الهجوم المضاد متعثر.. زيلينسكي يعقد موقف بايدن
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
يرى مسؤولون غربيون بأن الهجوم المضاد الذي أطلقته القوات الأوكرانية لصد الروس واستعادة الأراضي التي سيطروا عليها في الشرق والجنوب، لم يأت بالنتائج المتوقعة، وكان مخيباً للأمال.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الأربعاء، فإن حكومة كييف تواجه مشكلة كبيرة، وهي أنها لن تستطيع تقرير مصيرها، إذ أنها تعتمد بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية الغربية في حربها ضد الروس.
وأضافت الشبكة في تقريرها، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي سيكون له الدور الكبير في تقرير مصير الحرب التي شنها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، في حين أن الانتصار الأوكراني في ساحة المعركة سيحدده مقدار الأراضي التي استطاعت قوات كييف تحريرها من سيطرة روسيا، إضافة إلى أن نتيجة الحرب ستشكلها أيضاً عوامل خارجية، بما في ذلك القوى السياسية المتغيرة في الولايات المتحدة وموسكو والعواصم الأوروبية.
الدعم الأمريكيوأفاد التقرير بأن "الهجوم الأوكراني المتعثر وأزمة الشتاء، سيكون له تداعيات، على وجه الخصوص في الولايات المتحدة، لأنه قد يزيد من حدة التساؤلات حول دعم واشنطن لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، خلال الانتخابات الأمريكية المقبلة عام 2024"، مشيراً إلى الصدام المحتمل في الانتخابات بين الرئيس جو بايدن، الذي يعد الداعم الغربي الأكثر أهمية لأوكرانيا، والرئيس السابق دونالد ترامب، "المشكك في الناتو والمعجب بالرئيس الروسي بوتين، والذي تعهد أيضاً بإنهاء الحرب الأوكرانية في غضون 24 ساعة وعلى الأرجح ستكون بشروط بوتين".
وأشار إلى أنه في حال لم يكن ترامب مرشح الحزب الجمهوري في السباق الانتخابي المقبل، فإن انحسار الدعم الشعبي لدعم أوكرانيا في حربها، سيضر بالرئيس الحالي بايدن، إضافة إلى أسباب سياسية واستراتيجية، فإنه سيقع ضغط كبير على الهجوم المضاد الأوكراني الذي طال انتظاره هذا الصيف لتحقيق اختراقات كبيرة في ساحة المعركة. والذي لم يسفر حتى الآن عن النتائج المرجوة منه، مما يزيد من احتمال أن تستمر الحرب على الأقل في العمق إلى العام المقبل، مضيفاً بأن شهية الأمريكيين لمساعدة أوكرانيا بمليارات الدولارات، وتسامح بوتين مع الخسائر الفادحة ستكون أكثر صرامة.
تقييمات "مخيبة للآمال"وبعد أسابيع من الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في أوكرانيا، يعطي المسؤولون الغربيون بشكل متزايد تقييمات واقعية "مخيبة للآمال" حول قدرة القوات الأوكرانية على استعادة أراض ذات أهمية كبيرة، كما أفاد جيم شيوتو من شبكة سي إن إن.
ويؤكد أحد كبار المسؤولين الأمريكيين أن الهجوم المضاد يسير بشكل أصعب وأبطأ مما كان يتوقعه أي شخص.
ويعترف دبلوماسي غربي كبير أنه من "المستبعد للغاية" أن تغير أوكرانيا موازين الصراع في الأسابيع المقبلة، فيما اعتبر 4 من كبار المسؤولين الأمريكيين والغربيين الذين اطلعوا على آخر المعلومات الاستخبارية، أن التوقعات التي رسمها الغرب لهذا الهجوم باتت حالياً أكثر واقعية، بحسب "سي إن إن".
ويعود سبب صعوبة وتباطؤ التقدم بالهجوم إلى عدة عوامل مؤثرة، منها أن الخطوط الدفاعية الروسية يصعب اختراقها، لكونها متعددة الطبقات، ومغطاة بعشرات الآلاف من الألغام، وقد تكبد الجيش الأوكراني خسائر فيها أثناء محاولة اختراقه.ومن بين الأسباب أيضاً قصر مدة تدريب القوات الأوكرانية.
اعتراف زيلينسكيفي إشارة إلى أهمية التصورات الخارجية حول الحرب الأوكرانية، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حساس لأي فكرة تقول بأن الهجوم المضاد كان مخيباً للآمال، على الرغم تأكيده مراراً بحاجة بلاده إلى المزيد من الأسلحة الغربية عالية الجودة.
وبعد تقارير غربية كشفت بأن المسؤولين الغربيين لديهم تقييمات "واقعية" تشير إلى قدرة القوات الأوكرانية على استعادة مناطق كبيرة، قال زيلينسكي، في مقطع فيديو نشره مكتبه، أمس الثلاثاء ، إن الهجوم المضاد "لم يكن سهلاً و ربما يحدث بشكل أبطأ مما كان يأمله البعض".
وقال الرئيس الأوكراني في تصريحات خلال لقاء الأحد مع وسائل الإعلام من أمريكا اللاتينية: "من الصعب للغاية أن تقاتل لمدة طويلة - وهذا أمر واضح، كل هذا صعب للغاية عندما تفتقر إلى هذه المعدات أو تلك، أعلم أن الأمر صعب علينا لكنني أعلم بالتأكيد أن الأمر أكثر صعوبة على الروس".
ولكنه دعا حلفاءه إلى التحلي بالصبر، وتعهد بأن تنتصر قواته على الروس المحبطين، قائلاً: "بينما هناك إجهاد في عيون الأوكرانيين، فإن هناك خوفاً في أعين الروس".
Усі ми прагнемо одного: перемоги для України. Перемоги, яка означатиме гарантований захист життя та свободи для наших людей, для всієї нашої держави. І ми здобудемо цю перемогу, якщо ніколи не втратимо одну з головних речей – єдність між нами. Усіма. Заради спільної перемоги. pic.twitter.com/EN6ji1IQNT
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) August 9, 2023 الوقت ينفدومن السابق لأوانه القول بأن الوقت ينفد من الهجوم الأوكراني على الرغم من اقتراب وصول فصل الخريف الذي قد يجعل المناورات الرئيسية أكثر صعوبة.
ومن جهته، أشار الجنرال الأمريكي المتقاعد مارك هيرتلينغ لشبكة "سي إن إن" أمس، إلى أن "العديد من المحللين اعتقدوا أن أوكرانيا لن تستطع إيقاف روسيا في بداية هذه الحرب"، وقد أثبتت قوات كييف بصمودها أمام القوات الروسية الغازية على خطأ توقعاتهم، مضيفاً أن "أوكرانيا تشن هجوماً واسعاً عبر منطقة تعادل المسافة بين واشنطن وبوسطن وتحتاج إلى وقت".
وتابع هيرتلينغ "هناك الكثير من التقارير غير المتفائلة حول ما يجري الآن في ساحة المعركة، لكن ما تفعله أوكرانيا هو الأصعب من بين جميع المهمات وسيستغرق وقتًا طويلاً".
وقال دبلوماسي غربي كبير لـ "سي إن إن"، أن لدى الروس عدد من الخطوط الدفاعية والقوات الأوكرانية لم تعبر فعلياً الخط الأول، حتى لو استمروا في القتال للأسابيع العديدة المقبلة، إذا لم يتمكنوا من تحقيق المزيد من الاختراقات خلال الأسابيع السبعة أو الثمانية الماضية، فما هو احتمال قيامهم فجأة، مع المزيد من القوات المستنفدة، بتحقيقها؟ لأن الظروف صعبة للغاية".
وذكر مسؤول أمريكي كبير للشبكة، أن الولايات المتحدة تدرك الصعوبات التي تواجهها القوات الأوكرانية، على الرغم من أنها لا تزال تحتفظ بالأمل في إحراز تقدم.
"نظرة قاتمة"وتساءل التقرير عن إمكانية امتلاك الغرب الصبر لمنح أوكرانيا الوقت الذي تحتاجه؟ وقالت إن "عدم حدوث اختراقات كبيرة ضد روسيا في الأسابيع المقبلة لن يمنح صانعي السياسة الغربيين سوى القليل من الخيارات للنظر في السياق السياسي الأوسع للحرب ، حتى لو لم تكن هناك نهاية تلوح في الأفق".
وأضاف التقرير، بأنه "على الرغم من عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى في المملكة العربية السعودية لإيجاد تسويات سلام محتملة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا يوجد حتى الآن مسار واضح حتى لوقف الحرب"، موضحاً بأن "أوكرانيا ليس لديها رغبة كبيرة في الاستسلام، لأنها تسعى إلى العودة إلى حدودها عام 1991 - وهو طموح يتطلب طرد القوات الروسية من شبه جزيرة القرم التي تم ضمتها، وهو ما يبدو غير مرجح في الوقت الحالي".
ونوه التقرير إلى أن الرئيس الروسي فشل في محاولته محو دولة أوكرانيا من الخريطة، وذلك لأنه لم يحقق بعد مكاسب من شأنها أن تسمح له بإعلان الانتصار الذي يمكنه من ترسيخ من حكمه في الداخل، ولكن في نهاية الأمر، ستكون قدرة كل من روسيا وأوكرانيا على تحمل خسائر فادحة في ساحة المعركة حاسمة في تحديد النقطة التي قد يكون فيها أي من الجانبين منفتحاً على تسوية - عندما تكون تكلفة مواصلة القتال قد تفوقها مكافآت إنهاء الحرب.
الالتزام الأمريكي بالتمويلوأوضح بأن سيناريو وقف الحرب سيكون له علاقة كبيرة بثبات الدعم الأمريكي أو هشاشته على المدى الطويل، وهو أمر حيوي ليس فقط لتسليح أوكرانيا، ولكن أيضاً للحفاظ على وحدة الناتو والدور الأوروبي.
وأشار التقرير إلى أنه سواء فاز بايدن بولاية ثانية أم لا، فإن إرثه سيهيمن عليه الدور الذي لعبته واشنطن في الحرب الروسية الأوكرانية، في أهم حدث قام به رئيس أمريكي لقيادة الغرب منذ جورج إتش دبليو. بوش في نهاية الحرب الباردة.
وبحسب "سي إن إن"، يعمل بايدن بالفعل على مشروع قانون تمويل جديد من المرجح أن يكون جاهزاً للكونغرس للنظر فيه بحلول نهاية العام، وسيكون هذا الإجراء أهم اختبار حتى الآن لاستعداد أغلبية الحزب الجمهوري في مجلس النواب لمواصلة رمي مليارات الدولارات في الحرب.
وأضاف التقرير بأنه على الرغم من الشكوك العميقة بين العديد من الجمهوريين. وأي إيحاء بأن الهجوم الأوكراني قد تعثر، سيعمق تلك الشكوك حول التزام أمريكي طويل الأمد. في حين أن السياسة الخارجية نادراً ما تكون عاملاً حاسماً في الانتخابات الرئاسية والحرب في أوكرانيا ليست قضية مهيمنة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، فإن بعض مؤيدي الأحزاب في ولايات الاقتراع المبكر مثل آيوا ونيوهامبشاير يثيرونها ويشككون في سخاء الولايات المتحدة بعد شهور من ارتفاع التضخم، والتي حتى لو كانت باردة، ساهمت باستمرار في الآراء المتشددة للاقتصاد الأمريكي.
استطلاع جديدوالأسبوع الماضي، أظهر استطلاع جديد أجرته شبكة "CNN / SSRS"، التعقيدات السياسية في الولايات المتحدة بشأن الحرب، حيث قال 55% من الناخبين "إنه يجب على الكونغرس ألا يأذن بتمويل إضافي لدعم أوكرانيا، بينما قال 51% إن الولايات المتحدة قد فعلت ما يكفي بالفعل للمساعدة بينما قال 48% إن عليها فعل المزيد.
وبعد فترة قصيرة من الهجوم الروسي في فبراير (شباط) العام الماضي، قال 62% إن على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لدعم أوكرانيا.
وبحسب "سي إن إن"، أظهر الاستطلاع بأن 71% من الجمهوريين يعتقدون أن الكونغرس لا ينبغي أن يأذن بتمويل جديد بينما يقول 62% من الديمقراطيين إنه ينبغي ذلك.
CNN (not Fox News!) announced a poll result, which for the first time showed that the majority of Americans (55%!) Are opposed to increasing aid to #Ukraine in the war with #Russia . If @JoeBiden continue the aid, it is against people’s will! https://t.co/y4N9C7y4W5
— Super Leo (@Super_Leo6) August 4, 2023 مشكلة كبيرةورسم الجمهوريون في الكونغرس مساراً أكثر صرامة بشأن تمويل أوكرانيا منذ أن سيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب هذا العام، حيث اقترح رئيس المجلس كيفين مكارثي خلال الصيف الحالي، أنه سيخطط لعرقلة أي جهود يقودها مجلس الشيوخ للموافقة على تمويل إضافي لدعم المجهود الحربي لأوكرانيا.
وبحسب التقرير، فإن الديناميكيات السياسية في مجلس النواب الأمريكي، ستشكل أساساً محفوفاً بالمخاطر للدعم الأمريكي لأوكرانيا، مما يؤكد السبب في أن الهجوم المضاد المتعثر يمكن أن يمثل مشكلة كبيرة لزيلينسكي في الولايات المتحدة، إضافة إلى خسارة استراتيجية لأوكرانيا في حربها ضد الروس.
ولكن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، قال لشبكة سي إن إن، أمس، إن "الولايات المتحدة ستواصل تقديم الموارد العسكرية إلى كييف، بما في ذلك معدات إزالة الألغام والذخيرة المدفعية وأنظمة الصواريخ".
مسوؤل أمريكي: الهجوم المضاد بطيء ويواجه صعوبات
https://t.co/ZA3xdusncP
مع ذلك، ونظراً لانحسار الدعم الشعبي الأمريكي للحرب الأوكرانية، فقد يواجه بايدن مهمة معقدة في تفسير الدعم الأمريكي المطول لأوكرانيا خلال سباق حاسم أثناء ترشحه لإعادة انتخابه العام المقبل.
ومن جهته، حذر ترامب بصوت عالٍ من أن موقف بايدن من أوكرانيا قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة ونشوب صراع نووي، قائلاً الشهر الماضي إن "لا ينبغي أن يدفعنا بايدن إلى الاقتراب أكثر من الحرب العالمية الثالثة من خلال تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية"، مضيفاً "بل يجب أن يحاول وقف الحرب ووقف الموت والدمار الرهيبين اللذين تسببهما إدارة تفتقر إلى الكفاءة".
وبحسب قوله، إذا كان إرسال الذخائر العنقودية ناتجاً عن نقص في القذائف التقليدية لدى الولايات المتحدة، فإن هذا "يؤكد فقط الحاجة إلى وقف فوري للتصعيد".
وأضاف ترامب "هذا يعني بالتأكيد أنه لا ينبغي لنا إرسال مخزوننا الأخير إلى أوكرانيا في وضع تم فيه تقليص ترسانتنا الخاصة، وفقاً لجو بايدن الفاسد، لدرجة أنها تشكل خطراً".
وختم التقرير بالقول "عندما يقرر الناخبون الأمريكيون مستقبلهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، سيكون هناك فرصة كبيرة أيضاً لأن يلعبوا دوراً في حسم مصير الحرب في أوكرانيا".
Why a stalled Ukrainian offensive could represent a huge political problem for Zelensky in the US | CNN Politics https://t.co/G2hvmMs2zH
— Anette Wallén (@WallenAnette) August 9, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية أمريكا الحرب في أوكرانيا أوكرانيا بايدن زيلينسكي فی الولایات المتحدة القوات الأوکرانیة فی ساحة المعرکة الهجوم المضاد على الرغم من أوکرانیا فی أن الهجوم فی حربها سی إن إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
(بوليتيكو).. إدارة بايدن تدرس القيام بخطوات كبيرة في السودان قبل رحيلها
يمن مونيتور/ ترجمات
قالت صحيفة “بوليتيكو” الاميركية، إن إدارة بايدن تقود بجهود في اللحظة الأخيرة لمعالجة الحرب الأهلية المدمرة في السودان، كما تدرس فرض عقوبات على قوات الدعم السريع المتمردة في هذا البلد الغارق في الحرب.
ويدرس المسؤولون في الإدارة خطط لإعلان الفظائع في السودان إبادة جماعية وفرض سلسلة من العقوبات الجديدة على ميليشيا سودانية تسعى للسيطرة في الحرب، وفقًا لأربعة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر تحدثوا لصحيفة بوليتيكو الاميركية.
تشمل هذه العقوبات استهداف قائد ما يسمى بميليشيا قوات الدعم السريع، محمد حمدان “حميدتي” دقلو، ومؤسسات أخرى تابعة لهذه القوات.
وقد اتهمت الولايات المتحدة كلًا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، ووجهت اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ تطهير عرقي.
ويدفع مسؤولون وخبراء آخرون من خارج الإدارة فريق بايدن لتعيين مسؤول رفيع من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للإشراف على استمرار تدفق المساعدات الأميركية والدولية إلى البلاد التي دمرتها الحرب، في ظل استعداد واشنطن لتغيير السلطة بين إدارتَي جو بايدن ودونالد ترامب، وقد مُنح هؤلاء المسؤولون السرية لمناقشة المداولات الداخلية بحرية.
وتأتي هذه الجهود مع توجه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى نيويورك يوم الخميس لعقد اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة حول السودان ودفعت الولايات المتحدة قبيل الاجتماع، إلى إنشاء ممرات إنسانية جديدة إلى المناطق الأكثر تضررًا في السودان، بما في ذلك الخرطوم، عاصمة البلاد.
وتشكل هذه الإجراءات مجتمعة محاولة أخيرة من فريق بايدن لدفع تقدم في إنهاء الحرب الأهلية السودانية بعد جولات عدة من محادثات السلام الفاشلة وضغوط متزايدة من المشرعين الأميركيين والجماعات الإنسانية لفعل المزيد خلال الشهر الأخير للإدارة في السلطة.
ورغم أن الصراع في السودان يحصل على جزء بسيط من الاهتمام العام أو تمويل الإغاثة الإنسانية مقارنة بالحروب في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، إلا أنه دفع الملايين إلى حافة المجاعة، كما أصبح برميل بارود جيوسياسي، حيث تتنافس قوى أجنبية، بما في ذلك السعودية وإيران ومصر والإمارات وروسيا، على النفوذ بين الأطراف المتحاربة، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من حدتها.
وواجهت إدارة بايدن انتقادات حادة من مشرعين مثل السيناتور جيم ريش (جمهوري من ولاية أيداهو)، الرئيس القادم للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لعدم اتخاذها خطوات كافية لمحاسبة الجهات المحركة للحرب الأهلية السودانية.
كما انتقدت منظمات حقوق الإنسان إدارة بايدن لعدم محاسبتها علنًا للإمارات العربية المتحدة على دورها في النزاع، وقد اتُهمت الإمارات، وهي شريك رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على نطاق واسع بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع التي تنفذ حملة من القتل الجماعي والاغتصاب في أنحاء السودان.
وقال السيناتور بن كاردين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، الرئيس المنتهية ولايته للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لصحيفة بوليتيكو “الولايات المتحدة بحاجة إلى فعل المزيد، وعلى الإمارات أن تتوقف عن تأجيج الصراع هناك”.
وقال كاميرون هادسون، الخبير في العلاقات الأميركية-الأفريقية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أي خطوات أخيرة تتخذها إدارة بايدن بشأن السودان قد “تعفي ترامب من اتخاذ تلك القرارات” وتمنح المشرعين الذين يركزون على النزاع فرصة “لاستخدام هذا كوقود لمواصلة الضغط على ترامب لمواصلة قيادة الولايات المتحدة بشأن السودان”.
وأضاف: “أي زخم يمكن أن يأتي من هذا يعد أمرًا جيدًا إذا تمكن من الانتقال إلى الإدارة القادمة”.
ويُنظر إلى إعلان الإبادة الجماعية أو الفظائع المتجددة كأداة سياسية مهمة لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى الأزمة.
وذكر مسؤولان أن وزارة الخارجية ما زالت تناقش إعلان الإبادة الجماعية، والذي يتطلب مراجعات قانونية وتقنية داخلية مكثفة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بلينكن سيؤيد مثل هذا الإجراء.
وقد حذر خبراء الأمم المتحدة بالفعل من أن الصراع في السودان يشبه بشكل متزايد الإبادة الجماعية.
ورفضت وزارة الخارجية التعليق بشكل محدد على الأمر، قائلة إنها لا تناقش علنًا العقوبات أو القرارات الجديدة مسبقًا، وأضافت أنها تدفع من أجل وقف فوري للقتال وفتح ممرات إنسانية في السودان للوصول إلى أكثر المدنيين ضعفًا. كما رفض مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض التعليق.