أسماء بنت علي الحارثية **

 

في عالم يشهد تحولات شاملة بفعل الذكاء الاصطناعي، لم يعد تطبيق واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم والتدريب خيارًا؛ بل أصبح ضرورة مُلحّة لمواكبة الثورة التقنية الهائلة.

وتجاهل أهمية التعليم والتدريب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي هو بمثابة تفويت لفرصة لتحسين جودة التعليم وتوجيه الطلاب نحو مستقبل رقمي أكثر إشراقًا.

وفي هذا السياق، يبرز السؤال المحوري: كيف يمكن للتعليم أن يستفيد من هذه الأدوات الذكية دون أن يخسر جوهره الإنساني؟

وتكتسب أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم أهمية كبرى، ليس فقط من خلال تسهيل عملية التعليم، ولكن أيضًا عبر تخصيصها وجعلها أكثر ملاءمة لاحتياجات الطلاب. فالذكاء الاصطناعي يمكّن من تحليل البيانات الضخمة الخاصة بالطلاب، مما يسمح بتحديد نقاط القوة والضعف، وتخصيص الموارد التعليمية وفقًا لذلك. بدون تدريب مناسب، تظل هذه الإمكانيات مجرد أفكار غير مستغلة، مما يحرم التعليم من فرصته في التطور والابتكار. ومع كل الفوائد المحتملة من استخدام وتطبيق أدوات الاصطناعي، تأتي التحديات التي لا يمكن التغاضي عنها.

ومن أبرز تلك التحديات هي مقاومة التغيير التي قد تبديها بعض المؤسسات التعليمية. إنّ هذا التردد غالبًا ما ينبع من عدم الفهم الكامل لإمكانيات الذكاء الاصطناعي أو من الخوف من فقدان السيطرة على العملية التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب تدريب المعلمين على استخدام هذه الأدوات استثمارات كبيرة في الوقت والموارد، وهو ما قد يشكل عبئًا على المؤسسات التعليمية التي تعاني من محدودية في الميزانيات.

وتتمثل الخطوة الأولى في تبنٍ فعّال لأدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم في تصميم برامج تدريبية تدمج بين الجانب النظري والتطبيقي. ويجب أن تكون هذه البرامج مرنة، بحيث تراعي الاختلافات في الخلفيات التقنية للمعلمين. علاوة على ذلك، يجب تعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية والشركات المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان حصول المعلمين على أحدث الأدوات والتقنيات.

وعليه.. فإنّ تدريب المعلمين على أدوات الذكاء الاصطناعي ضرورة مُلحّة لا يمكن التغافل عنها إذا ما أردنا مواكبة التطور التقني الهائل في هذا المضمار. إنّ التحديات التي تواجه هذا التوجه يمكن تجاوزها من خلال تخطيط محكم واستثمار مدروس في برامج التدريب والتأهيل.

وعلى المؤسسات التعليمية أن تُدرك أنّ مستقبل التعليم يعتمد بشكل كبير على قدرتها على الاستفادة من هذه الأدوات التقنية المتسارعة، وإلا فإنها ستبقى عالقة في الماضي بينما يمضي العالم قُدمًا نحو مستقبل رقمي لا مكان فيه للجمود.

ختامًا.. إن الذكاء الاصطناعي في التعليم ليس مجرد ترف تكنولوجي؛ بل ضرورة مُلحّة لبناء بيئة تعليمية تواكب التطور التكنولوجي والمتغيرات المحيطة في بيئة التعليم وتعد الطلاب لمستقبل أكثر إشراقًا.

** معلمة تقنية معلومات ومدربة

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي

وجهت الفنانة العالمية سيلين ديون تحذيراً عاجلاً لمعجبيها حول انتشار أغانٍ مزيفة تُنسب إليها عبر منصات الإنترنت، والتي تم إنتاجها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليد صوتها.

وقالت الكندية ديون في منشور عبر "إنستغرام" "لقد لفت انتباهنا أن هناك أغاني غير معتمدة ومولّدة بالذكاء الاصطناعي، تزعم أنها تحتوي على عروض سيلين ديون الموسيقية واسمها وشبهها يجري تداولها حالياً على الإنترنت وعبر مختلف مزودي الخدمات الرقمية".
وأضافت: "يُرجى العلم بأن هذه التسجيلات مزيفة وغير معتمدة وليست أغاني من أسطوانتها الرسمية".
وعلى الرغم أن البيان لم يشر إلى الأغاني بالاسم، إلا أنه قد تم تداول العديد من التسجيلات المزيفة على موقع "يوتيوب"، مثل أغنيتها "Heal Me Lord" التي حصدت أكثر من مليون مشاهدة، بالإضافة إلى نسخ مزيفة لأشهر أغانيها الثنائية.

      View this post on Instagram      

A post shared by Céline Dion (@celinedion)

وفي أبريل(نيسان) 2024، وقع أكثر من 200 فنان، بما في ذلك بيلي إيليش، وكيسي ماسغريفز، وجيه بالفين، وجا رول، وجون بون جوفي، وجوناس براذرز، وكيتي بيري، وميراندا لامبرت، على رسالة مفتوحةأعربوا فيها عن قلقهم من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على صناعة الموسيقى.
وتشهد صناعة الموسيقى حالياً تحديات متزايدة بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء أغاني مزيفة، إذ كشفت كبرى شركات الإنتاج عن استقبالها عشرات الآلاف من طلبات إزالة هذه المحتويات سنوياً، حيث يتم خداع المستمعين وتحقيق ملايين المشاهدات غير المشروعة عبر الإنترنت.

الفنانون يتصدّون لبرامج الذكاء الاصطناعي قضائياً وتكنولوجياً - موقع 24تُحبِط تقنية الذكاء الاصطناعي الفنانين الذين يحتاجون إلى سنوات من الممارسة وساعات طويلة من الجهد المتواصل لينجزوا عملاً ما، بينما تستغرق برامج الذكاء الاصطناعي ثوانٍ لابتكار أي عمل... إلا أنّهم لم يتّخذوا بعد موقفاً نهائياً من هذه التقنية، لا عبر الانترنت ولا قضائياً.

وأشارت إحدى أكبر شركات الإنتاج في المملكة المتحدة إلى أنها قدمت 75.000 طلب إزالة لمقاطع صوتية مزيفة خلال العامين الماضيين.

وأوضحت أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على انتهاك حقوق الفنانين، بل تتسبب أيضاً في خسائر مادية لهم، إذ يُخدع المعجبون لدفع أموال مقابل محتوى غير رسمي، تم التلاعب به عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • كل ماتريد معرفتة عن حقوق ذوي الإعاقة في المؤسسات التعليمية وفقا للقانون
  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي
  • هزاع بن زايد: نعول على المؤسسات التعليمية لتعزيز الكفاءات الوطنية
  • المغرب.. تعليق الدراسة في المؤسسات التعليمية بسبب الاضطرابات الجوية
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • كيف تستخدم كوريا الشمالية الذكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال والقرصنة الإلكترونية؟
  • "التعليم العالي": فتح باب التقديم لمشروع إنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي
  • فتح باب التقديم لمشروع إنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي
  • فتح باب التقديم لإنشاء مركز سلامة وأمان الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي