤسسة أخرى بمبلغ (100) ألف ريال عُماني، وبالتالي لا يوجد إطار موحد لجوانب الحوكمة والأطر والرقابية، وتحديد القيمة السوقية لأصولها المالية، مع الإشارة إلى المثال الذي بدأ ينشط وهي المؤسسة الوقفية سراج والتي تم تدشينها قبل فترة، حيث تمثل بداية طيبة لاستثمارات الأوقاف الجامعية.

ختامًا الأوقاف الجامعية من أهدافها الأساسية، دعم موازنات الجامعات، ومساندتها نحو تعزيز الإنفاق على التعليم والتعلم، وبناء المختبرات العلمية، وفي مجالات البحوث والدراسات، الأوقاف الجامعية هي مثابة مورد مالي حيوي لاستدامة الخدمات التشغيلية للجامعات، لذا فإن هناك حاجة لإيجاد بيئة تنظيمية وهيكلية مرنة بالجامعات تكون جاذبة للمجتمع تحفزهم على الاستثمار في الأوقاف الجامعية، ولا يمنع من محاكاة التجارب الجيدة المطبقة في الجامعات الإقليمية التي تقدمت في هذا المجال، وبالتالي على أفراد المجتمع وخاصة رجال الأعمال والأثرياء منهم، الإنفاق على الأوقاف الجامعية إحياءً لسنة الوقف في الإسلام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأوقاف الجامعیة الأصول الوقفیة التعلیم العالی ملیار دولار مؤسسة وقفیة إلا أن

إقرأ أيضاً:

دورة الألعاب الجامعية تكرّم أبطال النسخة الأولى في أبوظبي

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «ليوا الرياضي» ينظم «السباق العاشر» للخيول العربية في الظفرة نوادر النابودة وعلي الحمادي يتألقان في «قفز بوذيب»

اختتمت النسخة الأولى من دورة الألعاب الجامعية، بنجاح كبير على كافة الأصعدة الفنية والتنظيمية واكتشاف المواهب، وذلك بإقامة المباريات النهائية لمسابقات كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة للطلاب والطالبات، والتي احتضنها نادي الجزيرة في أبوظبي على مدار يومين، حفلت خلالها المنافسات بالإثارة على أقوى المستويات، إلى جانب الفعاليات الترفيهية المرافقة التي جذبت الجماهير من مختلف الفئات العمرية.
وأقيمت الدورة بتنظيم شركة أبوظبي للترفيه، بالتعاون مع وزارة الرياضة، والاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي، وبدعم من سلوشنز بلس، ومجموعة إم بي إم إي، ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة «الراعي الذهبي».
وتفوقت الجامعة الأميركية في دبي، بتحقيق 3 ألقاب، وهي كرة السلة للطلاب والطالبات، وكرة الطائرة للطالبات.
وجاء فوز الجامعة الأميركية في دبي بلقب كرة السلة للطلاب، وجامعة الشارقة في المركز الثاني، وجاء فريق جامعة روشستر في المركز الثالث، فيما نالت لقب كرة السلة للطالبات بعد الفوز في النهائي على الجامعة الأميركية في الشارقة، التي نالت المركز الثاني، وجاء في المركز الثالث جامعة الشارقة، كما حققت الجامعة الأميركية في دبي لقب بطولة الكرة الطائرة للطالبات، وجاءت جامعة نيويورك في المركز الثاني، وجامعة روشستر في المركز الثالث.
وتألقت جامعة الشارقة بالفوز بلقبين، وهما كرة القدم وكرة الطائرة للطلاب، ونالت جامعة الشارقة المركز الأول في كرة القدم للطلاب، بعد الفوز في المباراة النهائية على الجامعة الأميركية في الإمارات، وحلّت الجامعة الأميركية في الشارقة بالمركز الثالث، كما حققت جامعة الشارقة لقب بطولة كرة الطائرة للطلاب، وجاءت الجامعة الأميركية في دبي في المركز الثاني، وجامعة دبي في المركز الثالث.
وحصدت كليات التقنية العليا لقب بطولة كرة القدم للطالبات، وجاءت الجامعة الأميركية في الشارقة في المركز الثاني، وجامعة نيويورك في المركز الثالث.
وشارك في مراسم تتويج الفرق الفائزة، كل من، بسمة أحمد أبوالنصر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للترفيه، والشيخ سهيل بن بطي آل مكتوم، رئيس اتحاد الإمارات الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي والمدير التنفيذي لقطاع التنمية الرياضية في وزارة الرياضة، وناصر النبهاني الرئيس التنفيذي لشركة سلوشنز بلس، وحمدان الزعابي عضو مجلس إدارة اتحاد كرة السلة.
وقالت بسمة أحمد أبو النصر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للترفيه: «نجاح النسخة الأولى من دورة الألعاب الجامعية، يجعلنا نسعى إلى مضاعفة الجهود لمواصلة الارتقاء في سقف الطموحات لترسيخ مكانة هذه الدورة الرياضية، باعتبارها واحدة من أهم الأحداث القادرة على استنهاض همم الشباب، وإبراز طاقاتهم في المجتمع بشكل إيجابي».
وأضافت: «نهنئ جميع الجامعات الحاصلة على ألقاب النسخة الأولى من دورة الألعاب الجامعية، ونتقدم بالشكر لجميع الجامعات الإماراتية، التي شاركت خلال هذا الموسم الرياضي، وقدمت أروع المستويات مع التمسك بالروح الرياضية، والتعاون مع المنظمين، مما يجعلنا نسعى جاهدين لتطوير هذه الدورة نحو الأفضل دائماً».
وشهد انطلاق الدورة الحالي، مشاركة أكثر من 1585 طالباً وطالبة من 28 جامعة في دولة الإمارات، على مدار عدة أشهر، في أكبر عرض للمواهب وتعزيز قدرات الشباب من الجنسين، وذلك للتأكيد على تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها كواحدة من أهم مخرجات «خلوة مستقبل الرياضة»، التي عقدتها وزارة الرياضة، وجاءت لتجمع مؤسسات التعليم العالي من جميع أنحاء الدولة في بطولة رياضية.

مقالات مشابهة

  • المغرب..وزارة التعليم العالي تدرس صرف المنح الجامعية شهريًا لدعم الطلبة المعوزين
  • نص قسم الولاء الذي ردده أئمة الأوقاف أمام الرئيس السيسي
  • ما هو القسم الجديد الذي أداه أئمة الأوقاف أمام السيسي في الأكاديمية العسكرية؟
  • السيرة الذاتية للإمام السيوطي الذي تمنى الرئيس السيسي الاقتداء به؟
  • دورة الألعاب الجامعية تكرّم أبطال النسخة الأولى في أبوظبي
  • دائرة الأوقاف بالشارقة تستلم 25 وقفاً جديداً
  • مراسل سانا: وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي يفتتح معرض “إحياء وإعادة تأهيل المباني والمواقع التاريخية” في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق الذي يهدف إلى عرض مشاريع الطلبة من السنوات كافة، وطلاب الماجستير في قسم نظريات
  • التعليم العالي: رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية خلال عيد القيامة وشم النسيم
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • رفع حالة الطوارئ بمستشفيات بنها الجامعية