بوابة الوفد:
2025-01-30@19:20:20 GMT

من أرض الألغام إلى مدينة الأحلام

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

زرت العلمين عندما كانت عبارة عن مقابر لضحايا الحرب العالمية الثانية، وحقلا للألغام، على أرضها قتل الآلاف من قوات الحلفاء وقوات المحور، وحصدت القنابل المزروعة فى الأرض أرواح العديد من البشر، كانت العلمين عبارة عن حدائق للشيطان، يصرخ فيها الموت، على كل شبر من أرضها علامة تحذير من الألغام، كان تطهير الألغام حلماً، لم يتحول إلى واقع وبشكل نهائى إلا فى عهد الجمهورية الجديدة، حيث قامت ثورة وبليت مصر بحكم إرهابى، وقامت ثورة أخرى هى 30 يونيو رفع قائدها شعار البناء والتعمير، وتطهير الدولة من الإرهاب والألغام، وتحويل المناطق النائية، إلى مناطق نماء خضراء من حدائق شيطان إلى درر يأتيها الزوار من كل مكان.

فى عام 1942 كانت مصر مسرحا لواحدة من أهم معارك الحرب العالمية الثانية، عندما تواجهت قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا وقوات المحور التى تقودها ألمانيا، وتواجه فيلق أفريقيا الألمانى بقيادة إريفين روميل مع الجيش الثامن البريطانى بقيادة برنارد مونتغمرى فى منطقة العلمين الواقعة شمال غربى مصر.

خلقت المعركة الشرسة آنذاك أكثر من 20 مليونا من الألغام الأرضية والقنابل المدفعية التى لم تنفجر، على امتداد مناطق المعارك الأساسية التى دار معظمها فى المنطقة بين منخفض القطارة ومدينة العلمين عند ساحل البحر المتوسط، بجانب مناطق أخرى حول مدينة مرسى مطروح والسلوم وبالقرب من الحدود الليبية.

على مدى سنوات، طالبت مصر مراراً الدول المسئولة عن زرع هذه الألغام، خاصة إنجلترا وألمانيا بتحمل المسئولية والمشاركة فى التخلص من حقول الموت التى زرعتها، ولكن هذه الدول تنصلت من المسئولية المباشرة. زعمت بريطانيا أنها وضعت الألغام لحماية مصر طبقاً لمعاهدة 1936، وبررت ألمانيا ومعها دول المحور تنصلها من المسئولية بأن مصر أعلنت الحرب عليها. وبالتالى فإنها وضعت الألغام لمجابهة «دولة عدو محاربة» وتحاشت هذه الدول إعلان مسئوليتها عن زرع الألغام خشية مطالبتها بتعويضات، وتكتفى بتقديم المساعدات والمشاركات الرمزية فى إزالة الألغام.

شكلت الألغام الأرضية فى العلمين خطرا إنسانياً وعقبة كبيرة أمام عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لساحل مصر، وأعاقت الألغام العمل فى مشروع منخفض القطارة بالصحراء الغربية كأحد المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة، كما أعاقت الألغام أيضا عمليات التنمية الزراعية فى بعض مناطق سهل الطينة وبالوظة وشمال سيناء وعطلت عملية التنقيب عن البترول.

بذلت الحكومة المصرية ومجلس الشعب فى السابق جهوداً كبيرة لإزالة الألغام، وتدخلت منظمات دولية غير حكومية لمتابعة إزالة الألغام، وأنشأت مصر عام 2017 المركز الوطنى لمكافحة الألغام والتنمية المستدامة، وجاءت رواية القيادة السياسية المصرية بمخطط شامل لتنمية غرب مصر بمشروعات قومية عملاقة وإنشاء وتحديث شبكة طرق، بالتزامن مع إنشاء مدن حديثة، فى مقدمتها مدينة العلمين الجديدة، التى دشن العمل فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، عام 2018 لينطلق فيها العمل ليلاً ونهاراً حتى أصبحت بعد حوالى 5 سنوات واحدة من حاضرات المدن الفريدة ودرة البحر المتوسط.

وأصبحت مدينة العلمين بعد إزالة حدائق الشيطان وانتشار العمران تحتوى على أحدث المشروعات التكنولوجية والعمرانية، التى لا مثيل لها فى الشرق الأوسط وهى إحدى مدن الجيل الرابع، وموقعها المتميز سيجعلها بوابة مصر على أفريقيا،  فهى تشهد نسبة مشروعات غير مسبوقة، وجذبت عدداً من الشركات العالمية للاستثمار بها.

وهكذا بفضل إصرار القيادة السياسية على التطوير والتحديث، تحولت مدينة العلمين من حقل ألغام وجحر للثعابين إلى مدينة عالمية، تسعى لاستقطاب ملايين الزائرين خاصة خلال فترة المهرجانات كما حدث فى مهرجان العلمين الذى أقيم مؤخراً، وحصل الزائر على كل ما يحتاجه من فنادق ومراكز تسوق وأماكن ترفيهية وخدمات على أعلى مستوى.

وتعتبر مدينة العلمين داخل حدود محافظة مطروح، تصل إلى وادى النطرون والضبعة وتم تسمية مدينة العلمين بهذا الاسم لأن هذه المدينة الرائعة يوجد بها جبلان، الأول هو جبل الملح، والثانى جبل الطير، والجبل فى اللغة العربية يعنى «العلم» ولذلك أطلق عليها اسم العلمين.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الحرب العالمية الثانية قوات الحلفاء الجمهورية الجديدة مدینة العلمین

إقرأ أيضاً:

بعد موافقة النواب نهائيًا.. تفاصيل اتفاقية مصر والبنك الإسلامي لإنشاء سكك حديد «السخنة - العلمين»

 

 

وافق مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، خلال الجلسات العامة الأسبوع الجاري، على الاتفاقية بين حكومة جمهورية مصر العربية والبنك الإسلامي للتنمية بقيمه 318 مليون يورو، لإنشاء الخط الأول من  شبكة القطار الكهربائي السريع العين السخنة/العلمين/مرسى مطروح، والموقع بتاريخ 4 /2 /2024.

 


تفاصيل الاتفاقية


وتهدف اتفاقية المشروع إلى تطوير  منظومة نقل خضراء تتسم بالكفاءة والمرونة المناخية لدعم المواصلات وتعزيز ربط، المدن والتجمعات السكانية وتحسين الوصول إلى الموارد الطبيعية في مصر، وبالتالي تعزيز الاقتصاد الكلي،حيث تهدف المرحلة الأولى من المشروع إلى المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة في مصر من خلال تطوير نظام سكة حديدية كهربائية ومستدامة لتسيير القطارات عالية السرعة.

 

وستكون المرحلة الأولى من المشروع بطول 660 كم تبدأ من الشرق "العين السخنة" إلى الغرب باتجاه مرسى مطروح، وستكون مساهمة البنك الإسلامي للتنمية في القطاع الواصل بين محطتي سفنكس غرب القاهرة ومرسى مطروح بطول يقارب 390 كم.

 

ويشتمل نطاق المشروع على ست مكونات رئيسية، وهي: الأشغال المدنية، وتتكون من البنية التحتية والبنية الأساسية المسار السكة الحديدية،، ونظام مسار السكك الحديدية، حيازة الأراضي والتعويضات، خدمات إدارة المشروع والإشراف على التنفيذ، خدمات التدقيق المالي، ومكون الاستجابة للطوارئ.

 


مراحل تنفيذ المشروع


وسيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل بإجمالي أطوال تبلغ 1.810 كم مقسمة كما يلي:

 

المرحلة الأولى: تبدأ من العين السخنة وحتى العلمين الجديدة ثم إلى مرسى مطروح بطول 660 كم و21 محطة و8 محطات قطار سريع 130 محطة إقليمية.


المرحلة الثانية: تبدأ من محطة 6 أكتوبر للربط مع المونوريل والمسار غرب طريق الصعيد الصحراوي الغربي والمحطات الإقليمية في مناطق تقاطع محاور النيل بطول 850 كم وعدد 28 محطة (1) محطات قطار سريع + 19 محطة إقليمية) الكهروميكانيكية والسكة والوحدات المتحركة.


المرحلة الثالثة: تبدأ من محطة سكك حديد الأقصر ثم وصولًا إلى محطة قنا لم يمتد شرقًا حتى ميناء سفاجا ثم إلى الغردقة بطول نحو 300 كم و7 محطات (2) محطات قنطار سريع 3 محطات إقليمية تشمل الأعمال الكهروميكانيكية والسكة والوحدات المتحركة، وقد وقعت الهيئة القومية للأنفاق مع تحالف شركات سيمنز - أوراسكوم - المقاولون العرب) عقد تنفيذ أعمال الخط الأول للمشروع.

 

وستكون الهيئة القومية للأنفاق هي الجهة المنفذة للمشروع وقد قامت الهيئة بإنشاء وحدة لإدارة المشروع pmu يرأسها مستشار أول مهندس يقدم تقاريرها إلى رئيس الهيئة وتضم وحدة إدارة المشروع طواقم هندسية وفنية في الموقع منتدبين من الهيئة ووزارة المواصلات.


ويقوم هذا الفريق بالإشراف على استشاري للمشروع (Systra) والذي يقوم تمني الإشراف الهندسي وإدارة المشروع في هذه المرحلة، تتمركز وحدة إدارة المشروع بشكل أساسي في موقع العين السخنة ويتوفر في مساحات مكتبية كبيرة وتجهيزات جيدة ومرافق داعمة، وإضافة إلى جميع أنواع الأدوات والأجهزة الهندسية اللازمة إلى جانب أساطيل المركبات للوصول إلى المواقع.


كما يتميز موقع المكتب الرئيسي لوحدة إدارة المشروع بقربه من المحاجر، حيث يتم استخراج النصى والأحجار وإعدادها لاستخدام المشروع، وتمتلك وحدة إدارة المشروع أيضا مكاتب تابعة في مواقع مختلفة على طول مسار السكك الحديدية والتي يمكن نقلها بناء على تقدم العمل.

 

 

مقالات مشابهة

  • حكاية «الكرسي المكسور» في جنيف: صوت مَن لا صوت لهم
  • رئيس مدينة بورفؤاد: استمرار حملات إزالة الإشغالات وفرض الانضباط
  • بعد موافقة النواب نهائيًا.. تفاصيل اتفاقية مصر والبنك الإسلامي لإنشاء سكك حديد «السخنة - العلمين»
  • فليك: التتويج بـ"التشامبيونز ليغ" من أصعب الأحلام
  • الأمم المتحدة تكثف من جهود الإغاثة في غزة مع تزايد خطر الألغام غير المنفجرة
  • نائب محافظ مطروح يتفقد الخدمات المقدمة للمواطنين بمدينة العلمين
  • نائب محافظ مطروح يتفقد الخدمات المقدمة للمواطنين بمدينة العلمين.. صور
  • بسبب قرار ترامب .. تعليق نزع الألغام في 13 بلداً
  • تأخر "نوم الأحلام" علامة مبكرة على الزهايمر
  • بسبب قرار ترامب..تعليق نزع الألغام في 13 بلداً