خميس بن محمد البلوشي **

khamiszahran160@gmail.com

 

 

كثيراً ما نُصادف في بيئتنا الوظيفية القيادية ومحيط صناعة القرار في مختلف المؤسسات والمراكز، أن الأدنى في سلم الوظيفي أعلى درجة عملية، وأن الأعلى في ذات السلم أدنى درجة علمية، وتُفسّر هذه الظاهرة بعامل "الخبرة"، فالخبرة الوظيفية في منصب "ما" أكثر إفادةً وتأثيراً من الشهادة العلمية، باعتبارها الوعاء المعرفي التراكمي، القائم على المُراقبة وتقييم الأداء، بعيدا عن التنظير والتأطير.

إلا أن هذه الرؤية تتقاطع مع رؤية أخرى مغايرة، ومع فكرٍ فلسفيّ يُثير الشك، حول نقاوة الخبرة المهنية وطهارتها، ويرى أن الشهادة العلمية هي أكثر أهلية وقابلية في الإفادة والتأثير من المعرفة التراكمية أو الخيرة، لأنها وليدة الأبحاث والتجارب العلمية المعتمدة، والتي ستسهم-بلا شك- في التطوير والارتقاء، وفي صناعة القرار. ومحاولات التقريب أو الجمع بين أهمية الشهادة العلمية وأصالة الخبرة المهنية، في شخصية ذاتية، محاولاتٌ نجحت في بعض السياقات الإدارية، والتي آمنت -مسبقا- بما تقتضيه مصلحة العمل، دون المجاملة والملاطفة بين الخبرة والشهادة.

لكن أخفقت في أحيانٍ كثيرة، في سياقات إدارية متعددة الأقطاب، والتي لا ترى المعادلة أو الموازنة بين الخبرة والشهادة، خاصة وأن حيازة الشهادة العلمية باتت أمرا ميسورا، في الآونة الأخيرة، في قطاعات عديدة، وأن صاحب رسالة الدكتوراه قد يكون فردا له دوافعه الشخصية، لا يقدر مصلحة العمل العليا للمؤسسة، بل يرى أن مكانته كفرد في التسلسل الاجتماعي في المجتمع أولى (حرف الدال بجوار اسمه، يعني دكتور)، وهو الأهم.

وتبقى عملية الانفصال أو الاندماج التلقائي بين الخبرة والشهادة تحديا إداريا أفرزته البيئة الوظيفية المعاصرة، ولكن هل الوظائف القيادية، وصناعة القرار، تحتاج فقط إلى "الخبرة المهنية" وإلى "الشهادة العملية" في ظل التفاعل والتكامل الذي يشهده العالم من حولنا بين مختلف المتغيرات؟ من حيث الأفكار والرؤى والبرامج التي تطرح؟ ماذا عن المهارات الاجتماعية للفرد الذي يتولى الوظيفية القيادية؟ وماذا عن الأفكار التي يؤمن بها تجاه القضايا المعاصرة؟ ماذا عن حب الوطن لمن يتولى الوظيفية القيادية؟

لعل هناك عنصر أو متغير يوازي الخبرة والشهادة العلمية لم ننتبه إليه بعد، وعند اختيار الأفراد الذين سيمثلون تلك الوظائف لابد من اختبار العنصر الثالث الغائب عن أذهاننا (المفقود المجهول) لكي نتمكن من صناعة القرار لذات القرار في الوظائف القيادية.

** أخصائي تربوي

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعاني من اضطراب.. القصة الكاملة لتجرد فتاة من ملابسها بمترو جامعة القاهرة

تكثف الأجهزة الأمنية بالجيزة، من تحرياتها لكشف الملابسات الكاملة حول تجرد فتاة ثلاثينية من ملابسها بالكامل داخل محطة مترو جامعة القاهرة.

وأشارت التحريات الأولية إلى أن الفتاة تعاني من مرض نفسي "اضطراب" وعدم اتزان في تصرفاتها، وتبين من خلال رصد أمن محطة المترو وشرطة النقل والمواصلات ومراجعة كاميرات المراقبة أن الفتاة دخلت إلى المحطة بشكل طبيعي كباقي الركاب، وفاجأت الجميع بالتجرد من ملابسها حتى خلعتها جميعها


وأسرعت الشرطة النسائية تجاه الفتاة للسيطرة على الموقف ونجحت في اصطحابها لحمام السيدات لارتداء ملابسها مرة أخرى.

وتجري مباحث الجيزة تحرياتها التكميلية حول سلامة قواها العقلية للفتاة وتجري تحرياتها للوصول لأسرتها واستجوابها حول ما فعلته وما إذا كانت معتادة ذلك من عدمه.

وكانت البداية عندما تلقى المقدم أحمد عصام رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغًا من الخدمات الأمنية بمحطة مترو جامعة القاهرة عن قيام فتاة بخلع ملابسها داخل صالة المحطة، وانتقل رجال الأمن لمكان الواقعة.

وبالفحص تبين قيام فتاة تدعى "ريهام. ر"، (30 عامًا)، بخلع ملابسها داخل صالة محطة جامعة القاهرة.

ورجحت التحريات الأولية، أن الفتاة تعاني من اضطراب نفسي، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

مقالات مشابهة

  • بـ10 آلاف جنيه.. 90 فرصة عمل في هذه التخصصات| الشروط وطرق التقديم
  • الصين تأمر البنوك بتعزيز الاقتراض لتعزيز الإنفاق
  • كتاباتي: عن اضطراب ثنائي القطب
  • وزارة الحج والعمرة تعلن عن وظائف شاغرة
  • براتب 25 ألف جنيه.. وزارة العمل توفر وظائف جديدة في بنان «الحق قدم»
  • تعاني من اضطراب.. القصة الكاملة لتجرد فتاة من ملابسها بمترو جامعة القاهرة
  • وكيل أوقاف الدقهلية يشدد على ضرورة تطبيق مدونة السلوك الوظيفي
  • حسام حبيب يكشف عن إصابته بمرض نفسي.. فيديو
  • خبراء يحذرون: تيك توك سبب زيادة تشخيص اضطراب فرط الحركة
  • أصيب به بسبب شيرين عبد الوهاب..كل ما تود معرفته عن مرض حسام حبيب