ليبيا الأحرار:
2024-09-11@02:43:58 GMT

ذئب اللغة!

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

ذئب اللغة!

شخصياً، لا أعتبر جمال الزائدي صحفياً أو إدارياً بارزاً بقدر ما أتعامل معه كمثقف وكاتب يقدم منظومة ذهنية تنضوي ضمن الباقات الأكثر تماسكاً في الساحة الليبية. وبسبب اقتراب نصه من الأدب وعدم ابتعاده عن الفلسفة، أضف إلى هذا صداقتنا اللطيفة التي لم يؤذها ما يمكن أن أسميه تجاوزاً (تناقضاتنا الفكرية) مع ابتسامة خفيفة، لهذا وزيادةً تهمني جداً سطوره رغم فترات الانقطاع.

عندما ارتكب جمال مقالة “الكمبرادور” وجيرها بالكامل لهجاء المرتهنين للغرب رغم إمكانية المصطلح لتناول المصابين بحالة الرضوخ للشرق، ألحت عليّ الرغبة لأقرأ رأيه في “الكمبرادور” بصيغة الجمع. فالرأسمالية وليبراليتها ليست اللاعب الوحيد في المجال الوطني، وآثار النظرية الأوراسية لا تخفى على متأمل ذي قامة فارعة كالزائدي، إلا إذا كان يتقصد القفز عليها ويتخطاها لأغراض في جمجمته. سأخبركم أنّني كتبت نصاً قد يكون لاذعاً لاستفزازه على التوغل وتعميق الطرح، حتى لو كانت النتيجة سيلاً من الجمل التي تبرر الوثبة. في جميع الأحوال، كنت سأستفيد وأتعرف على كينونة المشهد الذي يراه من زاويته المضمخة بالثراء. لم أنشر مقالي الحاد الذي عنونته “بتشريح الكمبرادور”، ولكنني نشرت نسخة مطلسمة تدندن حوله خوفاً من إثارة سخط “اللعين”. نعم، كما لا يعلم الجميع، فأنا أراعي أحاسيس من يهمني أمر مشاعرهم أحياناً، وهذه إحدى المرات النادرة التي يلمع فيها هذا البرق في سمائي المكفهرة.

اليوم قرأت مقالاً جديداً للأستاذ جمال الزائدي – رفع الكلفة قد يزعجه – أنا أفرط في المراعاة، هذه أعراض خطيرة أرجو أن لا تتطور. لنعد من المسارات الجانبية إلى نصه “كم نبعد عن واحة الديمقراطية”. الأسلوب الأدبي الذي يدون به جمال مقالاته ليس موجهاً لجمهور اللغة البيضاء الذي تغزل لهم الصحف مادتها في الغالب. إنه يخاطب شريحة تستطيع استيعاب ما اختزله في جمل فخمة ترسم صورة كبيرة جداً. فهو، كما أعرف، قاريء نهم يضع الناقد أمامه عندما يناقش موضوعاً ويخمد النار قبل أن تشتعل بمآلات للفرار العاجل كي لا يحاصر. إنه لا يريد أن يفسر ما أدغمه ببساطة. أعتقد أنّ هذا الأمر أصبح فطرياً لديه وليس تربصياً. فن التنزه في الغابة مع تفادي فخاخ الصياد حصاد مران قديم. المقصد من تناول أرغفة الكاتب الساخنة ليس إرغامه على البوح، بل التلذذ بأفكاره قدر المستطاع والذهاب معها إلى حيث تريد. لن أقدم سردية مناقضة هنا رغم أنها متاحة، ولكن سأستفهم فقط، حتى لا أقول ما لم ينبس به صديقي العزيز: “ما هي آلية الحكم التي تتوافق مع نمط الحياة الليبي؟” أعني القيم النسبية التي تعليها. ضع لنا ما استخلصته عن الحقيقة وفق وجهة نظرك في سياقها التاريخي الراهن.

الإجابة حسب الأستاذ جمال الزائدي في مقاله: توجد في ليبيا (بنْية اجتماعية وثقافية في مرحلتها الأبوية) ومن لا يدرك ذلك (نخبة منبهرة تتعمد ترسيخ السديمية أو مصابة بالجهل). ولكن الممارسة (الديمقراطية) ضرورة، غير أنّ (الديمقراطية في الحالة الليبية ليست بالضرورة أن تكون الوسيلة الوحيدة للتعامل مع المعضلة التي نعيشها).

تناقضات يفرضها النص حتى بعد وضعه في سياقه. هل يقول جمال: إنّ الضرورات الديمقراطية غير ضرورية على هذه الأرض وفي هذا التاريخ، لأنّ النخبة لا تعي أنّ البنية الاجتماعية والثقافية غير ديمقراطية وبدائية أبوية؟ هذا جليّ وغير قابل للتفسير إلا على هذا النحو مع محاولاتي العديدة الفاشلة للويّ عنق السطور في اتجاه آخر.

عزيزي جمال، ما هي الوسيلة الأخرى (آلية الحكم) للتعامل مع المعضلة الليبية؟

لماذا كتبت مقالك؟ هل تدعونا إلى الانتظار حتى تصبح البنية الاجتماعية والثقافية ديمقراطية؟ لا بأس، ماذا نفعل كنخبة واعية أثناء ذلك؟ هل نستمر في استزراع الديمقراطية التي ترفضها الحقيقة الاجتماعية وتفرضها الحقيقة السياسية، وننضم إلى “السديميين” والجهلة المنزعجين من التباين كما نعتهم؟

هل ستقول أنّك تلتقط صورة فوتوغرافية وتصف ما احتواه الكادر؟ فأنت لا تفعل ذلك يا “دجيم”!

حدثنا بتواضع لابلاغة كارثية تشوبه ، انزل لنا من برجك النخبوي السامق، وحاول أن تراعي تجربتنا البسيطة في أزقة الذهن العالي. لا تتمتع بالنص وأنت تحفره، ساعدنا في تهجي أبجدية المواربات والمجازات والاستعارات و”بنات آوى”. يا ذئب اللغة، أذهلنا ببراثن لا مخمل يغلف قساوتها القاتلة!

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي القناة وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

الكاتب حسام الوحيشي شاعر و كاتب و صحفي و مؤلف ليبي أسس و ساهم في تأسيس عدد من و الوحدات و الاقسام و الادارات…

Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف

إقرأ أيضاً:

جمال عارف: مباراة صعّبها مانشيني 

ماجد محمد

هنأ الناقد الرياضي، جمال عارف، المنتخب الوطني بفوزه على نظيره الصيني بنتيجة 2-1 في المباراة التي جرت اليوم الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.

وقال عارف في تغريدة له على حسابه الرسمي على منصة اكس: “ مبروك لمنتخبنا ثلاث نقاط مهمة في مشوار التأهل للمونديال أمام التنين الصيني خارج الديار”.

وأضاف: “مباراة صعّبها مانشيني وزاد من صعوبتها كنو بالبطاقة الحمراء وجاء كادش ليحفظ ماء الوجه لمانشيني وينقذ الأخضر من تعادل كان أشبه بالخسارة”. .

وتابع: “ورغم الفوز ارى ان هناك لاعبين يحتاجون إلى ان يفهموا انهم يرتدون شعار المنتخب ومدرب يجب عليه أن استمرار أخطاء التشكيل والمنهجية لابد ان يعيد النظر فيهما خصوصاً وان القادم أصعب .
واختتم قائلا : “الف مبروك للفوز”.

مقالات مشابهة

  • هاريس: ترامب ترك لنا "أسوأ اعتداء على الديمقراطية"
  • جمال عارف: مباراة صعّبها مانشيني 
  • المناظرة الحاسمة.. مواجهة ترامب وهاريس على أرض الديمقراطية قبل الانتخابات المصيرية
  • الرئيس السيسي يهنئ كوريا الديمقراطية الشعبية وطاجيكستان بذكرى التأسيس ويوم الاستقلال
  • الجبهة الديمقراطية تدين مجزرة مواصي خانيونس
  • أبو الغيط يهنئ الرئيس تبون بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لولاية ثانية
  • القيادة تهنئ رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بمناسبة إعادة انتخابه لمدة رئاسية جديدة
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” ترحب بما ورد في تقرير بعثة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تعلن مشاركتها في الدورة الـ٥٧ لمجلس حقوق الإنسان بجنيف
  • الرئيس المشاط يهنئ رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية