موقع النيلين:
2025-02-27@09:19:20 GMT

عادل الباز: ماذا بعد جنيف؟

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

1 قبل أن نتحدث عن ما بعد جنيف، لابد أن نتوقف قليلاً مع قصة الوفد الذي ذهب لمشاورات مع الأمريكان في جدة بقيادة السيد القيادي المحترم محمد بشير أبونمو وعادامس الاول ، ذهب ذلك الوفد رفيع المستوى يحمل تساؤلات واستفسارات لكى يذهب السودان عن بينة إلى جنيف، وكانت الحكومة وافقت على الذهاب إلى جنيف مبدئياً بناءً على خطاب وزارة الخارجية الأمريكية.


تتخلص هذه التساؤلات حول ترتيبات ذلك اللقاء الذي تمت دعوة السودان إليه.
سأل الوفد السوداني الأمريكان..
لماذا استبدلتم جنيف بجدة؟
على كيفنا.
طيب قلتم إن جدة ستكون الأساس فما هي ضمانات تنفيذ ما اتفقنا عليه في جدة؟
ماعندنا ليكم أي ضمانات.
سمح، لماذا دعيتم الإمارات والإيغاد وتعرفون رأينا فيهما؟
نحن أصحاب الدعوة ومن حقنا أن ندعو من نشاء!!
كويس، الآن قبلتم تشاورنا معكم كحكومة فهل تقبلون مشاركة وفد الحكومة في جنيف؟
لا.. يشارك في جنيف فقط قادة رفيعون من الجيش.!!
طيب قيمة اعترافاتكم بحكومتنا شنو؟
عايزنكم تصلوا جنيف بس.!!.
ممكن تراجعوا كلامكم ده.؟
ماعندنا غير كده
TAKE IT OR leave it!
هنا قال لهم أبونمو كما تخيلت (يعني إنتو حددتو زمان ومكان المفاوضات والمشاركين فيها وحددتو المشاركين في وفدنا ذاتو، والأجندة، وكمان دعيتو داعمي التمرد مراقبين، وبعد ده ما عندكم لينا ضمانات بتنفيذ ما يمكن أن نتفق عليه.!!.. يعني ده كلو حاصل وعاوزننا نشارك في المهزلة دي… ياخي أقولكم……….)، أبونمو رجل مهذب، لملم ورقو، وأوصى بمقاطعة جنيف فقط.
2
تتعامل معنا أمريكا بغطرسة وطريقة مهينة لا أعرف لماذا.. ؟ السيد بلينكن يأمر رئيسنا بأن يذهب مباشرة إلى جدة بدون كلام، ثم يرسل له رسالة لينزع منه صفته الرسمية كرئيس للدولة، وهو عملياً لا يعترف بالحكومة إذ يرفض أن تتفاوض مع المتمردين كحكومة، الجيش فقط!!.
ماهى مشكلة أمريكا معنا، رئيسنا لم يقل يوما (طُز) في أمريكا ولم يقل (دنا عذابها) ولم يضعها تحت (جزمته) حتى الآن!!.
3
سؤال آخر محيرني، لماذا تدعم أمريكا التمرد وتغطي على جرائمه وجرائم الممولين والمسعرين للحرب وأموالهم وسلاحهم وذلك رغم كل الفظائع والبشاعات التي ارتكبوها والتي وصلت حد الإبادة.!!. هل لأن القوى العلمانية أحبابنا أهل الهوى اصطفت مع التمرد أم أنها تكره الشعب السوداني لوجه الله، أم تسعى إدارة بايدين وهي في الرمق الأخير أن تتكسب من مآسينا وتخرج بانجاز سياسي يساعد السيدة كامليا هاريس في ورطتها أمام ترمب، خاصة وأن إدارة بايدن خالية من أي إنجاز خارجي، بل بالعكس كل الكوارث الخارجية من حروب ومجاعات في عهد الديمقراطيين الميمون وإلى الآن غارقة إلى أذنيها في غزة وتستعد لحرب إقليمية ضد إيران وحزب الله والحوثيين دفعة واحدة.!!.
4
بعد جنيف.. إلى أين؟، أمريكا تحاول الآن بكل السبل الضغط على الرئيس البرهان للمشاركة في جنيف خلال الـ48 ساعة القادمة، وهي توسط الآن كل من له صلة بالسودان لتليين موقف الرئيس البرهان ولا أعرف كيف يمكن أن يقرر الرئيس البرهان وحده منفرداً المشاركة في جنيف وسط معارضة كل حلفائه وحكومته، بل كل الرأي العام يرفض أن يشارك السودان في هذه المهزلة بهذه الطريقة المهينة؟!.
5
إذا تخلف السودان – وهذا مرجح بنسبة كبيرة – عن جنيف ماذا ستفعل أمريكا؟ ستحاول استخدم المجاعة كأداة جديدة لدفع الاتحاد الأفريقي لتبني موقف ضد السودان لتصعد بذلك الموقف الأفريقي إلى مجلس الأمن تحت غطاء إنساني وضجيج وتهديد بعقوبات، ولكن تمرير قرار بالتدخل الإنساني أو غيره مشكوك فيه، الولايات المتحدة لن تستطيع تمريره في مجلس الأمن في ظل معارضة روسيا والصين، وحتى إذا تبنت قرار تدخل دون قرار من مجلس الأمن تحت ذرائع إنسانية وجاءت بمرتزقة أفارقة لتنفيذ أجندتها لن تكسب شيئاً، بل سيتوحلون في مستنقع الحرب بالسودان، بمئات الآلاف من مرتزقة آل دقلو عجزوا عن هزيمة الجيش السوداني، وسيقاتلهم الشعب السوداني كله كغزاة كما قاتل الجنجويد وليس بمقدور أي قوات أن تفعل أكثر مما فعله بنا الجنجويد ومرتزقتهم. يعنى يعملوا شنو أكثر مما فعلت المليشيات بالشعب السوداني؟!
(ما فعلت..
مسعورة في ديار الناس ما فعلوا
ما خربت يد أقسى المجرمين يدا
ما خربت واستباحت هذه الدول
هذي التي المثل العليا على فمها
وعند كل امتحان تبصق المثل!)

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی جنیف

إقرأ أيضاً:

صحيفة أمريكية: المشهد السوداني يزداد تعقيداً بسبب مؤامرات الإمارات

 

الجديد برس|

 

أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ما وصفته بازدياد التعقيدات في المشهد السوداني بسبب مؤامرات الإمارات مع استمرار القتال العسكري.

 

ونوهت الصحيفة لأحدث تلك المؤامرات المتمثلة بمحاولات ميليشيات قوات الدعم السريع لفرض حكومة موازية، مما يهدد بمزيد من الانقسامات في البلاد.

 

ونبهت الصحيفة إلى أنه لا تزال الإمارات الداعم الرئيسي لميليشيات قوات الدعم السريع، كما أن بعض دول الجوار مثل تشاد، جنوب السودان، إثيوبيا، وربما الآن كينيا، تقدم دعمًا ضمنيًا.

ولفتت إلى إعلان ميليشيات قوات الدعم السريع أنها تمهد الطريق لإنهاء الحرب الأهلية، فيما يصفها منتقدون بأنها خطوة جريئة من مجموعة تتهمها الولايات المتحدة بالإبادة الجماعية.

 

وقد وقّعت قوات الدعم السريع، الجماعة شبه العسكرية التي تقاتل الجيش السوداني في الحرب الأهلية المستعرة، ميثاقًا سياسيًا مع حلفائها في نيروبي، عاصمة كينيا، في خطوة تهدف إلى إنشاء حكومة سودانية موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

في المقابل يصف منتقدو الخطوة بأنها مقامرة جريئة من جماعة تتهمها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية، محذرين من أن الميثاق قد يؤدي إلى تفتيت السودان أكثر.

وقد أثار الإعلان أزمة دبلوماسية بين السودان وكينيا، حيث وصفت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش هذه الخطوة بأنها “عمل عدائي” وسحبت سفيرها من نيروبي.

 

وقالت وزارة الخارجية الكينية إنها “تسعى فقط إلى توفير منصة لأصحاب المصلحة السودانيين” لمنع البلاد من الانزلاق إلى الفوضى.

​​

رغم ذلك، واجه الرئيس الكيني ويليام روتو انتقادات واسعة داخل بلاده بسبب استضافته للميليشيا السودانية، حيث وصفته اللجنة الدولية للحقوقيين في كينيا بأنه “متواطئ في الفظائع الجماعية ضد الشعب السوداني”.

ووصفت إحدى الصحف الكينية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، زعيم قوات الدعم السريع، بـ “الجزار” على صفحتها الأولى.

ويرى محللون أن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع هو عامل رئيسي في تعزيز قوتها، إذ تعتبر أبوظبي الراعي الرئيسي للميليشيا السودانية.

 

كما أن خطوة كينيا جاءت نتيجة لضغوط الإمارات، التي أصبحت مؤثرًا رئيسيًا في إفريقيا.

وتسعى كينيا إلى تأمين قرض بقيمة 1.5 مليار دولار من الإمارات، وهي صفقة قيد التفاوض منذ أربعة أشهر، ومن المتوقع إتمامها هذا الأسبوع وفقًا لتقارير بلومبيرغ.

 

وحتى الآن، لم تعلق إدارة ترامب على المبادرة السياسية لقوات الدعم السريع في كينيا ، لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كان قد وصف دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بأنه “إبادة جماعية” خلال جلسة استماع في يناير.

 

ويشار إلى أنه رغم الاحتفالات السياسية لقوات الدعم السريع، فإنها تعاني من انتكاسات عسكرية، حيث استعاد الجيش السوداني أجزاء استراتيجية من العاصمة الخرطوم وطرد الميليشيا من مناطق استراتيجية في وسط السودان.

 

مقالات مشابهة

  • تبادل إطلاق”نار كثيف” في جنوب السودان..ماذا يجري؟
  • نيجيرفان:أمريكا هي التي فرضت على حكومة السوداني باستئناف تصدير النفط وتنفيذ رغبات الإقليم
  • وزير خارجية أمريكا طلب من السوداني حل ميليشيا الحشد الشعبي وقطع العلاقات مع إيران الشر
  • الجيش إذ انتفض وانتصر… والشعب إذ يشتعل ويبتدر
  • تعرضت للعنف قبل سقوطها | تطورات في قضية أية عادل.. ماذا حدث؟
  • الاتحاد السوداني للعلماء يرفض التعديلات على الوثيقة الدستورية التي حمّلها مسؤولية الحرب
  • صحيفة أمريكية: المشهد السوداني يزداد تعقيداً بسبب مؤامرات الإمارات
  • لماذا يفضل السياسيون في السودان تعقيد الحلول بدلاً من تبسيطها ؟
  • علمانية الدولة بعيدا عن الميثاق التأسيسي!
  • الحكومة الموازية والتدحرج السوداني نحو الهاوية !!