غزة والضفة الغربية.. عنوان الصمود في مواجهة الطغيان الصهيوني
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
مع مرور أكثر من 10 شهور على حرب الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على غزة والضفة الغربية، تتجدد في قلوب وذاكرة الأمة العربية وأحرار العالم تلك المشاهد المأساوية واللحظات العصيبة التي تركت جراحا عميقة لا تزال مفتوحة. لم تكن تلك الحرب مجرد معركة عابرة في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بل كانت فصلا داميا من فصول الاحتلال، حيث سعى العدو الصهيوني من خلاله إلى محو الشعب الفلسطيني من الوجود وإخماد روح المقاومة، لكنه لم يدرك أن النار التي أشعلها ستظل مشتعلة في قلوب الملايين حول العالم، تلهب شعلة النضال الفلسطيني وتؤججها أكثر.
في الضفة الغربية، شهدت جنين ملحمة صمود أسطورية، حيث تحولت شوارعها وأزقتها إلى ميادين للشجاعة والمقاومة. واجه أهالي جنين بصدور عارية وقلوب مليئة بالإيمان قوات الاحتلال المدججة بأحدث أنواع الأسلحة، مصممين على الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم. كل بيت في جنين، وكل زاوية من زوايا المخيم، كانت تشهد ولازالت على التضحيات الكبرى التي قدمها الشعب الفلسطيني في سبيل الحرية. لم تكن جنين مجرد مدينة أو مخيم؛ كانت ولا تزال رمزا للشجاعة والتحدي في وجه الطغيان، تجسد إرادة الشعب الفلسطيني في عدم الخضوع والاستسلام مهما كانت التضحيات.
أما غزة، فقد كانت عنوانا للبطولة والصمود في وجه آلة الحرب الصهيونية. تتعرض غزة يوميا لقصف وحشي لم تستثنِ فيها قوات الاحتلال شيئا، حيث طال القصف البيوت والمدارس والمستشفيات، وسعى العدو من خلال تلك الهجمة إلى كسر إرادة سكان غزة وإخضاعهم، لكن غزة كما عهدناها دائما لم تنكسر. على الرغم من كل الدمار والخسائر، استطاعت غزة أن تثبت للعالم بأسره أن المقاومة ليست خيارا بل واجبا. أهل غزة، بصمودهم وتصميمهم على التمسك بحقوقهم وأرضهم، وجهوا رسالة واضحة إلى الاحتلال وإلى العالم بأنهم لن يتركوا أرضهم ولن يستسلموا مهما كانت الظروف.
لقد كان الاحتلال يعتقد أن هذه الحرب ستكون نهاية المقاومة، وأنها ستخمد شعلة النضال الفلسطيني للأبد، لكن ما حدث كان عكس توقعاتهم تماما. لم تتوقف المقاومة، بل ازدادت قوة وانتشارا. الشعب الفلسطيني، في الضفة وغزة وفي الشتات وأحرار العالم، أدركوا أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق. ومع اقتراب مرور عام على طوفان الاقصى، تستمر روح المقاومة في التأجج، لا سيما بين الشباب الفلسطيني الذي ورث عن أجداده حب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله.
اليوم، ومع اقتراب عام على حرب الإبادة الجماعية، يعيش الشعب الفلسطيني آثارها اليومية، سواء في الضفة الغربية أو في غزة، من الدمار والحصار، لكن الإرادة لم تنكسر. غزة والضفة الغربية اليوم هما رمزان للصمود والتحدي في وجه الطغيان، وصوت فلسطين لا يزال يدوي في أرجاء العالم، يذكر الجميع بأن الحق الفلسطيني لم يمت، وأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه مهما طال الزمن.
ومع اقراب عام على الحرب المأساوية تذكرنا جميعا بواجبنا تجاه فلسطين وشعبها. إن الدعم للشعب الفلسطيني ليس مجرد موقف سياسي، بل هو واجب إنساني وأخلاقي. إن استمرار الصمت الدولي على جرائم الاحتلال هو مشاركة في الجريمة، لكن الشعب الفلسطيني يعلم أن هناك من يقف إلى جانبه، من يؤمن بعدالة قضيته، ومن يواصل دعمه في نضاله من أجل الحرية وإقامة الدولة.
إن حرب الإبادة التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على غزة والضفة الغربية لم تكن سوى حلقة من حلقات الصراع الطويل بين الحق والباطل، لكنها أكدت من جديد أن الحق لا يموت، وأن الشعب الفلسطيني سيظل صامدا في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضده. غزة والضفة الغربية ستبقيان رمزين خالدين للصمود والتحدي، والحق الفلسطيني سيظل حي في قلوب الملايين من أحرار العالم، الذين ينتظر يوم النصر والتحرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الاحتلال غزة المقاومة الضفة غزة الاحتلال المقاومة الضفة الصمود مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غزة والضفة الغربیة الشعب الفلسطینی قوات الاحتلال فی وجه
إقرأ أيضاً:
محافظة صنعاء تشهد 50 مسيرة نصرة للشعب الفلسطيني
الثورة نت/.
شهدت مديريات محافظة صنعاء اليوم الاثنين ، مسيرات ووقفات جماهيرية حاشدة تحت شعار “ثابتون مع غزة .. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”، استجابة الله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
وأعلن المشاركون في المسيرات والوقفات أن خروجهم للمسيرات، يأتي رداً على العدوان الأمريكي وتصعيده الأخير على بلدنا، ونصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم في غزة الذي يتعرض اليوم لحصار ظالم وقاتل، ويُمنع عنه حتى الماء والغذاء والدواء من قبل العدو الإسرائيلي بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة.
وردد المشاركون في المسيرات والوقفات في أكثر من 50 ساحة وميدانًا شعارات معبرة عن الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي، البريطاني والصهيوني على اليمن، وبالتزامن مع ذكرى غزوة بدر الكبرى، مؤكدين موقفهم الثابت الداعم والمناصر للشعب الفلسطيني في غزة وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونددوا باستمرار العدو الصهيوني في خروقاته وجرائمه واعتداءاته بحق الفلسطينيين، بدعم أمريكي مباشر، وتواطؤ دولي وأممي وصمت عربي وإسلامي معيب.
وأعلن أبناء محافظة صنعاء في بيان صادر عن المسيرات والوقفات، موقفهم الثابت والقاطع وقرارهم الذي لا رجعة عنه، قرار وعهد الأجداد الأنصار لرسول الله، وهو التمسك والثبات على خط الجهاد في سبيل الله، ورفع راية الإسلام عالية في مواجهة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.
وقال البيان “نقول لقائدنا حامل الراية، ورافع اللواء السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كما قال أجدادنا الأنصار لجده في مثل هذا اليوم في معركة الفرقان غزوة بدر الكبرى (والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون، بل نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، فوالله إن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنَّا لصُبُرٌ عند الحرب، صُدُقٌ عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسر بنا على بركة الله”.
وأكد البيان على موقف اليمن الثابت الذي لا يقبل التراجع ولا الخضوع، المنطلق من إيمانهم وإنسانيتهم وأخلاقهم وقيمهم بالوقوف مع إخوانهم في غزة في مواجهة كل المخاطر التي تستهدفهم وآخرها المخطط الذي يهدف إلى قتلهم جوعاً وعطشاً.
وأشار البيان إلى أن أبناء صنعاء لن يقبلوا أن يكتبهم الله ضمن أمة “كغثاء السيل” تركوا أخوة لهم يموتون جوعاً وعطشاً على يد عدوها الصهيوني الغاصب والأمريكي المتعجرف.
وعبر بيان المسيرات عن اعتزاز وفخر أبناء صنعاء بقرار قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذي أعلن مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة ثم فرض الحصار على سفن كيان العدو الصهيوني.
وجدد البيان التأكيد على استعداد أبناء محافظة صنعاء مواجهة كل طغاة الأرض دون تردد أو خوف، مقدمين كل التضحيات في سبيل ذلك، مهما بلغت فهي لا تساوي شيء أمام التبعات التي تترتب على المتخاذلين في الدنيا والآخرة.
وأعلن أبناء صنعاء تحركهم الشامل في مواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير بالتصعيد العسكري وبالتعبئة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبالإنفاق في سبيل الله، وحماية الجبهة الداخلية لليمن، وبالتحرك في مختلف المجالات والتخصصات والجبهات حتى يكتب الله النصر الموعود، ويُخزي الأعداء المجرمين المستكبرين وينكس راياتهم، ويفشل أهدافهم.