في دعوى نادرة.. عميل سابق في الموساد يقاضي إسرائيل
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مسؤولا كبيرا سابقا في الموساد رفع دعوى قضائية ضد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، مدعيًا أنه استجوبه باستخدام أساليب مهينة وقاسية أثرت سلبًا على صحته.
وذكرت الصحيفة أنه بقدر ما هو معروف، هذه هي المرة الأولى التي يقاضي فيها عميل سابق في الموساد الوكالة بتهمة التعذيب ويطالب بتعويض يصل في هذه الحالة إلى 300 ألف شيكل (79500 دولار)، وهو المبلغ المطلوب في دعوى تشهير أمام محكمة الصلح في حيفا.
ووفقا للصحيفة، فرضت أجهزة الموساد، والشين بيت (الشاباك) أو جهاز الأمن الداخلي، والشرطة، ومكتب المدعي العام في حيفا حظراً على نشر القضية منذ نحو عقد ونصف العقد. كما أصدر وزير الدفاع أمراً مماثلاً، على أساس أن أمن الدولة قد يتضرر. وتعقد جميع جلسات القضية خلف أبواب مغلقة.
وأوضحت أنه لم تتمكن الصحف من الكتابة عن القضية إلى الآن، بعد أن تقدمت صحيفة "هآرتس" بطلب إلى محكمة حيفا من خلال أحد المحامين. واستمرت جلسات الالتماس، أمام ثلاثة قضاة، نحو عام ونصف العام في محاكم حيفا وريشون لتسيون.
وأشارت الصحيفة إلى أن النيابة العامة والموساد والشين بيت والشرطة تدافع عن نفسها بشراسة، فهي والمدعون العامون يرفضون ادعاءات المسؤول بالكامل. وبموافقة الملتمس، تم الاتفاق على عدم نشر هوية المسؤول، على أن تتم الإشارة إليه بأول حرفين من اسمه، (ي. و)، وذلك وفقاً للقانون الذي يحظر نشر أسماء أعضاء الموساد والشين بيت الذين لا يرغبون في الكشف عن هوياتهم.
وأوضحت الصحيفة أن القاضية ماجدة جبران مرقس رفعت أجزاء واسعة من الوثائق من أمر حظر النشر. وكتبت القاضية: "إن نشر التفاصيل لا يشكل أي ضرر لأمن الدولة"، مضيفة أن "الدولة لم تشرح لماذا قد يضر نشر هوية الشين بيت والموساد كمتهمين في دعوى مدنية بأمن الدولة".
وذكرت الصحيفة أنه على مدى حوالي 25 عامًا، شغل (ي. و) سلسلة من المناصب العملياتية والقيادية في أجهزة الأمن بما في ذلك الشين بيت والموساد. وبعد تقاعده في أواخر التسعينيات، افتتح مكتب تحقيقات خاصة واستخبارات تجارية في حيفا وعمل كمستشار أمني في الخارج. وفي عام 2009، تم اقتحام مكتبه وسرقة خزانة تحتوي على 15 ألف دولار وأشرطة فيديو قديمة، يدعي أنها توثق تحقيقات خاصة.
ووفقا للصحيفة، وفي عام 2010، قام محققو شين بيت والشرطة بتفتيش منزل (ي. و) وتم إحضاره لاحقًا إلى منشأة استجواب شين بيت في مركز الشرطة في ضاحية تل أبيب بتاح تكفا. وهناك أُبلغ بأنه مشتبه في حيازته لوثائق سرية تعود إلى فترة عمله في الموساد، وأنه مشتبه في قيامه بالتجسس ضد إسرائيل.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن دعوى (ي. و)، كان محققو الشين بيت عدوانيين معه، ومارسوا عليه ضغوطًا كادت تصل إلى التعذيب النفسي والجسدي، وأهانوه وحرموه من الطعام، ما أضر بصحته العقلية والجسدية.
وفي الدعوى، يقول (ي. و) إنه تم اقتياده إلى غرفة الاستجواب "من قبل محققين عرفهم من عملهم معًا في الماضي، وكان مقيد اليدين والقدمين مع كيس على رأسه". ويضيف أن هذا حدث مرتين، موضحا أنه كان لابد من نقله على عجل إلى المستشفى، وكان مقيدًا إلى سرير، بحسب الصحيفة.
ورفض (ي. و) مزاعم المحققين بأنه احتفظ بوثائق سرية في الخزنة، وقال إنها وثائق غير سرية. ووافق على الخضوع لاختبار كشف الكذب إذا كان بإمكانه التحقق من أسئلة الشين بيت. وقال إن الاختبار استمر حوالي خمس ساعات، وبعد ذلك، بناءً على طلبه، خضع أيضًا لاختبار كشف الكذب من قبل محقق خاص.
وأوضحت الصحيفة أنه في نهاية احتجاز دام يومين، أمرت المحكمة في بتاح تكفا بوضع (ي. و) تحت الإقامة الجبرية. وأجرى الموساد تحقيقًا مستقلاً في قضيته، وبعد ذلك ألغى كبير ضباط الأمن في الوكالة بطاقة الموساد الخاصة بـ(ي. و) بسبب "قضايا أمنية" وتم منعه من دخول مرافق الوكالة على الإطلاق.
وفي عام 2015، ألغى ممثلو الادعاء في حيفا جميع التهم الموجهة إلى (ي. و)، بما في ذلك التجسس، بحسب الصحيفة.
وذكرت أنه في عام 2017، لمنع انتهاء قانون التقادم، رفع (ي. و) دعوى تشهير بمبلغ 300 ألف شيكل. وزعم أن المحققين كانوا مسؤولين عن تدهور صحته، خاصة أنه في الماضي، قبل اعتقاله، كان قد أصيب بنوبة قلبية بالفعل. ومنحته وزارة الدفاع معدل إعاقة بنسبة 52 في المائة.
ورفض الموساد والشين بيت والشرطة والمدعون العامون ادعاءات (ي. و) تمامًا. وفي بيان لهم، قالوا إنه "في قضية أمنية خطيرة أزال من الموساد وثائق سرية سُرقت في النهاية". ووصفوا دعواه بأنها "لا أساس لها". وينكرون كل الضرر الذي يقول (ي. و) إنه لحق به نتيجة للاستجوابات، ويجادلون بأنه يجب رفض القضية بسبب قانون التقادم، حيث انقضت سبع سنوات بين الحادثتين وتقديم (ي. و) لدعواه.
كما ينكرون، بحسب الصحيفة، تعرض (ي. و) للتعذيب أو الإذلال، ويقولون إنه خلال التحقيق معه عُرض عليه الطعام والمشروبات الساخنة والباردة، وعندما سأله المحققون عنه قال إنه يشعر بأنه بخير. وقال مصدر مطلع على القضية إنه قبل سنوات من قضية (ي. و) أنهى جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) ممارسته المتمثلة في وضع كيس على رأس المستجوب.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الصحیفة أن فی الموساد فی حیفا فی عام
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يكلف الموساد بالعثور على دول لاستقبال الفلسطينيين
ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلف وكالة الاستخبارات الخارجية (الموساد) بالعثور على دول توافق على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين المهجرين من قطاع غزة.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين ومسؤول أميركي سابق قولهم إن نتنياهو كلف الموساد بهذه المهمة منذ أسابيع، ويأتي ذلك بعد رفض واسع لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير أكثر من مليوني شخص من سكان غزة بهدف إعادة بناء القطاع وتحويله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط" وفقا لتعبيره.
وأوضحت المصادر أن الجهات الإسرائيلية أجرت بالفعل محادثات مع الصومال وجنوب السودان، بالإضافة إلى دول أخرى مثل إندونيسيا.
ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي قبل أٍيام على تشكيل مديرية خاصة بوزارة الدفاع للإشراف على "الخروج الطوعي" للفلسطينيين من غزة، وسط دعوات وزراء بالحكومة إلى قصف وتدمير مستودعات الأغذية وشبكة الكهرباء وخطوط المياه ومنع إدخال المساعدات الإنسانية لدفع السكان إلى الهجرة.
ولتنفيذ خطة التهجير، تستعد إسرائيل لاستخدام تكتيكات مختلفة في قطاع غزة تتضمن المزيد من السيطرة العسكرية، والإخلاء، وفرض الحصار، وتفتيش أي مساعدات إنسانية تدخل القطاع، بحسب ما أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
إعلانوكشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في وقت سابق أن "الحكومة بصدد إنشاء اتصالات وخطة عمل، لتحديد الدول التي ستستقبل الغزيين" مشيرا إلى أن المديرية التي أنشئت في وزارة الدفاع قد تعمل يوميا على إتمام معاملات الهجرة الطوعية لحوالي 5 آلاف فلسطيني من القطاع، وهو ما يعني أن إفراغ القطاع من سكانه سيستغرق عاما إذا لم تكن هناك أي عراقيل، وفقا لتقديره.
وأقر سموتريتش بأن الإجراءات اللوجستية معقدة، إذ يجب معرفة وجهة كل شخص وإلى أي دولة سيذهب قائلا "رغم كل التعقيدات والصعوبات نحن نستعد لهذا بقيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ولن تقف الميزانيات عائقا أمام تنفيذ الخطة، هذا ليس حدثا عاديا، بل هو فرصة لتغيير تاريخي".
وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع استئناف قوات الاحتلال حربها على القطاع منذ 18 مارس/آذار الحالي، وهو ما رفع عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 50 ألفا منذ بداية العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ورغم الفظائع التي تعرضوا لها، يعارض الفلسطينيون بشدة أي جهود لإبعادهم عن وطنهم، كما تعارض دول عربية وغربية أي خطط لتهجير الفلسطينيين، ونقل موقع "أكسيوس" تأكيد خبراء قانونيين أميركيين وإسرائيليين أن مثل هذا "التشريد الجماعي" سيكون جريمة حرب.