جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-11@02:48:17 GMT

افتراضات!

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

افتراضات!

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

فلنفترض أنَّه لم تندلع نيران الحرب في السابع من أكتوبر على شعب غزة ولم يمت كل أولئك الناس وأن الحياة كما كانت قبل ذلك التاريخ كيف سيكون المشهد وما الذي سيتغير وأننا لا نزال عالقين في أعوام سابقة وأن أزمة كورونا لم تبدأ بعد وأن الطبيعة كانت جميلة ولم تشوهها الحروب وأن حاسة الشم التي كدت أن أفقدها في كورونا لازالت قوية رغم أنها ليست كذلك الآن.

فلنفترض أن أيام الإجازة الأسبوعية هي الخميس والجمعة، أما السبت هو بداية أيام الأسبوع وبداية العمل والدراسة، هل لو عاد بنا الزمن إلى الوراء سيتغير شيء من مخططاتنا وأحلامنا وتفاصيلنا وماذا نأكل؟! هل سنرى أننا متعلقون كل هذا التعلق بهواتفنا وهي تلازمنا كل هذه الملازمة وكأنه طفل صغير لا يُفارقنا. الحياة ليست كما نحب ولم تعد كما كانت قبل أن يصبح الإنسان مرتبطاً كل الارتباط بالشبكة الإلكترونية والعنكبوتية وغيرها، فلنفترض أن أيام مقاهي الإنترنت في بداية طفرتها وكنَّا ندفع 500 بيسة على الساعة نظير استخدامنا وتصفحنا لإيميلات حياتنا اليومية وأن مواقع "مكتوب دوت كوم" و"ياهو" و"هوتميل" تتصدر المشهد.

فلنفترض أنَّ الاحتفالات المدرسية التي كانت تقام في المدرسة وكنَّا نتدرب عليها عدة أسابيع لنتقن الفقرات أصبحت من المتاحات في هذا الوقت وهذا الزمن، ولم تعد فقرات إلا مختصرة لا توجد بها لا حياة ولا طعم ولا لون.

فلنفترض أنَّ التطور الذي دخل لم يدخل وانشغالاتنا بهواتفنا وبرامج التواصل الاجتماعية التي أنستنا الكثير من مجريات الحياة اليومية لم نعد كما كنَّا، ولم يعد كل شيء كما كان، ولن يعود للتلفزيون ذلك الوقت، فقد أصبحت شاشاتنا بين أيدينا ولم تعد التلفزيونات إلا للعب البلايستيشن أو لأثاث منزلي يوضع على الحائط يبقى مغلقًا أيامًا وليالي عديدة.

فلنفترض أن هناك في كل منزل شخص لم يعد مفقودا وعادت له الحياة وهو بيننا الآن فكيف لنا أن نخبره كيف أصبحنا نعيش حياتنا بعده كحياة اعتيادية ولا يوجد شيء آخر إلا غيابه فقط ولكننا مضينا في سبيلنا وأن الحي يتناسى الميت بغصة كي يتأقلم مع النقص الذي حدث.

الافتراضات كثيرة ولكن أهمها أننا كنا نعيش حياة طبيعية ولا ننشغل عن من هم حولنا فكنَّا نستمع للأخبار بحرص شديد وننتظر أوقات الإفطار والغداء والعشاء عندما كانت أمهاتنا وجداتنا يحرصن على تواجد نظام مُعين في كل منزل متعارف عليه وأن أيام العيد هي أيام زيارة الأرحام واستلام العيديات ولربما هذا الشيء الوحيد الذي لازلنا محافظين عليه وليس بشكل كامل لكننا نحاول.

فلنفترض أن السماء تمطر، وأننا لا نصور المطر وإنما نستمتع به وصوت أمنا وهي تنادينا للدخول إلى المنزل خوفًا علينا من المرض، لكننا نعاند ونبقى تحت المطر حتى نتبلل فنعود إلى المنزل بعدها ونستمتع بكل تلك اللحظات الجميلة التي كنَّا نعيشها بحب وصفاء وهدوء وراحة.

كانت الحياة جميلة جدًا وكنَّا صغارًا لا نفقه إلّا أن نكون سعداء ونحن سعداء ببساطة ما كنَّا نعيشه، وكنا نستمتع بالمشاركة؛ فالهاتف المنزلي للجميع، والتلفاز للجميع، والنوم في غرفة واحدة جميعًا، لم نكن نسعى أو نخطط للانفراد، لذلك كنَّا نتحدث باستمرار ونتشارك القرارات والأحلام والرؤى؛ فكانت الرؤية واضحة وإيجابية وبناءة وممتعة، لذا فلنفترض أننا هناك في وقت ما لن يعود أبدًا رغم كل هذا التطور غير المسبوق الذي نعيشه ورغم أنَّ الطفولة لم تعد بريئة كما كانت عليه.

فلنفترض أننا الأفضل ولنسعى جاهدين لتحقيق النجاح المطلوب الذي يجب أن نحققه دائمًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترامب: في عهدي لم يحدث تضخم.. والصين كانت تدفع لأمريكا بالمليارات

أكد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، أن في عهده لم يكن هناك تضخم، مشيرًا إلى أنه لن يفرض رسوما على المبيعات، ولكن على البضائع المستوردة.

ترامب: أنا الرئيس الوحيد الذي جعل الصين تدفع لأمريكا مليارات الدولارات

وأشار ترامب، خلال مناظرته مع المرشحة الديمقراطية هاريس، نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أنه الرئيس الوحيد الذي جعل الصين تدفع لأمريكا مليارات الدولارات ولم يكن هناك تضخم في عهده.

ولفت، إلى أن الهجرة تؤثر سلبا على اقتصاد الولايات المتحدة بشكل قاطع.

مقالات مشابهة

  • ترامب: الصين كانت تدفع لنا مئات المليارات الدولارات ولم يكن لدينا تضخم خلال تواجدي في الحكم
  • ترامب: في عهدي لم يحدث تضخم.. والصين كانت تدفع لأمريكا بالمليارات
  • إيقاف 43 لاعب مدى الحياة في الصين
  • وقفة.. رسائل في الحياة
  • ملامح من الحياة في كندا (1)
  • النعامة.. العثور على فتاة قاصر كانت مختفية في ظروف غامضة
  • كانت بتدافع عن أبوها.. محاكمة «ممرضة المقطم» غدًا
  • كانت في السيارة إلى جانب خطيبها.. الشابة ريتا خسرت حياتها في حادث سير مروّع
  • ترويض الموت في مرايا الحياة
  • أسباب الحريق الهائل في ناقلة نفط كانت في طريقها إلى عدن