ماذا أفعل مع أطفال يدمنون منصات التواصل الاجتماعي؟ علماء النفس يجيبونك
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
ماذا ستفعل إذا أخبرك طفلك الأول، الذي بلغ للتوّ التاسعة من عمره، أن هناك مليارديرًا، لم تقابله أنت من قبل، قد اختار طفلك للانضمام إلى أول مستوطنة بشرية دائمة على كوكب المريخ؟ أنت لم تطلع على مقدمات تعبئة هذا الطلب، فقد ملأ طفلك استمارة التقدم وتم اختياره، وأنت تسمع فقط عن كل هذا في المرحلة الأخيرة.
لا يدرك طفلك من الموقف إلا أن الأمر مغامرة مثيرة، وأن أصدقاءه يشاركون في هذه المغامرة؛ لذا فهو يلح باستمرار للحصول على موافقتك، ولا يرى أن هناك سببًا يدعو إلى رفضك؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وُلد مع قيام إسرائيل وآخر أمنياته زوالها.. حوار مع سيون أسيدونlist 2 of 2أميركا التي لم يُخلق مثلها في البلادend of list
هل تجزم بأن إجابتك عن السؤال السابق ستكون "لا" بشكل قاطع وجازم، وأنك لن تقبل أبدًا بذهاب طفلك إلى المريخ؛ لأنك تُدرك مدى خطورة الأمر بالنسبة لصغير غير بالغ؟ مهلًا، قبل أن تتسرع في الجزم بأن هذه ستكون إجابتك اليقينية تابع قراءة السطور التالية ثم أعد طرح السؤال على نفسك مرة أخرى في النهاية.
قبل عام من الآن، أوضح سام ألتمان، المؤسس المشارك لشركة "OpenAI"، خلال مقابلة أُجريت معه، أنه لأول مرة منذ السبعينيات، لم يكن أي من رواد الأعمال البارزين في وادي السليكون تحت سن الثلاثين. قال ألتمان: "لقد حدث خطأ ما حقًّا!".
الخطأ الذي حدث هنا، يُفسره عالم النفس الاجتماعي في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك، جوناثان هايدت، الذي يبحث في علم النفس الأخلاقي والسياسي، بأن الجيل العشريني، أو الذي يُطلق عليه جيل "زد" (Z)، ليس منخرطًا في الحياة بشكل كامل، إنهم منشغلون بدفن رؤوسهم في هواتفهم الذكية.
باب متاح دومًا "للهرب"!"الأشخاص الذين ولدوا بعد عام 1995، كانوا هم أول أشخاص في التاريخ يمرون بمرحلة البلوغ، وهم يحملون في جيوبهم بوابة تتمكن من نقلهم إلى عالم بديل. لم يكن هذا الأمر مفيدًا أو محمودًا على أي حال، بل إن الأثر الذي أحدثه ذلك على رفاهيتهم كان مدمرًا". كانت هذه هي الكلمات التي انتقاها جوناثان هايدت، لتعريف الآباء بمدى خطورة الأجهزة الذكية واستخدام الأطفال المكثف لها، وذلك خلال كتابه الأخير، الذي حمل اسم "الجيل القلق" (The Anxious Generation)، والذي احتل المرتبة الأولى في قائمة الكتب غير الخيالية الأكثر بيعًا وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
الكاتب: هذه الأيام، قد يكون كل ما يلزم للهرب هو أن تُخرج هاتفك الذكي من جيبك أو حقيبتك وتدفن رأسك فيه. (بيكساباي)ماذا تفعل عندما تمر بأزمة ما أو مشكلة؟ هناك طرق صحية لمواجهة الأزمات وطرق غير صحية قد تزيد الأمور سوءًا وتجعل المشكلات أكثر تعقيدًا، رُبما كان والدك ينصحك سابقًا، خلال مرحلة طفولتك وصباك، بعدم الهرب من وجه المشكلات، وعدم الاختباء في غرفتك والنوم لساعات ورُبما لأيام، لأن المشكلة لن تحل نفسها بنفسها. في لحظة ما ستستيقظ، وستجد نفسك، يا للمفاجأة، في وجه المشكلة ذاتها مرة أخرى، لأن شيئًا لم يتغير!
في أيام سابقة، كان الهروب من المواجهة يتطلب الاختفاء في المكان أو الذهاب إلى مكان منعزل أو حتى السفر إلى مكان مختلف. لكن هذه الأيام، قد يكون كل ما يلزم للهرب هو أن تُخرج هاتفك الذكي من جيبك أو حقيبتك وتدفن رأسك فيه. حينها لن تواجه مللًا، ولن ترهق نفسك بالبحث عن كلمات تقولها لجليسك أو موضوعات تُشاركها مع زوجتك، وستفصل ذهنك عن المشكلات التي تتطلب التفكير العميق والتحليلي لأجل حلها. لست وحدك، أنت تمنح طفلك أيضًا هذه البوابة السحرية، التي تُمكّنه من الهرب من محيطه وواقعه، فقط بضغطة زر تسمح له بالولوج إلى عالم آخر مختلف عن عالمه.
يصف كتاب آخر لهايدت نُشر عام 2018 باسم "تدليل العقل الأميركي: كيف تعمل النيات الحسنة والأفكار السيئة على إعداد جيل مجهز للفشل" -وشاركه في كتابته الناشط في مجال حرية التعبير جريج لوكيانوف- وسائل التواصل الاجتماعي، والخيار الذي توفره للأطفال للانسحاب من التفاعلات الاجتماعية وغيرها من الضغوط، بأنها عقبة رئيسية أمام النمو النفسي الصحي.
أوضح الكتاب أن المشاكل الجديدة في الحرم الجامعي ترجع أصولها إلى ثلاثة أفكار رئيسية شديدة السلبية أصبحت جزءًا لا ينفصل من نسيج الطفولة والتعليم الأميركي، هذه الأفكار هي: ما لا يقتلك يجعلك أضعف، ثق دائمًا بمشاعرك، والحياة معركة بين الأخيار والأشرار. تتناقض هذه الأكاذيب الثلاث الكبرى مع المبادئ النفسية الأساسية للسعادة ومع الحكم التي تناقلتها سابقًا العديد من الثقافات. يُشير الكتاب إلى أن تبني هذه الأكاذيب يجعل من الصعب على الأشخاص أن ينشؤوا بشكل سوي أو أن يصبحوا بالغين مستقلين وقادرين على اجتياز طريق الحياة الوعر.
حقق لوكيانوف وهايدت في الاتجاهات الاجتماعية العديدة التي تعاضدت لتعزيز انتشار هذه الأكاذيب؛ فوجدا أن منها ظهور الأبوة والأمومة المترددة أو "الخائفة"، وتراجع اللعب الحر أثناء مرحلة الطفولة، وقضاء الوقت مع أطفال آخرين، والحياة الجديدة التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي فاجتاحت عوالم المراهقين خلال العقد الماضي.
أثارت الأبحاث الحديثة في العلوم الاجتماعية قلق الآباء بشأن ما إذا كان الانغماس العميق في التقنيات الرقمية سيئًا لأطفالهم، وذلك وفقًا لمراجعة للأدبيات المفتوحة المصدر نشرها وأشرف عليها جوناثان هايدت، وجين توينج من جامعة ولاية سان دييغو، وزاك راوش من جامعة نيويورك ستيرن.
وسائل التواصل الاجتماعي تغيرت بشكل جذري بين عامي 2009 و2012، وأصبحت أكثر قابلية للإدمان ورُبما أكثر سمية (بيكساباي)خلال المراجعة، فضّل الباحثون البدء بالمقالات المنشورة في عام 2014، حيث لاحظوا زيادة كبيرة في حالات الاكتئاب والقلق لدى المراهقين، لم تكن واضحة للعيان حتى عام 2013 تقريبًا، وقد ربط الباحثون هذه الزيادة بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
يرى الباحثون أن وسائل التواصل الاجتماعي تغيرت بشكل جذري بين عامي 2009 و2012، وأصبحت أكثر قابلية للإدمان ورُبما أكثر سمية؛ لذا فإن الدراسات التي تستخدم البيانات من قبل عام 2013 ليست ذات صلة بتقييم ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي ضارة بالصحة العقلية للمراهقين اليوم أم لا.
هنا يصف هايدت ما حدث منذ عام 2012، خلال مقال نشره عبر صحيفة الغارديان، في شهر مارس من العام الجاري، بأنك حينما تسلم أطفالك هواتفهم الذكية وتتركهم ينشئون حساباتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإنك بذلك تتركهم تمامًا تحت رحمة الشركات التي رُبما لا تضع أصلًا مصلحتهم في اعتبارها بأي درجة.
قد تشعر بأن الأمر مُبالغ فيه بعض الشيء، لكن المثال الذي يسوقه هايدت عبر الغارديان، قد يُقرب لك الصورة أكثر، ويجعلها أكثر وضوحًا، المثال الذي يسوقه هايدت هو ببساطة السؤال الذي وُجِّه إليك في بداية هذه السطور، وهو: ماذا ستفعل حينما يخبرك طفلك، الذي بلغ للتوّ التاسعة من عمره، برغبته في الذهاب إلى أول مستوطنة بشرية في المريخ؟
رغم إصرار طفلك على الذهاب وإلحاحه فإنك تتمكن من رؤية الصورة الكبرى: أطفال يذهبون بمفردهم إلى المريخ، حيث الإشعاع الذي لا يمتلك المريخ وقاية منه، وحيث الجاذبية المنخفضة التي من شأنها أن تعرض الأطفال للإصابة بتشوهات في هياكلهم العظمية وقلوبهم وأعينهم وأدمغتهم. تسأل نفسك هل يعرف هذا الملياردير وشركته المنظمة للحدث كل هذا؟ رُبما لا يهتم بأن يعرف، ورُبما يعرف بالفعل لكنه لا يشغل باله بالأمر. الأسوأ من ذلك أن الشركة لم تطلب إثباتًا لإذن الوالدين.
"التكنولوجيا" والجيل "القلق"منذ أواخر التسعينيات، بدأ المراهقون في حمل واقتناء الهواتف المحمولة، لكنها كانت هواتف بسيطة قابلة للطي ولم تكن مزودة بإمكانية الوصول إلى الإنترنت، وكانت مفيدة في الغالب للتواصل المباشر مع الأصدقاء والعائلة.
حينها، كان لدى "بعض" المراهقين إمكانية الوصول إلى الإنترنت عبر جهاز كمبيوتر منزلي أو كمبيوتر محمول، ولكن حتى هذا "البعض" لم يتمكن من الاتصال بالإنترنت بشكل مستمر و"طوال" الوقت إلا بعد حصولهم على الهواتف الذكية.
وفقا لدراسة استقصائية أجرتها مجموعة كومون سينس ميديا الأميركية غير الربحية، فبحلول عام 2016، كان 79٪ من المراهقين الأميركيين يمتلكون هواتف ذكية، وكذلك 28٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثانية عشرة. عندما حصل المراهقون على الهواتف الذكية، بدؤوا في قضاء المزيد من الوقت في العالم الافتراضي.
ومثل الملياردير الذي لا يهتم بتأثير الذهاب إلى المريخ في الصحة العقلية والبدنية للأطفال، يوضح هايدت، أن الشركات التي تُطلق منصات التواصل الاجتماعي، لم تقم إلا بالقليل من الأبحاث حول تأثيرات منتجاتها في الصحة العقلية، أو لم تقم بأي أبحاث على الإطلاق. وعندما واجهوا أدلة متزايدة على أن منتجاتهم تلحق الضرر بالشباب، انخرطوا في الغالب في حملات الإنكار والتعتيم والعلاقات العامة التي تروج فقط لمنتجاتهم.
بل الأسوأ من عدم إجراء الأبحاث أو إنكار نتائج الأبحاث التي أُجريت بالفعل أن الشركات كانت تسعى جاهدة لتحقيق أقصى قدر من "المشاركة" عن طريق استخدام الحيل النفسية لإبقاء الشباب مستمتعين. يقول هايدت: "لقد قاموا بربط الأطفال، جسديًّا، أمام الشاشات خلال مراحل النمو الضعيفة، في الوقت الذي كانت أدمغتهم تتجدد بسرعة خلاله استجابة للتحفيز الوارد".
يقول هايدت، خلال مقابلة أجراها، مع موقع "CNN": "كانت مرحلة الطفولة تقوم دائمًا وبشكل أساسي على اللعب، لكننا تركنا ذلك يتلاشى تدريجيًّا. وأصبحنا نملأ كل وقت الأطفال بـ"التكنولوجيا". في التسعينيات، اعتقدنا أن الإنترنت سيجعل أطفالنا أكثر ذكاءً. ولأن معظمنا كان متفائلا بالتكنولوجيا، لم نأخذ حذرنا عندما بدأ أطفالنا يقضون أربع أو خمس أو ست ساعات يوميًّا على هواتفهم والشاشات الأخرى، والآن يصل استخدام الأطفال للشاشات من سبع إلى تسع ساعات يوميًّا".
يقضي الأطفال اليوم أكثر من ست ساعات يستخدمون الأجهزة التقنية والهواتف المحمولة وتترافق زيادة ساعات الاستخدام مع ارتفاع خطر الانتحار (الجزيرة)من بين البيانات التي جمعها هايدت، لفت انتباهه بشدة اكتشاف أن أعلى معدلات كسور العظام كانت تقع بين الأولاد المراهقين، وذلك قبل عام 2010، حينها كان الأولاد المراهقون عرضة أكثر من أي مجموعة أخرى للذهاب إلى المستشفى بسبب إصابتهم بكسور في العظام. بمجرد أن وصلنا إلى أوائل عام 2010، انخفضت هذه المعدلات، وأصبح الأولاد المراهقون الآن أقل إصابة بكسور في العظام مقارنة بآبائهم وأجدادهم.
يقول هايدت: "إنهم يقضون معظم وقتهم خاملين أمام أجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو، وبالتالي فهم آمنون جسديًّا. لكنني أزعم أن هذا يأتي على حساب النمو الصحي عقليًّا خلال مرحلة الطفولة".
خلال مقاله الذي نُشر عبر الغارديان، يوضح هايدت، أنه لم تكن هناك علامات تذكر على وجود أزمة مرض عقلي وشيكة بين المراهقين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ثم، فجأة، في أوائل عام 2010، تغيرت الأمور. وفي خمس سنوات فقط بين عامي 2010 و2015، في جميع أنحاء المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وخارجها، بدأ عدد الشباب الذين يعانون من القلق والاكتئاب وحتى الميول الانتحارية في الارتفاع بشكل حاد.
أصبح المرض العقلي أكثر انتشارًا بنحو ضعفين ونصف. وكانت الزيادات متشابهة بالنسبة لكلا الجنسين، وحدثت في جميع الأجناس والطبقات الاجتماعية. ومن بين مجموعة متنوعة من تشخيصات الصحة العقلية، ارتفعت معدلات القلق بشكل أكبر.
وكذلك كان من البيانات الأكثر إزعاجًا، التي جمعها هايدت، ارتفاع معدلات إيذاء النفس لدى الفتيات في مرحلة المراهقة منذ أوائل عام 2010، ويوضح هايدت أنه من المعروف أن مستويات القلق لدى الفتيات ترتفع كثيرًا في هذه المرحلة العمرية، وقد كان إيذاء النفس إحدى الطرق التي تعاملت بها بعض الفتيات تاريخيًّا مع القلق، لكن إيذاء النفس لم يكن شيئًا يفعله الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عامًا، بل كانت تفعله الفتيات الأكبر سنًّا.
تضاعفت زيارات غرفة الطوارئ في المستشفى، بنحو ثلاثة أضعاف، بسبب إيذاء الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عامًا أنفسهن (الجزيرة)لكن، في عام 2010، تضاعفت زيارات غرفة الطوارئ في المستشفى، بنحو ثلاثة أضعاف، بسبب إيذاء الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عامًا أنفسهن. يُضيف هايدت: "كانت هذه واحدة من أكثر الزيادات في معدلات أعراض الأمراض والاضطرابات العقلية التي قمت بمراجعتها". وتضاعف المعدل بالنسبة للفتيات الأكبر سنًّا، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا.
ومن عام 2010 إلى عام 2019 ارتفع معدل الانتحار بنسبة 48% بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا. أما بالنسبة للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عامًا، فقد ارتفعت النسبة بـ131%. وارتفع معدل الانتحار بين المراهقين الشباب بنسبة 167% فيما بين 2010 و2021.
هنا يؤكد جوناثان هايدت، أن أفراد الجيل "زد" (Z)، وهم مواليد عام 1996 وما بعده، يُعانون بدرجة كبيرة من القلق والاكتئاب واحتمال إيذاء النفس والاضطرابات المتعلقة بذلك، بمستويات أعلى بكثير من أي جيل آخر لدينا بيانات عنه. ورُبما يكون ذلك هو ما دفع هايدت إلى عنونة كتابه باسم "الجيل القلق".
في خمس سنوات فقط بين عامي 2010 و2015، في جميع أنحاء المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وخارجها، بدأ عدد الشباب الذين يعانون من القلق والاكتئاب وحتى الميول الانتحارية في الارتفاع بشكل حاد. (الجزيرة) جسده في "بيتك" وعقله في "المريخ" يوميًّا!كما تَقدَّم في مثال هايدت برحلة المريخ، التي قد تُعرّض الأطفال لخطر كبير وارتفاع احتمال إصابتهم بتشوهات بدنية وصحية؛ فإن تعرّض الأطفال والمراهقين "المفتوح" لمنصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يُعدّ بمثابة رحلة يومية إلى المريخ، قد لا تُعرّض هياكلهم العظمية للتشوه هنا، لأن أجسادهم مستقرة في المنازل أمام أعين الآباء، لكن عقولهم في مكان آخر، وهو ما يُعرّض أدمغتهم، التي لم يكتمل نضجها بعد والتي لا تزال في مرحلة النمو والتشكل، لاحتمال التضرر بشدة.
إذا كنت أحد الآباء الذين يشاهدون أطفالهم يجلسون ساكنين "بدنيًّا" ساعات، مسلطين كل تركيزهم وانتباههم على شاشات هواتفهم ويتركون عقولهم كليًّا تحت سطوة فوضى تيك توك وإنستغرام وسناب شات وفيسبوك وغيرها، فأنت هنا سمحت بأن يرحل "عقل" طفلك يوميًّا إلى "المريخ" متعرضًا لكافة الأخطار المحتملة، التي رُبما كانت ستصيب بدنه وهيكله العظمي إذا رحل إلى المريخ "جسديًّا".
وفقًا لما طرحه هايدت، فإن شركات التكنولوجيا ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، قد تسببت في أضرار بالغة لمرحلة الطفولة على نطاق لا يكاد يُتصوَّر، وذلك من خلال تصميم "خرطوم" من المحتوى الذي يُسبب الإدمان ويدفع الأطفال إلى التخلي عن الحياة الاجتماعية واستبدالها بالعزلة ومصاحبة الهواتف والشاشات فقط.
هنا يعترف هايدت، البالغ من العمر ستين عامًا، بأنه رغم كونه يحيا ليقرأ لأن القراءة هي هوايته المفضلة، فإنه حينما يريد أن يقرأ، يجب أن يضع جهاز الآيفون في الجانب الآخر من الغرفة؛ لأن وجود هذا الجهاز بجواره يُشعره دائمًا بأن شيئًا ما مثيرًا للاهتمام يحدث في جيبه؛ إذ تحاول آلاف أو ملايين الشركات جذب انتباهه ومحاولة إبقائه مُستخدمًا لتطبيقاتها.
بالطبع، قد يكون الشعور المسيطر والغالب عليه هنا هو أنه يجب عليه أن يواكب هذا الشيء ويكون على دراية بما يحدث. هذا ما تفعله الأجهزة الذكية برجل ستيني عقله مكتمل وناضج، وهكذا يحاول، بحكم نضجه واكتمال وعيه، أن يحافظ على متعته وهوايته المفضلة في الحياة من خلال الابتعاد التام عن هذه الأجهزة.
إذن، ماذا عن الطفل الذي لم يكمل من عمره عشرة أعوام بعد؟! يوضح هايدت أنه في اليوم الذي تغير فيه الهاتف القابل للطي وتحول إلى هاتف ذكي، وأصبحت لديك كاميرا أمامية، وإنستغرام، وبيانات عالية السرعة، أصبح هذا الجهاز، بالنسبة للعديد من الأطفال، هو "المالك" و"السيد". ليس لجميع الأطفال، ولكن للكثير منهم. الأطفال عرضة أكثر للتشتت والرغبة في الهرب، خاصةً عندما يواجهون بعض المهام الصعبة أو حينما يكون التفكير صعبًا، هنا يبدؤون البحث عن أي شيء أخف وطأة على عقولهم الصغيرة، وأفضل ما يجدونه هنا هو بالطبع "الترفيه".
يقول هايدت: "أنا نفسي أقوم بهذا، عندما أحاول أن أكتب شيئًا ما ويكون الأمر صعبًا، أقول: ما هو الطقس؟ اسمحوا لي أن أذهب لإلقاء نظرة على الطقس. ماذا يوجد في بريدي الإلكتروني؟ أحاول أن أبحث عن أي شيء أكثر إثارة للاهتمام وأسهل من الشيء الذي أحاول القيام به".
يُضيف هايدت: "لكني لديّ قشرة أمام جبهية مكتملة التكوين. المراهقون قدرتهم على السيطرة على أنفسهم أقل بكثير، لأن قشرتهم غير المكتملة لا تسمح لهم بالتحكم في الاندفاعات. وطالما أن لديك كل هذه الألعاب والأشياء المثيرة للاهتمام المتاحة لك على هاتفك، فسوف تطاردك دومًا. ذلك إذا لم نأخذ في الحسبان وسائل التواصل الاجتماعي".
مثل السنة الأولى من الحياة، تُعدّ مرحلة البلوغ أهم فترة لنمو الدماغ وإعادة تنظيمه. في الوقت الذي يشكك فيه البعض في نظريات هايدت ونصائحه الموجهة إلى الآباء، ويقول إنها قائمة على قاعدة علمية غير مؤكدة ولا قاطعة، أكدت جمعية علم النفس الأميركية مخاوف هايدت خلال تقرير جديد، نُشر خلال العام الجاري.
يصف تقرير جمعية علم النفس الأميركية منصات التواصل الاجتماعي بكونها تصميمات "غير آمنة" بطبيعتها بالنسبة للأطفال. ويؤكد تقرير الجمعية البرلمانية الآسيوية أيضًا، أن الأطفال ليست لديهم الخبرة الكافية ولا القدرة على الحكم وضبط النفس ليتمكنوا من إدارة أنفسهم وحمايتها من خطر تلك المنصات.
أوضح تقرير جمعية علم النفس الأميركية أن المنصات المصممة أصلًا للبالغين ليست مناسبة للأطفال والمراهقين بطبيعتها؛ لأنهم يحتاجون إلى حماية خاصة بسبب ضعف الكفاءة الناتج عن كونهم لا يزالون في مراحل التشكل والنمو. وتعطي الجمعية تحذيرًا خاصًّا، حيث تزداد الخطورة بالنسبة للشباب الذين يعانون من مشاكل نفسية وجسدية وفكرية أو يواجهون بعض تحديات الصحة العقلية أو غيرها من التحديات التنموية؛ مشيرة إلى أنه قد لا يرتبط العمر الزمني بشكل مباشر بالاستعداد للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
خلال كتابه "الجيل القلق"، يوجه هايدت تحذيرًا صارخًا، يقول خلاله: "نحن عند نقطة تحول كمجتمع، وإذا لم يتخذ الكبار الإجراءات اللازمة للحماية، فقد يخاطرون بالصحة العقلية لجميع الشباب إلى أجل غير مسمى".
يُضيف هايدت: "هناك قصة درامية مهمة، بدأت منذ فترة طويلة تعود إلى الثمانينيات، عندما بدأنا بشكل منهجي في حرمان الأطفال والمراهقين من الحرية، واللعب غير الخاضع للرقابة، والمسؤولية، وفرص المجازفة، وكلها أمور تعمل على تعزيز الكفاءة والنضج والصحة العقلية. لكن التغير في الطفولة تسارع في أوائل عام 2010، عندما تم إغراء جيل محروم من الاستقلال بالفعل بعالم افتراضي جديد بدا آمنا للآباء، ولكنه في الواقع أكثر خطورة، في كثير من النواحي، من العالم المادي".
ويتابع قائلًا: "ما أزعمه هو أن الطفولة الجديدة المعتمدة على الهاتف، التي تبلورت قبل 12 عامًا تقريبًا، تُصيب الشباب بالاضطراب العقلي وتعوق تقدمهم نحو الازدهار في مرحلة البلوغ".
هنا، تؤكد جمعية علم النفس الأميركية مزاعم هايدت، حيث توضح أن أضرار إطلاق أيدي الأطفال في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، تعود إلى أن نمو الدماغ الذي يبدأ في سن 10-13 عامًا، أي بداية مرحلة البلوغ، حتى منتصف العشرينيات تقريبًا، يرتبط بفرط الحساسية اتجاه الردود والمحفزات الاجتماعية. وبعبارة أخرى، يصبح الشباب "مستثمرين" يكرسون كل طاقتهم وجهدهم ووقتهم، بشكل خاص للقيام بالسلوكيات التي ستساعدهم في الحصول على ردود وتعليقات شخصية إيجابية أو الثناء أو الاهتمام من أقرانهم.
منتجات تقوم على "استغلال" نقاط الضعف!بناءً على ما سبق، هل بدأت تدرك مدى استغلال منصات التواصل الاجتماعي لجوانب الضعف في التكوين النفسي والعقلي للأطفال والمراهقين؟
يفعل الأشخاص، في هذه المرحلة العمرية، كل ما في وسعهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على المزيد من الإعجابات والمتابعين، هذا هو الثناء والاهتمام الذي يتوقون إليه، يصلون إليه هاهنا من خلال علامات القلوب الحمراء وعلامات الإعجاب الزرقاء، وكلما ازداد العدد فهذا يعني المزيد من الشعور بالأهمية والرضا عن الذات. زيادة أعداد الإعجابات والمتابعين تُنشِّط المناطق العصبية التي تؤدي إلى تكرار السلوك، وبالتالي قد يكون لها تأثير أكبر في مواقف وسلوكيات الأطفال والمراهقين والأشخاص الذين هم في بداية مرحلة الشباب، مقارنة بالبالغين.
هذه الفئة العمرية حساسة، بشكل خاص، اتجاه الردود الاجتماعية الإيجابية ورفض الآخرين، على حد سواء. استخدام هذه المقاييس، مثل علامات الإعجاب وأعداد المتابعين، لقياس معدلات المشاركة في هذه المنصات، والحفاظ عليها، يقوم أساسًا على استغلال نقاط ضعف الشباب، ومن المحتمل أن يؤدي إلى استخدام إشكالي.
نقاط الضعف التي تستغلها شركات منصات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال والشباب، ومنها: الحساسية اتجاه الردود الاجتماعية الإيجابية ورفض الآخرين، الاحتياج إلى الإلهاء وغيرها. (الجزيرة)من جوانب استغلال نقاط الضعف في تكوين الأطفال والمراهقين والشباب الصغار أيضًا: "الإشعارات الفورية" التي تستفيد من احتياج الشباب إلى الإلهاء وحساسيتهم الشديدة اتجاهه. فالقدرة على تجنب عوامل التشتيت والتعامل معها بفعالية هو قدرة معرفية عالية المستوى لا تتطور بشكل كامل حتى مرحلة البلوغ المبكر. هذا الأمر يجعل الإشعارات الفورية تؤثر بشكل سلبي على تركيز الشباب والمراهقين أثناء وقت الفصل الدراسي ووقت أداء الواجبات المنزلية.
كذلك، فإن درجة تطور النظام القشري لدى صغار الشباب، تجعلهم أقل قدرة على مقاومة الاندفاع أو إيقاف أنفسهم عن السلوك الذي قد يؤدي إلى فائدة مؤقتة على الرغم عواقبه السلبية على المدى الطويل، فتنخفض قدرتهم على تحديد الأخطار البعيدة المدى. وهو ما يجعل التمرير اللانهائي، على مواقع التواصل الاجتماعي، محفوفًا بالأخطار بشكل خاص بالنسبة للشباب؛ نظرًا إلى أن قدرتهم على مراقبة أنفسهم وسلوكياتهم وإيقاف المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي محدودة مقارنة بتلك الموجودة لدى البالغين. وهو ما يزيد صعوبة انفصال صغار الشباب والمراهقين، عن وسائل التواصل الاجتماعي، ويزيد مُعدلات إدمانهم على هذه المواقع.
يزداد الأمر سوءًا في ظل عدم وجود "حدود" زمنية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فهي متاحة دائمًا، وإذا لم يكن هناك دافع شخصي داخلي، فقد لا يتوقّف الأطفال والمراهقون عن الاستخدام المتواصل أبدًا. تمت الإشارة إلى عدم وجود حدود للوقت الذي يمكن للشباب فيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره السبب الرئيسي وراء حصول المراهقين على أقل من الكمية الموصى بها من النوم، وهو أمر له في حدّ ذاته آثار سلبية كبيرة على الصحة العقلية.
النوم ضروري لنمو الدماغ بشكل صحي وتعزيز الصحة العقلية في مرحلة المراهقة. تأخير النوم أو انقطاعه له آثار سلبية كبيرة على انتباه الشباب والقدرة على ضبط السلوك والحالة المزاجية والسلامة والأداء الأكاديمي.
من ناحية أخرى، تُعدّ فترة المراهقة فترة حرجة لتطوير مهارات العلاقات الاجتماعية الأكثر تعقيدًا، التي تتميز بالقدرة على تكوين علاقات أكثر حميمية ورُبما علاقات عاطفية. ووفقًا لجمعية علم النفس الأميركية، فإنه ينبغي أن توفر سنوات المراهقة فرصًا حيّة وحيوية ومباشرة لممارسة هذه المهارات من خلال التفاعلات الفردية أو الجماعية الصغيرة.
التركيز الذي تفرضه مواقع التواصل الاجتماعي، على أعداد المتابعين والإعجابات، يجعل انتباه المراهقين مُسلطًا كله على التفاعلات الأحادية الجانب، وقد يعوق قدراتهم على بناء المهارات الاجتماعية التي تُمكنهم من بناء علاقات صحية ومفيدة نفسيًّا.
كذلك، فإن غياب وجود عمليات واضحة وشفافة لمعالجة البلاغات المتعلقة بالمحتوى الضار يجعل من الصعب على الشباب أن يشعروا بالحماية أو القدرة على الحصول على المساعدة في مواجهة المحتوى الضار. وفيما يتعلق بالسلامة أيضًا، قد يتم خداع المراهقين بسهولة من قبل بعض الجهات الفاعلة الخبيثة التي قد تحاول التفاعل معهم عبر قنوات التواصل الاجتماعي. هنا قد يتعرض الصغار لأخطار شديدة محتملة نتيجة للاتصال والمراسلة المباشرة مع الغرباء البالغين، منها مثلًا احتمال الاستغلال الجنسي.
مما سبق يمكن استخلاص أن المراهقة هي فترة من العمر قد يكون الشخص خلالها خاضعًا بشدة لتأثير الأقران، وقابلية التأثر بالمحيطين، والحساسية للرفض الاجتماعي. وهي كلها أمور تبرز بحدّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورُبما تقوم الحياة داخل هذه المنصات أصلًا على هذه "الأعمدة" بشكل أساسي.
هل "تبالغ" هذه التحذيرات؟دعنا نؤكد إجابة سؤال قد يدور بذهنك الآن، وهو: هل "تبالغ" هذه التحذيرات؟! فقبل انتشار تكنولوجيا الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي، سبق هذه المنتجات اختراع "التلفاز" مثلًا، وبدأ الجميع مشاهدته منذ خمسينيات القرن الماضي، وقد أثار انتشار التلفاز حينها الذعر أيضًا، وتداول الناس العديد من المخاوف حوله، فمثلًا كان الآباء يرددون لأبنائهم: "أنت تجلس قريبًا جدًّا من التلفاز، سوف تحترق عيناك، وسيتحول عقلك إلى هلام".
لكن، الأمر الآن مختلف تمامًا، فأنت لا تستطيع أن تحمل التلفاز معك وأنت تستقل حافلة المدرسة، بل تسلط كامل تركيزك عليه أحيانًا فقط، ويمنعك ذلك من النظر من النافذة والتعرّف أكثر على محيطك أو التحدث وتبادل أطراف الحديث مع أحد زملائك. التكنولوجيا الجديدة، هنا، هي أكثر قابلية للحمل وأكثر شخصية وجاذبية من أي شيء سبقها، وهو ما يجعل التحذير من الهواتف الذكية أكثر جدية، ويؤكد أنه تحذير من خطر حقيقي، ولا يُشبه التحذير من التلفاز في القرن الماضي، لأن الأمر بالفعل أسوأ وأخطر.
هنا يوضح هايدت أن كل أمر جديد قد يُثير الذعر حوله، فقبل التلفاز كانت هناك مخاوف من الراديو وقبلهما الكتابة، التي قال عنها سقراط إنها ستقضي علينا. لكن الأمر هذه المرة مختلف جدًّا؛ لأنه مثلًا، حينما حدثت في السابق موجة من الجرائم التي أعقبت انتشار التلفاز، لم يكن ممكنًا، على المستوى البحثي، ربط هذه الجرائم بشكل وثيق بالتلفزيون، ولم تكن هناك أدلة موثقة تُظهر أنه عندما يشاهد الأطفال التلفاز، فإنهم يخرجون ويؤذون الناس أو يقتلون.
أما ما حدث هذه المرة، وفقًا لهايدت، فمع انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، في عامي 2012 و2013، وجد الباحثون أن هناك طفرة في الرسوم البيانية تتجه نحو الأعلى بالنسبة للاضطرابات العقلية، وكانت الصحة العقلية تبدو وكأنها تسقط من الهاوية.
يقول هايدت: "كان الأمر مفاجئًا بدرجة كبيرة، ولم يكن بإمكان أحد أن يشرح لماذا حدث ذلك فجأة خلال هذين العامين، لم تتراجع مؤشرات الصحة العقلية في الولايات المتحدة الأميركية فقط، بل أيضًا في كندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وشمال أوروبا".
ويُضيف قائلًا: "أنا في انتظار أن يُعلن شخص ما عن أنه قد وجد مادة كيميائية تم إطلاقها فقط خلال الأعوام السابقة لهذين العامين، وأن هذه المادة هي المسؤولة عن تراجع مؤشرات الصحة العقلية على هذا النحو، هنا قد يكون لدينا قصة أخرى نرويها بخلاف أن الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي هي المسؤولة عمّا حدث".
مقدار سوء الهواتف الذكية ومواقع التواصل، نابع من فقدان العديد من المراهقين القدرة على التواصل المباشر بشكل كامل مع الأشخاص الموجودين حولهم، لصالح القيام بالكثير من الأنشطة الافتراضية والوجود على منصات التواصل الاجتماعي ومشاهدة قنوات بث الفيديو، الأمر الذي غير الحياة الاجتماعية للجميع. هنا، وفقًا لما يوضحه هايدت، تمت إعادة صياغة الأنماط الاجتماعية، والقدوة، والعواطف، والنشاط البدني، وحتى أنماط النوم، بشكل أساسي بالنسبة للمراهقين، على مدار خمس سنوات فقط.
"قلق" جيل "زد" (Z) قد يدفع ثمنه المجتمع كاملًايوضح جوناثان أن تدهور الصحة النفسية هو مجرد واحدة من العديد من العلامات التي تُشير إلى حدوث "خطأ" ما.
وفقًا لهايدت، بدأت مشاعر الوحدة وانعدام القدرة على تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية السويّة بين المراهقين الأميركيين في الارتفاع خلال عام 2012 تقريبًا. ووفقًا لبعض الإحصائيات، فقد انخفض التحصيل الأكاديمي أيضًا، حيث بدأت درجات الطلاب الأميركيين في القراءة والرياضيات في الانخفاض بعد عام 2012، وتُظهر بعض المقاييس أن الانخفاض في الرياضيات والقراءة والعلوم حدث على مستوى العالم، وبدأ أيضًا في أوائل عام 2010.
يُضيف هايدت: "عندما يصل أكبر أعضاء الجيل Z إلى أواخر العشرينيات من أعمارهم، فإن مشاكلهم ستنتقل إلى مرحلة البلوغ. وهو رُبما ما سيجعلهم يُظهرون اهتمامًا أقل بالزواج وإنجاب الأطفال مقارنة بالأجيال السابقة. وقد يصبحون أكثر عرضة للعيش مع والديهم، كما كانوا سابقًا، وأقل احتمالا للحصول على وظائف في سن المراهقة، حيث يقول المديرون إن العمل معهم أصعب. بدأت العديد من هذه الاتجاهات الظهور مع الأجيال السابقة، لكن معظمها تسارع مع هذا الجيل".
هنا يُحيل هايدت إلى مقابلة أُجريت منذ عام تقريبًا، وتحديدًا في شهر مايو/أيار الماضي، مع سام ألتمان، المؤسس المشارك لشركة "OpenAI"، وباتريك كوليسون، المؤسس المشارك لشركة "Stripe". خلال المقابلة أشار ألتمان إلى أنه لأول مرة منذ السبعينيات، لم يكن أي من رواد الأعمال البارزين في وادي السليكون تحت سن الثلاثين. وقال ألتمان: "لقد حدث خطأ ما حقًّا". في صناعة ناشئة شابة وتلقى رواجًا واسعًا، كان من الغريب الغياب المفاجئ للمؤسسين المميزين الذين هم في العشرينيات من أعمارهم.
آثار قلق هذا الجيل قد لا يُعاني منها جيل "زد" (Z) وحده، بل قد يدفع ثمنها المجتمع بأكمله، إذ يوضح هايدت أنه إذا كان هذا الجيل، بشكل عام يُعاني من حالة صحية عقلية سيئة ويتخلف عن الأجيال السابقة في العديد من المقاييس المهمة، وإذا كان هذا الجيل أكثر قلقا واكتئابا ويبدأ في تكوين أسر ومهن وإنشاء شركات مهمة بمعدل أقل كثيرًا من الأجيال السابقة، فإن العواقب الاجتماعية والاقتصادية سوف تكون عميقة بالنسبة للمجتمع بأكمله.
الجنّيّ خرج من القمقم!خلال مقابلة "CNN" السابقة الذكر، يوضح هايدت أن الجميع الآن تقريبًا يرون المشكلة. لكن الآباء أصبحوا في حالة من اليأس. يشعرون وكأن الجنّيّ قد خرج من القمقم، وأصبح قويًّا ومسيطرًا، ولا يمكنهم الوقوف في وجهه. بعض الآباء يقول: "لا يمكنك إعادة معجون الأسنان إلى الأنبوب، أليس كذلك؟" هنا يقول هايدت: "إذا كان عليك فعل ذلك حقًا، فسوف تفعله".
ويضيف هايدت: "عندما تنظر إلى حطام الصحة العقلية للمراهقين وتنظر إلى الزيادات في معدلات إيذاء النفس والانتحار، وتنظر إلى انخفاض درجات التقييمات المدرسية منذ عام 2012 في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم، أعتقد أنه يتعين علينا القيام بشيء ما. يقدم كتابي تحليلًا واضحًا لحل هذه الأزمة".
باب الخروج من هذا المأزق يحدّده هايدت هنا بأنه ينبغي منع الأطفال من التعامل مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، حتى يبلغوا 16 عامًا. ويوضح هايدت أن نصيحته هذه تستند إلى سنوات من البحث الذي توصل إلى تصاعد تحديات الصحة العقلية بين المراهقين الأميركيين، والإحصائيات التي تشير إلى أن العديد من المراهقين في الولايات المتحدة يعانون بالفعل، بطرق ودرجات مختلفة، من الاكتئاب أو القلق في سن المراهقة.
يقول هايدت: "ممنوع استخدام الهواتف الذكية قبل المدرسة الثانوية، وممنوع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى سن 16 عامًا. هذه المنصات لم تكن مخصصة، بالأساس، للأطفال. يبدو أنها ضارة بهم على نحو خاص. يجب علينا إيلاء الاهتمام لحماية الأبناء خلال مرحلة البلوغ المبكر لأنه يحدث خلالها الضرر الأكبر".
وأضاف هايدت أنه يجب أن تكون المدارس، أيضًا، خالية من الهواتف، وهذا جانب من العمل المجتمعي الجماعي اللازم للخروج من الأزمة، موضحًا أنه لا توجد حجة مقنعة للسماح للأطفال بأن يكون في جيوبهم أكبر جهاز إلهاء تم اختراعه على الإطلاق أثناء ساعات الدراسة. إذا لم يكن لديهم هواتف، فسوف يستمعون إلى معلميهم ويقضون الوقت مع الأطفال الآخرين.
وأكد أنه يجب منح الأطفال المزيد من الوقت لممارسة اللعب الحر وتعلم المسؤولية والاستقلالية في العالم الحقيقي. يقول هايدت: "نحن بحاجة إلى التراجع عن الطفولة القائمة على الهاتف واستعادة الطفولة القائمة على اللعب".
رَبْطُ الأطفال الصغار والمراهقين أمام الشاشات يُفقدهم القدرة على الاستفادة من سنوات بالغة الأهمية بالنسبة لهم، ويوضح هايدت أنه عند سن السادسة تقريبًا، يبلغ حجم دماغ الطفل بالفعل 90% من حجمه عند البالغين. وخلال السنوات العشر أو الخمس عشرة القادمة يتم تعلم المعايير وإتقان المهارات الجسدية والتحليلية والإبداعية والاجتماعية. يحدث هذا من خلال اللعب الحر وخوض التجارب واكتساب الخبرات وممارسة مجموعة واسعة من السلوكيات. خلال هذه السنوات، يتم الاحتفاظ بالمشابك والخلايا العصبية التي يتم استخدامها بشكل متكرر، وتختفي تلك التي يتم استخدامها بشكل أقل، التعامل واكتساب المهارات يسمح بالاحتفاظ بالمزيد من الخلايا العصبية وعدم تدميرها وفقدانها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أبعاد وسائل التواصل الاجتماعی مواقع التواصل الاجتماعی منصات التواصل الاجتماعی الأطفال والمراهقین الهواتف الذکیة الصحة العقلیة بین المراهقین مرحلة الطفولة مرحلة البلوغ إلى المریخ القدرة على المزید من هذا الجیل العدید من بین عامی فی مرحلة انتشار ا وهو ما ی إذا کان من خلال فی جمیع بین عام تقریب ا الأمر م قد یکون إلى أن لم یکن عام 2012 دائم ا إذا لم التی ت فی هذه الذی ی لم تکن
إقرأ أيضاً:
أطفال فلسطين.. فصول قاسية من الوحشية الصهيونية الرهيبة
الأسرة /
احتفل العالم باليوم العالمي للطفل الـ 20 من نوفمبر الذي وافق الأربعاء الماضي وسط واقع أليم ومفجع يعيشه أطفال قطاع غزة وفي الضفة الغربية وكذلك في لبنان تحت نيران صواريخ وطائرات الكيان الإسرائيلي التي قتلت وأصابت ولا تزال إلى يومنا آلاف الأطفال وشردت عشرات الآلاف وجعلت الملايين منهم يعيشون تهديدات حقيقية بالموت جوعا.
أطفال غزة والضفة وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، احتفلوا بالنسخة الثانية من هذه المناسبة العالمية وهم تحت حديد ونار الوحشية الصهيونية التي تواصل الفتك بالأطفال وبأمهاتهم وآبائهم بدون رحمة أو هوادة منذ 13 شهرا في أبشع الجرائم والمجازر التي ترتكب تحت أنظار العالم ومؤسساته الدولية والحقوقية دون أن يكون هناك موقف قوي ومؤثر يضع حدا للإجرام الصهيوني المتواصل، أما أطفال لبنان فأحيوا يوم الطفل العالمي للمرة الأولى بعد أن فقدوا المئات من أقرانهم خلال الشهرين الماضيين في الغارات الجوية الإسرائيلية على مختلف المدن والقرى والبلدات اللبنانية.
مناسبة عالمية وإجرام تاريخي
يحتفل شعوب العالم بيوم الطفل العالمي في الـ 20 من نوفمبر باعتباره اليوم الذي تم فيه إقرار الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989م وهي الاتفاقية التي صادقت عليها كافة بلدان العالم وتؤكد على حق الأطفال في الحياة والرعاية الصحية والتغذية والتعليم، لكن كل تلك المبادئ والقيم الإنسانية انتهكها الكيان الإسرائيلي على مرأى ومسمع من العالم كله، وذلك بارتكابه جرائم ومذابح مروعة لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلا.
ومنذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023م، استشهد ما يزيد على 13.486 طفلا، بينهم 13.319 في القطاع، و167 في الضفة الغربية والقدس.. بحسب إحصائيات رسمية، أما في لبنان فتشير آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، إلى استشهاد أكثر من 200 طفل لبناني، وإصابة ألف ومائة آخرين، في غضون شهرين تقريبا، منذ تصاعد العدوان الصهيوني على لبنان في سبتمبر المنصرم وذلك بمعدل يزيد عن قتل ثلاثة أطفال يوميا، أما في فلسطين فتزيد النسبة عن ذلك بأضعاف.
وخلال العام الماضي، اعتقل الاحتلال الصهيوني ما لا يقل عن 770 طفلا من الضّفة، في حين لا تتوفر معطيات عن أعداد الأطفال المعتقلين من غزة، بحسب نادي الأسير.
وأضاف نادي الأسير أن هناك 100 طفل رهن الاعتقال الإداري، بينهم طفل يبلغ من العمر 14 عاماً في سابقة، استنادا للمعطيات المتوفرة لدى المؤسسات.. مشيرا إلى أن الاحتلال يحرم جميع عائلات الأطفال المعتقلين من زيارتهم منذ بدء الحرب، كما أن هناك آلاف المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت إلى أن الأطفال المعتقلين يواجهون إلى جانب جريمة التعذيب والتجويع والجرائم الطبية، كابوس انتشار مرض الجرب “السكايبوس” تحديدا في قسم الأطفال في سجن (مجدو).
نسف التعليم
تؤكد الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل على حق الطفل في التعليم وهذا المبدأ أحالته آلة القتل الصهيونية إلى سراب حيث قتلت آلاف الطلاب والطالبات في الأراضي المحتلة.
وتشير وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، إلى ارتقاء أكثر من 11 ألف طالب من الأطفال في قطاع غزة شهداء، و81 من الضفة الغربية، منذ بدء الحرب.
وبينت أن 171 مدرسة حكومية في غزة تعرضت لأضرار بالغة، ودمرت أكثر من 77 بشكل كامل، وتعرضت 126 مدرسة حكومية، إضافة إلى 65 من مدارس وكالة الأونروا للقصف والتخريب، وأشارت إلى أن 91 مدرسة في الضفة الغربية تعرضت للتخريب.
وأشارت وزارة التربية، إلى أن نحو 700 ألف طالب، ما زالوا محرومين من الذهاب إلى مدارسهم بسبب العدوان المستمر على القطاع.
وبحسب بيان لليونيسف، فإن الحرب في قطاع غزة تؤدي إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق.
تهجير وتجويع
تفيد التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية العالمية والإقليمية بأن نحو 1.9 مليون شخص – حوالي 9 من كل 10 من سكان غزة – هُجّروا داخلياً، وأكثر من نصفهم أطفال، ولا يحصل هؤلاء على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء، وأن هناك أكثر من 600 ألف طفل محاصرون في رفح وحدها، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه. لقد دمرت منازلهم وتشتتت أسرهم.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الأضرار والدمار أدت إلى شل خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء غزة، وسط نقص الإمدادات وانخفاض عدد الأسِرّة، إضافة إلى انتشار فيروس شلل الأطفال إلى قائمة التهديدات، وخاصة بالنسبة لآلاف الأطفال غير المحصنين، بعد أن ظل قطاع غزة خاليا من مرض شلل الأطفال منذ 25 عاما.
وأوضحت أن إمكانية الحصول على الأغذية شهدت تراجعاً شديداً، وإن الوفاة جوعاً خطر فعلي محدق للعديد من الأسر، وفي أواخر يونيو 2024م، وجد تقرير صادر عن “مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أنَّ 96 % من السكان يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بما في ذلك زهاء نصف مليون شخص يعانون من أوضاع كارثية، ويظل هناك خطر شديد بمواجهة مجاعة طالما استمر النزاع وظلت إمكانية الوصول الإنساني مقيدة.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن 39 مواطنا استشهدوا جراء المجاعة، غالبيتهم من الأطفال.
وفي بيان صادر عن اليونيسف في 5 من نوفمبر الحالي، أورد أن مستشفى كمال عدوان في شمال غزة أصبح منطقة حرب محاصرة، وأن وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة تضررت، وهي آخر وحدة متبقية في الشمال، جراء هجمات عنيفة في الأيام الأخيرة.
وأضاف إن “أي طفل حديث الولادة يكافح للحفاظ على أنفاسه من داخل حاضنة المستشفى عاجز تمامًا عن حماية نفسه ويعتمد كليًا على الرعاية الطبية والمعدات المتخصصة للبقاء على قيد الحياة.
وأشار إلى أنه في قطاع غزة، يُقدر ما لا يقل عن 4000 رضيع انقطعوا عن رعاية الأطفال حديثي الولادة المنقذة للحياة في العام 2023م بسبب الهجمات المستمرة على المستشفيات التي تحاول بجد إبقاءهم على قيد الحياة، وبسبب انقطاع إمدادات الكهرباء ولأن القليل من الوقود الذي يتم تسليمه لمدّ المستشفيات بالطاقة غير كافٍ على الإطلاق، كان هذا مميتًا بشكل خاص في الأجزاء الشمالية من قطاع غزة.
وبين أن ثلاثاً من وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة – كلها في شمال غزة دمرت – وانخفض عدد الحاضنات المتاحة بنسبة 70% إلى حوالي 54 حاضنة في جميع أنحاء القطاع.
وأشار إلى أن ما لا يقل 6000 طفل حديث الولادة يحتاجون إلى رعاية مركزة في قطاع غزة كل عام، ولكن العدد الحقيقي قد يكون أعلى، وكان يقدر عدد وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة في قطاع غزة بـ8 وبإجمالي 178حاضنة.
جرائم تفوق الوصف
كشفت منظمة “اليونيسف” التابعة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء الماضي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل، أن نحو 17 ألف طفل فلسطيني في غزة انفصلوا عن عائلاتهم بسبب العدوان المتواصل على القطاع للشهر الـ 13 على التوالي، مشيرة إلى أن ما يحصل للأطفال في قطاع غزة بفعل المجازر الدموية الإسرائيلية يفوق الوصف.
وأفادت “اليونيسف” بأن هناك 2500 طفل في قطاع غزة بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج، مشددة على أن الأطفال يدفعون الثمن الأعلى في الحرب الدائرة بقطاع غزة.
وأشارت إلى أن 64 مدرسة ومركز إيواء تعرضت للقصف خلال شهر أكتوبر الماضي.
من جهته قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، الأربعاء الماضي في هذه المناسبة العالمية، إن “قطاع غزة أصبح مقبرة للأطفال”.
وأضاف لازاريني أن أطفال القطاع يتعرضون للقتل ويصابون بجروح ويجبرون على الفرار ويحرمون من الأمان والتعلم.
وأكد المفوض العام للأونروا أن أطفال غزة سلبت منهم طفولتهم وهم على وشك أن يصبحوا “جيلًا ضائعًا”، مضيفاً: إن «حقوق الأطفال الفلسطينيين تنتهك يومًا بعد يوم».
وكتب لازاريني في تدوينة له عبر صفحته الرسمية بمنصة «إكس»، إن «غزة أصبحت مقبرة للأطفال»، مضيفًا: «إنهم يتعرضون للقتل والإصابة، ويجبرون على الفرار، ويحرمون من الأمان والتعلم واللعب».
وأضاف: «أطفال غزة سُلبوا من طفولتهم، وهم على وشك أن يصبحوا جيلًا ضائعًا حيث يخسرون عامًا دراسيًا آخر».
ونوه بأن الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية يعيشون في خوف وقلق، لافتًا إلى استشهاد أكثر من 170 طفلًا في الضفة منذ أكتوبر لعام 2023م.
وأشار إلى أن «آخرين فقدوا طفولتهم في مراكز الاعتقال الإسرائيلية»، مختتمًا: «إن الأرض الفلسطينية المحتلة ليست مكانا للأطفال، إنهم يستحقون الأفضل، إنهم يستحقون السلام والعدالة».
هذه الأرقام والحقائق الصادمة حول ما يتعرض له أطفال فلسطين تحت العدوان الإسرائيلي المتواصل، تُقابل بمواقف وتنديدات خجولة من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة، ما جعل العدو الصهيوني يواصل جرائمه وانتهاكاته الجسيمة دون أي خوف من إمكانية التعرض مستقبلا للمساءلة والعقاب.