لجريدة عمان:
2025-02-23@18:00:58 GMT

هل تأخرنا في الأوقاف الجامعية؟

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

‏أحد مفاهيم الوقف (Endowment) أنه تبرع دائم وبدون مقابل، فلا يمكن بيعه أو التصدق به أو هبته، ويعتبر من أعمال الخير والبر، والهدف من الوقف هو الانتفاع من ريعه وإنفاقه على الجوانب التي يحددها «الواقف»، وقد يكون الوقف ماديا كالنقود، أو عينيًا ويدخل في ذلك المباني والممتلكات التجارية والصناعية والتعليمية.

أنواع الأوقاف كثيرة منها: الوقف الأهلي أو ما يعرف بوقف الذرية، والوقف الخيري، أو المشترك بينهما. الأوقاف على المستوى الوطني بشكل عام، أغلبها تتعلق بأوقاف المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، وأوقاف النخيل والأفلاج والبساتين والتي يصرف من ريعها لخدمة طلبة العلم، بيد أن الأوقاف الجامعية يجب أن تتعدى ذلك لتكون في مشروعات استثمارية تشمل الجوانب التعليمية، وفي السلع والخدمات التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية. على المستوى العالمي، فإن قيمة الأصول الوقفية حسب النوع: جاءت أوقاف المؤسسات الدينية (Ensign (Peak Advisors بالولايات المتحدة الإمريكية في المرتبة الأولى بأصول مالية تصل إلى (124) مليار دولار، وبالنسبة للمؤسسات الوقفية الحكومية: جاءت الوكالة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا في المقدمة باستثمارات تزيد على (80) مليار دولار. أما الأصول الوقفية الجامعية: فجاءت جامعة ستانفور الأمريكية في المرتبة الأولى باستثمارات تزيد على (75) مليار دولار، حسب البيانات التقديرية المنشورة في مايو (2023)، أيضًا فإن بعضًا من الجامعات الخليجية اهتمت بالأوقاف بشكل كبير ومنها: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بمشروعات عملاقة، واستثمارات تزيد على (23) مليار دولار. الأوقاف الجامعية بالجامعات السعودية تصدرت ترتيبًا متقدمًا بما لديها من أموال ومبانٍ وقفية، كما هو الحال في أوقاف جامعة الملك سعود، والتي أغلبها أوقاف تأخذ مسميات الأمراء، ورجال الأعمال، وكبار العلماء لتخليد منجزاتهم الشخصية أو العلمية، وبالتالي هذه الاستثمارات الوقفية تساهم في ديمومة المشروعات البحثية وفي دعم وتأهيل واستقطاب كفاءات التدريس في شتى مجالات العلوم.هناك من يعتقد، بأن الوقف يحتاج دائمًا إلى استثمارات كبيرة وأن مجالاته محدودة، وهذه من الإشكاليات التي أدت إلى التأخير في التوسع فيه أو شموليته لجميع مجالات الحياة المختلفة، وإن كان قانون الأوقاف الذي صدر في عام (2000) تطرق لبعض أنواع الأوقاف، إلا أنه لم يتضمن بشكل مباشر للأوقاف الجامعية، وبالتالي يأتي إنشاء المؤسسة العمانية الوقفية في (2024)؛ لنشر مفهوم الوقف وتوسيع مجالاته، وأيضًا لتكون هي الجهة التي تؤطر معايير الحوكمة لجميع أنواع الأوقاف، وبيت المال، وتساند المؤسسات الوقفية بالولايات والمحافظات.

يأتي إصدار المؤسسة العمانية الوقفية كذراع استثمارية نعمل على متابعة جوانب شؤون الأوقاف، وتنمية أموال بيت المال، لذا فهو بحاجة إلى حسن إدارة، ولذلك أعطيت المؤسسة العمانية الوقفية الاستقلال المالي والإداري؛ لكي تقوم بإدارة الأوقاف بأسلوب متجدد يساعد في سرعة اتخاذ القرارات الاستثمارية، ويساعد في عمليات تحليل السوق، وإدارة مخاطر الاستثمار، وأيضًا هذه المؤسسة تعمل على غرس الثقة بين الأشخاص أو الجهات التي يطلق عليهم اسم «الواقفين» لأن بناء الثقة أساس مهم في المحافظة على تثمير أموال الأوقاف، وفي حال معرفة الأفراد الذين يوقفون أموالهم بأنها تدار من قبل كفاءات علمية وتطبق المبادئ الإسلامية المعمول بها في شؤون الأوقاف فهذا يكون سببًا رئيسيًا في تعزيز مجالات الوقف في المجتمع، ويعمل على تشجيع الواقفين على الاستثمار في المجالات الوقفية بكل ثقة واطمئنان. هذه الثقة هي العامل المساعد في كون الجامعات الغربية تتفوق على الجامعات العربية في الاستفادة من الأصول الوقفية؛ لأن لديها نظامًا شفافًا في آليات التعامل مع الممتلكات الوقفية، وكيفية إدارتها واستثمارها بشكل مناسب.الأصول الوقفية الجامعية ليست من أدوات تنويع مصادر الدخل للجامعات فقط، بل تستند عليها هيئات ومنظمات التقييم المؤسسي والبرامجي لمؤسسات التعليم العالي، فأغلب تلك الهيئات تضع في الحسبان مصادر التمويل المتنوعة حيث تدخل الأوقاف الجامعية ضمن هذه المصادر التي تحصل عليها الجامعات من ريع أوقافها، بحيث لا يكون اعتمادها على الدعم الحكومي أو الرسوم الدراسية، كما أن الاعتمادات المالية المخصصة للجامعات الحكومية معرضة للتقلبات الاقتصادية، وبالتالي من الممكن أن تتأثر ميزانياتها للتخفيض، أو إلغاء بعض من مشروعاتها البحثية أو العلمية، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على تصنيفها ضمن الجامعات العالمية، ولكن الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، عند تحديث معايير الاعتماد المؤسسي قامت بإلغاء المعيار الفرعي المتعلق بالإدارة المالية الذي يدخل ضمن المعيار الرئيسي المتعلق بالحوكمة والإدارة، حيث تجدر الإشارة إلى أهمية المعيار الفرعي الملغى عند تقييم الاستدامة المالية للجامعات أثناء القيام بعلميات الاعتماد المؤسسي، وجود ذلك المعيار يساعد في معرفة مدى تنويع الإيرادات الجامعية والتي تدخل ضمنها الأوقاف الجامعية، عليه فإن إلغاؤه في هكذا توقيت لم يكن مناسبًا.

‏‏لعل ما يحدث لبعض مؤسسات التعليم العالي الوطنية من إخفاقات مالية خلال الفترات الماضية أحد أسبابه: عدم وجود استثمارات وقفية تساعدها في تنويع مصادر دخلها عند وجود صدمات مالية، إلا أن نظام جامعة السلطان قابوس الذي تم اعتماده هذا العام، يعتبر من الأنظمة المتميزة والذي على أساسه منحت الجامعة الصلاحيات التنظيمية للبدء في استثمارات الأوقاف، وبحيث تكون تلك الاستثمارات ضمن الإيرادات الذاتية للجامعة، ولكن الملاحظ أن جامعة التقنية والعلوم التطبيقية على الرغم من صدور نظامها قبل ثلاث سنوات تقريبًا، إلا أن نظامها لم يتطرق إلى الأوقاف الجامعية، الأمر الذي قد يفتح بابًا للنظر في إيجاد كيان مؤسسي يضم الأوقاف الجامعية لجميع مؤسسات التعليم العالي كافة، ويكون تحت إشراف مؤسسة وقفية جامعية الأمر الذي يساهم في تحسين ربحية أموال الأوقاف، لأن الكيانات أو الاستثمارات كلما كانت أصولها المالية أكبر، كلما ساعد ذلك على تخفيض التكاليف التشغيلية والإشرافية، ويؤدي إلى تعزيز الإيرادات المالية.

في الشأن الوطني أيضًا بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي ما يزيد على (66) مؤسسة موزعة بين جامعات وكليات جامعية حكومية وخاصة، إلا أن أغلبها لم يأخذ مسار الأوقاف الجامعية كنوع من مصادر تنويع إيراداتها المالية، وقد يكون ضعف الجوانب التنظيمية والتشريعية والرقابية لمجالات الأوقاف الجامعية سببًا في ذلك، أيضًا فإن قانون الأوقاف اشتمل على جوانب محددة أغلبها تعنى بأوقاف المؤسسات، والصناديق الخيرية التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا حيث بلغ عدد المؤسسات الوقفية (48) مؤسسة منها: (35) مؤسسة وقفية عامة، و(13) مؤسسة وقفية خاصة، مع وجود صندوق وقفي واحد يعنى بالتكنولوجيا والتحول الرقمي ومؤسسة تعنى بدعم قطاع التعليم «سراج».

على الرغم من صدور قانون الأوقاف قبل (24) عامًا، إلا أن غالبية المؤسسات الوقفية تعتبر حديثة التشكيل وتأخذ التأسيس المناطقي في أهدافها، كما يلاحظ أن غالبية تلك المؤسسات لا تحدد رأسمالها في نظامها الأساسي، أو تصرح به إلا القليل، من ذلك على سبيل المثال: مؤسسة وقفية خاصة حددت مبلغ يزيد على (3.5) مليون ريال عُماني، ومؤسسة أخرى بمبلغ (100) ألف ريال عُماني، وبالتالي لا يوجد إطار موحد لجوانب الحوكمة والأطر والرقابية، وتحديد القيمة السوقية لأصولها المالية، مع الإشارة إلى المثال الذي بدأ ينشط وهي المؤسسة الوقفية سراج والتي تم تدشينها قبل فترة، حيث تمثل بداية طيبة لاستثمارات الأوقاف الجامعية.

ختامًا الأوقاف الجامعية من أهدافها الأساسية، دعم موازنات الجامعات، ومساندتها نحو تعزيز الإنفاق على التعليم والتعلم، وبناء المختبرات العلمية، وفي مجالات البحوث والدراسات، الأوقاف الجامعية هي مثابة مورد مالي حيوي لاستدامة الخدمات التشغيلية للجامعات، لذا فإن هناك حاجة لإيجاد بيئة تنظيمية وهيكلية مرنة بالجامعات تكون جاذبة للمجتمع تحفزهم على الاستثمار في الأوقاف الجامعية، ولا يمنع من محاكاة التجارب الجيدة المطبقة في الجامعات الإقليمية التي تقدمت في هذا المجال، وبالتالي على أفراد المجتمع وخاصة رجال الأعمال والأثرياء منهم، الإنفاق على الأوقاف الجامعية إحياءً لسنة الوقف في الإسلام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأوقاف الجامعیة الأصول الوقفیة التعلیم العالی ملیار دولار مؤسسة وقفیة إلا أن

إقرأ أيضاً:

تأجيل الامتحانات الجامعية في فرع جامعة دمشق بالسويداء ‏

السويداء-سانا

أعلن فرع جامعة دمشق بالسويداء، تأجيل الامتحانات الجامعية المقررة اليوم ‏في جميع كلياته، نظرا للأحوال الجوية السائدة، وتشكل الجليد في مختلف ‏مناطق المحافظة.‏

وأوضح مدير الفرع الدكتور وليد نفاع في تصريح لمراسل/سانا/، أنه حرصاً ‏على سلامة الطلاب، تقرر تأجيل امتحانات اليوم إلى موعد يحدد لاحقاً من ‏قبل عمداء الكليات وفقا لبرنامج كل كلية.‏

ويضم فرع جامعة دمشق في السويداء سبع كليات.

 

جامعة دمشق- السويداء 2025-02-23bdrossmanسابق وزارة النفط: استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من شمال شرق سوريا جاء وفق عقد سابق تمت دراسته وتعديلهآخر الأخبار 2025-02-23تأجيل الامتحانات الجامعية في فرع جامعة دمشق بالسويداء ‏ 2025-02-22وزارة النفط: استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من شمال شرق سوريا جاء وفق عقد سابق تمت دراسته وتعديله 2025-02-2235 متطوعاً من الدفاع المدني السوري يصلون قطر في إطار برنامج تدريبي 2025-02-22التعليم العالي توجه بإجراء اختبار لغة استثنائي للقيد بدرجة الماجستير 2025-02-22ألعاب القوة المركزي والفرعي يبحثان مع اتحاد الكيك بوكسينغ والمواي تاي والقتال المختلط آليات تطوير اللعبة 2025-02-22حفل تخريج لـ 400 طبيب وطبيبة في الشمال السوري 2025-02-22“هاكاثون سوريا” يبدأ فعالياته في حمص 2025-02-22فريق طبي قطري يصل دمشق لإجراء عمليات قثطرة قلبية ‏ 2025-02-22الصحة تبحث سبل تعزيز التعاون الصحي مع وفد من الهلال الأحمر‏ القطري 2025-02-22مدينة أم الزيتون الصناعية بالسويداء.. مشروع حيوي ينتظر المزيد من الدعم ‏لاستكماله لتنشيط الحراك الاقتصادي في المحافظة

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • بعد الصدر.. الوقف السني يدعو الناخبين لتحديث بياناتهم
  • افتتاح مقر الاتحاد الأفريقي للرياضة الجامعية في مصر
  • تأجيل الامتحانات الجامعية في فرع جامعة دمشق بالسويداء ‏
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • «التعليم العالي»: استمرار تقديم الخدمات الطبية بالمستشفيات الجامعية لمصابي غزة
  • وزير التعليم العالي يوجه باستمرار تقديم الخدمات الطبية لجرحى غزة بالمستشفيات الجامعية
  • طلب إحاطة بشأن عدم صرف الفروق المالية المستحقة لموظفي التعليم بأسيوط
  • التعليم العالي: صندوق رعاية المبتكرين يدعم المشروعات التي تحقق التنمية المستدامة
  • مواطنون: "وقف الأب" مبادرة إنسانية تكرّم العطاء وتخلّد القيم
  • رئيس جامعة الملك خالد يدشّن مبادرات أكاديمية والمكتبة الوقفية بكلية الشريعة