محمد أنور البلوشي

 

أليس كل شيء أصبح تجاريًا في هذه الأيام؟ ألا نعيش في مجتمع تجاري اليوم؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، ففي أي مجتمع نعيش؟ حاول زيارة أي مؤسسة مالية "محرك المال" للحصول على خدمة وراقب ما تجده. حتى لو كانت مؤسسة غير مالية، النتيجة هي نفسها.

بمجرد أن يتم الترحيب بك في الاستقبال، ترى وجهًا مُبتسمًا من ذلك الاستقبال.

هل تلك الابتسامة طبيعية وحقيقية أم أنها مزيفة وتجارية؟ كم نتلقى من المال مقابل تلك الابتسامة التجارية؟ هل تستحق ذلك؟ هل نحن موجودون في هذا المجتمع؟

لستُ ضد المجتمع التجاري ولكن في نفس الوقت لست معه؛ في المجتمع التجاري يعتمد الجميع على الآخرين، ويُجبر الجميع على القيام بأشياء وإرضاء الآخرين بشكل تجاري.

ما تم اكتشافه في المجتمع التجاري هو أن الجميع يسحب أرجل بعضهم البعض. الجميع يجر الآخرين. هل أنت تسحب الآخرين، أم يتم جرك؟ هو دائمًا نفسه.

من الصحيح أننا لا نستطيع العيش بدون بعضنا البعض لأننا نحتاج إلى سد الفجوات التجارية. في العقود الماضية، راجع العلماء وجهة النظر التي كانت تقول إن "روسو" و"سمث" كانا على طرفي نقيض في تقديرهما للمجتمع التجاري.

لا يمكن إنكار مزايا وعيوب المجتمع التجاري. بعض المزايا هي؛ النمو الاقتصادي والابتكار، فرص العمل، اختيار وجودة المستهلك، خلق الثروة وتحسين مستويات المعيشة والمرونة الاقتصادية.

بعض العيوب هي؛ الاستهلاكية والأثر البيئي، عدم المساواة في الدخل، التأثيرات الاجتماعية والثقافية والاستغلال والمخاوف الأخلاقية.

ستكون هذه الكتابة غير مكتملة إذا لم يُذكر اسم "جان جاك روسو" الذي كان فيلسوفًا وكاتبًا وملحنًا من جنيف.

أثرت فلسفته السياسية على تقدم عصر التنوير والتثقيف في جميع أنحاء أوروبا، وكذلك جوانب من الثورة الفرنسية وتطور الفكر السياسي والاقتصادي والتعليمي الحديث. دعني أتفق مع "روسو" الذي يعلن باستمرار أن المجتمع التجاري يمنعنا من أن نكون أحرارًا لأنه يجعلنا نعتمد على الآخرين وعلى رغبات لا نهاية لها بطرق لا يمكننا التحكم فيها. هو على حق في هذا الصدد بأن حرية الشخص ستؤخذ، مثل وقته، ورغبته، وحلمه.

يقول "إميل" و"روسو" بشكل مفاجئ إنه من الممكن للنخبة أن تكون حرة في المجتمع التجاري. إذا كان المجتمع التجاري جيدًا إلى هذا الحد، فيجب ألا تكون النخبة فقط حرة، بل يجب أن يكون المجتمع بأكمله تحت مظلة المجتمع التجاري.

يشير المجتمع التجاري إلى الاقتصاد الذي يتعلق بكل شيء، العمالة، الأسواق، المنتجات، والأسعار. بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا للدراسة الإضافية، يشير مصطلح "المجتمع التجاري" إلى محاولات التنظير بشكل منهجي لمصفوفة العلاقات والسلوكيات التي نشأت خلال عمليات تطور العمالة والأسواق السلعية بسرعة، وارتفاع مستويات المعيشة، وتغير العلاقات الطبقية التي حدثت في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر.

جادل "آدم سميث"، والد الاقتصاد، في كتابه "ثروة الأمم" (1776) بأن المجتمع التجاري ينشأ عندما يتم تأسيس تقسيم العمل بشكل كامل، مما يجبر العمال المتخصصين بشكل كبير على بيع وتبادل فائض عملهم في سوق معقدة بشكل متزايد: "يعيش كل رجل بذلك عن طريق التبادل، أو يصبح إلى حد ما تاجرًا."

نوعًا ما، يتم رفض هذه الأنواع من المجتمعات من قبل العديد، منهم "روسو". لقد رفض المجتمع التجاري لأنه وفقًا له يأخذ حرية الفرد.

يُعزز المجتمع التجاري النمو الاقتصادي، الابتكار، وتحسين مستويات المعيشة. كما يقدم تحديات مثل عدم المساواة في الدخل، تدهور البيئة، والمخاوف الأخلاقية. من الضروري تحقيق التوازن بين هذه الجوانب لتحقيق التنمية المستدامة والعادلة.

** محاضر أكاديمي وباحث علمي- كلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لسلامتك النفسية.. خطوات فعالة لتعزيز طاقتك الإيجابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحرص كل منا على العيش بسلام وأمان وراحة في خضم تعقيدات الحياة المستمرة التي لا تتوقف سواء على المستوى المادى و المعنوي، ولأننا نسعى  لذلك فقد يحرص كل مننا على اتباع كل ما هو إيجابي وكل ما يكسبه طاقة إيجابية تشعره بالراحة والسلامة الشخصية، وخلال السطور التالية نرصد كيفية الحصول على الطاقة الإيجابية ومفهومها  و سماتها وكيفية الوصول إليها.

أولا.. تعريف الطاقة الإيجابية 

أجمع علماء الطاقة والتنمية البشرية على أن الطاقة الإيجابية هي الطاقة التي تحمل كل سمات التفكير الإيجابي، وهذا التفكير الإيجابي يتمثل في كل من التفاؤل والحب والعطاء الشعور والتنبؤ دوما بمستقبل أفضل وحياة أفضل حيث القدره على مواجهة الصعاب، فضلاً عن رفض تقبل الأفكار السلبية، وهذه المشاعر قد تحدث  للشخص من التربية السليمة المعتمدة على الإيمان بالله والثقة به سبحانه فضلاً عن الرضا والأمل. 

ثانياً: كيفة اكتسابها كما حددها بذلك علماء التنميه البشرية. 

1 . التسامح 

الحرص على معامله الأشخاص بالعفو والسماح، وذلك بمنحهم فرصة لتجاوز الإساءة التي لحقت بك فضلاً عن تمرين نفسك على الطهارة  من الحسد  والحقد. 

2 . تعزيز النفس 

التركيز على تعزيز النفس بالتنزه وزيارة الأقارب والتسوق وشراء الأشياء التي تحبها بعبارة أخرى تعزيز النفس بمكافئتها. 

3 . ممارسة  الرياضة بانتظام، تعتبر ممارسة الرياضة من أهم الطرق للحصول على طاقة إيجابية، مما يجعل الفرد يشعر بالنشاط والحيوية التي تكسبه قدرة  على التخلص من الضغوط والتوتر. 

4 . مجالسة كبار السن 

تمنحك مجالستك لكبار السن الحكمة البالغة والخبرات الثرية التي تساهم في زيادة شعورك بالطاقة الإيجابية.

5 . تربية الحيوانات الأليفة 

أثبتت دراسات علماء النفس بأن تربية الحيوانات، والاعتناء بها يشعر الشخص  بقدر من السعادة والمرح يساهم بدوره فى شعوره بطاقة إيجابية. 

6 . المطالعة 

تمنح القراءة طرق جديدة للتفكير الإيجابي، وذلك بأنها توسع من افقك وتغير نظرتك للحياة. 

7 .  التأمل 

للتأمل أثر سحري للحصول على طاقة إيجابية، حيث أن يمنح صاحبه قدرة على مراجعة الذات والتفكير العميق الذي بدوره يساعد على تصويب الأخطاء والأوضاع الغير صحيحة. 

8 . زراعة النباتات 

يكسب زراعة النباتات مستوى عالي من الطاقة تتمثل في النمو والتطور بما يتناسب مع الحياة. 

9 . الضحك 

يساهم الضحك في التحرر من كل ألوان الطاقة السلبية، حيث أنه يعزز الاحساس بالتفاؤل الذي يعزز الطاقة الإيجابية. 

10 . قضاء بعض الوقت مع الطبيعة 

يأتي الشعور بالسعادة من خلال مجالسة الطبيعة والخروج إليها من خلال تأمل المناظر الطبيعية، والظواهر التي تنتج عنها الطاقة الإيجابية.

11 . مساعدة الآخرين 

يعد مد العون للمحتاجين أثر طيب يدب في نفس الشخص الشعور بالسعادة التي تكسبه الشعور بالتفاؤل و الإيجابية. 

12 . الحصول على قسط كاف من النوم 

يساعد النوم بعدد ساعات كافية الشخص على التحرر من مظاهر الإرهاق والتعب والحصول على الراحة والاسترخاء الذي يعطيه الشعور بالطاقة الإيجابية. 

13 . قضاء وقت مع الاطفال 

الأطفال رمز البراءة والمرح و بمشاركتهم الوقت ذلك يرفع من الشعور بالسعادة والروح المعنوية، ومن ثم يحقق الشعور بالطاقة الإيجابية. 

14 العمل 

يحقق العمل الشعور بإنجاز والنجاح وذلك أهم مشاعر الطاقة الإيجابية. 

15 . الالتزام الديني 

يعتبر أداء العبادات المفروضة من صلاة وصوم وحج أساس الاحساس بالسعادة والراحة لما فيه من شعور بالرضا عن النفس في سبيل إرضاء الله سبحانه وتعالى، ومن ثم يكون الشعور بالطاقة الإيجابية بما تحمله من سعادة وتفاؤل واطمئنان بالله. 

16 . الحب

يعتبر الاحساس بالحب من أقوى المشاعر التي تكسب الشخص الطاقة الإيجابية  لأنها تحمل كل المشاعر السعادة، اذ تتجلى من خلال التعامل مع الأقارب والعائلة و العلاقات العاطفية الصادقة. 

17 .التعامل مع الأشخاص الإيجابية 

التعامل مع الشخص الإيجابي يكسب الطاقة الإيجابية لما له من أثر إيجابي يحمل السعادة والتفاؤل،  بمن يتعلق بالشخص وكيف له أن يكتسب الطاقة الإيجابية  إذ لا تتوقف حصوله على الطاقة الإيجابية من تلك المصادر فحسب .بل تؤثر إيجابيًا على بيته فكيف له أن يحققها بمنزله، وذلك عن طريق  بعض الخطوات البسيطة منها عدم ترك الأغراض الغير ضرورية بالبيت فضلاً  عن استخدام الأعشاب ذو الروائح الطيبة فضلا عن الاهتمام تزيين المنزل بالنباتات ، فضلاً عن  التخلص من كل ما هو مكسور.

ينصح باستعمال المرايا في الديكور ذلك لأنها بدورها تجلب طاقة إيجابية للبيت، وتعكس الضوء المحيط بالبيت الذي يعكس صورة جميلة للبيت مبهجة تثير فى النفس الشعور بالسعادة،  وبهذه الخطوات تحدث طاقة إيجابية بمنزلك تعكس عليك الشعور و الاحساس بالراحة النفسية.

بعدما اكتسبت الطاقة الإيجابية وأثرت فيك لدرجة أنك عكستها على منزلك متبعا الخطوات عليك الإيمان بوجودها والاقتناع بها و بأفكارها وبذلك تنعكس على سلوك وروحك فتكسبك الشعور دوما بالسعادة، وفي ذلك عليك أن تقتنع بتلك الأفكار فى قرارة نفسك وتتبعها في سلوكك، وهي كالاتي.. 

1 . الحياة فصول وعلي أن ألغى كل الفصول السيئة من حياتي.

2 . ساركز على ما فى يدي. 

3 . سأكتب كل ما يميزنى عن الآخر.

4 .لن أقلق و داعمي هو الله. 

مقالات مشابهة

  • شاهد.. توتنهام ينهي سلسلة السيتي الإيجابية برباعية نظيفة
  • الجزيرة وعجمان.. «السلسلة الإيجابية» بـ«المعنويات العالية»
  • 3 أبراج فضولية وتطفل على خصوصية الآخرين..«بيحشروا نفسهم دايما»
  • فلسطين تعرّي المفاهيم الأخلاقية للمجتمع الدولي
  • لسلامتك النفسية.. خطوات فعالة لتعزيز طاقتك الإيجابية
  • شومان يحذر ممن يكتبون الميراث للبنات ويحرمون الورثة الآخرين
  • نادي القضاة يهدي درعًا لمحافظ أسوان تقديرًا لدعمه للمجتمع الأسواني
  • إهداء درع نادي القضاة لمحافظ أسوان تقديرا لجهوده ودعمه للمجتمع
  • جعلان بني بو علي .. منجزات تعزز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية
  • “سوق السفر العربي” 2025 يركز علي سبل تعزيز السياحة المستدامة