مخاوف من تبخر كدس الدولارات الضائع دون كشف المتورطين ودعوات لإيقاف الفساد المافيوي - عاجل
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
بارتفاع نسبة المبالغ المسروقة إلى الضعف، ارتفعت أعداد المتهمين بـ"سرقة القرن" إلى أكثر من 30 متهما ومدانا، حيث عادت قضية سرقة الأمانات الضريبية في العراق إلى الواجهة مجددا، بعدما أعلنت هيئة النزاهة، نجاحها في استعادة بعض المتهمين من أصحاب الشركات الضالعة في السرقة، بينهم "قاسم محمد" الذي كان يشغل منصب المدير المفوض لشركة "الحوت الأحدب" حين ألقي القبض عليه في إقليم كردستان، إذ بلغت السرقات المسجلة باسمه 988 مليار دينار (نحو 7 ملايين دولار)، مؤكدة أنها ليست أرقاما نهائية.
النائب السابق أيوب الربيعي، من ناحيته يؤكد أن أموال سرقة القرن تبخرت وما تم استرجاعه لا يشكل شيئا أمام حقيقة ما تمت سرقته.
وقال الربيعي لـ"بغداد اليوم"، الاربعاء (14 آب 2024)، إن "نور زهير ما هو إلا صورة تقف خلفه قوى متنفذة"، متسائلا: "كيف يمكنه نهب ترليونات الدنانير دون غطاء سياسي"، مؤكدا، أن "امكانية استعادة ما نهب من الاموال الضريبية أمر صعب، ونؤمن أن الجزء الاكبر من الاموال تبخرت ولن تعود".
وأضاف، أنه "حتى الآن لا يوجد رقم محدد لسرقة القرن في ظل معلومات تفيد بأن الارقام أكبر مما أعلن سابقا"، مردفا: "القضاء العراقي عادل ونزيه ونأمل أن تؤدي التحقيقات الى كشف هوية من يقف وراء نور زهير".
أظهروا "نور زهير" للإعلام
أما المحلل السياسي عدنان التميمي، فقد أشار إلى أن "نور زهير بيدق بسيط في عالم الفساد الذي نخر مؤسسات الدولة بشكل غير مسبوق بعد عام 2003"، مؤكدا، أن "كل المؤشرات تدلل بأن هناك جهات كثيرة متورطة بسرقة أموال الامانات الضريبية، بعضها متنفذة".
وأشار الى أنه "لم نتفاجأ بإصابة نور زهير بأزمة قلبية، متسائلا: "صاحب أكبر قضية شغلت الرأي العام العراقي، لماذا لا يعطى فرصة الحديث لوسائل الإعلام عن حقيقة ما جرى وهل فعلا هو من قام بالسرقة أم أنه مجرد وكيل لقوى أكبر؟".
وختم التميمي، أنه "لا أحد يكشف الحقيقة المُرة لملف نور زهير، وليس من المعقول أن يكون زهير بمفرده قادر على سرقة ترليونات وتهريبها خارج البلاد دون عون أو مساعدة من جهات أو قوى تمتلك مفاتيح تسهل أموره".
"سرقة القرن" لن تموت
وأُعلن عما يعرف بسرقة القرن إبان حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي عام 2022، على خلفية اشتراك تحالف مؤلف من خمس شركات وهمية في سرقة وسحب مبلغ 3 تريليونات و750 مليار دينار عراقي من الأموال التي أودعتها كبريات الشركات النفطية في حساباتها الضريبية باستخدام أوراق وصكوك مزيفة.
رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون كشف في الاول من آب الجاري عن تفاصيل جديدة، حول ما تعرف اعلاميا بـ"سرقة القرن"، مؤكدا نجاح الهيئة في استعادة بعض المتهمين من أصحاب الشركات الضالعة في السرقة، بينهم قاسم محمد الذي كان يشغل منصب المدير المفوض لشركة "الحوت الأحدب" بعدما ألقي القبض عليه في إقليم كردستان، حيث بلغت السرقات المسجلة باسمه 988 مليار دينار، مشيرا إلى أنها ليست أرقاما نهائية.
وكشف القاضي حنون، أن عدد المتهمين فاق الثلاثين، وقد تم استرداد أكثر من مليوني دولار و155 مليون دينار عراقي، مؤكدا أن المتهم الأول نور زهير أفرج عنه بكفالة وهو خارج السجن، ونوه إلى أن "قضية سرقة القرن لن تموت مهما حاول الفاسدون حجبها عن الأجهزة الرقابية وأنظار الشعب".
وفيما أكد حنون خلال مؤتمر صحفي أن رئيس الحكومة يتابع بشكل يومي قضية الأمانات الضريبية، دعا وزارة المالية ومدير هيئة الضرائب إلى الإعلان عن كمية الأموال المسروقة في غضون 15 يوما، في دليل على عدم معرفة هيئة النزاهة إجمالي المبلغ المسروق.
وبينما حددت محكمة مكافحة الفساد المركزية، الـ 14 آب موعدا لإجراء محاكمة المتهم نور زهير بقضية ما يطلق عليها سرقة القرن"، غير أن الاخير لم يحضر جلسة المحاكمة اليوم، ما دفع القاضي المختص لتأجيلها حتى 27 آب الجاري، بحسب ما قال النائب مصطفى سند في تدوينة نشرها اليوم الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي.
طي صفحة "سرقة القرن"
لكن مراقبين أكدوا أن المبالغ المسروقة وصلت لأكثر من 8 مليارات دولار موزعة على جميع المدانين والمتهمين، بعدما أعلن في المرة الأولى أن المبالغ المسروقة بلغت 2.5 مليار دولار.
واحتل العراق المرتبة السابعة ضمن قائمة الدول العربية الأكثر فسادا، وبالمرتبة 157 في أكثر دول العالم شفافية لعام 2022 من أصل 180 دولة مدرجة، وفق ما أعلنته منظمة الشفافية العالمية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء (31 كانون الثاني 2023).
وبذلك يبقى العراق في المرتبة نفسها عربيا وعالميا منذ عام 2021.
وبينما يرجح البعض توزيع الأموال الضريبية على عدة جهات، أو تم تهريب الجزء الاخر الى خارج العراق، هناك مخاوف من طي صفحة سرقة القرن دون الكشف عن الأسماء المهمة والكبيرة التي تمارس فسادها المافيوي.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: سرقة القرن نور زهیر
إقرأ أيضاً:
الغاز المسال في اليمن.. طاقة معطلة منذ سنوات تهدر مليارات الدولارات
رغم تصنيف قدرة الغاز المسال في اليمن ضمن الأكبر عالميًا، فإن البلاد ما تزال متوقفة عن التصدير منذ سنوات طويلة، لتفقد موردًا ماليًا مهمًا، وسط صراعات سياسية ووضع اقتصادي صعب.
ويأتي اليمن ضمن أكبر 20 دولة في العالم تمتلك قدرة إنتاج غاز مسال تبلغ 6.7 مليون طن سنويًا، ولكنها معطّلة منذ منتصف العقد الماضي، ولم تعمل إلّا 7 سنوات فقط، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتصل احتياطيات الغاز الطبيعي في الدولة العربية إلى 16.9 تريليون قدم مكعبة (0.47 تريليون متر مكعب)، بحسب تقديرات أويل آند غاز جورنال، في حين تشير تصريحات رسمية أن احتياطيات الغاز تبلغ 20 تريليون قدم مكعبة (0.56 تريليون متر مكعب).
وفي عام 1984 اكتشف اليمن الغاز الطبيعي بالتزامن مع العثور على النفط، في حوض مأرب-الجوف النفطي، بنوعيه سواء الغاز المصاحب للنفط أو الغاز غير المصاحب.
المحطات التاريخية لمشروع الغاز المسال في اليمن
بدأ اليمن في تسعينيات القرن الماضي التفكير في استغلال احتياطيات البلاد من الغاز بصورة أفضل وتصديره للخارج لتحقيق عوائد أكبر؛ وهو ما نتج عنه توقيع اتفاقية تنفيذ مشروع إسالة الغاز الطبيعي وتصديره عام 1997.
وفيما يلي المحطات التاريخية لمشروع الغاز المسال في اليمن:
1995: تأسيس الشركة اليمنية للغاز المسال.
1997: مصادقة البرلمان على اتفاقية تطوير الغاز.
2005: انطلاق أعمال بناء محطة الغاز المسال وخط أنبوب.
2009: تصدير أول شحنة من الغاز المسال اليمني.
2010: تشغيل مشروع الغاز المسال بكامل طاقته.
2016: توقُّف محطة الغاز المسال بسبب الحرب الأهلية.
مشروع الغاز المسال في بلحاف
في عام 1995، قررت البلاد بدء دراسة إنشاء مشروع الغاز المسال في اليمن، تتضمن عمليات مسح للمواقع المحتملة لتحديد أفضل منطقة يمكن تنفيذ المحطة فيها.
ومن ثم توصلت الدراسات إلى أن مدينة بلحاف المطلة على خليج عدن هي المنطقة الأنسب لإنشاء محطة لتسييل الغاز الطبيعي المستخرج من مدينة مأرب الواقعة شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء.
وكان من أبرز ما يميز "بلحاف" الساحلية انخفاض المخاطر الطبيعية والجغرافية، وتمتُّعها بعمق طبيعي يساعد في استقبال الناقلات الضخمة.
كما تتميز بموقعها الجغرافي الذي يتيح للشركة الوصول بسهولة إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية وأميركا الشمالية والجنوبية.
وبحلول عام 2004، بدأ اليمن حفر ومد خط أنابيب بطول 320 كيلومترًا مربعًا من حقول قطاع 18 الواقعة في مدينة مأرب إلى شاطئ منطقة بلحاف الساحلية في خليج عدن.
وقرر اليمن تخصيص 9.15 تريليون قدم مكعبة (0.26 تريليون متر مكعب) من احتياطيات الغاز في تلك الحقول للتصدير، في حين تقرر تخصيص 1 تريليون قدم مكعبة (0.03 تريليون متر مكعب) من تلك الكمية لتلبية احتياجات السوق المحلية.
انطلاق مرحلة توقيع عقود التصدير
بلغت التكلفة الاستثمارية لتنفيذ محطة الغاز المسال في اليمن نحو 5 مليارات دولار، تتضمن 2.8 مليار دولار عبارة عن قروض تمويل دولية.
ويتكون المشروع من خطَّي إنتاج بقدرة تصل إلى 3.35 مليون طن متري سنويًا (4.5 مليار متر مكعب) لكل خط منهما.
ونجحت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في أغسطس/آب عام 2005 بتوقيع عقود بيع وشراء طويلة الأجل تصل إلى 20 عامًا، مع 3 شركات عالمية.
وفازت مؤسسة الغاز الكورية الجنوبية (كوغاز) بأول عقد لشراء الغاز المسال اليمني، ثم العقد الثاني مع شركة جي دي إف سويز -"إنجي" حاليًا-، والعقد الثالث مع شركة توتال غاز آند باور لشراء الكمية المتبقية، لتتوزع كما يلي:
كوغاز: 2 مليون طن.
إنجي: 2.5 مليون طن.
توتال: 2 مليون طن.
وفي شهر مايو/أيار 2008، وقّعت الشركة اليمنية للغاز المسال اتفاقيات مع بنوك ووكالات ائتمان أوروبية وآسيوية لتمويل المشروع بقيمة 2.8 مليار دولار، وهو ما يمثّل 58% من تكلفة المشروع.
من يملك محطة الغاز المسال في اليمن؟
تدير الشركة اليمنية للغاز المسال منشأة بلحاف، التي تتوزع حصصها على 7 شركات ومؤسسات، تتضمن شركتين عالميتين، ومؤسستين تتبع الحكومة اليمنية، و3 شركاء من كوريا الجنوبية، وفقًا لما توضحه الحصص التالية:
شركة توتال إنرجي: 39.62%
شركة هنت أويل: 17.22%
الشركة اليمنية للغاز: 16.73%
مؤسسة إس كيه الكورية: 9.55%
المؤسسة الكورية للغاز "كوغاز": 6%
شركة هيونداي: 5.88%
الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والمعاشات اليمنية: 5%
بداية التصدير حتى التوقف الراهن
في نوفمبر/تشرين الثاني 2009، بدأ اليمن تصدير الغاز المسال من محطة بلحاف إلى الأسواق الأميركية والآسيوية، وسط تقديرات رسمية وقتها بأن مشروع الغاز المسال في اليمن سيمثّل أكبر دخل مستقل للبلاد على مدار 20 عامًا.
وفي مطلع أبريل/نيسان 2010، بدأ اليمن تشغيل الخط الثاني لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، لتعمل المنشأة بكامل طاقتها.
وحصلت الحكومة على أول عائدات من مبيعات الغاز المسال في اليمن خلال 2009، في حين حصل الشركاء المساهمون على أول حصة لهم من الأرباح في عام 2012.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- صادرات اليمن من الغاز المسال خلال (2009- 2015):
صادرات اليمن من الغاز المسال
وتوضح بيانات، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، أن صادرات اليمن من الغاز المسال سجّلت قفزات خلال المدة من 2009 حتى 2014، ثم انخفضت بصورة حادة، وتوقفت بعد ذلك منذ 2016.
ويأتي ذلك بعد اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2014، وإطاحة جماعة الحوثي بالحكومة المعترَف بها دوليًا من صنعاء، ومحاولتها الاستيلاء على الحقول في مأرب.
وصدّرت اليمن في أول عام لها نحو 0.4 مليار متر مكعب من الغاز المسال، وقفزت الصادرات إلى 5.5 مليار متر مكعب في عام 2010.
وفي عام 2011، قفزت صادرات الغاز المسال اليمني إلى 8.8 مليار متر مكعب، لتصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق في 2013، عند 9.9 مليار متر مكعب.
ومن ثم انخفضت الصادرات إلى 9.4 مليار متر مكعب في عام 2014، لتهبط بصورة حادة إلى 1.9 مليار متر مكعب في 2015، ومنذ 2016 لم تصدّر البلاد أيّ شحنة غاز مسال للسوق العالمية.
واتهمت الحكومة اليمنية عمليات جماعة الحوثي بأنها وراء توقُّف صادرات اليمن من الغاز المسال من محطة بلحاف، ليرهن العديد من المسؤولين والخبراء عودة التصدير بوقف دعم إيران للحوثي.
وطلب وزير النفط اليمني، الدكتور سعيد الشماسي، من طهران وقف دعمها للمتمردين الحوثيين والمعارك، حتى تستطيع بلاد التمتع بثرواتها الطبيعية، موضحًا أن بلاده تمتلك احتياطيات من الغاز الطبيعي تبلغ 20 تريليون قدم مكعبة.