بوابة الوفد:
2024-12-26@12:13:31 GMT

اشترى حريتك بتذكرة سينما (2)!

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

وبما إننا نحتفى فى هذه الأيام بذكرى وفاة واحد من أفضل ممثلى السينما والدراما التليفزيونية المصرية والعربية وهو «نور الشريف».. فى نفس الوقت الذى منعت فيه الايادى المرتعشة عرض فيلم «الملحد».. نتذكر فيلم «الإخوة الأعداء « (1974) بطولة نور الشريف وكان يقوم بالفيلم بدور كاتب «ملحد» وتضمن الفيلم حوارات واضحة وصريحة فى ثوابت الدين.

. ورغم ذلك لم يعترض أحد على الفيلم ولم يمنعه أحد!

ربما احتمى كاتب سيناريو فيلم «الإخوة الأعداء» رفيق الصبان، ومخرجه حسام الدين مصطفى، وراء الأديب الروسى الشهير فيودور دوستويفسكى مؤلف رواية «الإخوة كرامازوف» المأخوذ عنها الفيلم، للحماية من اتهامهما بالكفر والعياذ بالله، باعتبار أن المؤلف عالمى ومعروف وروايته مشهورة ومنتشرة فى كل دولة.. وستكون فضيحة بجلاجل لو منعنا فيلم عن روايته، وهى منشورة وتباع فى المكتبات بمصر أيضا.. ولكن «إبراهيم عيسى» كاتب فيلم «الملحد» وغيره من الكتاب والمبدعين المحليين الذين تم منع كتبهم وافلامهم ومسرحياتهم من قبل فهم مننا وعلينا ونقدر عليهم!

ولكن الزمن تغير.. ووسائل الاعلام والاتصال تطورت، والتراجع عن عرض فيلم «الملحد»، سواء كان قرار المنتج أو الرقابة أو أى جهة أخرى، ستكون فضيحة لأنها مشكلة «حرية» وليست مشكلة دينية ولا رقابية، ومشكلة تفكير وتعبير تعكس عدم ثقة فى النفس وفى الآخرين، واهتزاز وارتعاش فيما نؤمن به من عقائد دينية أو سياسية.. لأن المنع نوع من الخوف على النفس من النفس، وخوف من نفوس أخرى يمكن أن ترفض وتغضب!

وزمان كان الخوف مصدره دينى وسياسى.. دينى من الأزهر، وبحكم قضائى مثل كتاب «الشعر الجاهلي» للمفكر وسياسى من الرئيس وتحديدًا الرئيس جمال عبدالناصر.. عندما خشى البعض من المسئولين أن يكون «عتريس» رئيس العصابة والديكتاتور المسيطر على القرية فى فيلم شىء من الخوف يجسد شخصية الرئيس جمال عبدالناصر، ويقال إن عبدالناصر قال لهم بعد مشاهدته عرض الفيلم لو كنت أفعل ما يفعله عتريس بالفيلم استحق قطع الرقبة.. وحكى الفنان سعد أردش مخرج مسرحية «سكة السلامة» التى ُعرضت فى عام 1964، من بطولة سميحة أيوب وتوفيق الدقن وشفيق نور الدين وعبدالمنعم إبراهيم، من تأليف سعد الدين وهبة، أن الرقابة رفضت عرض المسرحية فى البداية خوفًا أن يكون دور سائق الاتوبيس الذى ضل طريقه بالركاب فى الصحراء يجسد شخص عبدالناصر.. ولكن عندما احتكموا إلى الرئيس نفسه للفصل فى القرار قال غاضبًا بعد مشاهدة تسجيل للمسرحية، والعهدة على أردش.. «مين الحمار اللى قال كده..»!

وعندما عرضت فرنسا فى افتتاح أولمبياد باريس مشهد اللوحة الشهيرة للفنان ليوناردو دافينشي «العشاء الأخير» للسيد المسيح وحواريه، بهذا الشكل الساخر والشاذ، العالم كله تقريبًا، غربًا وشرقًا، رفض واعترض وأبدى استياءه.. ومع ذلك ظلت حرية التعبير سواء بالعرض أو الرفض محفوظة.. ومرة أخرى لا يهمّنا فيلم «الملحد»، ولكن يهمّنا حرية المتفرج فى اتخاذ قراره بنفسه فى رفض أو قبول الفيلم.. لأن كل متفرج عندما يشترى تذكرة الفيلم هو فى الحقيقة يشترى حريته!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الناصية الملحد نور الشريف الاخوة الاعداء

إقرأ أيضاً:

سينما متروبوليس.. صرح ثقافي بيروتي يعود للحياة في لبنان الخارج من الحرب

تم إحياء دار "متروبوليس" السينمائية المخصصة للأفلام غير التجارية والمستقلة في بيروت؛ بافتتاح مقر جديد يتميز بهندسة عصرية شُيّد خصيصًا لها. وكان الاحتفال بهذا الحدث مساء السبت، بعد أقل من شهر على بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

جاء هذا الافتتاح بعد 5 سنوات من إغلاق صالتي "متروبوليس" السابقتين اللتين كانتا قائمتين في مجمع تجاري صغير، وتوقف نشاط الجمعية المسؤولة عنهما بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يمر بها لبنان، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كوفيد-19. اجتمع مئات عشاق السينما للاحتفال بتدشين هذا المقر الجديد الذي يقع في منطقة ذات رمزية كبيرة، إذ دُمرت بفعل الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020.

مغامرة ثقافية في ظل الأزمات

رغم إدراك هانية مروة، مؤسِسة سينما "متروبوليس" ومديرتها، أن أي نشاط ثقافي أو فني في لبنان محفوف بالمخاطر نتيجة غياب الاستقرار والدعم الحكومي، فإنها اعتبرت في تصريح لوكالة فرانس برس أن "هذا هو الوقت المناسب" لإعادة إطلاق المشروع، وقالت "في زمن الأزمات، يصبح الناس في أمسّ الحاجة إلى أماكن تجمعهم وتعيد إحياء هويتهم الثقافية".

شهدت الأمسية رسائل تضامنية مؤثرة، أبرزها كلمة مسجلة للنجمة الهوليودية كايت بلانشيت التي وصفت المقر الجديد بأنه "شهادة على القدرة على الاستمرار والنهوض الثقافي في أوقات مأساوية وصعبة". وأعربت بلانشيت عن أملها في أن تُصبح هذه السينما مكانًا يجمع الناس ويساعدهم في التواصل من جديد.

إعلان

في رسالة أخرى، وصف المخرج الفرنسي جاك أوديار إطلاق متروبوليس بأنه "فعل شجاعة وحرية"، داعيًا الجمهور اللبناني لملء صالات السينما يومًا بعد يوم.

أما المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي التي رُشح أحد أفلامها لجائزة أوسكار وفازت بجوائز عدة في مهرجان كان فقالت عبر الشاشة الكبيرة "نحن بحاجة لهذا المكان أكثر من أي وقت مضى، فهو يثبت أن لبنان لا يفقد روحه رغم كل الأزمات".

صالتا "متروبوليس" استضافتا قبل توقف نشاطهما أفلامًا غير تجارية من أنحاء العالم ومخرجين وممثلين عالميين وورشات ومهرجانات سينمائية (مواقع التواصل)

يتضمن المقر الجديد صالتَي سينما، ومكتبة سينمائية، وباحة خارجية لعرض الأفلام في الهواء الطلق، إضافة إلى مكاتب لجمعية متروبوليس للفن السينمائي التي أسست السينما عام 2006.

توقف نشاط صالتي "متروبوليس" السابقتين بسبب الأزمات المتتالية التي شهدها لبنان منذ عام 2019. وكانت الصالتان قد استضافتا أفلامًا غير تجارية من أنحاء العالم، إضافة إلى مخرجين وممثلين عالميين، وورشًا ومهرجانات سينمائية، كما كرمت مخرجين راحلين ونظمت عروضًا للأطفال، وفق ما أوضحه شريط فيديو عُرض خلال افتتاح المقر الجديد.

تهدف جمعية "متروبوليس" إلى نشر الثقافة السينمائية ودعمها، وتوفير مساحة للسينمائيين، والحفاظ على التراث السينمائي اللبناني. وتقول هانية مروة إن "المشروع يحمل الأهداف والقيم ذاتها، لكن المكان الجديد يوفر لنا حرية أكبر في البرمجة بفضل هندسة العمارة ووجود باحة خارجية".

وأضافت أن الموقع في قلب المدينة يتيح نسج علاقات مع جمهور جديد وأهل المنطقة.

وأوضحت زينة صفير، رئيسة جمعية "متروبوليس"، أن السينما في لبنان لم تعد منتشرة كما كانت من قبل، وأضافت "إعادة سينما متروبوليس إلى العاصمة أمر ضروري، لأنها تسهم في تعزيز الفكر والثقافة في بيروت التي كانت دائمًا بوابة للإبداع".

إعلان

مقالات مشابهة

  • عاطف الطيب.. مخرج سينما الملفات الشائكة
  • أبرزها «الملحد».. أفلام ومسلسلات مُنع عرضها في 2024
  • مواعيد فيلم «الهنا اللي أنا فيه» وسعر التذكرة في سينما الشعب
  • «الباراسيتامول» قد يكون قاتلاً.. ولكن متى؟
  • اشترى عقارات وسيارات.. تاجر مخدرات يغسل 60 مليون جنيه
  • بيانات بلا فاعليات.. عبدالناصر زيدان يعلق على نتيجة مباراة الزمالك وطلائع الجيش
  • وظائف براتب يصل إلى 40 ألف جنيه ولكن بشرط.. اعرف التفاصيل
  • ترامب متصالحاً.. ولكن؟!
  • سينما متروبوليس.. صرح ثقافي بيروتي يعود للحياة في لبنان الخارج من الحرب
  • تامر أمين: أتفق مع جمهور الاهلي ولكن.. أرفض الهجوم على اللاعبين