بوابة الوفد:
2025-03-19@16:19:45 GMT

المأزق الإيراني!

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

قبل أن تقرأ.. ليس فى هذا الحديث أى شماتة تجاه إيران أو حتى نقد لها أو إدانة، بل على العكس حديثنا ينصرف إلى ادانة حال النظام الدولى على خلفية ما نعتبره أو عنوننا به هذه السطور وهو مأزق إيران!

فبعد أسبوعين من الإعتداء الواضح على سيادتها من قبل اسرائيل باغتيال اسماعيل هنية على أراضيها، تجد طهران نفسها فى وضع لا تحسد عليه، فلا هى قادرة على رد الاعتداء باعتداء مقابل ومواز، ولا هى قادرة على ابتلاع الإهانة.

دعك بالطبع من حالة الاستنفار القصوى فى إسرائيل والتحسب لهجوم وهو امر اعتبره زعيم حزب الله حسن نصر الله جزءًا من العقاب!

ليس فيما نذهب اليه تشكيك فى رد إيران، أيا كان هذا الشكل، فهو فى تصورنا قادم، ولكن ملحوظتنا ترد على السرعة وقوة الرد، على النحو الذى تولد فى ذهن كل متابع للأزمة منذ بدايتها وراح يتصور معها أن الضربة أتية فى التو واللحظة وأنها ستمثل ثمنا باهظا تتحمله تل أبيب على فعلها.

المشكلة ليست فى إيران، وإنما فى حقائق النظام الدولى التى راحت تفرض نفسها، وأولها أنه نظام قائم على القوة والتى تستدعى معها البلطجة وغياب العدالة وقدرا من النفاق! ورغم الأصوات الزاعقة التى خرجت من طهران إثر اغتيال هنية وهى أصوات لديها كل الحق، ولكن فى النهاية يمكن اعتبارها بتعبير الشوام «فشة خلق»! ما جعل طهران، على ما يبدو، وفى حدود قراءتنا لموقفها تتعامل بمنطق أو بمبدأ أن السياسة هى «فن الممكن وليس المستحيل» وأن ما لا يدرك كله لا يترك كله، وما قد لا يتم الآن يمكن أن يتم لاحقًا، وأن أى رد فعل ساخن يمكن بمرور الوقت تبريده! 

ولذلك فإنه بعد أن كان الكل يضع يده على قلبه من حرب إقليمية شاملة لا يعلم عواقبها الا الله، تلاشت تلك المخاوف وهو أمر رغم كل مزاياه إلا أن له دلالاته السلبية أيضا، أولاها أن إسرائيل يمكن لها أن تمرح فى المنطقة شرقا وغربا شمالا وجنوبا دون أن يرف لها جفن أو تقلق من أن يمسها أحد بسوء بفعل مظلة الحماية الأمريكية! والتى تمتد وتتوسع ليغلفها غطاء مساندة أوروبية رغم أن الحق واضح جلي! 

اذا تغافلنا عن أكبر مقبرة جماعية فى العالم تعكس الحرب على غزة مظهرها، وهذا ليس موضوعنا رغم أنه لب الأزمة، فإن المدهش والمذهل أن لا الولايات المتحدة ولا الغرب يرون بأسا فى اقدام تل أبيب على انتهاك سيادة إيران، الحدث مر عليهم مرور الكرام، ولا يرون سوى تبعاته ممثلا فى رد إيران، فراحت واشنطن والعواصم الغربية تدعو طهران لالتزام الحكمة وعدم التصعيد، وإلا فإن الأساطيل والغواصات وحاملات الطائرات أقرب للشرق الأوسط من حبل الوريد، تزيدها جدية وحزما تهديدات أوستن وزير الدفاع الأمريكى بالويل والثبور لإيران ومن هم على موقفها. ليس ذلك بل عززت واشنطن موقفها المنحاز بالحصول على بيان خماسى بريطانى فرنسى المانى ايطالى أمريكى بالدفاع عن إسرائيل حال تعرضها لهجوم. وزاد الموقف وطأة على طهران نصيحة بوتين بألا تنخرط فى رد فعل كبير ضد اسرائيل.

كل ذلك انعكس فى موقف طهران وتغليب صوت العقل على نحو عكسه الرئيس الإيرانى الجديد مسعود بزكشيان ليصبح وقف النار فى غزة هو أولوية إيران والأمر الذى يمكن أن يجعلها تتراجع عن الرد على العملية الإسرائيلية.

فى النهاية فإن أهم دلالة على ما جرى هو ترويض ما يسمى بمحور المقاومة الصوت العالى الباقى الوحيد فى مواجهة تغول قوة إسرائيل، بغض النظر عن حجم اختلافنا أو اتفاقنا مع هذا المحور ومكوناته.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات تجاه إيران إسماعيل هنية زعيم حزب الله حسن نصر الله حالة الاستنفار القصوى

إقرأ أيضاً:

كيف تلقت إيران رسالة ترامب من الهجمات الأميركية على الحوثيين؟

طهران– في تطور ينقل رسائل إلى خارج اليمن، شن الجيش الأميركي، الليلة الماضية، غارات على مواقع لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء بأمر من الرئيس دونالد ترامب الذي توعد الجماعة بالجحيم، وقال، إن أي "قوة إرهابية" لن تمنع السفن الأميركية من الإبحار بحرية.

يأتي ذلك بعد إعلان الحوثيين، أنهم سيستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية في الممرات البحرية بالمنطقة ردا على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد توقف هجماتهم إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني الماضي.

وفي تطور لافت، ذهب الجانب الأميركي هذه المرة بعيدا في اعتبار طهران مسؤولة عن سلوك الحوثيين، إذ ركزت المواقف الأميركية على ما سمته "دعما إيرانيا للحوثيين" ووصفت العملية بأنها رسالة لآيات الله في طهران.

من جانبه، وصف ترامب الحوثيين بـ"المجرمين المدعومين من إيران"، وحذر الأخيرة من مغبة مواصلة دعمها للجماعة اليمنية، قائلا "إنه إذا هددت طهران الولايات المتحدة، فإن أميركا ستحملكم المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن".

الرد الإيراني

في المقابل، سارع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى تذكير الخصم الأميركي بأنه لا يحق لواشنطن "إملاء" إرادتها على سياسة طهران الخارجية، ودعا -في منشوره على منصة إكس- الولايات المتحدة إلى "وقف قتل الشعب اليمني".

إعلان

في السياق، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيراني إسماعيل بقائي، العدوان الأميركي والبريطاني على اليمن بأشد العبارات، واعتبره "انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية" وأنه يأتي دعما للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

عسكريا، نفى القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، أي دور لبلاده في تنظيم أو وضع سياسات جبهة المقاومة بمن فيها الحوثيون في اليمن، مؤكدا أنهم "يتخذون قراراتهم الإستراتيجية والعملياتية بأنفسهم".

وحذر سلامي –في كلمة أمام حشد من كوادر الحرس الثوري- "أعداء إيران بأن أي تهديد يتحول إلى الفعل سيواجه برد صارم وحازم ومدمر من جانبنا"، مضيفا "لن نبدأ الحروب، لكن إذا هُددنا من أي جهة فسيكون ردنا حاسما ومصيريا".

خطوة ذكية

ويرى مراقبون إيرانيون في موقف سلامي خطوة ذكية تجنب طهران التداعيات السياسية والقانونية لما تقوم به جماعة الحوثي ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر وتدحض الاتهامات الإقليمية باتخاذ إيران الحليف اليمني أداة لاستهداف منافسيها، ناهيك عن إطلاق العنان للحوثيين باستهداف المصالح الأميركية في البحر الأحمر.

ويأتي تنسيق الموقف الأميركي الرامي إلى ربط سلوك الجانب اليمني بسياسات إيران ملحقا عمليا لما ورد في رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي والتي خيّره فيها بين التفاوض أو استخدام الخيار العسكري في حال لم يتم إبرام اتفاق يمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية.

المواقف الأميركية تبدو غاية في الصراحة بربط سلوك الحوثيين بالجانب الإيراني والمطالبة بإنهاء ما تعتبره واشنطن دعما إيرانيا لجماعة الحوثي، وتأتي متناسبة مع التسريبات الإعلامية عن رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني ومطالبته بوقف دعم طهران لفصائل المقاومة، كشرط مسبق لأي اتفاق بشأن الملف النووي.

إعلان

حلقة ضعيفة

من ناحيته، يقرأ السفير الإيراني الأسبق في لندن جلال ساداتيان، الهجوم الأميركي على اليمن في سياق سياسة العصا التي رفعها ترامب منذ فوزه بالرئاسة 2024 على العديد من الدول والقوى الشرقية والغربية، موضحا، أنه بعد إخفاقه في ترحيل سكان قطاع غزة أو حلحلة الأزمة الأوكرانية وجد ترامب في الساحة اليمنية الحلقة الأضعف لعرض عضلاته في الشرق الأوسط.

وفي حديثه للجزيرة نت، يشير الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أن مهاجمة اليمن تأتي لترهيب فصائل المقاومة الأخرى وتحذيرها من مغبة استئناف عملياتها ضد الكيان الصهيوني، موضحا، أن ترامب يراهن على تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع تل أبيب لدمج الأخيرة في الإقليم والقضاء على القضية الفلسطينية.

وخلص إلى أن ترامب يتعمد استخدام تسليح نوعي لخرق التحصينات في اليمن ليبعث رسالة إلى الجانب الإيراني بإمكانية استخدامها مرة أخرى في المنطقة، على غرار تكرار سياسة الاغتيالات بحق القادة الحوثيين والتي سبق وطبقها الكيان الإسرائيلي على قادة المقاومة في كل من لبنان وقطاع غزة.

الضغوط القصوى

ويرى مراقبون، أن الهجوم الأميركي على اليمن لم يكن جديدا ولا فريدا من نوعه، إذ سبق وتعرضت صنعاء لهجمات أميركية وبريطانية وإسرائيلية مماثلة، ويفترض أن تكون قد توقعته قبل إعلانها استئناف عملياتها في البحر الأحمر، وأن تكون قد حضّرت له ردا أو ردودا تعتقد شريحة من الإيرانيين، أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف عنها.

من جانبه، يعتبر الباحث الإيراني في الشؤون الأمنية محمد قادري، أن الهجوم على اليمن موجه إلى طهران قبل أن يستهدف عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، وأنه يأتي في سياق سياسة الضغوط القصوى التي استأنفها ترامب على إيران لإرغامها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وفي حديث للجزيرة نت، يرى قادري أن البرود الإيراني في التعامل مع رسالة ترامب الأخيرة إلى المرشد الأعلى، علي خامنئي، قد أزعج البيت الأبيض الذي يفسر إعلان الحوثيين باستئناف عملياتهم في البحر الأحمر ردا ساخرا على مطالبته طهران بقطع دعمها لفصائل المقاومة.

إعلان

وفي رأي قادري، فإن الهجوم العسكري على اليمن والاتهامات الأميركية لطهران بتحريض الحوثيين سينعكس سلبا على ما تعول عليه واشنطن من بوابة سياسة تبادل الرسائل مع طهران، مضيفا، أن نوعية وكيفية الرد اليمني على الهجوم الأميركي سيحدد الخطوات الأميركية اللاحقة في المنطقة.

واستبعد المتحدث نفسه، أن يوقف الجانب اليمني عملياته في البحر الأحمر قبل كسر الحصار عن غزة، مؤكدا أن طهران وصنعاء سيعتبران أيّ خفض أو وقف للعمليات في البحر الأحمر رسالة ضعف قد تزيد واشنطن جرأة للتمادي في شن هجمات أخرى على سيادتهما.

مقالات مشابهة

  • ضمن تعديلات قانون الحجاب.. إيران تلغي «شرطة الآداب» بالكامل
  • "الأبيض" يصل طهران استعداداً لمواجهة نظيره الإيراني
  • FA: كيف تستعد إيران للمواجهة مع ترامب.. وهل ستنقذ نفسها؟
  • إيران تندد بتصريحات ترامب "المتهورة والاستفزازية"
  • بعد دراستها.. إيران تؤكد حتمية الرد على رسالة ترامب
  • إيران: سنرد على رسالة ترامب بعد "التدقيق الكامل"
  • واشنطن: على إيران إثبات تخليها عن برنامجها النووي
  • آخر استعدادات منتخب الإمارات لمواجهة نظيره الإيراني
  • كيف تلقت إيران رسالة ترامب من الهجمات الأميركية على الحوثيين؟
  • ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات