موقع 24:
2025-04-16@23:44:39 GMT

الهجوم المضاد متعثر.. زيلينسكي يعقد موقف بايدن

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

الهجوم المضاد متعثر.. زيلينسكي يعقد موقف بايدن

يرى مسؤولون غربيون بأن الهجوم المضاد الذي أطلقته القوات الأوكرانية لصد الروس واستعادة الأراضي التي سيطروا عليها في الشرق والجنوب، لم يأت بالنتائج المتوقعة، وكان مخيباً للأمال.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الأربعاء، فإن حكومة كييف تواجه مشكلة كبيرة، وهي أنها لن تستطيع تقرير مصيرها، إذ أنها تعتمد بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية الغربية في حربها ضد الروس.

 

وأضافت الشبكة في تقريرها، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي سيكون  له الدور الكبير في تقرير مصير الحرب التي شنها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، في حين أن الانتصار الأوكراني في ساحة المعركة سيحدده مقدار الأراضي التي استطاعت قوات كييف تحريرها من سيطرة روسيا، إضافة إلى أن نتيجة الحرب ستشكلها أيضاً عوامل خارجية، بما في ذلك القوى السياسية المتغيرة في الولايات المتحدة وموسكو والعواصم الأوروبية.

الدعم الأمريكي

وأفاد التقرير بأن "الهجوم الأوكراني المتعثر وأزمة الشتاء، سيكون له تداعيات، على وجه الخصوص في الولايات المتحدة، لأنه قد يزيد من حدة التساؤلات حول دعم واشنطن لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، خلال الانتخابات الأمريكية المقبلة عام 2024"، مشيراً إلى الصدام المحتمل في الانتخابات بين الرئيس جو بايدن، الذي يعد الداعم الغربي الأكثر أهمية لأوكرانيا، والرئيس السابق دونالد ترامب، "المشكك في الناتو والمعجب بالرئيس الروسي بوتين، والذي تعهد أيضاً بإنهاء الحرب  الأوكرانية في غضون 24 ساعة وعلى الأرجح ستكون بشروط بوتين". 

وأشار إلى أنه في حال لم يكن ترامب مرشح الحزب الجمهوري في السباق الانتخابي المقبل، فإن انحسار الدعم الشعبي لدعم أوكرانيا في حربها، سيضر بالرئيس الحالي بايدن، إضافة إلى أسباب سياسية واستراتيجية، فإنه سيقع ضغط كبير على الهجوم المضاد الأوكراني الذي طال انتظاره هذا الصيف لتحقيق اختراقات كبيرة في ساحة المعركة. والذي لم يسفر حتى الآن عن النتائج المرجوة منه،  مما يزيد من احتمال أن تستمر الحرب على الأقل في العمق إلى العام المقبل، مضيفاً بأن شهية الأمريكيين لمساعدة أوكرانيا بمليارات الدولارات، وتسامح بوتين مع الخسائر الفادحة ستكون أكثر صرامة.

تقييمات "مخيبة للآمال"

وبعد أسابيع من الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في أوكرانيا، يعطي المسؤولون الغربيون بشكل متزايد تقييمات واقعية "مخيبة للآمال" حول قدرة القوات الأوكرانية على استعادة أراض ذات أهمية كبيرة، كما أفاد جيم شيوتو من شبكة سي إن إن.

 ويؤكد أحد كبار المسؤولين الأمريكيين أن الهجوم المضاد يسير بشكل أصعب وأبطأ مما كان يتوقعه أي شخص.

ويعترف دبلوماسي غربي كبير  أنه من "المستبعد للغاية" أن تغير أوكرانيا موازين الصراع في الأسابيع المقبلة، فيما اعتبر 4 من كبار المسؤولين الأمريكيين والغربيين الذين اطلعوا على آخر المعلومات الاستخبارية، أن التوقعات التي رسمها الغرب لهذا الهجوم باتت حالياً أكثر واقعية، بحسب "سي إن إن".

ويعود سبب صعوبة وتباطؤ التقدم بالهجوم إلى عدة عوامل مؤثرة، منها أن الخطوط الدفاعية الروسية يصعب اختراقها، لكونها متعددة الطبقات، ومغطاة بعشرات الآلاف من الألغام، وقد تكبد الجيش الأوكراني خسائر فيها أثناء محاولة اختراقه.ومن بين الأسباب أيضاً قصر مدة تدريب القوات الأوكرانية. 

اعتراف زيلينسكي

في إشارة إلى أهمية التصورات الخارجية حول الحرب الأوكرانية، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حساس لأي فكرة تقول بأن الهجوم المضاد كان مخيباً للآمال، على الرغم تأكيده مراراً بحاجة بلاده إلى المزيد من الأسلحة الغربية عالية الجودة.

وبعد تقارير غربية كشفت بأن المسؤولين الغربيين لديهم تقييمات "واقعية" تشير إلى قدرة القوات الأوكرانية على استعادة مناطق كبيرة، قال زيلينسكي، في مقطع فيديو نشره مكتبه، أمس الثلاثاء ، إن الهجوم المضاد "لم يكن سهلاً و ربما يحدث بشكل أبطأ مما كان يأمله البعض".

وقال الرئيس الأوكراني في تصريحات خلال لقاء الأحد مع وسائل الإعلام من أمريكا اللاتينية: "من الصعب للغاية أن تقاتل لمدة طويلة - وهذا أمر واضح، كل هذا صعب للغاية عندما تفتقر إلى هذه المعدات أو تلك، أعلم أن الأمر صعب علينا لكنني أعلم بالتأكيد أن الأمر أكثر صعوبة على الروس".

ولكنه دعا حلفاءه إلى التحلي بالصبر، وتعهد بأن تنتصر قواته على الروس المحبطين، قائلاً: "بينما هناك إجهاد في عيون الأوكرانيين، فإن هناك خوفاً في أعين الروس".

Усі ми прагнемо одного: перемоги для України. Перемоги, яка означатиме гарантований захист життя та свободи для наших людей, для всієї нашої держави. І ми здобудемо цю перемогу, якщо ніколи не втратимо одну з головних речей – єдність між нами. Усіма. Заради спільної перемоги. pic.twitter.com/EN6ji1IQNT

— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) August 9, 2023 الوقت ينفد

ومن السابق لأوانه القول بأن الوقت ينفد من الهجوم الأوكراني على الرغم من اقتراب وصول فصل الخريف الذي قد يجعل المناورات الرئيسية أكثر صعوبة.

ومن جهته، أشار الجنرال الأمريكي المتقاعد مارك هيرتلينغ  لشبكة "سي إن إن" أمس، إلى أن "العديد من المحللين اعتقدوا أن أوكرانيا لن تستطع إيقاف روسيا في بداية هذه الحرب"، وقد أثبتت قوات كييف بصمودها أمام القوات الروسية الغازية على خطأ توقعاتهم، مضيفاً أن "أوكرانيا تشن هجوماً واسعاً عبر منطقة تعادل المسافة بين واشنطن وبوسطن وتحتاج إلى وقت".

وتابع هيرتلينغ "هناك الكثير من التقارير غير المتفائلة حول ما يجري الآن في ساحة المعركة، لكن ما تفعله أوكرانيا هو الأصعب من بين جميع المهمات وسيستغرق وقتًا طويلاً".

وقال دبلوماسي غربي كبير لـ "سي إن إن"، أن لدى الروس عدد من الخطوط الدفاعية والقوات الأوكرانية لم تعبر فعلياً الخط الأول، حتى لو استمروا في القتال للأسابيع العديدة المقبلة، إذا لم يتمكنوا من تحقيق المزيد من الاختراقات خلال الأسابيع السبعة أو الثمانية الماضية، فما هو احتمال قيامهم فجأة، مع المزيد من القوات المستنفدة، بتحقيقها؟ لأن الظروف صعبة للغاية".

وذكر مسؤول أمريكي كبير للشبكة، أن الولايات المتحدة تدرك الصعوبات التي تواجهها القوات الأوكرانية، على الرغم من أنها لا تزال تحتفظ بالأمل في إحراز تقدم.

"نظرة قاتمة"

وتساءل التقرير عن إمكانية امتلاك الغرب الصبر لمنح أوكرانيا الوقت الذي تحتاجه؟ وقالت إن "عدم حدوث اختراقات كبيرة ضد روسيا في الأسابيع المقبلة لن يمنح صانعي السياسة الغربيين سوى القليل من الخيارات للنظر في السياق السياسي الأوسع للحرب ، حتى لو لم تكن هناك نهاية تلوح في الأفق".

وأضاف التقرير، بأنه "على الرغم من عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى في المملكة العربية السعودية لإيجاد تسويات سلام محتملة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا يوجد حتى الآن مسار واضح حتى لوقف الحرب"، موضحاً بأن "أوكرانيا ليس لديها رغبة كبيرة في الاستسلام، لأنها تسعى إلى العودة إلى حدودها عام 1991 - وهو طموح يتطلب طرد القوات الروسية من شبه جزيرة القرم التي تم ضمتها، وهو ما يبدو غير مرجح في الوقت الحالي".

ونوه التقرير إلى أن الرئيس الروسي فشل في محاولته محو دولة أوكرانيا  من الخريطة، وذلك لأنه لم يحقق بعد مكاسب من شأنها أن تسمح له بإعلان  الانتصار الذي يمكنه  من ترسيخ من حكمه في الداخل، ولكن في نهاية الأمر، ستكون قدرة كل من روسيا وأوكرانيا على تحمل خسائر فادحة في ساحة المعركة حاسمة في تحديد النقطة التي قد يكون فيها أي من الجانبين منفتحاً على تسوية - عندما تكون تكلفة مواصلة القتال قد تفوقها مكافآت إنهاء الحرب.

الالتزام الأمريكي بالتمويل

وأوضح بأن سيناريو وقف الحرب سيكون له علاقة كبيرة بثبات الدعم الأمريكي أو هشاشته على المدى الطويل، وهو أمر حيوي ليس فقط لتسليح أوكرانيا، ولكن أيضاً للحفاظ على وحدة الناتو والدور الأوروبي.

وأشار التقرير إلى أنه سواء فاز بايدن بولاية ثانية أم لا، فإن إرثه سيهيمن عليه الدور الذي لعبته واشنطن في الحرب الروسية الأوكرانية، في أهم حدث قام به رئيس أمريكي لقيادة الغرب منذ جورج إتش دبليو. بوش في نهاية الحرب الباردة.

وبحسب "سي إن إن"، يعمل بايدن بالفعل على مشروع قانون تمويل جديد من المرجح أن يكون جاهزاً للكونغرس للنظر فيه بحلول نهاية العام، وسيكون هذا الإجراء أهم اختبار حتى الآن لاستعداد أغلبية الحزب الجمهوري في مجلس النواب لمواصلة رمي مليارات الدولارات في الحرب.

وأضاف التقرير بأنه على الرغم من الشكوك العميقة بين العديد من الجمهوريين. وأي إيحاء بأن الهجوم الأوكراني قد تعثر، سيعمق تلك الشكوك حول التزام أمريكي طويل الأمد. في حين أن السياسة الخارجية نادراً ما تكون عاملاً حاسماً في الانتخابات الرئاسية والحرب في أوكرانيا ليست قضية مهيمنة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، فإن بعض مؤيدي الأحزاب في ولايات الاقتراع المبكر مثل آيوا ونيوهامبشاير يثيرونها ويشككون في سخاء الولايات المتحدة بعد شهور من ارتفاع التضخم، والتي حتى لو كانت باردة، ساهمت باستمرار في الآراء المتشددة للاقتصاد الأمريكي.

 استطلاع جديد

والأسبوع الماضي، أظهر استطلاع جديد أجرته شبكة "CNN / SSRS"، التعقيدات السياسية في الولايات المتحدة بشأن الحرب، حيث قال 55% من الناخبين "إنه يجب على الكونغرس ألا يأذن بتمويل إضافي لدعم أوكرانيا، بينما قال 51% إن الولايات المتحدة قد فعلت ما يكفي بالفعل للمساعدة  بينما قال 48% إن عليها فعل المزيد. 

وبعد فترة قصيرة من الهجوم الروسي في فبراير (شباط) العام الماضي، قال 62% إن على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد لدعم أوكرانيا.

وبحسب "سي إن إن"، أظهر الاستطلاع بأن  71% من الجمهوريين يعتقدون أن الكونغرس لا ينبغي أن يأذن بتمويل جديد بينما يقول 62% من الديمقراطيين إنه ينبغي ذلك.

CNN (not Fox News!) announced a poll result, which for the first time showed that the majority of Americans (55%!) Are opposed to increasing aid to #Ukraine in the war with #Russia . If ⁦@JoeBiden⁩ continue the aid, it is against people’s will! https://t.co/y4N9C7y4W5

— Super Leo (@Super_Leo6) August 4, 2023 مشكلة كبيرة

ورسم الجمهوريون في الكونغرس مساراً أكثر صرامة بشأن تمويل أوكرانيا منذ أن سيطر الحزب الجمهوري على مجلس النواب هذا العام، حيث اقترح رئيس المجلس كيفين مكارثي خلال الصيف الحالي، أنه سيخطط لعرقلة أي جهود يقودها مجلس الشيوخ للموافقة على تمويل إضافي لدعم المجهود الحربي لأوكرانيا.

وبحسب التقرير، فإن الديناميكيات السياسية في مجلس النواب الأمريكي، ستشكل أساساً محفوفاً بالمخاطر للدعم الأمريكي لأوكرانيا، مما يؤكد السبب في أن الهجوم المضاد المتعثر يمكن أن يمثل مشكلة كبيرة لزيلينسكي في الولايات المتحدة، إضافة إلى خسارة استراتيجية لأوكرانيا في حربها ضد الروس.

ولكن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، قال لشبكة سي إن إن، أمس، إن "الولايات المتحدة ستواصل تقديم الموارد العسكرية إلى كييف، بما في ذلك معدات إزالة الألغام والذخيرة المدفعية وأنظمة الصواريخ".

مسوؤل أمريكي: الهجوم المضاد بطيء ويواجه صعوبات

https://t.co/ZA3xdusncP

— 24.ae (@20fourMedia) August 9, 2023 مهمة معقدة

مع ذلك، ونظراً لانحسار الدعم الشعبي الأمريكي للحرب الأوكرانية، فقد يواجه بايدن مهمة معقدة في تفسير الدعم الأمريكي المطول لأوكرانيا خلال سباق حاسم  أثناء ترشحه لإعادة انتخابه العام المقبل.

ومن جهته، حذر ترامب بصوت عالٍ من أن موقف بايدن من أوكرانيا قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة ونشوب صراع نووي، قائلاً الشهر الماضي إن "لا ينبغي أن يدفعنا بايدن إلى الاقتراب أكثر من الحرب العالمية الثالثة من خلال تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية"، مضيفاً "بل يجب أن يحاول وقف الحرب ووقف الموت والدمار الرهيبين اللذين تسببهما إدارة تفتقر إلى الكفاءة".

وبحسب قوله، إذا كان إرسال الذخائر العنقودية ناتجاً عن نقص في القذائف التقليدية لدى الولايات المتحدة، فإن هذا "يؤكد فقط الحاجة إلى وقف فوري للتصعيد".

وأضاف ترامب "هذا يعني بالتأكيد أنه لا ينبغي لنا إرسال مخزوننا الأخير إلى أوكرانيا في وضع تم فيه تقليص ترسانتنا الخاصة، وفقاً لجو بايدن الفاسد، لدرجة أنها تشكل خطراً".

وختم التقرير بالقول "عندما يقرر الناخبون الأمريكيون مستقبلهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024،  سيكون هناك فرصة كبيرة أيضاً لأن يلعبوا دوراً في حسم مصير الحرب في أوكرانيا".

Why a stalled Ukrainian offensive could represent a huge political problem for Zelensky in the US | CNN Politics https://t.co/G2hvmMs2zH

— Anette Wallén (@WallenAnette) August 9, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية أمريكا الحرب في أوكرانيا أوكرانيا بايدن زيلينسكي فی الولایات المتحدة القوات الأوکرانیة فی ساحة المعرکة الهجوم المضاد على الرغم من أوکرانیا فی أن الهجوم فی حربها سی إن إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

‏تسريب الهجوم البري الأمريكي في اليمن: قراءة استراتيجية في تكتيكات الحرب غير المعلنة

مصطفى الخطيب

من خلال تتبع الأسلوب الأمريكي في إدارة الصراعات “عن بُعد”، خصوصاً في بيئات غير مستقرة كاليمن، يمكن القول إن ما يُنشر إعلامياً حول نية واشنطن تنفيذ هجوم بري ليس سوى انعكاس لحالة التخبّط المعلوماتي الذي تعيشه الإدارة العسكرية الأمريكية، لا سيما في ساحة معقدة ومتشعبة كهذه. في الحروب المعاصرة، لا تُخاض المعارك بالضرورة عبر الاشتباك المباشر، بل كثيراً ما تدار من وراء ستار المعلومات والتسريبات والضغوط النفسية.

الفجوة الاستخباراتية الأمريكية في اليمن

أثبتت الأسابيع الماضية، إن الولايات المتحدة تفتقر إلى بنية استخباراتية على الأرض تُعتمد عليها في تنفيذ عمليات دقيقة. فرغم الضربات الجوية المستمرة، إلا أن واشنطن لم تستطع تحييد القدرات العملياتية لأنصار الله، الذين واصلوا استهداف السفن العسكرية الأمريكية ومنع السفن الإسرائيلية من العبور وقدرة استهداف عمق الكيان الإسرائيلي بوسائل متطورة وغير متوقعة. هذا العجز الاستخباراتي جعل من الحرب الجوية ذات تأثير محدود، الأمر الذي دفع صانع القرار الأمريكي إلى التفكير بأساليب بديلة للحصول على المعلومات، ومنها تسريب نوايا زائفة.

التسريب كأداة استخبارية

التسريب المتعمد عن عملية برية محتملة يمكن اعتباره أداة لجمع المعلومات بطريقة غير مباشرة. فالهدف منه تحريك الجماعة المستهدفة، ودفعها إلى اتخاذ إجراءات دفاعية استباقية، كإعادة الانتشار أو تأمين مراكز القيادة، ما يسهل عملية الرصد من الجو أو عبر إشارات الاتصالات. هذا النوع من “الهندسة النفسية” يُستخدم غالباً عندما تكون المعلومة الميدانية غائبة، ويُراد استدراج الخصم إلى كشف أوراقه دون اشتباك فعلي.

محاولات لجرّ أنصار الله إلى “خطأ تكتيكي”

ما تسعى إليه واشنطن من خلال هذا التسريب هو دفع أنصار الله إلى ارتكاب خطأ تكتيكي، سواء بتحريك وحداتهم النوعية، أو تفعيل أنظمة دفاع كانت في وضع التخفي. في كلتا الحالتين، ستحصل واشنطن على فرصة لرصد نشاط جديد، ربما يعطيها “نافذة استخباراتية” كانت مفقودة منذ بداية التصعيد الأخير. إنه استدراج غير مباشر: إشعال فتيل خوف محسوب، ليفصح الخصم عن بعض أوراقه، أو يُعيد ترتيب مواقعه بشكل أقل سرية.

استخدام الحرب النفسية لتقويض الداخل لأنصار الله

من الجانب النفسي، فإن الحديث عن اجتياح بري يُستخدم لتوتير الجبهة الداخلية لأنصار الله، وإظهارهم كعامل تهديد وجودي قد يجر البلاد إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. هذا النوع من الضغط يُستهدف به أيضاً البيئة الحاضنة للجماعة، وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، أو على الأقل اختبار مرونة الجماعة في حشد أنصارها عند الشعور بالخطر.

اختبار ردود الفعل الإقليمية والدولية

ضمن حسابات واشنطن، لا يمكن تجاهل أهمية اختبار ردود فعل الشركاء الإقليميين خصوصاً دول الخليج تجاه احتمال انخراط بري في اليمن. كما أن هذا النوع من التسريبات يوفّر فرصة لقياس موقف القوى الدولية مثل روسيا والصين، ومدى استعدادها للدخول في مواجهات سياسية أو حتى دعم غير مباشر لطرفي الصراع. ومتى ما شعرت واشنطن بأن هناك اعتراضاً واسعاً أو بيئة دولية غير مواتية، يمكنها ببساطة التراجع عن الخطوة، مستفيدة من عدم إصدار إعلان رسمي.

محاولة التأثير على الحاضنة الدولية للحركة

لا يقتصر التأثير المتوقع على أنصار الله فقط، بل يمتد إلى الجهات التي تتحالف أو تتعاطف معهم في الإقليم أو خارجه. تسريب نوايا التدخل البري قد يكون بمثابة “جرس إنذار” لحلفائهم، في محاولة لفصل الدعم السياسي أو الإعلامي عنهم، أو دفع هؤلاء الحلفاء لإعادة تقييم جدوى استمرار العلاقة في حال تصاعد الحرب إلى هجوم بري واسع ضد أنصار الله من قبل الآلة العسكرية الأمريكية وحلفائها.

إدارة الظهر الإعلامي للعملية

من اللافت أن الحديث عن الهجوم البري جاء عبر تسريبات إعلامية لا بيانات رسمية. هذه النقطة تحديداً تعكس تكتيكاً معروفاً في العمليات النفسية: استخدام الإعلام كقناة غير رسمية لإرسال رسائل مشفرة. فإذا تحقق الهدف المطلوب من التلويح، سيكون ذلك انتصاراً “نظيفاً” دون تكلفة عسكرية. وإن جاءت النتائج سلبية أو غير محسوبة، يمكن ببساطة التنصل من التسريبات، وتحميل الإعلام مسؤولية “التهويل”.

بناء رواية تمهيدية لأي تصعيد لاحق

في حالة اتخاذ قرار فعلي بتوسيع العمليات العسكرية، فإن هذه التسريبات تعمل كرواية تمهيدية للرأي العام الأمريكي والدولي. التدرج في التصعيد الإعلامي يعطي غطاءً سياسياً لاحقاً لأي تدخل محدود أو موسع. في هذا السياق، يُمكن اعتبار التسريب جزءاً من حملة إدارة التصعيد، وليس مجرد تكتيك آنٍ.

خاتمة تحليلية:

التعامل مع هذه التسريبات على أنها مجرد نية هجومية، دون ربطها بالبُعد الاستخباراتي والنفسي، يُعد قراءة قاصرة للواقع. واشنطن، في ظل غياب سيطرة ميدانية واستخبارات بشرية فاعلة داخل اليمن، تتجه إلى “تحريك المسرح” عبر الحرب النفسية والمعلوماتية. هي لا تُخطط للاجتياح العسكري بقدر ما تُراهن على ردود الفعل. في مثل هذه البيئات، قد يكون الصدى أقوى من الصوت، والإشاعة أقوى من الطلقة.

فالخطر الحقيقي لا يكمن في قدوم قوات أمريكية إلى صنعاء، بل في نجاح واشنطن بجعل خصمها يتحرك باتجاه الكمين… طواعية.

مقالات مشابهة

  • ‏تسريب الهجوم البري الأمريكي في اليمن: قراءة استراتيجية في تكتيكات الحرب غير المعلنة
  • زيلينسكي وأمين عام الناتو يبحثان أمن أوكرانيا وأوروبا وسط تحذيرات من تصعيد روسي
  • ترامب: اللوم يقع على بايدن وزيلينسكي وبوتين في حرب أوكرانيا
  • ترامب: زيلينسكي والمحتال بايدن قاما بعمل فظيع بالسماح ببدء الأزمة في أوكرانيا
  • زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا في ظل تصاعد القصف الروسي | خبير يحلل
  • زيلينسكي ينتقد حياد ترامب تجاه الهجمات الروسية ويدعوه لزيارة أوكرانيا
  • زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا لرؤية حجم الدمار الذي خلفته الحرب
  • أول تعليق من ترامب على الهجوم الدموي الروسي على مدينة سومي في أوكرانيا
  • قبل اتخاذ أي قرار.. زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا
  • زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا: تعال قبل اتخاذ أي قرار