قلق وترقب.. “إسرائيل” ومعضلة انتظار الرد
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
قلق وترقب كبيران يطبعان تحليلات وتوقعات وسائل الإعلام الإسرائيلية في فترة انتظار الرَدَّيْن المتوقعين من قبل حزب الله وإيران، على جريمتي الاغتيال في بيروت وطهران. فماذا في التوقعات الإسرائيلية لتوقيت الرد المنتظر وشكله.
أبدت مختلف المستويات في “إسرائيل”، ولاسيما الإعلامية منها، اهتماماً كبيراً، مصحوباً بالقلق والترقب، بالردَّيْن المُنتظرَيْن من حزب الله وإيران، على جريمتي الاغتيال في بيروت وطهران، اللتين استهدفتا القائد الكبير في حزب الله، الشهيد فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية.
وبرز، بصورة واضحة، أن القراءات والتحليلات الإسرائيلية ركّزت على أمرين، هما: توقيت الردّ، وكيفيته.
وتبيّن، من المواقف والقراءات الصادرة في “إسرائيل” بشأن توقيت ردّ حزب الله وإيران، أنه لا تتوافر معطيات وافية لدى الإسرائيليين، من أجل تقديم تقديرات دقيقة بشأن الأمر.
وفي هذا السياق، قال وزير الزراعة، آفي ديختر، إن “لا أحد في إسرائيل يعرف موعد ردّ حزب الله”، بينما أكد مسؤول إسرائيلي، وفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أنه “ليس لدينا مؤشرات متى سيهاجم” الحزب.
وبينما أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بأنه “حتى الآن، لم تنجح الاستخبارات الإسرائيلية، والأميركية، في تحديد كيف ستردّ إيران وحزب الله، على الاغتيالين، ومتى”، أشارت معلقة الشؤون السياسية في القناة الـ”13” الإسرائيلية، موريا وولبرغ أسرف، إلى أنه “لا توجد معلومات استخبارية محدّدة بشأن توقيت الهجوم الإيراني”، وأن “لا أحد في إسرائيل يستطيع القول متى سيكون الردّ”.
وعلى رغم العجز عن تحديد توقيت دقيق لردّ حزب الله أو إيران، فإن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قدّروا، بحسب محلل الشؤون الدبلوماسية في موقع “والّاه” الإسرائيلي، باراك رافيد، أنّ حزب الله وإيران يوشكان على تنفيذ هجمات ضدّ “إسرائيل” في الأيام القريبة المقبلة.
وفي هذا السياق، رأى محلّل الشؤون الأمنية والعسكرية في القناة الـ”13″ الإسرائيلية، ألون بن دافيد، أنّ حزب الله “قرر متى، وكيف سيهاجم”، وهو يريد “إراقة الدماء”، ويبحث عن هدف يؤلم الإسرائيليين.
وثمة بين المعلقين الإسرائيليين من حدّد توقيتاً دقيقاً للردّ، إذ قال محلل الشؤون العربية في القناة الـ”12” الإسرائيلية، إيهود يعري، إنه يشعر بأن الردّ سيحدث في اليوم التاسع من شهر آب العبري (13 آب/أغسطس الجاري)، وهو يوم صيام سنوي عند اليهود، وقعت فيه حوادث عظيمة، كتدمير هيكل سليمان على أيدي البابليين، وتدمير الهيكل الثاني من جانب الرومان.
ونقل محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، يوسي يهوشع، عن مصدر إسرائيلي كبير، تحذيره من أنّ إيران وحزب الله يمكنهما أن يُبقيا إسرائيل في حالة تأهّب فترة طويلة، عبر تأخير ردَّيهما.
ردّ حزب الله.. “ننتظر سيناريوهات غير متوقعة”بدا، من التقارير الإسرائيلية، أنّ الخشية في “إسرائيل” تكمن في أنّ ردّ حزب الله قد يأتي من ثلاث جبهات: جواً، براً، وبحراً، بحيث ظهر، في مواقف المسؤولين الإسرائيليين وتقديراتهم، أنّ في “إسرائيل” قلقاً من مهاجمة حزب الله قواعد “الجيش” الإسرائيلي في وسط “إسرائيل”. ونُقل، عن مصادر إسرائيلية رسمية، قولها إن مقر “الكريا” (مقر وزارة الأمن وهيئة الأركان) هو بين أهداف حزب الله المتوقع مهاجمتها.
وفي هذا السياق، أشار مسؤولون إسرائيليون كبار، لموقع “والّاه” الإسرائيلي، إلى وجود إشارات، مفادها أنّ ردّ حزب الله قد يطال وزارة الأمن في “تل أبيب”، أو مقر “الموساد” في وسط “إسرائيل”، أو قواعد استخبارية رئيسة، شمالي “تل أبيب”.
وكشف تقرير إسرائيلي أنّ التقديرات في “إسرائيل” دفعت إلى التأهّب لاحتمال إطلاق حزب الله وابلاً كبيراً من الصواريخ في اتجاه “إسرائيل”، “يشمل صواريخ دقيقة”.
ولفت محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، إلى أن التقديرات في “إسرائيل” تُفيد بأنّ حزب الله يستطيع ضرب مواقع عسكرية متعددة، منذ فترة طويلة، لكنه “ينتظر فرصة عملية من أجل جباية ثمن من إسرائيل”.
وأشار محلّل الشؤون الأمنية والعسكرية في القناة الـ”13″ الإسرائيلية، ألون بن دافيد، إلى أن “إسرائيل” تدرك أنّ نية حزب الله هي استهداف مسؤول كبير، لذلك، ليس صدفة أنّ المداولات الأسبوعية للمؤسسة الأمنية تُعقَد في “الحفرة” (مقر محصَّن في “الكريا”)، انطلاقاً من اعتقاد، مفاده أنّ إحدى طرائق عمل حزب الله هي “محاولة استهداف مسؤول إسرائيلي”.
أما بشأن جهة البَر، فلفتت تقارير إلى أن “إسرائيل” تستعد لمحاولة حدوث عمليات تسلل في الشمال، بحيث نُقل، عن مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إنّ “أنظارنا متجهة إلى البر، لا إلى السماء. ونحن نستعدّ لمحاولات تسلل وسيناريوهات غير متوقعة”.
وأضافت تقارير أن ثمّة خشية، في المؤسّستين الأمنية والعسكرية، من استعدادات تقوم بها وحدة الرضوان لاحتلال مستوطنات في الشمال. فبحسب التقديرات، استغّل حزب الله غياب مستوطني الشمال، وبنى شبكة من الأنفاق الهجومية.
أما فيما يتعلق بجهة البحر، فيقدّر المسؤولون في “إسرائيل” أنه على الرغم من استبعاد استهداف حزب الله بنى تحتية إسرائيلية في الساحة البحرية، كمنصات التنقيب، فإن “من المحتمل جداً أن يحاول مهاجمة قواعد بحرية أو سفينة، على غرار الهجوم على البارجة “ساعر”، في “حرب لبنان الثانية” (عام 2006).
وفي سياق مُتصل، أفادت مصادر استخبارية إسرائيلية بأن المؤشرات تُظهر أنّ حزب الله يمكن أن يعمل، بصورة منفردة عن أي خطة لإيران. وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن التهديد القادم من لبنان حالياً أكثر خطورة من التهديد الإيراني، بسبب حجم الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، وبسبب المسافة القصيرة عن “إسرائيل”.
الردّ الإيراني.. “وضعنا خطير جداً على صعيد السفراء”أظهرت القراءات الإسرائيلية أن الرد الإيراني يتطلب استعدادات طويلة، بسبب بعد المسافة عن “إسرائيل”، وبسبب نوع الأسلحة التي ستُستخدم فيه. وتنوعت الأهداف المُحتمل أن تهاجمها إيران، رداً على اغتيال هنية، وفقاً لتقارير، بين قواعد عسكرية داخل “إسرائيل”، أو مقار دبلوماسية خارجها.
وتراوحت التقديرات في “إسرائيل” بأن ترد إيران بنفسها، أو عبر حلفائها، أو عبر كل الأطراف، بصورة مُنسَّقة.
وفي هذا السياق، قال معلق الشؤون السياسية في قناة “كان” الإسرائيلية، سليمان مسودة، إنه وفقاً لتقديرات إسرائيلية، سيتركز الهجوم الإيراني على أهداف عسكرية، كـ”الكريا” في “تل أبيب”، أو قواعد استخبارات أُخْرى. وأشارت تقارير إسرائيلية مغايرة إلى وجود تقديرات في “إسرائيل”، مفادها أن إيران “قد تنفذ ردها على اغتيال إسماعيل هنية في الخارج، وليس في إسرائيل”.
وأضافت التقارير أن المسؤولين في “إسرائيل” يستعدون لاحتمال حدوث محاولات إيرانية للمسّ ببنية تحتية مدنية، أو هجمات ضد رموز إسرائيلية في الخارج. وفي هذا السياق، نُقل، عن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي كبير، أن “وضعنا خطير جداً على صعيد السفراء. قد يرغب الإيرانيون، من أجل أن يسبّبوا لنا إحراجاً شبيهاً بالذي سبّبناه لهم، في استهداف رموز سلطة أو سفارات إسرائيل”.
وبينما قالت جهات أمنيّة إسرائيلية إنها تلاحظ “تزامناً جزئياً في العمليات بين أعداء إسرائيل”، نُقل عن مصدر سياسي قوله: “نستعدّ لاحتمال هجوم مشترك من عدة جبهات”. وأضافت تقارير أن “إسرائيل تتحضر لهجوم من عدة ساحات، بقيادة إيران”، وسط خشية من حدوث “إطلاق نار مشترك من صواريخ وطائرات من دون طيار، من كل الساحات، طوال عدة أيام متواصلة”.
# العدوان على غزة#إيرانً#كيان العدو الصهيونيمحور المقاومة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حزب الله وإیران فی القناة الـ محلل الشؤون ی إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: حزب الله يستخدم صواريخ إسرائيلية ضد إسرائيل
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن حزب الله يستخدم صاروخا متطورا ضد إسرائيل تم هندسته عكسيا من سلاح إسرائيلي استولى عليه في حرب سابقة، وفقا لمسؤولي دفاع إسرائيليين.
ويعتقد أن مسلحي حزب الله استولوا على صواريخ "سبايك" الإسرائيلية الأصلية المضادة للدبابات خلال الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان عام 2006 وشحنوها إلى إيران، الدولة الداعمة الرئيسية لهم، لاستنساخها، كما يقول مسؤولو دفاع إسرائيليون وغربيون وخبراء أسلحة.
وبعد ثمانية عشر عاما، يطلق حزب الله صواريخ "الماس" التي أعيدت تسميتها على القواعد العسكرية الإسرائيلية وأنظمة الاتصالات وقاذفات الدفاع الجوي بدقة وقوة كافية لتشكل تحديا كبيرا للقوات العسكرية الإسرائيلية.
وقيام إيران وقواتها بالوكالة باستنساخ أنظمة أسلحة لاستخدامها ضد الخصوم الذين صمموها ليس بالأمر الجديد. إذ سبق لطهران أن نسخت طائرات بدون طيار وصواريخ أميركية.
لكن صاروخ الماس هو مثال على الاستخدام المتزايد للأسلحة الإيرانية التي "تغير بشكل أساسي ديناميكيات القوة الإقليمية"، وفقا لمحمد الباشا، محلل أسلحة الشرق الأوسط الذي يدير شركة استشارية للمخاطر مقرها في فرجينيا.
ويضيف الباحث للصحيفة "ما كان في يوم من الأيام انتشارا تدريجيا لأجيال الصواريخ القديمة تحول إلى نشر سريع للتكنولوجيا المتطورة عبر ساحات القتال النشطة".
قال مسؤولو الدفاع الإسرائيليون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إن صواريخ الماس كانت من بين مخزونات أسلحة حزب الله التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منذ بدء اجتياحها لجنوب لبنان قبل حوالي شهرين.
برزت الصواريخ كبعض الأسلحة الأكثر تطورا من ضمن ما وجد في مخبأ كبير من الذخائر منخفضة الجودة في الغالب، بما في ذلك صواريخ كورنيت المضادة للدبابات الروسية الصنع.
الماس هو صاروخ موجه لا يحتاج إلى رؤية مباشرة لخط العين للانطلاق من المركبات البرية والطائرات بدون طيار والمروحيات والأنابيب التي تطلق من على الكتف.
إنه ما يسمى بصاروخ الهجوم الأعلى، مما يعني أن مساره الباليستي يمكن أن يضرب من فوق أهدافه مباشرة بدلا من الجانب ويضرب الدبابات حيث تكون مدرعة خفيفة وضعيفة.
وقال مسؤولو دفاع إسرائيليون إن الماس هدد الوحدات والمعدات الإسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية.
وقال تحليل أجراه مركز ألما للأبحاث والتعليم في أبريل إن الصواريخ ستهدد مجموعة متنوعة من الأهداف عالية الجودة (وليس فقط الإسرائيلية) على نطاقات متزايدة.
وظهر الماس لأول مرة بعد سنوات من انتهاء الحرب في لبنان في عام 2006. بعد وقت قصير من انتهاء الحرب، فحص الجيش الإسرائيلي قائمة جرد للمعدات التي نشرها في لبنان. وظهرت تباينات بين ما تم نقله إلى لبنان، وما أعيد وما تأكد أنه دمر في القتال.
وأصبح من الواضح أن نظام صواريخ سبايك بأكمله، بما في ذلك قاذفة وعدة وحدات صاروخية، قد ترك على الأرجح في الميدان، وفقا لاثنين من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين. ومنذ تلك اللحظة فصاعدا، عرفت إسرائيل أن هناك خطرا كبيرا من نقل الأسلحة إلى إيران، حيث يمكن تفكيكها وهندستها عكسيا.
ويقول مسؤولو المخابرات الإسرائيلية إن حزب الله استخدم الماس باعتدال عندما قاتل في الحرب الأهلية في سوريا، حيث ساهم حزب الله بمقاتليه وقوته النارية لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقوم حزب الله الآن بتصنيع صواريخ الماس في لبنان لتقليل اعتماده على سلاسل التوريد الإيرانية، وفقا لمسؤولي الدفاع الإسرائيليين. ويعتقد أيضا أن الصواريخ أنتجت في إيران لصالح الجيش الإيراني.
وقال خبراء الأسلحة إن الماس شوهد علنا في عام 2020 أثناء تسليم الشركة المصنعة لطائرات بدون طيار منتجة حديثا إلى الجيش الإيراني. وكشف الجيش الإيراني النقاب عن الصاروخ بإطلاقه خلال مناورة عسكرية عام 2021.
ولكن لم تبدأ التقارير عن استخدام الماس في القتال في الظهور حتى أوائل هذا العام في الهجمات على إسرائيل، وفقا لباحثين من "جينس" وهي شركة استخبارات الدفاع ومقرها في بريطانيا.