جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-08@06:25:51 GMT

افتراضات!

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

افتراضات!

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

فلنفترض أنَّه لم تندلع نيران الحرب في السابع من أكتوبر على شعب غزة ولم يمت كل أولئك الناس وأن الحياة كما كانت قبل ذلك التاريخ كيف سيكون المشهد وما الذي سيتغير وأننا لا نزال عالقين في أعوام سابقة وأن أزمة كورونا لم تبدأ بعد وأن الطبيعة كانت جميلة ولم تشوهها الحروب وأن حاسة الشم التي كدت أن أفقدها في كورونا لازالت قوية رغم أنها ليست كذلك الآن.

فلنفترض أن أيام الإجازة الأسبوعية هي الخميس والجمعة، أما السبت هو بداية أيام الأسبوع وبداية العمل والدراسة، هل لو عاد بنا الزمن إلى الوراء سيتغير شيء من مخططاتنا وأحلامنا وتفاصيلنا وماذا نأكل؟! هل سنرى أننا متعلقون كل هذا التعلق بهواتفنا وهي تلازمنا كل هذه الملازمة وكأنه طفل صغير لا يُفارقنا. الحياة ليست كما نحب ولم تعد كما كانت قبل أن يصبح الإنسان مرتبطاً كل الارتباط بالشبكة الإلكترونية والعنكبوتية وغيرها، فلنفترض أن أيام مقاهي الإنترنت في بداية طفرتها وكنَّا ندفع 500 بيسة على الساعة نظير استخدامنا وتصفحنا لإيميلات حياتنا اليومية وأن مواقع "مكتوب دوت كوم" و"ياهو" و"هوتميل" تتصدر المشهد.

فلنفترض أنَّ الاحتفالات المدرسية التي كانت تقام في المدرسة وكنَّا نتدرب عليها عدة أسابيع لنتقن الفقرات أصبحت من المتاحات في هذا الوقت وهذا الزمن، ولم تعد فقرات إلا مختصرة لا توجد بها لا حياة ولا طعم ولا لون.

فلنفترض أنَّ التطور الذي دخل لم يدخل وانشغالاتنا بهواتفنا وبرامج التواصل الاجتماعية التي أنستنا الكثير من مجريات الحياة اليومية لم نعد كما كنَّا، ولم يعد كل شيء كما كان، ولن يعود للتلفزيون ذلك الوقت، فقد أصبحت شاشاتنا بين أيدينا ولم تعد التلفزيونات إلا للعب البلايستيشن أو لأثاث منزلي يوضع على الحائط يبقى مغلقًا أيامًا وليالي عديدة.

فلنفترض أن هناك في كل منزل شخص لم يعد مفقودا وعادت له الحياة وهو بيننا الآن فكيف لنا أن نخبره كيف أصبحنا نعيش حياتنا بعده كحياة اعتيادية ولا يوجد شيء آخر إلا غيابه فقط ولكننا مضينا في سبيلنا وأن الحي يتناسى الميت بغصة كي يتأقلم مع النقص الذي حدث.

الافتراضات كثيرة ولكن أهمها أننا كنا نعيش حياة طبيعية ولا ننشغل عن من هم حولنا فكنَّا نستمع للأخبار بحرص شديد وننتظر أوقات الإفطار والغداء والعشاء عندما كانت أمهاتنا وجداتنا يحرصن على تواجد نظام مُعين في كل منزل متعارف عليه وأن أيام العيد هي أيام زيارة الأرحام واستلام العيديات ولربما هذا الشيء الوحيد الذي لازلنا محافظين عليه وليس بشكل كامل لكننا نحاول.

فلنفترض أن السماء تمطر، وأننا لا نصور المطر وإنما نستمتع به وصوت أمنا وهي تنادينا للدخول إلى المنزل خوفًا علينا من المرض، لكننا نعاند ونبقى تحت المطر حتى نتبلل فنعود إلى المنزل بعدها ونستمتع بكل تلك اللحظات الجميلة التي كنَّا نعيشها بحب وصفاء وهدوء وراحة.

كانت الحياة جميلة جدًا وكنَّا صغارًا لا نفقه إلّا أن نكون سعداء ونحن سعداء ببساطة ما كنَّا نعيشه، وكنا نستمتع بالمشاركة؛ فالهاتف المنزلي للجميع، والتلفاز للجميع، والنوم في غرفة واحدة جميعًا، لم نكن نسعى أو نخطط للانفراد، لذلك كنَّا نتحدث باستمرار ونتشارك القرارات والأحلام والرؤى؛ فكانت الرؤية واضحة وإيجابية وبناءة وممتعة، لذا فلنفترض أننا هناك في وقت ما لن يعود أبدًا رغم كل هذا التطور غير المسبوق الذي نعيشه ورغم أنَّ الطفولة لم تعد بريئة كما كانت عليه.

فلنفترض أننا الأفضل ولنسعى جاهدين لتحقيق النجاح المطلوب الذي يجب أن نحققه دائمًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أسرة الطفل يوناثان: لحظات المعمودية كانت مهيبة وكأنها ولادة تانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شاركت “البوابة” أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فرحتهم بمعمودية أطفالهم في يوم أحد التناصير، في أجواء مملوءة بالروحانية والبهجة، ووسط لحظات إنسانية مؤثرة عايشناها وسط العائلات، وهم يشهدون أولادهم يولدون من جديد في حضن الكنيسة.

وكان لنا لقاء مع أسرة نالت بركة معمودية ابنها البكري في هذا اليوم المقدس، حيث التقينا بهم عقب انتهاء القداس، وبدت على وجوههم ملامح الفرح والامتنان.

 في حديثهم معنا، شاركونا مشاعرهم التي امتزجت بين التأثر والفرحة، مؤكدين أن لحظة نزول طفلهم إلى جرن المعمودية كانت بالنسبة لهم بمثابة ميلاد روحي جديد، لا يقل أهمية عن ميلاده الجسدي.

وقالت يوستينا: “كنت حاسة إن قلبي بيترجف من الفرحة والخوف في نفس الوقت.. كأنّي بسلمه لربنا علشان يباركه ويحفظه في كل أيام حياته، اللحظة كانت مهيبة بجد، كأنها ولادة تانية، بس ولادة روحية مش جسدية.”

تصف يوستينا لحظة نزول ابنها في الماء المقدس بعيون ممتلئة بالدموع قائلة: “لما الكاهن أخده بين إيديه بعد المعمودية،حسيت إن نور جديد بيشع من وشه.. كأنه ابتدى صفحة جديدة بيضا مع ربنا.”

أما الأب، يوسف، فوقف إلى جوار زوجته، صامتًا للحظات قبل أن يبدأ الحديث. كان صوته مزيجًا من الرهبة والدهشة:

“أنا شوفت طقس معمودية الأطفال كتير طول حياتي، وكنت بشوفه حاجة جميلة وبس، لكن لما جيه الدور على يوناثان،حسيت إن اللي بيتعمد مش هو لوحده.. أنا كمان كنت باتعمد معاه، كنت باتطهر من جوّا.”

يتوقف قليلًا ويسترجع اللحظة قائلاً: “لما غمروه في الماء، لقيت دموع في عنيّ يوستينا، ودموعي أنا كمان نزلت من غير ماأخد بالي. ماكنتش بعيط حزن، دي كانت رهبة وفرحة في نفس الوقت. حسيت إن ربنا حط إيده على ابني، وبيرحب بيه في كنيسته.”

“كنت حاسس كأني أنا اللي اتولدت من جديد، كأني أنا اللي أخدت سر المعمودية.”

واختتمت يوستينا: “رأيت والديّ ينظران إلى ابني بحب وفخر، وكأنهما يسترجعان ذكريات معموديتي منذ سنوات، كانت السعادة تملأ قلوب الجميع، والتفّ أفراد العائلة حولنا ووقفنا جميعًا لالتقاط صور تذكارية، بينما كان يوناثان يرتدي ثوبه الأبيض الناصع، ويبدو كأنه ملاك صغير هذا اليوم لن أنساه طوال حياتي”.

 

مقالات مشابهة

  • ترامب لنتنياهو: إن كانت لديك مشاكل مع أردوغان فعليك حلها
  • الروقي معلقا على جدول بطولات الأندية: إن كانت حقيقية فهي أم الكوارث
  • ترامب: الصين كانت ستوافق على صفقة لبيع تيك توك
  • برقية غيرت التاريخ.. كيف كانت السبب في دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى؟
  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • أسرة الطفل يوناثان: لحظات المعمودية كانت مهيبة وكأنها ولادة تانية
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • جنرال إسرائيلي: حرب غزة كانت الأكثر ضرورة في تاريخ إسرائيل ولكن..!
  • محمد أبو داوود: لا يهمني حجم الدور.. و5 مشاهد في الاختيار 3 كانت كافية لصنع التأثير
  • جمال القليوبي: مصر كانت تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري قبل عام 2017