يمانيون/ تقارير في 8 من أغسطُس، شهد العالمُ حادثةً غيرَ عادية في البحر الأحمر وخليج عدن، حَيثُ دخلت المدمّـرتان الأمريكيتان يو إس إس كول ويو إس إس لابون في اشتباك طويل ومعقد مع القوات اليمنية، والتي استخدمت صواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في هجوم منسق، هذا الاشتباك، الذي استمر لساعات، سلَّطَ الضوءَ على القدرات العسكرية المتطورة لليمنيين، وأثار تساؤلاتٍ حول مستقبل التفوق العسكري في المنطقة.

وفي هذا التقرير، سنحاول معرفة تفاصيل هذا الاشتباك بشكل أكبر، وسنلقي نظرة على تسليح المدمّـرتين الأمريكيتين، وتقنيات التخفي المتقدمة التي تعتمد عليها، وأهميّة تصريح قائد الأسطول الخامس الأمريكي الذي أعقب هذه المواجهة مع تحليل الاحتمالات المستقبلية لتطور القدرات العسكرية للجيش اليمني.

القدراتُ التسليحية للمدمِّـرتين:

تحمل كُـلّ مدمّـرة حوالي 40- 50 صاروخًا دفاعيًّا بعيدَ المدى وكذلك 32 صاروخًا دفاعيًّا قصيرَ المدى كذلك قد تحمل كُـلّ مدمّـرة حوالي 20-30 صاروخ توماهوك لضرب أهداف برية.

إضافة لنظام فالنكس للدفاع القريب، وهو مدفع سريع الإطلاق وليس صاروخًا، مخصصًا لاعتراض التهديدات قصيرة المدى (على بعد كيلومترات قليلة).

وبالتالي فَــإنَّ إجمالي الصواريخ التي يمكن أن تحملها كُـلّ مدمّـرة يتراوح عادةً بين 90 إلى 96 صاروخًا؛ اعتمادًا على التوزيع بين الصواريخ الدفاعية والهجومية.

قدرات على التخفي:

في عالم العمليات البحرية الحديثة، تعتبر القدرة على التخفي والتمويه من أهم المزايا التي تمنح السفن الحربية -مثل المدمّـرتين يو إس إس كول ويو إس إس لابون- القدرة على تنفيذ مهامها بنجاح.

 تعتمد هاتان المدمّـرتان، كغيرهما من المدمّـرات الحديثة من فئة “أرلي بيرك”، على تقنيات متقدمة تهدف إلى تقليل بصمتهما على أجهزة الاستشعار المختلفة؛ مما يجعلهما أكثر صعوبة في الاكتشاف والتعقب.

يعد التصميم الشبحي للمدمّـرتين عنصرًا أَسَاسيًّا في تقليل بصمتهما الرادارية، حَيثُ تتميز هذه السفن بهياكل مصممة بزوايا حادة وشكل هندسي يقلل من الانعكاسات الرادارية، هذا التصميم يجعل اكتشاف المدمّـرتين بواسطة الرادارات التقليدية أكثر تعقيدًا، ولتحسين قدرتَيهما على التخفي، تم طلاءُ المدمّـرتين بموادٍّ خَاصَّة تمتص إشارات الرادار بدلًا عن عكسها.

هذا الطلاء يسهم في تقليل بصمتهما الرادارية بشكل كبير؛ مما يجعل اكتشافهما بواسطة الرادارات المتقدمة أكثر صعوبة.

في المناطق الحساسة أَو أثناء العمليات العسكرية الحرجة، يمكن للمدمّـرتين تفعيلُ استراتيجية “EMCON” التي تشمل تقليلَ أَو إيقاف استخدام الأنظمة الإلكترونية، مثل الرادارات وأجهزة الاتصالات، هذه الخطوة تساعدُ في تقليل البصمة الإلكترونية للمدمّـرتين، مما يمنع العدوّ من التقاط إشاراتهما وتعقب حركتهما.

البصمةُ الحرارية هي عامل مهم في اكتشاف السفن، خَاصَّة باستخدام أجهزة الاستشعار الحرارية، تتميز المدمّـرتان بأنظمة تبريد خَاصَّة تقلل من حرارة العادم المنبعث من المحركات وأنظمة الدفع؛ مما يقلل من فرص اكتشافهما حرارياً.

فيما يتعلقُ بالصوت، تم تصميمُ المدمّـرتين لتقليل الضوضاء الناجمة عن المحرِّكات والمراوح، هذه الخاصية تجعلُ اكتشافهما باستخدام السونار وأجهزة الاستشعار الصوتية أكثر صعوبة؛ مما يزيد من قدرتهما على التخفي أثناء العمليات البحرية.

وتحقيقًا لأقصى درجات التخفي، يمكن للمدمّـرتين تنفيذ مهامهما خلال الليل أَو في ظروف الطقس السيئة، هذه الاستراتيجية تعززُ من فرصهما في التحَرُّكِ دون اكتشاف، مستفيدتَينِ من الظلام وسوء الرؤية.

أخيرًا، تمتلكُ المدمّـرتان أنظمةَ تشويش إلكترونية متطورة تُمَكِّنُهما من تعطيل رادارات وأجهزة استشعار العدوّ، هذا التشويش يسهمُ في تضليل محاولات الاستهداف؛ مما يجعلُ المدمّـرتين أقلَّ عُرضةً للهجمات.

وعلى الرغم من كُـلِّ هذه التقنيات المتقدمة، لا يمكن القولُ بأن المدمّـرتين غيرُ مرئيتين تماماً، حَيثُ وتعتمدُ فعاليةَ التخفِّي على عدة عواملَ، بما في ذلك التكنولوجيا المتاحة لدى الطرف الآخر والظروف البيئية، والتكتيكات المستخدَمة من قبل المدمّـرتين.

كيف تمكّنت القوات اليمنية من رصدهما؟:

في العمليات العسكرية البحرية، تعتبر القدرة على رصد السفن الحربية أثناء تحَرّكها من العوامل الحاسمة التي تؤثر على مجريات المعركة ونتائجها.

بالنسبة للمدمّـرتين الأمريكيتين يو إس إس كول ويو إس إس لابون فَــإنَّ القدرة على رصدهما تعني إمْكَانية تتبعهما وتحديد موقعَيهما بدقة بواسطة مجموعة من أنظمة الاستشعار المتقدمة مثل الرادار، السونار، الأنظمة الحرارية، فمعرفةُ موقع السفينة وتحَرّكاتها يتيحُ للقوات المهاجمة الاستعدادَ بشكل أفضلَ للمواجهة.

هناك عدةُ احتمالات حولَ كيفية الرصد من الجانب اليمني قد يكون عبرَ الرادار أحد أكثر الوسائل الفعالة لرصد السفن، عبر إرسال واستقبال موجات راديو تنعكسُ عن سطح السفينة، يمكنُ للرادارات على الشاطئ أَو على متن السفن والطائرات اكتشافُ السفن وتحديدُ موقعها بدقة.

وتحت الماء، يلعبُ السونار دورًا رئيسيًّا في رصد السفن، يمكن للسونار -سواءٌ أكان نشطًا أَو سلبيًّا- اكتشافُ الضوضاء الصادرة عن السفينة أَو التعرف عليها من خلال انعكاس الإشارات الصوتية من هيكلها.

وكذلك أنظمة التصوير الحراري لها القدرة على الكشف عن الحرارة المنبعثة من المحركات وأنظمة الدفع على متن السفن، هذه الأنظمة قادرة على اكتشاف السفن حتى في الظلام أَو في ظروف الطقس السيئة، أَو من خلال رصد الاتصالات والانبعاثات الإلكترونية من السفينة يمكن أن يكشفَ عن موقعها واتّجاهها.

 وعلى الرغم من تقنيات التخفِّي التي تمتلكها هذه السفن الحربية، إلا أن الرصدَ المُستمرَّ أَو الفعال قد يعرّضها لمخاطرَ أكبر ويحدُّ من قدرتها على تنفيذ عملياتها بفعالية.

احتمالاتُ إصابة هدف متحَرِّك بصاروخ بالستي:

ضربُ هدف متحَرّك مثل مدمّـرة بحرية بصاروخ باليستي يمثل أحدَ أكبر التحديات التقنية في ساحة المعركة الحديثة الأهداف البحرية ليست فقط سريعة ومتحَرِّكة باستمرار، بل إنها مجهزة بأنظمة دفاعية متطورة تجعل من الصعب إصابتها بدقة.

ومع ذلك، يمكن تحقيق ذلك عبر مجموعة من الاستراتيجيات والتقنيات المتقدمة في هذا التقرير سنستعرض الخطوات والمفاهيم الرئيسية التي يمكن استخدامها لضرب هدف متحَرّك بنجاح.

أول خطوة لضرب هدف متحَرّك هي تحديد موقعه بدقة يتم ذلك باستخدام مجموعة من أجهزة الاستشعار المتقدمة مثل الرادارات الأرضية، الطائرات بدون طيار، الأقمار الصناعية، والسونار البحري.

 هذه الأجهزة تعمل معًا لتوفير بيانات دقيقة في الوقت الفعلي حول موقع الهدف، والتي يتم إرسالها بعد ذلك إلى منصة الإطلاق للتحضير لضربة دقيقة.

بعد إطلاق الصاروخ الباليستي، يصبح تحديث مساره أثناء الطيران أمرًا ضروريًّا؛ لضمان إصابة الهدف المتحَرّك.

ومع استخدام تقنيات التوجيه بالأقمار الصناعية والرادارات النشطة، يمكن أن تصلَ نسبةُ نجاح إصابة هدف متحَرّك مثل مدمّـرة إلى حوالي 50 % إلى 70 %، وهي نسبةٌ مرتفعة نسبيًّا مقارنة بالصواريخ الباليستية التقليدية، ومع ذلك، تظل فعالية الدفاعات الجوية على المدمّـرة عاملًا حاسمًا في تحديد النتيجة النهائية.

باستخدام الطائرات المسيَّرة لتوجيه الصواريخ الباليستية نحو المدمّـرتين وهما تتحَرّكان، يمكن بالفعل زيادةُ احتمالية إصابة الهدف، لكن تحديدَ نسبة النجاح بدقة يعتمد على عدة عواملَ معقَّدة.

إذا كانت الطائراتُ المسيَّرة قادرةً على توفير معلومات دقيقة ومحدَّثة في الوقت الفعلي حول موقعِ المدمّـرتين وسرعة تحَرّكهما، فَــإنَّ ذلك يزيد من دقة توجيه الصواريخ.

 تعتمدُ الدقة على مدى تطور نظام التوجيه في الصواريخ إذَا كان الصاروخ مزوَّدًا بنظام توجيه محدَّث يستند إلى GPS أَو توجيه نشط؛ فهذا سيزيدُ من احتمالية الإصابة، ومع ذلك، الصواريخ الباليستية التقليدية قد تواجه تحدياتٍ في إصابة أهداف متحَرّكة.

ولكن أنظمة الدفاع على المدمّـرتين، مثل يو إس إس كول ويو إس إس لابون مجهزة بأنظمة دفاع جوي متقدمة (مثل صواريخ SM-2 وSM-3 وأنظمة CIWS Phalanx) مصممة لاعتراض الصواريخ القادمة؛ مما يقلل من فرص نجاح الهجوم.

 وَإذَا كان هناك تنسيقٌ فَعَّالٌ بين الطائرات المسيَّرة التي توفر البيانات والصواريخ الباليستية، يمكن تحسينُ الدقة، لكن ذلك يتطلَّبُ مستوىً عالياً من التخطيط والتكامل.

 ولكن بالنظر إلى التكنولوجيا الحالية والتحديات المعقدة، قد تكونُ نسبةُ إصابة هدف متحَرّك مثل مدمّـرة أمريكية باستخدام المسيَّرات التي ترصُدُ الهدفَ للصواريخ الباليستية التقليدية منخفضة نسبياً، ربما تتراوحُ بين 10 % إلى 30 %.

 إذَا تم تحسين التوجيه باستخدام الطائرات المسيَّرة مع أنظمة توجيه دقيقة وفعالة، قد ترتفع النسبة، لكن المدمّـرتين ستظل لديهما فرص عالية لاعتراض الصواريخ أَو تفاديها.

الخلاصة يمكن للطائرات المسيَّرة تحسين فرص إصابة المدمّـرتين بالصواريخ الباليستية وهما تتحَرّكان، لكن نسبة النجاح ستظل منخفضة نسبيًّا؛ بسَببِ قدرات الدفاع المتقدمة على المدمّـرتين، النسبة الدقيقة تعتمد على جودة التنسيق، التكنولوجيا المستخدمة، واستعداد الدفاعات على السفن الحربية.

إعادةُ الدخول المناوِرة:

تعتبر مركبات إعادة الدخول المناورة (MaRV) جزءًا من الصواريخ الباليستية الحديثة، وتمنحُها القدرةَ على تغيير مسارها أثناء هبوطها باتّجاه الهدف، هذه المركباتُ مزوَّدة بأنظمة توجيه تسمح لها بتعديل مسارها لضرب الأهداف المتحَرّكة بدقة أكبر.

 عند اقتراب الصاروخ من الهدف، يمكن للمركبة استخدام مستشعرات خَاصَّة لتحديد موقع الهدف بدقة وتوجيه نفسها لضمان إصابة مباشرة.

وعندما نتحدث عن مركبات إعادة الدخول المناورة (MaRV)، فَــإنَّنا نشير إلى جزء من الصاروخ الباليستي الذي ينفصل عنه أثناء نزوله نحو الهدف، هذه المركبة ليست مثل الرأس الحربي التقليدي الثابت؛ بدلاً عن ذلك، يمكنها تغيير مسارها أثناء الطيران نحو الهدف.

 بعد أن يقطع الصاروخ الباليستي مساره الرئيسي نحو الهدف، تنفصل عنه مركبة MaRV.

في الصواريخ التقليدية، ينزل الرأس الحربي في مسار ثابت دون القدرة على تغيير اتّجاهه، لكن مع MaRV، الوضع مختلف.

 هذه المركبة مزودة بأنظمة توجيه ومحركات صغيرة تمكّنها من تغيير اتّجاهها في الجو إذَا كان الهدف متحَرّكاً، يمكن لـ MaRV تعديل مسارها لتتبعه وتوجيه نفسها نحوه، بدلاً عن مُجَـرّد السقوط في خط مستقيم.

عند اقتراب مركبة MaRV من الهدف، تبدأ في استخدام مستشعراتها الخَاصَّة (مثل الرادار أَو أنظمة التوجيه الأُخرى) لتحديد موقع الهدف بدقة بناءً على هذه البيانات، تقوم المركبة بتصحيح مسارها بشكل مُستمرّ، حتى تضمن أنها ستضرب الهدفَ مباشَرةً.

الأهداف المتحَرّكة، مثل السفن الحربية، يمكنُها تغييرَ موقعها بسرعة كبيرة إذَا كان الرأس الحربي للصاروخ ثابتًا ولا يمكنه تغيير مساره بعد الإطلاق، فقد يفوِّت الهدف.

لكن مع MaRV، هناك فرصةٌ أكبرُ لإصابة الهدف حتى لو كان يتحَرّك؛ لأَنَّ المركبة يمكنها المناورة وتعديل مسارها بناءً على التغييرات في موقع الهدف.

بمعنى آخر، مركبة MaRV تجعل الصاروخ أكثر دقة وفعالية في ضرب الأهداف المتحَرّكة مقارنة بالصواريخ التقليدية.

إذا كانت الصواريخ الباليستية مزودة بـ MaRV وتستخدم معلومات دقيقة في الوقت الفعلي، مثل تلك التي توفرها الطائرات المسيَّرة، فقد تصل نسبة نجاح إصابة الهدف إلى 70 % إلى 90 %.

مع الأخذ في الاعتبار التكنولوجيا المتقدمة لـ MaRV والدقة المتزايدة التي يمكن أن توفرها، يمكن تقدير نسبة نجاح إصابة المدمّـرتين بحوالي 70 % إلى 90 %، وهو معدل نجاح مرتفع للغاية مقارنة بالصواريخ الباليستية التقليدية.

رغم التقدم التكنولوجي، يبقى ضرب هدف متحَرّك تحديًا كَبيراً؛ فالسرعةُ العالية للهدف وتغيُّرُ اتّجاهه بشكل متكرّرٍ يزيدان من صعوبة التنبؤ بموقعه المستقبلي، بالإضافة إلى ذلك، فَــإنَّ المدمّـراتِ البحرية مثل يو إس إس كول ويو إس إس لابون مجهَّزة بأنظمة دفاعية متقدمة يمكنها اعتراض الصواريخ القادمة؛ مما يزيد من تعقيد المهمة، وأخيرًا، الوقت اللازم لإطلاق الصاروخ وتصحيح مساره قد يسمح للهدف بتغيير موقعه بشكل كبير، مما يتطلب تحديثات مُستمرّة لمسار الصاروخ.

إذن ضرب هدف متحَرّك بصاروخ باليستي يتطلب تكنولوجيا متقدمة جِـدًّا تجمع بين أنظمة التوجيه الحديثة، والقدرة على تحديث المسار أثناء الطيران، والاستفادة من أنظمة التوجيه النهائية القابلة للمناورة.

ومع الأخذ في الاعتبار التكنولوجيا المتقدمة لـ MaRV والدقة المتزايدة التي يمكن أن توفرها، يمكن تقدير أن الصواريخ اليمنية البالستية التي تم استخدامها لإصابة الهدف تمتلك هذا النوع من التقنية وهو السيناريو الأقرب.

إذن امتلاك الجيش اليمني صواريخَ باليستيةً مزوَّدةً بمركبات إعادة الدخول المناورة (MaRV) هذا يعني تحولًا كَبيراً في قدراته العسكرية، ويشير إلى تقدم تكنولوجي كبير يغيِّر من معادلات الصراع في المنطقة، كما أن هذه التقنية تمتلكها دول قليلة عظمى كأمريكا وروسيا والصين والهند وكوريا الشمالية.

“اليمنيون” قد يصدِّرون التكنولوجيا العسكرية:

التصريح الذي أدلى به قائدُ الأسطول الخامس الأمريكي عقبَ الاشتباك الطويل بين المدمَّـرتَينِ يو إس إس كول ويو إس إس لابون والصواريخ والمسيَّرات اليمنية يحملُ دلالاتٍ مهمةً تتعلق بتحليل الأداء العسكري للجيش اليمني والتهديد الذي يمثِّله على القوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة وهو اعترافٌ بقدرات اليمنيين المتطورة.

كذلك الاشتباكُ الطويلُ الذي استمرَّ لساعات يشيرُ إلى أن اليمنيين يمتلكون قدراتٍ عسكريةً متقدمة تمكّنهم من الصمود في مواجهة مع اثنتين من أكثرِ المدمّـرات الأمريكية تطورًا هذا يعكسُ مستوىً متقدمًا من التخطيط والتنسيق واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

 كذلك التصريح يشيرُ إلى قلق متزايد لدى القيادة العسكرية الأمريكية من أن الحوثيين لا يكتفون فقط باستخدام التكنولوجيا المتاحة لديهم، بل هم أَيْـضاً في طورِ تطوير وتحسين قدراتهم بشكل مُستمرّ، وَإذَا استمر هذا الاتّجاه، فقد يصلُ الحوثيون إلى مستوىً يمكنُهم فيه منافسة قوى إقليمية أُخرى أَو حتى تصدير تقنياتهم لجهات أُخرى.

وبالتالي فَــإنَّ الاشتباك الذي استمر لساعات دون حسم سريع من قبل المدمّـرتين الأمريكيتين قد يثيرُ القلقَ بشأن قدرة القوات الأمريكية على الدفاع عن مصالحها وحماية خطوط الملاحة في المنطقة إذَا استمرت قدرات الحوثيين في التطور، هذه القدرة على الصمود في وجه تكنولوجيا متطورة قد تشكِّلُ تهديدًا مستقبليًّا أكبرَ.

إشارة قائد الأسطول الخامس إلى من أسماهم “الحوثيين” كمصدرٍ قادمٍ للتكنولوجيا قد تعني أن الولاياتِ المتحدةَ قد تُعيدُ تقييمَ استراتيجيتها في المنطقة وقد يتطلَّبُ هذا زيادةً في التدخل العسكري أَو تكثيفَ الجهود الدبلوماسية للحد من تطور قدرات الحوثيين العسكرية.

وفي سياقِ الاشتباك الذي استمرَّ لساعات بين المدمّـرتين الأمريكيتين والقوات اليمنية، يعكسُ تصريحَ قائد الأسطول الخامس الأمريكي قلقًا جديًّا بشأنِ التطور السريع لقدرات الحوثيين العسكرية.

هذا التصريحُ يشيرُ إلى أن قوات صنعاء قد لا تكون فقط خصمًا محليًّا، بل قد تصبح لاعبًا مؤثرًا في نشر وتطوير التكنولوجيا العسكرية في المنطقة؛ مما يفرِضُ تحدياتٍ جديدةً على الولايات المتحدة وحلفائها في المستقبل القريب.

نقلا عن المسيرة نت # القوات المسلحة اليمنية#الصواريخ الباليستية#العدو الأمريكي#العمليات البحرية#العمليات العسكرية اليمنية#المدمرات الأمريكيةً#اليمنالطائرات المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الصواریخ البالیستیة الأسطول الخامس الطائرات المسی السفن الحربیة إصابة الهدف موقع الهدف فی المنطقة الذی استمر على التخفی القدرة على التی یمکن المتح ر ک إذ ا کان صاروخ ا ـرتین ا یمکن أن م ستمر ف ــإن

إقرأ أيضاً:

صعود القوات اليمنية.. قراءة لتطوّرات العمليات البحرية الأخيرة

 

 

تصاعدت وتيرة العمليات اليمنية في الآونة الأخيرة، وتنوّعت في التكتيك ما بين القصف المباشر بالصواريخ والمسيّرات، والاقتحام المباشر عبر وحدات الكومندوز في البحرية اليمنية، فيما من المتوقّع أن تتطوّر العمليات وتتصاعد من دون أدنى تأثّر أو تراجع بأيّ “حسابات سياسية أو خيارات أخرى” كما أعلن ذلك صراحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
ويبقى الثابت الوحيد أنّ العمليات اليمنية إسنادية بالدرجة الأولى لفلسطين، ولا تستهدف سوى السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” أو تلك التي تنتهك قرار حظر الملاحة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
ما يؤكّد تصاعد العمليات البحرية اليمنية في الفاعلية وقوة التأثير- ذلك النشاط المكثّف للقوات المسلحة اليمنية مطلع الشهر الجاري، وخلال شهر أغسطس الماضي، بتنفيذ عشر عمليات في البحر الأحمر وخليج عدن، آخرها ما أعلنته القوات المسلحة اليمنية من استهداف سفينة يونانية تدعى “بلو لاغون ون” في البحر الأحمر، وهي واحدة من أبرز عملياتها التي تؤكّد تصاعد نشاطها العسكري في دعم فلسطين، ومضاعفة الضغط والحصار على الأهداف المرتبطة بالعدو الإسرائيلي.
تفاصيل جديدة
استهدفت القوات اليمنية “بلولاغون ون”، وهي ناقلة نفط يونانية كانت ترفع علم بنما. تعرّضت السفينة لصواريخ دقيقة لم تكشف عن نوعيتها القوات المسلحة اليمنية لكنها تحدّثت عن “إصابة السفينة بشكل مباشر”، وهو ما أكده مركز المعلومات البحرية المشترك الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، إذ اعترف بأنّ صاروخين أصابا السفينة فيما انفجر ثالث بالقرب منها.
وإذا افترضنا أنها بالفعل “كانت متجهة جنوباً عبر البحر الأحمر إلى وجهة غير مدرجة” كما ادّعى مركز المعلومات البحرية المشترك، فإنّ المرجّح أن صنعاء استهدفت تلك السفينة اليونانية “بلو لاغون ون” بسبب قيام سفن أخرى تابعة للشركة المالكة نفسها بكسر قرار الحظر المفروض على العدو الإسرائيلي من قبل اليمن.
لسنا في وارد التفصيل، ما يهمّ أنّ هذه العملية جاءت بعد يومين فقط من عملية مشابهة استهدفت سفينة “غروتون” في خليج عدن، وحقّقت إصابة مباشرة أيضاً، كما أنها تأتي بعد أيام من العملية التاريخية التي استهدفت ناقلة النفط اليونانية “سونيون” وظلّت مشتعلة لأيام طويلة في عرض البحر الأحمر، بعد قصفها بالصواريخ والمسيّرات واقتحامها تالياً من قبل وحدة كومندوز تابع للبحر اليمنيّ، اعتلى السفينة وفخّخها وفجّرها في مشهد صادم وزّعه الإعلام الحربي اليمني وتابعه الجميع.
ردود الفعل والتبعات وتسليط الضوء على العمليات اليمنية لم يقتصر فقط على الأضرار التي لحقت بالسفينة الأخيرة وما سبقها خلال شهري أغسطس وسبتمبر، بل امتدّ إلى الصراع الدبلوماسي مع القوى الغربية؛ حيث ادّعت القيادة المركزية للجيش الأميركي بأنّ القوات المسلحة اليمنية استهدفت ناقلة نفط سعودية وهو ما نفته الرياض رسمياً، ونفته مصادر موثوقة في صنعاء.
هذه العمليات المتتالية والمتصاعدة والقوية، شكّلت صدمات متتالية للأوساط الغربية، وهذا ما عكسته تداولات الصحافة الغربية ومراكز الأبحاث وتصريحات مسؤولين سابقين في البنتاغون والقائمة تطول، وأثيرت تساؤلات حول قدرة واشنطن على الردع، وفشل البحرية الأمريكية أمام القوات اليمنية الصاعدة، والأهمّ من ذلك ما كشفته وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي سابق في البنتاجون بأنّ “حاملات الطائرات الأمريكية غير موجودة في آسيا للمرة الأولى منذ العام 2001″، والحديث عن خلو البحر الأحمر من القطع العسكرية الأميركية تماماً، وهذا التحوّل غير المسبوق منذ 23 عاماً، لم يكن ليحصل لولا تنامي القوات اليمنية وتصاعد عملياتها الضاغطة، وقوة تأثيرها على البحرية الأمريكية نفسها.
وينسحب الأمر على القطع العسكرية البحرية الأوروبية، إذ أكدت مصادر في البحرية اليمنية أن فرقاطة أوروبية تابعة لـ “عملية سبيدس” ويُحتمل أنها فرنسية، حاولت التدخّل لمنع القوات اليمنية من تنفيذ العملية ضدّ “سونيون” الشهر الماضي، لكنها اضطرت في النهاية إلى التراجع تحت وقع الضربات اليمنية، وبعد العملية لجأت دول مشاركة في “عملية سبيدس” إلى الخيار الدبلوماسي، واستعانت بوسطاء وتواصلت بالفعل مع صنعاء لتأمين سحب الناقلة، ونتيجة تلك الجهود وافقت صنعاء بموجب تفاهم سياسي على سحب تلك الناقلة، على أن ترسل قاطرات يوم الأحد الماضي لمباشرة “عملية الإنقاذ”، الأمر الذي أثار حفيظة واشنطن التي تسعى ولا تزال لإفشال هذا التفاهم طمعاً في تحقيق مكسب ولو دعائي للتحريض على صنعاء بعد أن فشلت في مواجهتها وردعها والحد من قدراتها وعملياتها عسكرياً وعلى مدى قرابة ثمانية أشهر.
ثمّة مؤشّرات سلبية توحي بتأثّر القوى الأوروبية بالضغوط الأمريكية، ويعزّز ذلك تأخير البعثة البحرية الأوروبية عملية الإنقاذ، بحجة أنّ “عمال الإنقاذ امتنعوا” وأنّ “الظروف غير آمنة” مع الحديث عن “حلول بديلة” يجري البحث عنها لإنقاذ السفينة، وسواء نجحت الحلول البديلة أو لم تنجح فإنّ صنعاء لم تعد مسؤولة عن غرق السفينة وما يترتّب على ذلك، كونها سمحت منذ وقت مبكر بسحب السفينة، وبالتالي فإنّ واشنطن والاتحاد الأوروبي من يتحمّل مسؤولية غرق السفينة.
وفي كلتا الحالتين فإنّ صنعاء انتصرت دبلوماسياً كما انتصرت عسكرياً وأثبتت قدرتها على فرض الحصار البحري على كيان العدو وفشل الردع الغربي.
الرسائل الاستراتيجية
تأتي هذه العمليات في سياق استراتيجي واسع يتجاوز مجرّد استهداف السفن. إن نجاح اليمن في تنفيذ عمليات نوعية معقّدة يعكس تزايد قدراته العسكرية، وتأكيده أنّ الحصار البحري على “إسرائيل” سيستمرّ بلا هوادة. وتبرهن هذه العمليات فشل الاستراتيجيات الغربية في مواجهة تصاعد واستمرار عمليات الإسناد اليمنية لغزة والضفة، كما أنها تؤازر أوراق الضغط المتصاعدة من جبهات الإسناد على معسكر الأعداء، ونقصد بذلك العمليات النوعية التي تصدرها المقاومة الفلسطينية، وكذلك الهجمات النوعية من حزب الله في لبنان بما فيها “عملية الأربعين”، وتبقى الخشية الأكبر لدى “إسرائيل” من الردّ الإيراني والردّ اليمني المقبلين.
العمليات الأخيرة تؤكّد تطوّر القدرات اليمنية في الصراع البحري، وتبرهن قدرتها على تنفيذ عمليات معقّدة ودقيقة رغم الضغوط الدولية.
هذه الرسائل تعكس قوة التصعيد اليمني والتحديات الكبيرة التي تواجهها القوى الغربية في الحفاظ على استراتيجياتها ليس في البحر فقط بل في المنطقة كلّها، في ظلّ تمسّك صنعاء بمعادلة الحصار مقابل الحصار بتسجيلها أكثر من 183 عملية خلال فترة “طوفان الأقصى” وبمعدل عملية وأكثر كلّ يومين، ضمن مسار تصاعدي يجري تطويره بشكل مستمرّ بلا سقف سياسي أو اعتبارات أخرى يمكن أن تحدّ من العمليات اليمنية، ما لم يتوقّف العدوان والحصار على غزة، ويتوقّف التصعيد في الضفة.

مقالات مشابهة

  • صعود القوات اليمنية.. قراءة لتطوّرات العمليات البحرية الأخيرة
  • الواثق البرير: هذه القوات وفي ظل رفضها من أحد طرفي الحرب، يمكن أن تتحول إلى طرف ثالث
  • القوات المسلحة اليمنية تواصل التنكيل بالطائرات الأمريكية.. إسقاط الطائرة التاسعة من إم كيو 9
  • بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن إسقاط طائرة أمريكية من نوع MQ9 في أجواء محافظة صعدة (إنفوجرافيك)
  • القوات المسلحة اليمنية.. تحدٍ كشف الضعف الأمريكي
  • القوات اليمنية تطهر مساحات جديدة من ألغام الحوثي
  • سرايا القدس تثمن دعم واسناد القوات المسلحة اليمنية
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية
  • قائد آيزنهاور: حاملات الطائرات لم تعد في مأمن من الصواريخ والطائرات المسيرة