14 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة:  تسلط قضية مداهمة صالة القمار في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد الضوء على ظاهرة انتشار صالات القمار بشكل غير قانوني في العراق، وهي قضية تثير الكثير من التساؤلات حول كيفية دخول هذه الأجهزة إلى البلاد، والجهات المسؤولة عن استيرادها، بالإضافة إلى نوعية الأشخاص الذين يرتادون هذه الأوكار غير المشروعة.

ومن المعروف أن أجهزة القمار ليست متاحة بشكل قانوني في العراق، مما يشير إلى أن دخولها يتم عبر قنوات غير رسمية. يتحدث بعض المحللين عن وجود شبكات تهريب متورطة في جلب هذه الأجهزة من دول تصنعها بكميات كبيرة مثل الصين وتركيا وبعض دول أوروبا الشرقية. ويتم تهريب هذه الأجهزة عبر الحدود العراقية باستخدام قنوات سرية وشبكات فساد منتشرة في بعض النقاط الحدودية والمناطق التي تسيطر عليها جماعات مسلحة.

من ناحية الاستيراد، يُعتقد أن هذه الشبكات ترتبط بعلاقات معقدة مع جهات نافذة داخل العراق، تسمح بمرور هذه الأجهزة وتوزيعها على الصالات والأوكار السرية. وتشير التقارير إلى أن بعض الشخصيات المتورطة قد تكون ذات نفوذ سياسي أو اقتصادي، ما يسهم في تسهيل هذه العمليات بعيدًا عن الرقابة القانونية.

وفي السابق، كان يُعتقد أن أوكار القمار هي أماكن يرتادها الأغنياء فقط أو الأشخاص الذين يملكون المال والقدرة على تحمل المخاطر المالية. ومع ذلك، تكشف الأحداث الأخيرة عن تحول في طبيعة رواد هذه الأوكار. ففي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق، أصبح من الواضح أن فئات جديدة بدأت ترتاد هذه الأماكن، بما في ذلك فئات من الطبقة المتوسطة وحتى الفقراء الذين يبحثون عن وسائل سريعة لتحقيق مكاسب مالية، بالرغم من المخاطر العالية.

كما يُشار إلى أن بعض الأفراد الذين لديهم علاقات مع الجماعات المتنفذة يستغلون صالات القمار كوسيلة لتبييض الأموال أو لتمويل أنشطة غير مشروعة أخرى. هذا يجعل من هذه الصالات بؤرة لأعمال مشبوهة تتجاوز مجرد القمار.

وعملية المداهمة التي تمت في منطقة الكرادة هي مثال على محاولات السلطات العراقية للحد من انتشار هذه الظاهرة.

وضبط 30 جهازًا دوليًا و3000 فيشة، والقبض على 6 متهمين، يُظهر جدية هذه الجهود، لكنها أيضًا تبرز التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات في السيطرة على هذا النشاط غير القانوني، خاصة في ظل وجود شبكات تهريب قوية وعلاقات سياسية متشابكة.

وأفاد مصدر أمني  إنه “وردت معلومات دقيقة إلى الأجهزة الأمنية، تفيد بوجود صالة خاصة بلعبة القمار ضمن منطقة الكرادة محلة 902، وعلى الفور تم تشكيل فريق عمل برئاسة مدير قسم الكرادة وامر اللواء الثالث الشرطة الاتحادية وأمر قاطع نجدة الكرادة ومعاون امر الفوج الثاني شرطة اتحادية وضابط مركز شرطة العلوية ومدير استخبارات الكرادة والأمن السياحي في الكرادة”.

وأشار إلى أنه “تم ضبط أجهزة دولية للعبة القمار تبلغ عددها 30 جهازاً، وفيشة للعبة القمار عددها ما يقارب 3000 فيشة تقريباً”، لافاً إلى “القاء القبض على 6 متهمين”، مؤكداً “إجراء اللازم من قبل الأمن السياحي في الكرادة واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: هذه الأجهزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

معارك اعلامية وسياسية قبل انتخابات 2025

28 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: تبدو الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في نوفمبر 2025 ساحة لمعارك سياسية مبكرة، تكشف عمق الانقسامات الطائفية والمناطقية.

وتنتشر فيديوهات تسقيطية تستهدف شخصيات بارزة  وتتسع لتشمل قوى سياسية متنافسة، مما يعكس تصفية حسابات محمومة قبل أشهر من الاقتراع.

ويبرز هذا الصراع وسط طابع مذهبي واضح، حيث تتشكل التحالفات بناءً على خطوط عرقية ودينية، بينما تتفاقم التوترات في مناطق متنازع عليها مثل كركوك وسامراء.

وتظهر الأحزاب الكردية، رغم خلافاتها الداخلية، بعيدة نسبياً عن هذه المعارك التسقيطية، مفضلة الحفاظ على توازن دقيق في مناطق مثل نينوى وكركوك فيما تسعى هذه الأحزاب، بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إلى تعزيز نفوذها دون الغرق في الصراعات الطائفية العربية.

ويعكس هذا النهج محاولة للاستفادة من الانقسامات العربية لضمان مكاسب سياسية في مناطق مختلطة.

وتتصاعد المنافسة السنية الداخلية، خصوصاً بين حزب السيادة بزعامة الخنجر و”تقدم” بقيادة محمد الحلبوسي،

ويحاول العرب السنة في كركوك،  توحيد قواهم تحت قائمة انتخابية موحدة لتعظيم حصتهم من المقاعد. ويكشف هذا الحراك عن وعي بضرورة تجاوز التنافر لمواجهة التحديات الانتخابية، لكنه يواجه عقبات بسبب الصراعات الشخصية والتدخلات الإقليمية.

وتثير التسريبات الصوتية، مثل تلك المنسوبة للخنجر، جدلاً قانونياً وسياسياً فيما  يسارع حزب السيادة إلى نفي التسجيل، مهدداً بدعاوى قضائية، بينما يطالب نواب  باتخاذ إجراءات ضد ما اعتبروه إساءة للشعب والمؤسسات.

وتعكس الحادثة هشاشة الثقة بين القوى السياسية، وتسلط الضوء على استخدام التسقيط كأداة لإضعاف الخصوم.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بغداد جاهزة لاستضافة القمة العربية
  • إصابة عدد من الأشخاص بإطلاق نار في السويد
  • فرنسا تتسلم رئاسة بعثة حلف الناتو في العراق
  • من هم الذين ستطالهم “العقوبات السعودية” في موسم الحج هذا العام 
  • أنا ساكن صالحة.. بعرف كثير من الشهداء الذين تم تصفيتهم بواسطة الجنجويد
  • الخطاب الطائفي يتسلّل الى الانتخابات
  • معارك اعلامية وسياسية قبل انتخابات 2025
  • هل يجوز للرجل أن يتزوج من مطلقة أخيه؟.. الإفتاء توضح
  • حكم الخلوة بين المرأة وطليقها أثناء فترة العدة.. الإفتاء تجيب
  • سلاح ومخدرات.. حملات أمنية مكبرة على أوكار المجرمين بأسوان ودمياط