عربي21:
2024-09-11@02:59:16 GMT

ما مصير محادثات جنيف بشأن السودان عقب غياب البرهان؟

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

ما مصير محادثات جنيف بشأن السودان عقب غياب البرهان؟

انطلقت في جنيف السويسرية الأربعاء أولى جلسات المفاوضات بشان الأزمة السودانية، وسط تساؤلات عن تأثير غياب رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، أو ممثلين عن حكومته، على نتائج هذه الجولة التي يحضرها وفد من قوات الدعم السريع.

وأعلن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلليو، الأربعاء، انطلاق الجلسة الافتتاحية للشركاء الدوليين في جنيف بحضور ممثلين عن سويسرا والسعودية ومصر والإمارات والاتحاد الأفريقي.


وأضاف بيريلليو، عبر حسابه على منصة إكس: "نركز على ضمان امتثال الأطراف لالتزاماتها في جدة (غرب السعودية) وتنفيذها".

وأردف: "يجب على الأطراف المتحاربة احترام القانون الإنساني الدولي وتمكين المساعدات الإنسانية".
وشدد المبعوث الأمريكي على أن "الوقت حان لإسكات البنادق" في الحرب الداخلية الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وترغب واشنطن بإشراك الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين في محادثات جنيف التي ترعاها مع السعودية وسويسرا.

لكن الحكومة السودانية بقيادة الجيش احتجّت على إشراك الإمارات في حين تعتبر الولايات المتحدة أن أبوظبي والقاهرة يمكن أن تكونا "ضامنتين" لعدم بقاء أي اتفاق حبرا على ورق.


إلى ذلك تشكك سلطات السودان في جدوى إيجاد منصة محادثات غير تلك المعتمدة في جدة، لكن بيرييلو شدّد على أن "هذه المحادثات هي امتداد" لتلك التي أجريت في جدة.

وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن المحادثات "ستمضي قدما" بمشاركة الخرطوم أو بدونها، لكنه لفت إلى أنه في حال لم يحضر ممثلو الحكومة "سيتعذّر إجراء وساطة رسمية" وسيكون "تركيزنا منصبّا على المسائل العملية".

وفي 23 تموز/ يوليو الماضي، دعت الخارجية الأمريكية الجيش السوداني و"الدعم السريع" إلى المشاركة في محادثات سلام جديدة بجنيف، في 14 آب/ أغسطس الجاري، لبحث سبل وقف إطلاق النار.

وأعلن رئيس الوفد الحكومي السوداني المفاوض وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، الأحد، انتهاء اجتماعات تشاورية مع الإدارة الأمريكية دون اتفاق على المشاركة في مفاوضات جنيف من عدمها، وسط تشاؤم من امكانية أن تفضي جولة المفاوضات إلى نتيجة، في ظل غياب الطرف الرئيسي فيها البرهان.

ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتزداد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.


جذور الصراع الحالي
في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، نفذ البرهان، بمساندة نائبه أنذاك الفريق محمد حمدان دقلو، انقلابا لإزاحة المدنيين الذين كانوا يشاركون العسكريين في حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بالرئيس السابق، عمر البشير في نيسان/ أبريل 2019.

في 15 نيسان/ أبريل 2023، اندلعت الحرب بين الجنرالين اللذين يتصارعان على السلطة ما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى حتى الآن.

إضافة الى الجيش وقوات الدعم السريع، "ثمة معسكر ثالث له ثقل في إقليم دارفور مكون من مجموعات متمردة سابقة لا تتبع البرهان ولا دقلو"، على ما قال لوكالة فرانس برس الباحث جلال الحرشاوي من معهد رويال يونايتد سيرفسيز البريطاني.

وبعض هذه الجماعات تفاوضت للتوصل إلى هدنة محلية بين الطرفين ولا سيما في دارفور، فيما قدمت أخرى دعما كاملا للجيش.

وهناك أخيرا مدنيون ينضوون تحت "لجان المقاومة الشعبية" ويعارضون بشكل اساسي قوات الدعم السريع.

على الصعيد السياسي، تدين الحكومة بالولاء للجيش وتشير بعبارة "الارهابيين" إلى قوات الدعم السريع.

أما رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الذي أطيح بانقلاب 2021، وكتلته "تقدم" فيتهمان الحرس القديم لعمر البشير باستغلال الجيش لاستعادة السيطرة على السلطة. ويتهمهم الجيش من جهته بأنهم واجهة لقوات الدعم السريع.

الأطراف الخارجيون 
على غرار النزاعات الأخرى، تؤجج التدخلات الخارجية النزاع في السودان، فيما تواجه الإمارات العربية المتحدة اتهامات بأنها الداعم الأساسي لقوات الدعم السريع وهو ما تنفيه أبو ظبي.

يقول الحرشاوي "منذ بداية الحرب، قدمت الإمارات دعما ماديا وسياسيا وعسكريا لقوات الدعم السريع".

في تقرير نشر في كانون الأول/ يناير، ندد خبراء فوّضهم مجلس الأمن الدولي بانتهاكات للحظر المفروض على الأسلحة إلى السودان مشيرين إلى دول عدة، من بينها الإمارات المتهمة بإرسال أسلحة الى قوات الدعم السريع.


تبدو مصر من جانبها أكثر ميلا الى دعم الجيش رغم أنها تشارك الإمارات توجهاتها الجيوسياسية الإقليمية. وتحتفظ بنفوذ على صعيد الملف السوداني.

أما إيران فاستأنفت في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، علاقاتها الدبلوماسية مع السودان بعد قطيعة امتدت سنوات طويلة.

وبحسب الحرشاوي، بدأت طهران في النصف الثاني من العام نفسه بيع مسيرات للسودان "وتطورت هذه العلاقة التجارية إلى دعم استراتيجي وسياسي ما عزز بشكل واضح الدور الايراني منذ بداية العام الحالي".

ويتابع الحرشاوي أن روسيا "كانت تساند في بداية النزاع قوات الدعم السريع ولكنها بدأت إعادة حساباتها مع تطور العلاقات بين البرهان وحليفها الإيراني، خصوصا مع اهتمام موسكو منذ زمن طويل بميناء بورتسودان" الاستراتيجي الذي بات الآن مقرا للجيش والحكومة.

في نهاية أيار/ مايو، أكد ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني أنه تمت الموافقة على طلب موسكو بإقامة "قاعدة" على البحر الأحمر في "مقابل إمداد عاجل بالأسلحة والذخائر".

ورغم هذه التطورات، ما زالت الإمارات تدعم الفريق دقلو، وفق الحرشاوي الذي يشير إلى "ظهور تعقيدات، خصوصا في ما يتعلق بتشاد، حيث يواجه الرئيس محمد ادريس ديبي صعوبة في منع رجاله من التصدي لقوات الدعم السريع في دارفور وإن تمكنت الإمارات من إقناعه بتوفير قواعد لوجستية لدعم دقلو".

وفي ليبيا، سهّل المشير خليفة حفتر، المدعوم من الإمارات، حصول قوات الدعم السريع على "كميات كبيرة من الوقود والسلاح"، بحسب الحرشاوي الذي يشير الى أنه "يواجه صعوبات لاحتواء تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين في جنوب البلاد".

وفشلت كل الوساطات التي قامت بها السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي. وتحاول إثيوبيا كذلك الاضطلاع بدور إقليمي. فيما يسود اعتقاد أن هذه الجولة محكوم عليها بالفشل أيضا، مع غياب مشاركة ممثلين عن البرهان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية السودانية البرهان محادثات جنيف السودان محادثات جنيف حميدتي البرهان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان

(نجوم في الحرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول
رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب لـ(الكرامة) (1-2) :
يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان..
أفشلنا شراء المتمرد حميدتي لـ (250) مدرعة
الجنجويد أقدم من الإنقاذ
كنت معترضًا على تشكيل الدعم السريع ولم أتعاون في تجنيده..
أتوقع نهايةً قريبة للحرب بعكس ما يتوقع الناس..
هذه (….) هي السيناريوهات المتوقعة للحرب
حميدتي وجد من يدعمه سرًا وجهرًا
معنويات العدو منهارة وسلوكه الميداني يبشر بنصر كبير..
كنت في (….) عند اندلاع الحرب
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
ضيف مساحتنا لهذا اليوم رئيس هيئة الأركان السابق الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب، فماذا قال:
اليوم الأول للحرب أين كنت؟
بدايةً.. الحمد لله على ما أراد الله والصلاة والسلام على رسول الله.. وقبل الإجابة، لا بد من تحية احترام وتقدير وحب لهذا الشعب الذي ظل يضرب الأمثال ويؤكد أبدًا أنه شعب قوي مؤمن.. وقفة والتفاف الشعب بهذا الصبر وتلك التضحيات هي أول أسباب النصر الذي نراه قريبًا.. وهنا لا بد من تحية قوات الشعب المسلحة وكل من حمل السلاح من قوات نظامية أخرى، هيئة العمليات والشرطة والمجاهدين، وكل من ذاد عن هذا الوطن.. (ويجب أن يعود هذا الاسم).. قوات بذلت وقدمت الأرواح والدماء رخيصةً وحمايةً لهذا الشعب العظيم ونسأل الله أن يتقبل الشهداء وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين ونسأله أن يعود كل الأسرى سالمين غانمين.
لحظة اندلاع الحرب كنت في القاهرة والتي وصلتها قبل أشهر من الحرب مستشفيًا.
كيف تلقيت نبأ الحرب؟
لم أتفاجأ بالحرب لأنها بالنسبة لي كانت متوقعة (حتى الناس الما عندهم خبرة في العمل العسكري) -المواطن العادي-كان يتوقع الحرب، وهناك تجارب كثيرة فى العديد من الدول مشابهة للسودان، يعني وجود أي قوة موازية للجيش وغير منضبطة او مدربة تدريبا كاملت تسبب فى ما حدث، وأذكر أنه حتى في أيام الاعتصام كان هنالك مناوشات وتصادم بين قوات الدعم السريع وبعض أفراد القوات المسلحة، وبالتالي الحرب كانت متوقعة بالنسبة لي وللكثيرين من الضباط، بل وبعض الذين لا علاقة لهم بالقوات المسلحة كانوا يتوقعون الحرب والغدر فهناك الكثير من المؤشرات كانت تؤكد قيام هذه الحرب.
حينما اندلعت الحرب هل كان كل أفراد أُسرتك معك؟
كان معي بعضهم وبعضهم في الخرطوم شهدوا الأشهر الأولى من الحرب.
تجربة الحرب بالنسبة للسودانيين؟
يجب أن يتم الاستفادة من هذه التجربة وهناك الكثير من الدروس المستفادة من هذه التجربة المريرة، (عشان كدا تاني الناس تفتح عينها وما تتهاون في كل ما يهدد الأمن الوطني سواء من الداخل أو الخارج، ويجب وضع القوانين الرادعة لحفظ حقوق السودانيين)، وهناك الكثير من الأمور المهمة التي يجب العمل فيها بحزم وتفعيلها للحفاظ على أمن هذا الوطن.
نشأة الجنجويد في دارفور تاثيرها فى ما حدث، وهل كانوا نواة لتطور الدعم السريع؟
نشأة الجنجويد أقدم من الإنقاذ نفسها، أما النواة فليس بهذا المعنى وهذا يحتاج إلى صفحاتٍ (نعِد بها). حميدتي في بداية صنعه لم يكن بهذا الطموح ولكن بعد إتاحة الفرصة له بالتوسع تنامى وبعد أن تضخم توقعنا منه ذلك خاصةً أنه وجد من يشجعه ويدعمه سرًا وجهرًا.
كيف تقرأ السيناريوهات المتوقعة للمعركة بحكم خبرتك العسكرية الطويلة؟
بالنسبة للسيناريوهات المتوقعة: واضح جدًا الانهزام الكبير للدعم السريع مع تفوق القوات المسلحة وقد يكون في البداية كان هنالك نقص في اليات القتال ولكن الآن من الواضح جدًا أنّ الجيش متفوق في كل النواحي.
القوات المسلحة وهيئة العمليات وقوات الشرطة والأمن والمجاهدين سطروا معركةً تاريخية وهي فعلًا معركة “كرامة”، وأتوقع نهاية قريبة جدًا وأسرع مما يتوقع الناس، ونؤكد أنّ المعركة في نهايتها وبنصر كبير يشفي قلوب السودانيين. لقد ابتُلي الشعب السوداني وكان قدر الامتحان.
معنويات العدو المنهارة وسلوكه في الميدان يبشر بهزيمته الكبيرة وانتصار ساحق للشعب السوداني الأبي.
ثمة أسرارٌ لم تكشف عن حقبة ما بعد التغيير ومن ضمنها العداء الذي كان بينك وبين المتمرد حميدتي؟
العداء بيني وبين المتمرد حميدتي قديم وأنا لم أصنعه، وأنا صراحةً كنت معترضًا حتى على تشكيل الدعم السريع ولم أتعاون في تجنيده، ورفضت من قبل تدريب أفراد منهم في 2013 ، ومنها بدأ العداء ثم تلا ذلك ممارسات الميليشيا في الأبيض وآخرها بعد التغيير عندما علمنا بأنّ حميدتي ينوي شراء 250 قطعةً مدرعة، وأنا وآخرون وقفنا ضد هذا الأمر وأفشلنا ذلك.
متى شعرت بخطورة الدعم السريع؟
شعرت بخطورة الدعم السريع مبكرًا.
الأسباب والدواعي؟
منذ أن تضخم المتمرد حميدتي كنت مستشعرًا لخطورة الأمر وكنا ندخل في صدام كثيرً، وأذكر أنه في يوم اعتقالي كانت هنالك محاولة لاغتيال البرهان من قبل الدعم السريع ولكن كشفتها الاستخبارات العسكريّة وأحبطت ذلك، ومحاولة اغتيال رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في بيت الضيافة يوم تمرد الدعم في 15 أبريل لم تكن الأولى.
نواصل..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني نفذ ضربات جوية لمواقع تجمعات قوات الدعم السريع في مناطق كبكابية وجبل عامر والضعين
  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى
  • الجيش يحبط أكبر هجوم بمسيرات الدعم السريع على الفاشر
  • 21 قتيلا في السودان جراء قصف نُسب لقوات الدعم السريع
  • أكبر هجوم بالمسيرات شنته الدعم السريع على مدينة استراتيجية في السودان ومصادر تكشف التفاصيل
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • مجزرة جديدة على يد الدعم السريع.. 20 قتيلا بقصف سوق بمدينة سنار جنوبي البلاد
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل
  • الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان