قصة حقيقية أبطالها يعيشون فى إحدى المناطق الشعبية، وحكايتهم تتكرر بالكربون فى مئات البيوت المصرية، ولكن أغلبهم يخفون الأمر خوفًا من الفضيحة وألسنة الناس والنتيجة كارثة مستقبلية بكل المقاييس.
فوجئ الأب باختفاء مبالغ مالية من دولابه على فترات، وبالتتابع اختفت أيضا مبالغ من درج محل تجارته التى يديرها بمساعدة نجليه، ثم اشتكت له زوجته من اختفاء بعض مصوغاتها، كان الرجل يشعر أن اللص من داخل المنزل ولكنه لا يريد أن يصدق.
تابع عن كثب تصرفات نجليه الشابين اللذين كبرا فى أحضانه وأنفق عليهما من حلال ماله وبدأ يعد لتزويجهما فاشترى شقة للأكبر وشطبها سوبر لوكس، كان يشعر أن نجليه ليسا فى حالتيهما الطبيعية ولكنه لم يتوقع أن ينزلقا إلى هذا العالم المدمر.
وفى يوم استوقفه أحد جيرانه وطلب منه أن يراقب نجليه ويعتنى بهما ولا يعطيهما مصروفًا كبيرًا، وشعر الأب أن جاره يخفى عنه شيئًا ما، وألح عليه طالبًا أن يخبره بما يعلم، وسقط كلام الجار على الأب المسكين كالصاعقة، نجلاه أدمنا المخدرات على أيدى أصدقاء السوء.
أسرع الأب المكلوم إلى منزله باحثًا عن نجليه فأخبرته زوجته أن الأكبر يتابع الصنايعية الذين يتولون تشطيب. شقته، وهرول الأب باحثًا عن نجله وكانت المفاجأة الثانية فور دخوله الشقة، لم يجد الأب الخلاطات والشبابيك الألوميتال وأدوات الكهرباء وكأن لصًا سرق محتوياتها.
واجه الأب ابنه بما علم فانهار واعترف أنه وشقيقه أدمنا عدة أنواع من المخدرات منها الآيس والبرشام والبودر، وأنهما وراء سرقة النقود والمصوغات من المنزل والمحل لشراء الكيف. تمالك الأب نفسه ليواجه المصيبة وقرر أن يعالجهما من الإدمان وأنفق كل ما يملك على المصحات الخاصة ولكن دون جدوى.
لجأ إلى المستشفيات ومراكز علاج الإدمان الحكومية فطلبوا منه أن يتوقف المدمنان عن التعاطى لمدة شهر ثم يحضرهما، حاول الأب جاهدًا إنقاذ نجليه، كبلهما بالجنازير وحبسهما حتى أصابهما الإعياء وعندما فك وثاقهما أسرعا إلى الشارع وعادا لشراء الكيف، فلا تعب ولا مجهود فى البحث عنه حيث ينتشر تجار المخدرات فى شوارع منطقتهما الشعبية، وما زال الأب يعانى بعد أن نال الإدمان من نجليه وشقى عمره.
القضية الخطيرة وتعتبر قضية أمن قومى فهى تخص الشباب أمل مصر ومستقبلها، واستهدافهم هو استهداف لمصر، فدعونا نوجّه الأزمة ولا ندفن رؤوسنا فى الرمال، المخدرات انتشرت بصورة مفزعة فى كل مكان حتى إنها وصلت الأرياف، ورغم جهود رجال الشرطة فى ضبط العشرات من تجار المخدرات كل يوم، إلا أن القضية خطيرة تحتاج إلى تعامل أمنى مختلف خاصة فيما يخص تجار التجزئة وكبار التجار والمرشدين والأمناء والأفراد الذين يتولون مراقبة المناطق المختلفة فى كل قسم شرطة ولسنوات طويلة، وفى الوقت نفسه لا بد من تضافر كافة الجهود من الإعلام والمؤسسات الدينية ووزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى ومنظمات المجتمع المدنى لمواجهة هذه الظاهرة التى تدمر شبابنا.
القضية جد خطيرة والمجتمع المصرى يتعرض للانهيار وعلينا أن نتعامل معها باعتبارها مؤامرة على مصر، فالمدمن قد يفعل أى شئ مقابل ثمن الكيف قد يسرق ويقتل ويخون وطنه، والضغوط الاقتصادية قد تدفع الشباب للانحراف للحصول على المال وما أسهل الاتجار بالمخدرات فى ظل هذه الظروف.. اللهم قد بلغت فاشهد.. اللهم احفظ مصر من كل سوء.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قضية أمن قومى إدريس هوامش قصة حقيقية البيوت المصرية العالم المدمر
إقرأ أيضاً:
سطيف: إحباط محاولة تهريب 1949 غرامًا من الكيف المعالج
تمكنت الفرقة الجهوية لمكافحة تهريب البضائع والمخدرات بسطيف، التابعة للمديرية الجهوية للجمارك بسطيف. من إحباط محاولة تهريب 1949 غرامًا من الكيف المعالج.
وقد تم ضبط هذه الكمية مخبأة بإحكام داخل مركبة. وذلك خلال حاجز أمني وعمليات تفتيش دقيقة، حيث تم حجز المخدرات ووسيلة النقل المستخدمة في عملية التهريب.
تعكس هذه العملية المستوى العالي من التنسيق الميداني بين أجهزة الدولة في التصدي لكل ما يهدد الصحة العامة والإخلال بالنظام العام.