جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-12@01:23:55 GMT

هل أتاكم حديث الانتقام؟

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

هل أتاكم حديث الانتقام؟

 

محمد بن سالم البطاشي

 

هل مللتم الانتظار؟ هل تقطعت بكم الأسباب وأنتم في انتظار الانتقام؟ هل أرهق أعصابكم طول الانتظار؟ هل تحقق مرادكم من وراء الغدر والإجرام؟ هل يئستم من الرد؟ هل أجدتكم نفعًا أحلام يقظتكم؟ هل تكالبت عليكم الهموم والأمراض العصبية والحالات النفسية وأنتم تنتظرون الرد؟ هل فسدت الأطعمة التي خزنتموها؟ هل غصت بكم الملاجئ خوفًا من القصف؟ هل أكملتم بناء الخيام في صحراء النقب استعدادًا لموجة نزوح هائلة إذا شبَّ أوار الحرب؟ هل تعجبتم من برودة أعصاب عدوكم رغم هول الموقف؟ هل بقيت فيكم قلوب لترتجف؟

هل أدهش عقولكم هذا الصبر الاستراتيجي لدى عدوكم؟ هل تمنيتم أن ينتهي هذا الكابوس الجاثم فوق صدوركم والمعشش في عقولكم بأية نهاية كانت؟ هل أنهكتكم الخسائر الاقتصادية والعسكرية والسياسية الفادحة جراء انتظار الثأر؟ هل علمتم ماذا يخبئ لكم عدوكم من المفاجآت؟ هل لديكم يقين بموعد الهجوم عليكم؟ هل أنتم متأكدون من طبيعة الرد الآتي وكيفيته؟ هل تعلمون من أين سيأتيكم الرد؟ أمن فوقكم؟ أم من تحت أقدامكم؟ أم البحر سيتفجر براكيناً عليكم؟ أم سيزحفون عليكم من البر؟ وهل الرد سيكون منفردا أم جماعيا؟ هل سيكون متزامنا أم متقطعا؟ هل علمتم أين سيرد عدوكم؟ هل استيقنتم متى سيرد عدوكم يا أعداء الحضارة وأعداء البشرية؟ هل تعلمتم الدرس جيدًا؟ أم لا تزال على قلوبكم أكنة؟ ماذا نفعكم جمعكم؟ وماذا نفعتكم أساطيل الناتو بحاملات طائراته وبوارجه وسفنه ومدمراته وغواصاته وطائراته ودباباته وصواريخه وأقماره وقضه وقضيضه؟ هل أغنت عنكم تلك الحشود الهائلة التي أتت مسرعة عندما ولولتم ولولة النساء؟ هل علمتم كيف يكون انتقام الرجال؟

أين قوتكم؟ أين جبروتكم؟ أين تعاليكم وغطرستكم وظلمكم وعنصريتكم؟ أين جيوشكم وطائراتكم ومدافعكم ودباباتكم وأقماركم ومنظوماتكم التجسسية؟ أين القبة الحديدية؟ أين منظومة باتريوت أين منظومة آرو؟ أين منظومة مقلاع داؤود؟ أين منظومة حيتس؟ أين طائرات إف-35 وطائرات إف-22 تايفون وطائرات إف-16 وإف-15 وإف-18 وطائرات الناتو وحاملات الطائرات وعشرات البوارج والمدمرات؟ هل أرهقتكم حالة الشلل والقلق التي أوقعتكم شر أعمالكم فيها؟

ألف سؤال وألف علامة استفهام تلتف حول أعناقكم يا أُس الإجرام وأساتذة الغدر والخيانة، حسنًا سأريحكم قليلًا وأنتم والله لستم أهلًا لأي راحة، ولكن مقتضى المقام هنا يلزم التوضيح فأقول إن الانتقام بدأ وأنتم لا تشعرون، وما تلك الأسئلة التي جاءت في مقدمة المقال إلّا تعبير عن قوة الانتقام القائم الآن الذي وضعكم في "حيص بيص"، لا تعرفون مصيركم ولا مآلكم وشتت شملكم وأفشى الخلاف بينكم، ومن وراء كل ذلك عذاب غليظ ينتظركم، حين تمطر السماء طيرًا أبابيلَ وتشقق الأرض عن صناديد يحبون الموت كما تحبون الحياة، وتزحف الجموع الهائلة من كل حدب وصوب، وتعلو التكبيرات، هذا هو المصير الذي ينتظركم.

أنتم تنتظرون الانتقام ومحور المقاومة تستعد له بالسلاح والرجال، هجومًا ودفاعًا، يا عُتاة الإجرام والعنصرية، إلّا أن محور المقاومة ليس في عجلة من أمره، فهو قد ترككم عامدا متعمدا ينهشكم القلق وتتعاوركم سهام الأحزان الهواجس والهلع والظنون وحالة الشك وعدم اليقين والهستيريا التي تسيطر عليكم منذ وقت طويل، حتى إذا يئستم من الرد وتثاقلتم عن الاستنفار له وخلدتم إلى الراحة ودخل في عقلكم الباطن أن إيران ومحور المقاومة قد رغبوا عن الإنتقام واستحبوا الهدوء والاستقرار وانشغلوا عن مقارعتكم بشؤونهم الداخلية، وأن الاغتيال الجبان للقائد الفذ إسماعيل هنية ورفيقه في دري الجهاد فؤاد شكر، قد مر بردًا وسلامًا وأن دماءهم الطاهرة ودماء شعب عزة المجاهد المغوار قد ذهبت أدراج الرياح، حتى إذا تمكن هذا الإستنتاج من نفوس قادتكم واستحكم في عقولهم، وتعبت اساطيل وجيوش وطائرات الناتو من طول الإنتظار وتكاليفه الباهظة، وعادت أدراجها بعد حين، حينها يكون الرأي فد اكتمل، وانطلت المكيدة والخديعة عليكم وان الخطة فد نضجت فأسرجت الحرب خيولها واشتعل أوراها، فلعلها تكون القاضية فلا تبثي منكم باقية.

وينبئ مسار الأحداث في المنطقة بأنها تتجه نحو أحد الحسنيين، فإمّا إجبار العدو ورعاته وحلفائه على إبرام صفقة كبرى يتم بموجبها وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وتحقيق كل شروط المقاومة في غزة، ودفع أثمان استراتيجية وسياسية واقتصادية باهظة لمحور المقاومة، وبذلك يتجسّد النصر الحاسم لغزة ومحور المقاومة، ويثبت التاريخ بأن دماء شعب غزة وقادتها العظام وأرواح شهدائهم الطاهرة وتضحيات محور المقاومة في إيران ولبنان واليمن والعراق لم تذهب سدى؛ بل أثمرت وأينعت نصرًا مُبينًا للحق وأهله، وإمّا ضربة كبرى لعمق العدو ومصالح رعاته وحلفائه لا تبقي له حجرًا على حجر، وقد تجر العالم كله إلى حرب عالمية ثالثة لا يتمناها أحد.

إن الولايات المتحدة وبفضل من الله ثم بالحكمة والأناة التي تتمتع بها القيادة الإيرانية تدفع بكل قوة حاليا نحو تأجيل الضربة أو تخفيفها، وحسب التسريبات الإعلامية فإن المقابل لذلك سيكون صفقة تنفذ في إطار زمني محدد، تشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار في غزة ولبنان، وسحب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وإطلاق مفاوضات جادة لإطلاق متزامن لسراح الأسرى، وإعادة إعمار غزة وجنوب لبنان وتحرير مليارات من أرصدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية المُجمّدة وتفاصيل وأفكار أخرى كثيرة مطروحة على الطاولة. وفي الأثناء يستغل المحور، الوقت الضاغط على العدو وحلفائه من خلال استمرار الضربات الصاروخية واستهداف مواقع العدو المتقدمة وفي العمق واستمرار الحصار البحري من قبل القوات المسلحة اليمنية الباسلة، وتستمر المقاومة الأسطورية في غزة العزة في دك معاقل العدو بالصواريخ واستهداف تجمعاته بالعبوات الناسفة المدمرة ومختلف الأسلحة المتوفرة، حتى يرضخ العدو ومن ورائه.

وإنه لجهاد حتى النصر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وإنه سبحانه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حماس: انسحاب العدو من محور نتساريم انتصار لإرادة الشعب الفلسطيني (محدث)

أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس، اليوم الأحد، أن انسحاب قوات من محور نتساريم هو انتصار لإرادة الشعب الفلسطيني، وتتويج لصمود وبطولات مقاومتنا الباسلة، وتأكيد على فشل أهداف العدوان الإرهابي.

وقالت حماس في بيان لها: لقد أسقط شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بصموده وثباته على أرضه، وتضحيات وبطولات أبنائه في المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، أوهام الاحتلال وقيادته الفاشية بالسيطرة العسكرية على القطاع وتقسيمه، ومحاولات فرض أمر واقع عبر عمليات الإبادة والتجويع والتدمير الممنهج.

وشددت على أن إتمام هذا الانسحاب اليوم، وفرض إعادة ربط وسط القطاع بشماله، واستمرار عودة النازحين إلى أرضهم وديارهم في مناطق شمال قطاع غزة، والمضيّ في عمليات تبادل الأسرى وتحرير أسرانا من سجون الاحتلال؛ يؤكد تصميمنا على التمسّك بحقوق شعبنا في الحرية على أرضه، وعزمنا على إفشال مخططات تهجيره، ومواصلة النضال حتى إنجاز تطلعاته في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وكانت الحركة قد رأت، في وقت سابق اليوم، أن “الانسحاب الكامل لقوات العدو الصهيوني من محور “نتساريم” هو استكمال لفشل أهداف حرب الإبادة على شعبنا، موضحة أن عودة النازحين واستمرار تبادل الأسرى والانسحاب من “نتساريم” دحضت كذبة نتنياهو بتحقيق النصر الكامل.

وشددت على أن محاولات العدو بسط سيطرته على قطاع غزة وتقسيمه باءت بالفشل أمام بسالة المقاومة وصمود شعبنا، مؤكدة أن ما لم يحققه العدو في 15 شهرا من تجويع وإبادة وتدمير ممنهج بتهجير شعبنا لن يحققه ترامب بالصفقات.

وختمت حماء بتأكيدها على أن غزة ستبقى أرضا محررة بسواعد أهلها ومجاهديها ومحرمة على الغزاة المحتلين وأي قوة خارجية.

وانسحبت قوات العدو الصهيوني، صباح اليوم الأحد، من محور الشهداء (نتساريم) جنوب مدينة غزة حسب اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن انسحاب الاحتلال من محور الشهداء (نتساريم) سيعيد الحركة بين محافظات قطاع غزة ، وسيكون أحد أهم إنجازات شعبنا.

مقالات مشابهة

  • حماس: جاهزون لاستئناف تبادل الأسرى إذا التزم العدو الصهيوني بالاتفاق
  • الاحتلال يواصل عدوانه البربري على مدن وقرى الضفة الغربية
  • أبو عبيدة يعلن تأجيل تسليم أسرى العدو الصهيوني حتى إشعار آخر
  • أبو عبيدة: تأجيل الإفراج عن أسرى الإحتلال
  • تمديد جديد بعد 18 شباط... والبيان الوزاري خال من المقاومة
  • هل يحتاج انتصارُ غزة وهزيمةُ “إسرائيل” إلى دليل؟
  • انسحاب العدو الصهيوني من محور نتساريم إعلان هزيمة
  • من دير البلح إلى العالم… المقاومة تؤكِّد ثباتها وقوَّتها عبر تسليم الأسرى
  • المقاومة الفلسطينية توقع قوات العدو بكمائنها في مخيم نور شمس
  • حماس: انسحاب العدو من محور نتساريم انتصار لإرادة الشعب الفلسطيني (محدث)