1 قبل أن نتحدث عن ما بعد جنيف، لابد أن نتوقف قليلاً مع قصة الوفد الذي ذهب لمشاورات مع الأمريكان في جدة بقيادة السيد القيادي المحترم محمد بشير أبونمو وعادامس الاول ، ذهب ذلك الوفد رفيع المستوى يحمل تساؤلات واستفسارات لكى يذهب السودان عن بينة إلى جنيف، وكانت الحكومة وافقت على الذهاب إلى جنيف مبدئياً بناءً على خطاب وزارة الخارجية الأمريكية.
تتخلص هذه التساؤلات حول ترتيبات ذلك اللقاء الذي تمت دعوة السودان إليه.
سأل الوفد السوداني الأمريكان..
لماذا استبدلتم جنيف بجدة؟
على كيفنا.
طيب قلتم إن جدة ستكون الأساس فما هي ضمانات تنفيذ ما اتفقنا عليه في جدة؟
ماعندنا ليكم أي ضمانات.
سمح، لماذا دعيتم الإمارات والإيغاد وتعرفون رأينا فيهما؟
نحن أصحاب الدعوة ومن حقنا أن ندعو من نشاء!!
كويس، الآن قبلتم تشاورنا معكم كحكومة فهل تقبلون مشاركة وفد الحكومة في جنيف؟
لا.. يشارك في جنيف فقط قادة رفيعون من الجيش.!!
طيب قيمة اعترافاتكم بحكومتنا شنو؟
عايزنكم تصلوا جنيف بس.!!.
ممكن تراجعوا كلامكم ده.؟
ماعندنا غير كده
TAKE IT OR leave it!
هنا قال لهم أبونمو كما تخيلت (يعني إنتو حددتو زمان ومكان المفاوضات والمشاركين فيها وحددتو المشاركين في وفدنا ذاتو، والأجندة، وكمان دعيتو داعمي التمرد مراقبين، وبعد ده ما عندكم لينا ضمانات بتنفيذ ما يمكن أن نتفق عليه.!!.. يعني ده كلو حاصل وعاوزننا نشارك في المهزلة دي… ياخي أقولكم……….)، أبونمو رجل مهذب، لملم ورقو، وأوصى بمقاطعة جنيف فقط.
2
تتعامل معنا أمريكا بغطرسة وطريقة مهينة لا أعرف لماذا.. ؟ السيد بلينكن يأمر رئيسنا بأن يذهب مباشرة إلى جدة بدون كلام، ثم يرسل له رسالة لينزع منه صفته الرسمية كرئيس للدولة، وهو عملياً لا يعترف بالحكومة إذ يرفض أن تتفاوض مع المتمردين كحكومة، الجيش فقط!!.
ماهى مشكلة أمريكا معنا، رئيسنا لم يقل يوما (طُز) في أمريكا ولم يقل (دنا عذابها) ولم يضعها تحت (جزمته) حتى الآن!!.
3
سؤال آخر محيرني، لماذا تدعم أمريكا التمرد وتغطي على جرائمه وجرائم الممولين والمسعرين للحرب وأموالهم وسلاحهم وذلك رغم كل الفظائع والبشاعات التي ارتكبوها والتي وصلت حد الإبادة.!!. هل لأن القوى العلمانية أحبابنا أهل الهوى اصطفت مع التمرد أم أنها تكره الشعب السوداني لوجه الله، أم تسعى إدارة بايدين وهي في الرمق الأخير أن تتكسب من مآسينا وتخرج بانجاز سياسي يساعد السيدة كامليا هاريس في ورطتها أمام ترمب، خاصة وأن إدارة بايدن خالية من أي إنجاز خارجي، بل بالعكس كل الكوارث الخارجية من حروب ومجاعات في عهد الديمقراطيين الميمون وإلى الآن غارقة إلى أذنيها في غزة وتستعد لحرب إقليمية ضد إيران وحزب الله والحوثيين دفعة واحدة.!!.
4
بعد جنيف.. إلى أين؟، أمريكا تحاول الآن بكل السبل الضغط على الرئيس البرهان للمشاركة في جنيف خلال الـ48 ساعة القادمة، وهي توسط الآن كل من له صلة بالسودان لتليين موقف الرئيس البرهان ولا أعرف كيف يمكن أن يقرر الرئيس البرهان وحده منفرداً المشاركة في جنيف وسط معارضة كل حلفائه وحكومته، بل كل الرأي العام يرفض أن يشارك السودان في هذه المهزلة بهذه الطريقة المهينة؟!.
5
إذا تخلف السودان – وهذا مرجح بنسبة كبيرة – عن جنيف ماذا ستفعل أمريكا؟ ستحاول استخدم المجاعة كأداة جديدة لدفع الاتحاد الأفريقي لتبني موقف ضد السودان لتصعد بذلك الموقف الأفريقي إلى مجلس الأمن تحت غطاء إنساني وضجيج وتهديد بعقوبات، ولكن تمرير قرار بالتدخل الإنساني أو غيره مشكوك فيه، الولايات المتحدة لن تستطيع تمريره في مجلس الأمن في ظل معارضة روسيا والصين، وحتى إذا تبنت قرار تدخل دون قرار من مجلس الأمن تحت ذرائع إنسانية وجاءت بمرتزقة أفارقة لتنفيذ أجندتها لن تكسب شيئاً، بل سيتوحلون في مستنقع الحرب بالسودان، بمئات الآلاف من مرتزقة آل دقلو عجزوا عن هزيمة الجيش السوداني، وسيقاتلهم الشعب السوداني كله كغزاة كما قاتل الجنجويد وليس بمقدور أي قوات أن تفعل أكثر مما فعله بنا الجنجويد ومرتزقتهم. يعنى يعملوا شنو أكثر مما فعلت المليشيات بالشعب السوداني؟!
(ما فعلت..
مسعورة في ديار الناس ما فعلوا
ما خربت يد أقسى المجرمين يدا
ما خربت واستباحت هذه الدول
هذي التي المثل العليا على فمها
وعند كل امتحان تبصق المثل!)
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی جنیف
إقرأ أيضاً:
«الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء
صدت القوات المسلحة السودانية، فجر اليوم الأربعاء، مسيرات تابعة لميليشيا الدعم السريع، كانت تستهدف منطقة محطة أم دباكر الحرارية لتوليد الكهرباء بولاية النيل الأبيض، لكن لحق بها ضررا بسيطا لا يذكر. ويجرى الآن إصلاحها.
واستهدفت مسيرات الدعم السريع الأسبوع الماضي محطة لكهرباء في مدينة مدني مما أدى لانقطاع الكهرباء عن مدينة أم درمان بشكل كلي ومدينة مروي بشكل جزئي.
السودان استهداف المناطق الحرارية بشكل متكرروهذه ليست المرة الأولى، فمنذ أسبوعين، لا تتوقف قوات الدعم السريع عن استهداف منشآت الطاقة الكهربائية في السودان، إذ ضربت السبت الماضي، عبر المسيرات محطات للكهرباء في ولايتي القضارف وسنار، بالإضافة، إلى محطة الشواك التحويلية للكهرباء بولاية القضارف ما أدى لتضرر محولين في المحطة إلى جانب الخط الناقل للكهرباء من سد أعالي عطبرة وستيت، واستطاعت القوات المسلحة السودانية وتصدّت المضادات الأرضية للجيش السوداني لمسيرات حاولت استهداف المحطة التحويلية لكهرباء خزان سنار.
الصراع في السودان عدد ضحايا الحرب المعلن عنهممنذ أن بدأت الحرب بين الطرفين منتصف أبريل 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، وآخرون قضوا نحبهم محاولين مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، نظرا لعدم توفر الموارد المالية، ليموت بعضهم في الطريق بسبب العطش والجوع، او الحر الشديد.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان «كارثي»
السودان إلى أين؟.. مصطفى بكري يكشف جهود الجيش في مواجهة ميليشيا الدعم السريع (فيديو)
أطباء السودان: مقتل 2 وإصابة 11 فى قصف للدعم السريع على أم درمان