ليبيا الأحرار:
2025-01-26@09:40:50 GMT

ذئب اللغة!

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

ذئب اللغة!

شخصياً، لا أعتبر جمال الزائدي صحفياً أو إدارياً بارزاً بقدر ما أتعامل معه كمثقف وكاتب يقدم منظومة ذهنية تنضوي ضمن الباقات الأكثر تماسكاً في الساحة الليبية. وبسبب اقتراب نصه من الأدب وعدم ابتعاده عن الفلسفة، أضف إلى هذا صداقتنا اللطيفة التي لم يؤذها ما يمكن أن أسميه تجاوزاً (تناقضاتنا الفكرية) مع ابتسامة خفيفة، لهذا وزيادةً تهمني جداً سطوره رغم فترات الانقطاع.

عندما ارتكب جمال مقالة “الكمبرادور” وجيرها بالكامل لهجاء المرتهنين للغرب رغم إمكانية المصطلح لتناول المصابين بحالة الرضوخ للشرق، ألحت عليّ الرغبة لأقرأ رأيه في “الكمبرادور” بصيغة الجمع. فالرأسمالية وليبراليتها ليست اللاعب الوحيد في المجال الوطني، وآثار النظرية الأوراسية لا تخفى على متأمل ذي قامة فارعة كالزائدي، إلا إذا كان يتقصد القفز عليها ويتخطاها لأغراض في جمجمته. سأخبركم أنّني كتبت نصاً قد يكون لاذعاً لاستفزازه على التوغل وتعميق الطرح، حتى لو كانت النتيجة سيلاً من الجمل التي تبرر الوثبة. في جميع الأحوال، كنت سأستفيد وأتعرف على كينونة المشهد الذي يراه من زاويته المضمخة بالثراء. لم أنشر مقالي الحاد الذي عنونته “بتشريح الكمبرادور”، ولكنني نشرت نسخة مطلسمة تدندن حوله خوفاً من إثارة سخط “اللعين”. نعم، كما لا يعلم الجميع، فأنا أراعي أحاسيس من يهمني أمر مشاعرهم أحياناً، وهذه إحدى المرات النادرة التي يلمع فيها هذا البرق في سمائي المكفهرة.

اليوم قرأت مقالاً جديداً للأستاذ جمال الزائدي – رفع الكلفة قد يزعجه – أنا أفرط في المراعاة، هذه أعراض خطيرة أرجو أن لا تتطور. لنعد من المسارات الجانبية إلى نصه “كم نبعد عن واحة الديمقراطية”. الأسلوب الأدبي الذي يدون به جمال مقالاته ليس موجهاً لجمهور اللغة البيضاء الذي تغزل لهم الصحف مادتها في الغالب. إنه يخاطب شريحة تستطيع استيعاب ما اختزله في جمل فخمة ترسم صورة كبيرة جداً. فهو، كما أعرف، قاريء نهم يضع الناقد أمامه عندما يناقش موضوعاً ويخمد النار قبل أن تشتعل بمآلات للفرار العاجل كي لا يحاصر. إنه لا يريد أن يفسر ما أدغمه ببساطة. أعتقد أنّ هذا الأمر أصبح فطرياً لديه وليس تربصياً. فن التنزه في الغابة مع تفادي فخاخ الصياد حصاد مران قديم. المقصد من تناول أرغفة الكاتب الساخنة ليس إرغامه على البوح، بل التلذذ بأفكاره قدر المستطاع والذهاب معها إلى حيث تريد. لن أقدم سردية مناقضة هنا رغم أنها متاحة، ولكن سأستفهم فقط، حتى لا أقول ما لم ينبس به صديقي العزيز: “ما هي آلية الحكم التي تتوافق مع نمط الحياة الليبي؟” أعني القيم النسبية التي تعليها. ضع لنا ما استخلصته عن الحقيقة وفق وجهة نظرك في سياقها التاريخي الراهن.

الإجابة حسب الأستاذ جمال الزائدي في مقاله: توجد في ليبيا (بنْية اجتماعية وثقافية في مرحلتها الأبوية) ومن لا يدرك ذلك (نخبة منبهرة تتعمد ترسيخ السديمية أو مصابة بالجهل). ولكن الممارسة (الديمقراطية) ضرورة، غير أنّ (الديمقراطية في الحالة الليبية ليست بالضرورة أن تكون الوسيلة الوحيدة للتعامل مع المعضلة التي نعيشها).

تناقضات يفرضها النص حتى بعد وضعه في سياقه. هل يقول جمال: إنّ الضرورات الديمقراطية غير ضرورية على هذه الأرض وفي هذا التاريخ، لأنّ النخبة لا تعي أنّ البنية الاجتماعية والثقافية غير ديمقراطية وبدائية أبوية؟ هذا جليّ وغير قابل للتفسير إلا على هذا النحو مع محاولاتي العديدة الفاشلة للويّ عنق السطور في اتجاه آخر.

عزيزي جمال، ما هي الوسيلة الأخرى (آلية الحكم) للتعامل مع المعضلة الليبية؟

لماذا كتبت مقالك؟ هل تدعونا إلى الانتظار حتى تصبح البنية الاجتماعية والثقافية ديمقراطية؟ لا بأس، ماذا نفعل كنخبة واعية أثناء ذلك؟ هل نستمر في استزراع الديمقراطية التي ترفضها الحقيقة الاجتماعية وتفرضها الحقيقة السياسية، وننضم إلى “السديميين” والجهلة المنزعجين من التباين كما نعتهم؟

هل ستقول أنّك تلتقط صورة فوتوغرافية وتصف ما احتواه الكادر؟ فأنت لا تفعل ذلك يا “دجيم”!

حدثنا بتواضع لابلاغة كارثية تشوبه ، انزل لنا من برجك النخبوي السامق، وحاول أن تراعي تجربتنا البسيطة في أزقة الذهن العالي. لا تتمتع بالنص وأنت تحفره، ساعدنا في تهجي أبجدية المواربات والمجازات والاستعارات و”بنات آوى”. يا ذئب اللغة، أذهلنا ببراثن لا مخمل يغلف قساوتها القاتلة!

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي القناة وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

الكاتب حسام الوحيشي شاعر و كاتب و صحفي و مؤلف ليبي أسس و ساهم في تأسيس عدد من و الوحدات و الاقسام و الادارات…

Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف

إقرأ أيضاً:

مقتل وإصابة 4 أشخاص في اشتباكات بين جيش الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس

لقى اثنان من المدنيين مصرعهما بينما أصيب أثنان آخران في اشتباكات بين القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ومتمردي حركة 23 مارس في قرية نيوندو إقليم كاليهيه في جنوب كيفو.

ووفقًا لتقارير من المجتمع المدني في كاليهيه، قامت حركة 23 مارس بشن هجوم على مواقع الجيش في نيوندو بهدف الاستيلاء على القرية، إلا أن الجيش تمكن من صد الهجوم مستخدمًا قواته الجوية بشكل خاص.

وأفادت مصادر من المجتمع المدني في إقليم كاليهيه بأن حركة 23 مارس، التي كانت تسعى للاستقرار في المنطقة، تعرضت لضربات وقصف من قبل طائرات القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وثلاثة قتلى، بينهم رجل وامرأة وطفل.

تم نقل المصابين، الذين هم أيضًا من المدنيين، إلى مستشفى بانزي في بولينجا. وقد أكد المجتمع المدني في كاليهيه هذا الخبر، معربا عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في نيوندو.

في هذا السياق، تم تسجيل حالات انتهاكات ارتكبها المتمردون. حيث قُتل رجل لأنه رفض نقل معدات الحرب الخاصة بـ متمردي حركة 23 مارس.

منذ 19 يناير، تمكن متمردو حركة 23 مارس من الوصول إلى إقليم كاليهي في جنوب كيفو. ومنذ ذلك الحين، احتلوا مدينة مينوفا، بالإضافة إلى مناطق نومي، لومبيشي، كالونجو وغيرها.ووفقا لـمحافظ جنوب كيفو، جان جاك بوري، تم اتخاذ تدابير لـ ملاحقتهم في إقليم كاليهي بـ جنوب كيفو.

اقرأ أيضاًالجيش الكونغولي يستعيد السيطرة على منطقة استراتيجية بشرق البلاد

مصادر: حركة 23 مارس المتمردة تستولي على بلدة استراتيجية شرق الكونغو الديمقراطية

نزوح جماعي للسكان إثر تقدم متمردو حركة 23 مارس شرق الكونغو الديمقراطية

مقالات مشابهة

  • اجتماع أممي بشأن الكونغو الديمقراطية وكينشاسا تستدعي دبلوماسييها من رواندا
  • مقتل 9 جنود من قوات حفظ السلام بالكونغو الديمقراطية
  • الكونغو الديمقراطية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع رواندا وتستدعي دبلوماسييها
  • لدعمها المتمردين.. الكونغو الديمقراطية تستدعي دبلوماسييها في رواندا
  • استشاري يكشف العوامل والدلائل التي تكشف سبب الإصابة بالاكتئاب.. فيديو
  • الأمم المتحدة تنقل مؤقتًا موظفيها غير الأساسيين من جوما شرق الكونغو الديمقراطية
  • الإثنين.. اجتماع مجلس الأمن لبحث الأزمة في الكونغو الديمقراطية
  • إصابة 9 من قوات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية
  • مقتل وإصابة 4 أشخاص في اشتباكات بين جيش الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس
  • الاتحاد الأوروبي قلق إزاء تصاعد الصراع شرقي الكونغو الديمقراطية