بوابة الوفد:
2025-03-26@02:52:27 GMT

نظرات فى سير زعماء الوفد

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

يحل شهر أغسطس من كل عام لتتجدد ذكرى زعماء الوفد العظماء سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين الذين تركوا لنا تراثا من القيم والمبادئ الجديرة بالاقتداء أجيالا خلف أخرى. أما الزعيمان سعد والنحاس فقد رحلا فى اليوم نفسه وهو الثالث والعشرين من أغسطس، حيث رحل الأول سنة 1927، بينما رحل النحاس عام 1965، ثم شاء القدر أن يرحل ثالث الزعماء فؤاد سراج الدين فى الشهر ذاته ولكن فى يوم 9 سنة 2000.

ولم يكن غريبا أن يتعرض الزعماء الثلاثة للسجن والنفى والإقامة الجبرية ومحاولات الاغتيال المادى والمعنوى بسبب كفاحهم فى سبيل الوطن دون أن تلين لهم عزائم، أو يخضعون لسلطة احتلال أو حكم مستبد.

يشترك الزعماء الثلاثة فى عدد من السمات التى تمثل عنصرا أساسيا فى أى مشروع اصلاح وطنى وهى الإيمان العميق بالوطنية المصرية، والحرص على الحفاظ على تماسك الأمة، وإعلاء مبدأ سيادة الدستور والقانون فوق أى شىء، فضلا عن نبذ الوسائل غير المشروعة فى السياسة لتحقيق أى غاية، والتمتع بكرامة وعزة نفس عظيمتين.

كان الزعماء الثلاثة من دارسى القانون والعاملين به، فأما سعد فقد درس القانون مبكرا وعمل محاميا، ثم قاضيا قبل أن يعمل وزيرا للمعارف ثم الحقانية، ثم زعيما موكلا من الشعب المصرى للمطالبة بالاستقلال، ثم رئيسا للحكومة الوحيدة التى حازت لقب حكومة الشعب فى تاريخ مصر الحديث. وأما مصطفى النحاس، فقد تخرج فى مدرسة الحقوق سنة 1900 وعمل محاميا، ثم قاضيا ثم عمل وزيرا للمواصلات قبل أن يتولى زعامة الوفد خلفا لسعد ويشكل الحكومة عدة مرات. وكذلك الأمر بفؤاد سراج الدين الذى عمل لسنوات طويلة بالمحاماة قبل أن يتفرغ تماما للعمل السياسى.

لقد شكل القانون فى حياة الزعماء الثلاثة مسارا مشتركا، لذا فقد حرصوا خلال عملهم السياسى على تنفيذ مسيرة الاصلاح والبناء من خلال تشريعات وقوانين استهدفت الحداثة، والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية، والتنمية الاقتصادية والمجتمعية، ولم يشكل الوفد حكومة قبل 1952 دون أن يترك خلفه تشريعات جديدة تمثل نواة للحداثة المصرية التى نراها الآن. وكان التزام زعماء الوفد بالدستور والقانون والذود عنهما نموذجيا لدرجة أنهم رفضوا مكاسب عديدة شخصية وحزبية حرصا عليهما.

كما تميز الزعماء الثلاثة بالحرص الشديد على استلهام آمال الأمة والتعبير عنها، فصك سعد زغلول المبدأ الأهم فى تاريخ الوطنية المصرية الحديثة وهو أن الحق فوق القوة، وأن الأمة (الشعب) فوق الحكومة. لقد كانت كل حكومة وكل سياسى تحوز المسئولية فى مصر تفرض آراءها وتصوراتها ورؤاها على الوطن، وتهتم بتسيير الأمور وفق ما تراه سلطة الاحتلال أو يتصوره الحاكم الوارث لحكم مصر، فجاء سعد ومن بعده النحاس ليقررا أن المحكومين هم أصحاب السلطة الحقيقية، وأن مهمة أى حكومة هى تنفيذ أوامر الشعب.

وتمثل الأخلاق العامة عنصرا حاكما فى أداء الزعماء الثلاثة، فكل منهم كان يخوض معارك الأمة بشرف وكرامة وصلابة، فاشتهر سعد بعفة اللسان، والحرص على الاستقامة، وكان النحاس مثالا يحتذى فى التقوى والنزاهة والشفافية لدرجة أن خصومه كانوا يعتبرونه وليا من أولياء الله الصالحين، كما كان سراج الدين نموذجا عظيما فى دعم الطبقات الأدنى رغم إنتماءه للطبقة الأرستقراطية.

ويبقى الإيمان بحرية التعبير وحرية الرأى محورا أساسيا فى سير الزعماء الثلاثة الذين طبقوا الديمقراطية على أنفسهم أولا قبل أن يتبنوا المطالبة لها للأمة، باعتبارها طريق الخلاص. فرحمهم الله جميعا.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين أغسطس ومصطفى النحاس سعد زغلول فؤاد سراج الدين سراج الدین قبل أن

إقرأ أيضاً:

العاقل: اللافي والكوني والمنفي يطرحون آراء شخصية لا مبادرات رسمية

???? ليبيا – العاقل: إعلانات “الرئاسي” الفردية تعكس الخلافات ولا ترقى لمبادرات حقيقية

???? غياب التوافق بين أعضاء المجلس الرئاسي ????️
رأى الأكاديمي والباحث في الشأن السياسي أحمد العاقل أن توالي الإعلانات المتباينة لأعضاء المجلس الرئاسي الثلاثة يكشف وجود خلافات بينهم حول سُبل حل الأزمة السياسية، موضحًا أن صدور هذه الإعلانات بشكل فردي ومنفصل يؤكد أنها لا تعبّر عن رؤية موحدة للمجلس.

???? مبادرات شكلية بلا تفاصيل واضحة ????️
العاقل أوضح، في حديث لصحيفة “العربي الجديد”، أن ما يطرحه أعضاء المجلس الرئاسي لا يُعد مبادرات فعلية، بل مجرد آراء شخصية، حتى ما أُطلق عليه “مبادرة” من قبل عبد الله اللافي، جاء عامًا ويفتقر للتفاصيل، إذ لم يُحدد الجهات ولا الشخصيات المعنية بالحوار.

???? لا تجاوب سياسي مع الطروحات الفردية ????
وأشار العاقل إلى أن غياب التفاعل من أي طرف سياسي مع هذه الإعلانات يجعلها بلا قيمة حقيقية، قائلاً إنها “والعدم سواء”، ولا تعكس سوى خلافات مكتومة بين الأعضاء الثلاثة داخل المجلس الرئاسي.

مقالات مشابهة

  • اختتام أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في العاصمة صنعاء
  • أسعار النحاس تبلغ مستويات قياسية.. ما العوامل التي تقف وراء صعودها؟
  • نائب: فساد كبير في بيع عقارات الدولة إلى زعماء الأحزاب المتنفذة والميليشياوية وغيرهم
  • حمود الحناوي أحد الزعماء الثلاثة للدروز في سوريا
  • سكان أصليون يدعون إلى حماية الكوكب
  • العاقل: اللافي والكوني والمنفي يطرحون آراء شخصية لا مبادرات رسمية
  • حكومة التغيير تحمّل أمريكا مسؤولية جرائمها بحق المدنيين
  • حكومة التغيير والبناء تحمّل أمريكا المسؤولية الكاملة عن جرائمها بحق المدنيين
  • بدعم من زعماء المعارضة.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون رفضا لعزل المستشارة القانونية (فيديو)
  • الرئيس الباكستاني يهنئ الشعب بمناسبة يوم باكستان الوطني