الغرب يواصل إبادة الفلسطينيين بأسلحته فى غزة ..أشلاء الضحايا تستصرخ الضمير الإنسانى الخروج من القاعات المكيفة
هنا غزة فى اليوم الـ313 لحرب الإبادة الصهيونية الجماعية... لا انتهاء لقصص الألم والوجع الناجم عن الفقدان تلك القصص التى أقل ما توصف بها أنها مفجعة وقاسية تستصرخك أشلاء عائلة «أبوندى» بمنطقة النصيرات هذا رضيع بلا رأس وحقيبة الأم لملم فيها المسعفون بصعوبة بداخلها ساقا وبضع أصابع مهترئة وكيلوجرامات من اللحم الممزق.
تصدمك هاتان الزهرتان طفلتان فى سن البراءة الأولى ارتقتا فى وداعة نصف جسديهما لا ملامح لهما مجزرة تلو الاخرى خلال الساعات الماضى، وفى الوقت الذى انعقد فيه مجلس الأمن الدولى لمناقشة مجزرة الساجدين بمدرسة التابعين بحى الدرج بشمال قطاع غزة مؤخرا كانت حكومة الاحتلال الصهيونى تمارس الابادة الجماعية للشعب الفلسطينى وعلى الهواء مباشرة وبنفس الأسلحة الامريكية المستخدمة فى كل المجازر على مدار أكثر من 10 شهور. إنه ضجيج الإدانة والاستنكار وجلسات القاعات المكيفة لكن بلا طحين.
زعمت مندوبة الولايات المتحدة بمجلس الأمن ليندا توماس جرينفيلد، أن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير حول خسائر فى أرواح المدنيين عقب الهجوم على مدرسة التابعين التى تؤوى النازحين.
واصلت «جرينفيلد» كذبها أمام مجلس الأمن، أن بلادها عملت مع مصر وقطر لمدة شهور للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، مشددة على أنه حان الوقت لإنهاء المعاناة فى غزة ومعاناة المختطفين عبر التوصل إلى اتفاق وغضت الطرف عن فيتو وحشد بلادها لترساناتها المسلحة من أجل إسرائيل وأمنها على حساب دم الأبرياء أصحاب الأرض فى المنطقة.
غطت حشرجات «رياض منصور» مندوب فلسطين الدائم بالأمم المتحدة بأنه فى كل مرة يدفع فيها العالم من أجل وقف إطلاق النار ترد إسرائيل بمجزرة.
وأضاف «منصور» أنه ليس من قبيل المصادفة أنه فى كل مرة يدفع فيها العالم من أجل وقف لإطلاق النار ترد إسرائيل بمجزرة مثل تلك التى وقعت فى المدرسة التابعين. إنها توجه بهذا رسالة أبشع من سابقتها مفادها أنها لن تتوقف.
وقال المندوب الفلسطينى «بينما نرحب بالتوافق الدولى الذى دعا لوقف فورى لإطلاق النار، من الواضح أن إسرائيل تستخدم حق النقض فى التعامل مع هذا الأفق، لا بد لهذا أن ينتهى، لا يمكن لإسرائيل أن تواصل تحدى العالم».
وأضاف بينما نجتمع هنا للشهر العاشر على التوالى لا تزال إسرائيل تودى بالأرواح وتقوم بكل ما هو ممكن لنشر نيران الصراع بالشرق الأوسط.
وصرح بأن إسرائيل تمزق اتفاقيات جنيف فى غزة ومع تمزيقها لكل قاعدة وضعت فى المجال الإنسانى إسرائيل لا تكترث لإداناتكم، تتجاهل قراراتكم، لا تصغى حتى لمناقشاتكم.
وأضاف المندوب الفلسطينى: «أنتم كدول ومجلس الأمن تتحملون المسئولية إسرائيل دولة مارقة لما تمتعت به من إفلات من العقاب وقال مخاطبا أعضاء المجلس لديكم الأدوات لتحويل ما تقررونه واقعا ولا ينبغى لأحد أن يكون فوق القانون، هذا إن اخترتم وتوفرت الإرادة السياسية لتنفيذ ما تقررونه».
وأشار «منصور» إلى أن فلسطين ستتوجه فى الأيام المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة للتأكد من قيامها بالمسؤولية المنوطة بها بموجب ميثاقها، وللتأكد من أن قرارات أعلى محكمة فى العالم، محكمة العدل الدولية تترجم لإرادة سياسية وزخم وإجراءات ملموسة تنفذها الأمم المتحدة والدول الأعضاء بها، لإنهاء هذه الأفعال فى أسرع وقت ممكن.
وقالت مديرة قسم التمويل بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ليزا دوتن، إن الهجوم على مدرسة «التابعين» كان أحد أشد الهجمات دموية على مدرسة تؤوى نازحين منذ بداية الصراع.
وأشارت إلى أن الهجوم لم يكن حادثا منعزلا عن غيره، وأن مثل هذه الهجمات تحدث بوتيرة متزايدة وأن هذه الحرب تدمر الأرواح والمستقبل والوضع الصحى حرج ويكاد يتوقف.
وأوضحت أن إسرائيل تصطنع باستمرار مشكلات فيما يتعلق بالمساعدات وتمنع المدنيين من الوصول إلى الإمدادات الكافية من الصحة والغذاء ومواد النظافة.
وخاطبت رئاسة مجلس الأمن قائلة: «كم كارثة مثل مدرسة التابعين يجب أن تقع قبل اتخاذ أى إجراء؟».
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولى بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنسانى الكارثى بغزة فى استهانة بالمجتمع الدولى.
وكشف تحقيق نشرته صحيفة «هآرتس» العبرية، عن أن الاحتلال يستخدم بشكل ممنهج مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية عند تمشيط الأنفاق والمبانى بالقطاع.
وأضافت الصحيفة، فى تحقيقها، أن استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية بغزة يجرى بمعرفة مكتب رئيس الأركان «هرتسى هاليفى» وكبار القادة العسكريين.
وأوضحت الصحيفة عبر سلسلة شهادات من عناصر وقادة الاحتلال أن اسرائيل تقوم بنقل فلسطينيين من غزة غير مشتبه بكونهم مسلحين إلى وحدات مختلفة تابعة له؛ حيث يقوم باحتجازهم كمعتقلين، ثم يرسلهم لمرافقة قواته عند تفتيش الأنفاق والمنازل بالقطاع.
وأضافت أن هؤلاء الفلسطينيين عادة ما يكونون فى العشرينيات من عمرهم، وغالبا ما يرتدون زى القوات الإسرائيلية، لكن بنظرة أكثر تركيزا ستكتشف أنهم ينتعلون أحذية رياضية، وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم، ووجوههم تظهر عليها علامات الخوف.
ونقلت «هآرتس» عن إسرائيليين قولهم «قالوا لنا فى الجيش إن حياتنا أهم من حياتهم (الفلسطينيين)، وإنه فى النهاية من الأفضل أن يكون جنودنا على قيد الحياة، وأن ينفجروا هم جراء عبوة ناسفة» وأوضحت الصحيفة انه فى مقاطع الفيديو، الذى تم عرضها «شُوهد جنود من الجيش الإسرائيلى وهم يقومون بإلباس المعتقلين الفلسطينيين الزى العسكرى، ويثبتون الكاميرات عليهم، قبل إرسالهم للمنازل المدمرة وفتحات الأنفاق، وكل ذلك بينما كانت أيديهم مقيدة بالأصفاد».
وأشارت «هآرتس»، فى تحقيقها، إلى أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية ليس وليد الحرب الحالية على غزة وأنه أثناء عملية «الجدار الوقائى» عام 2002، استخدم الإسرائيليون السكان المدنيين بالضفة المحتلة لتفتيش المنازل؛ بسبب خوفهم من أن تكون مفخخة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإبادة الصهيونية الجماعية إبادة الفلسطينيين الضمير الإنساني مدرسة التابعین مجلس الأمن فى غزة
إقرأ أيضاً:
اليوم.. مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في السودان
يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، في محاولة جديدة لحل الأزمة في البلاد.
وحسب وكالة “فرانس برس”، يدعو مشروع القرار، الذي أعدته بريطانيا وسيراليون، الأطراف "إلى وقف الأعمال العدائية فورا والانخراط بحسن نية في حوار لتمكين الخطوات نحو وقف التصعيد، بهدف الاتفاق على وقف إطلاق النار على وجه السرعة في كل أنحاء البلاد".
ونزح 11.3 مليون شخص جراء الحرب في السودان، بينهم 3 ملايين تقريبا إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، واصفة الوضع بأنه "كارثة" إنسانية.
ويواجه 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم بدارفور.