بوابة الوفد:
2024-09-11@03:08:12 GMT

من أرض الألغام إلى مدينة الأحلام

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

زرت العلمين عندما كانت عبارة عن مقابر لضحايا الحرب العالمية الثانية، وحقلا للألغام، على أرضها قتل الآلاف من قوات الحلفاء وقوات المحور، وحصدت القنابل المزروعة فى الأرض أرواح العديد من البشر، كانت العلمين عبارة عن حدائق للشيطان، يصرخ فيها الموت، على كل شبر من أرضها علامة تحذير من الألغام، كان تطهير الألغام حلماً، لم يتحول إلى واقع وبشكل نهائى إلا فى عهد الجمهورية الجديدة، حيث قامت ثورة وبليت مصر بحكم إرهابى، وقامت ثورة أخرى هى 30 يونيو رفع قائدها شعار البناء والتعمير، وتطهير الدولة من الإرهاب والألغام، وتحويل المناطق النائية، إلى مناطق نماء خضراء من حدائق شيطان إلى درر يأتيها الزوار من كل مكان.

فى عام 1942 كانت مصر مسرحا لواحدة من أهم معارك الحرب العالمية الثانية، عندما تواجهت قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا وقوات المحور التى تقودها ألمانيا، وتواجه فيلق أفريقيا الألمانى بقيادة إريفين روميل مع الجيش الثامن البريطانى بقيادة برنارد مونتغمرى فى منطقة العلمين الواقعة شمال غربى مصر.

خلقت المعركة الشرسة آنذاك أكثر من 20 مليونا من الألغام الأرضية والقنابل المدفعية التى لم تنفجر، على امتداد مناطق المعارك الأساسية التى دار معظمها فى المنطقة بين منخفض القطارة ومدينة العلمين عند ساحل البحر المتوسط، بجانب مناطق أخرى حول مدينة مرسى مطروح والسلوم وبالقرب من الحدود الليبية.

على مدى سنوات، طالبت مصر مراراً الدول المسئولة عن زرع هذه الألغام، خاصة إنجلترا وألمانيا بتحمل المسئولية والمشاركة فى التخلص من حقول الموت التى زرعتها، ولكن هذه الدول تنصلت من المسئولية المباشرة. زعمت بريطانيا أنها وضعت الألغام لحماية مصر طبقاً لمعاهدة 1936، وبررت ألمانيا ومعها دول المحور تنصلها من المسئولية بأن مصر أعلنت الحرب عليها. وبالتالى فإنها وضعت الألغام لمجابهة «دولة عدو محاربة» وتحاشت هذه الدول إعلان مسئوليتها عن زرع الألغام خشية مطالبتها بتعويضات، وتكتفى بتقديم المساعدات والمشاركات الرمزية فى إزالة الألغام.

شكلت الألغام الأرضية فى العلمين خطرا إنسانياً وعقبة كبيرة أمام عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لساحل مصر، وأعاقت الألغام العمل فى مشروع منخفض القطارة بالصحراء الغربية كأحد المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة، كما أعاقت الألغام أيضا عمليات التنمية الزراعية فى بعض مناطق سهل الطينة وبالوظة وشمال سيناء وعطلت عملية التنقيب عن البترول.

بذلت الحكومة المصرية ومجلس الشعب فى السابق جهوداً كبيرة لإزالة الألغام، وتدخلت منظمات دولية غير حكومية لمتابعة إزالة الألغام، وأنشأت مصر عام 2017 المركز الوطنى لمكافحة الألغام والتنمية المستدامة، وجاءت رواية القيادة السياسية المصرية بمخطط شامل لتنمية غرب مصر بمشروعات قومية عملاقة وإنشاء وتحديث شبكة طرق، بالتزامن مع إنشاء مدن حديثة، فى مقدمتها مدينة العلمين الجديدة، التى دشن العمل فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، عام 2018 لينطلق فيها العمل ليلاً ونهاراً حتى أصبحت بعد حوالى 5 سنوات واحدة من حاضرات المدن الفريدة ودرة البحر المتوسط.

وأصبحت مدينة العلمين بعد إزالة حدائق الشيطان وانتشار العمران تحتوى على أحدث المشروعات التكنولوجية والعمرانية، التى لا مثيل لها فى الشرق الأوسط وهى إحدى مدن الجيل الرابع، وموقعها المتميز سيجعلها بوابة مصر على أفريقيا،  فهى تشهد نسبة مشروعات غير مسبوقة، وجذبت عدداً من الشركات العالمية للاستثمار بها.

وهكذا بفضل إصرار القيادة السياسية على التطوير والتحديث، تحولت مدينة العلمين من حقل ألغام وجحر للثعابين إلى مدينة عالمية، تسعى لاستقطاب ملايين الزائرين خاصة خلال فترة المهرجانات كما حدث فى مهرجان العلمين الذى أقيم مؤخراً، وحصل الزائر على كل ما يحتاجه من فنادق ومراكز تسوق وأماكن ترفيهية وخدمات على أعلى مستوى.

وتعتبر مدينة العلمين داخل حدود محافظة مطروح، تصل إلى وادى النطرون والضبعة وتم تسمية مدينة العلمين بهذا الاسم لأن هذه المدينة الرائعة يوجد بها جبلان، الأول هو جبل الملح، والثانى جبل الطير، والجبل فى اللغة العربية يعنى «العلم» ولذلك أطلق عليها اسم العلمين.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الحرب العالمية الثانية قوات الحلفاء الجمهورية الجديدة مدینة العلمین

إقرأ أيضاً:

مستشفى العلمين يقيم اليوم العلمي لرفع كفاءة وتدريب الطاقم الطبي

أقام مستشفى العلمين النموذجي بمدينة العلمين الجديدة، اليوم العلمي عن "Basic principles of mechanical Ventilation"، حرصا من إدارة التدريب بالمستشفى على الاهتمام بالتعليم المستمر لرفع كفاءة الطاقم الطبى لتلبية احتياجات المرضى من خلال تقديم أفضل خدمة طبية ممكنة، والذي يعتبر البداية الحقيقية لبناء الإنسان.

وأعربت د.رانيا وجدي، استشاري طب الطوارئ ومدير إدارة التدريب بمستشفى العلمين، عن سعادتها البالغة بنجاح اليوم العلمي والخاص بـ Basic principles of mechanical Ventilation بقاعة مؤتمرات مستشفى العلمين، والذي أقيم تنفيذا لتوجيهات د.خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، وتحت رعاية د.مها إبراهيم رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، مشيرة إلى أن إدارة التدريب بمستشفى العلمين حريصة على إقامة العديد من هذه الفعاليات الطبية، إيمانًا بأن التدريب المستمر للأطباء يرفع كفاءتهم، فضلا عن نقل الخبرات الكبيرة، والاطلاع على ما وصلت إليه الكثير من الأبحاث الطبية.

وألقى المحاضرات في اليوم العلمي بمستشفى العلمين كل من د.هيثم صابر المليجى، استشارى الطب الحرج والعناية المركزة بكلية الطب جامعة الإسكندرية واستشاري أمراض المخ والأعصاب الحرجة، بمساعدة د.أحمد عادل رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى العلمين، ود.زياد محمد إبراهيم، مدرس مساعد الطب الحرج بجامعة الإسكندرية، ود.محمود علاء، أخصائى الطب الحرج بجامعة الاسكندرية.

وأشار هاني صلاح رضوان، مسئول الشئون المالية والإدارية بأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، إلى أن مستشفى العلمين اليوم أصبح صرحا كبيرا يُشار إليه بالبنان، خاصة أنه يزخر بالكثير من الكفاءات الطبية والعلمية، وإنه فخور بحضور اليوم العلمي بالمستشفى الذي تم تطويره في عام 2020 في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ليصبح مستشفى العلمين من أرقى المستشفيات التي تقدم أفضل الخدمات الصحية للمصريين وضيوف مصرنا الحبيبة.

وثمَّن هاني التونسي، نائب مدير مستشفى العلمين للشئون المالية والإدارية، جهود مستشفى العلمين المتكاملة، خاصة وأن مستشفى العلمين يعتبر الوحيد الذي يخدم الساحل الشمالي الغربي بإجمالي من 5 إلى 6 ملايين مواطن مصري سنويًا، ليس لمواجهة الحالات الطارئة أو الحوادث فقط، لكنه يضم كل التخصصات الطبية سواء كشف أو تحاليل وصولًا للعمليات الجراحية، بجانب الخدمات الطبية الحديثة بمستشفى العلمين، معربا عن سعادته بأنه يعمل في هذا الصرح العملاق.

واستطاعت إدارة التدريب بمستشفى العلمين النموذجي، تحت إدارة د.رانيا وجدي، استشاري طب الطوارئ ومدير إدارة التدريب بمستشفى العلمين، أن تنظم العديد من الفعاليات الطبية خلال الفترة الأخيرة، حرصا من إدارة التدريب على الاهتمام بالتعليم المستمر لرفع كفاءة الطاقم الطبي.

مقالات مشابهة

  • رويترز: الألغام الأرضية تكلف أوكرانيا 11 مليار دولار من الناتج المحلي ونحو 9 مليارات دولار من الصادرات كل عام منذ 2022
  • أحلامك تنذر بالخطر! 5 رؤى تحذرك من مصاعب قادمة
  • مكاسب مصر من المعرض الدولي للطيران والفضاء بـ«العلمين»
  • مستشفى العلمين يقيم اليوم العلمي لرفع كفاءة وتدريب الطاقم الطبي
  • الكثيري يطلع على أنشطة مكتب تنسيق الأعمال
  • الحكومة تشن حربا على رواد بالي.. هل تنتهي قصة جزيرة الأحلام؟
  • قراءات قصصية منوعة في لقاء أدبي بالحسكة
  • القوات اليمنية تطهر مساحات جديدة من ألغام الحوثي
  • صعيدية تنال الدكتوراه في سن الستين: العمر ليس عائقا أمام تحقيق الأحلام
  • معرض العلمين خطوة لتعزيز التعاون بين مصر والدول الإفريقية في قطاع المطارات