اشترى حريتك بتذكرة سينما (2)!
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
وبما إننا نحتفى فى هذه الأيام بذكرى وفاة واحد من أفضل ممثلى السينما والدراما التليفزيونية المصرية والعربية وهو «نور الشريف».. فى نفس الوقت الذى منعت فيه الايادى المرتعشة عرض فيلم «الملحد».. نتذكر فيلم «الإخوة الأعداء « (1974) بطولة نور الشريف وكان يقوم بالفيلم بدور كاتب «ملحد» وتضمن الفيلم حوارات واضحة وصريحة فى ثوابت الدين.
ربما احتمى كاتب سيناريو فيلم «الإخوة الأعداء» رفيق الصبان، ومخرجه حسام الدين مصطفى، وراء الأديب الروسى الشهير فيودور دوستويفسكى مؤلف رواية «الإخوة كرامازوف» المأخوذ عنها الفيلم، للحماية من اتهامهما بالكفر والعياذ بالله، باعتبار أن المؤلف عالمى ومعروف وروايته مشهورة ومنتشرة فى كل دولة.. وستكون فضيحة بجلاجل لو منعنا فيلم عن روايته، وهى منشورة وتباع فى المكتبات بمصر أيضا.. ولكن «إبراهيم عيسى» كاتب فيلم «الملحد» وغيره من الكتاب والمبدعين المحليين الذين تم منع كتبهم وافلامهم ومسرحياتهم من قبل فهم مننا وعلينا ونقدر عليهم!
ولكن الزمن تغير.. ووسائل الاعلام والاتصال تطورت، والتراجع عن عرض فيلم «الملحد»، سواء كان قرار المنتج أو الرقابة أو أى جهة أخرى، ستكون فضيحة لأنها مشكلة «حرية» وليست مشكلة دينية ولا رقابية، ومشكلة تفكير وتعبير تعكس عدم ثقة فى النفس وفى الآخرين، واهتزاز وارتعاش فيما نؤمن به من عقائد دينية أو سياسية.. لأن المنع نوع من الخوف على النفس من النفس، وخوف من نفوس أخرى يمكن أن ترفض وتغضب!
وزمان كان الخوف مصدره دينى وسياسى.. دينى من الأزهر، وبحكم قضائى مثل كتاب «الشعر الجاهلي» للمفكر وسياسى من الرئيس وتحديدًا الرئيس جمال عبدالناصر.. عندما خشى البعض من المسئولين أن يكون «عتريس» رئيس العصابة والديكتاتور المسيطر على القرية فى فيلم شىء من الخوف يجسد شخصية الرئيس جمال عبدالناصر، ويقال إن عبدالناصر قال لهم بعد مشاهدته عرض الفيلم لو كنت أفعل ما يفعله عتريس بالفيلم استحق قطع الرقبة.. وحكى الفنان سعد أردش مخرج مسرحية «سكة السلامة» التى ُعرضت فى عام 1964، من بطولة سميحة أيوب وتوفيق الدقن وشفيق نور الدين وعبدالمنعم إبراهيم، من تأليف سعد الدين وهبة، أن الرقابة رفضت عرض المسرحية فى البداية خوفًا أن يكون دور سائق الاتوبيس الذى ضل طريقه بالركاب فى الصحراء يجسد شخص عبدالناصر.. ولكن عندما احتكموا إلى الرئيس نفسه للفصل فى القرار قال غاضبًا بعد مشاهدة تسجيل للمسرحية، والعهدة على أردش.. «مين الحمار اللى قال كده..»!
وعندما عرضت فرنسا فى افتتاح أولمبياد باريس مشهد اللوحة الشهيرة للفنان ليوناردو دافينشي «العشاء الأخير» للسيد المسيح وحواريه، بهذا الشكل الساخر والشاذ، العالم كله تقريبًا، غربًا وشرقًا، رفض واعترض وأبدى استياءه.. ومع ذلك ظلت حرية التعبير سواء بالعرض أو الرفض محفوظة.. ومرة أخرى لا يهمّنا فيلم «الملحد»، ولكن يهمّنا حرية المتفرج فى اتخاذ قراره بنفسه فى رفض أو قبول الفيلم.. لأن كل متفرج عندما يشترى تذكرة الفيلم هو فى الحقيقة يشترى حريته!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناصية الملحد نور الشريف الاخوة الاعداء
إقرأ أيضاً:
مؤسس المسرح اللبناني: تيرو عملت على مدار 10 سنوات لتأهيل 5 دور سينما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال قاسم إسطنبولي، مؤسس المسرح الوطني اللبناني، إنّه على الرغم من الحزن بلبنان، لكن يشعر بالسعادة والفخر بهذا الترشح للجائزة ليكون لبنان ضمن القائمة المختصرة، موضحا أن الجائزة تجرى كل عامين للاحتفال بالمشاريع التي تحافظ على التراث الثقافي بالوطن العربي، معلقا: «هذه الجائزة أسسها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي يبذل جهودا كبيرة في المنطقة العربية على صعيد المسرح والثقافة والتراث العربي».
وأضاف إسطنبولي خلال مداخلة المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه في التوقيت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي استهداف آثار مدينة صور وبعلبك والأبنية الأثرية بمدن عديدة من النبطية يأتي ترشح لبنان للجائزة في توقيت مهم جدا خصوصا أن هذه الجائزة لحماية التراث الثقافي والهوية العربية.
وتابع، أوجه تحيتي لجهود أعضاء جميعة تيرو للفنون ومجلس أمناء المسرح الوطني اللبناني وعملهم لمدة 10 سنوات على إعادة تأهيل 5 دور سينما مختلفة في لبنان.