فنانون خلال ندوة الكاريكاتير بـ«الأعلى للثقافة»: فن يعبر عن نبض الشارع
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
اتفق عدد من المتخصصين أن الكاريكاتير ليس للفكاهة فقط، بل لتوصيل المعلومة وهو متنفس للفنانين، ومن هذا المنطلق طالب متخصصون وتشكيليون بإنقاذ فن الكاريكاتير باعتباره من الفنون التعبيرية المهمة في الحياة الفنية والإبداعية، مؤكدين أهمية تشجيع شباب ورسامي الكاريكاتير بتنمية مواهبهم في هذا الفن الفريد من نوعه، وفتح آفاق ونوافذ لاحتضان رسامي وصناع الكاريكاتير في مصر، ونشر أعمالهم الإبداعية ومناقشة قضايا المجتمع والعالم من خلال الرسمة والفكاهة، بما يزيد من رقي وتقدم الثقافة والفنون البصرية.
وشددوا خلال الندوة الثقافية التي عقدتها لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، بعنوان «الشباب وفن الكاريكاتير» ضمن فعاليات افتتاح الملتقى الدولي الثامن للكاريكاتير بمتحف محمود مختار الثقافي؛ على ضرورة عودة مجلة الكاريكاتير التي كانت تصدر عن الجمعية المصرية للكاريكاتير لتكون متنفسًا للشباب والمبدعين، والعمل على عقد مؤتمر بحثي لفن الكاريكاتير، وعودة مسابقة الكاريكاتير التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة لتكون حافزًا للشباب على مواصلة موهبته، باعتبار أن فن الكاريكاتير من أهم الفنون البصرية التي تعبر عن نبض المجتمع.
الكاريكاتير من الفنون البصرية المهمة التي لا غنى عنهاأدار الندوة الكاتب الصحفي محمد خضير، مؤكدًا أهمية إقامة نشاط لجنة الشباب بالتعاون مع الهيئات والجهات الثقافية للخروج بأفكار وتوصيات من شأنها المساهمة في دفع عجلة الحياة الثقافية وتطورها، مشيرا إلى أن فن الكاريكاتير يعد عملًا إبداعيًا مهمًا يحمل أفكارًا اجتماعية متنوعة، ومن الفنون البصرية المهمة التي لا غنى عنها ويعتمد عليها بشكل أساسي في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام.
وأكد الفنان التشكيلي محمد عبلة، عضو لجنة الفنون التشكيلية والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، أن فن الكاريكاتير لا ينفصل عن الفنون التشكيلية، خاصة أنه فن يعبر عن نبض الشارع باعتباره فنًا من الفنون الناقدة للقضايا المحيطة بشكل ساخر، مشيدًا بالملتقى الدولي للكاريكاتير في الحفاظ على قيمة هذا الفن وإقامته بشكل دولي، مشيرا إلى ضرورة العمل على دعم وتمويل الأفكار التي تحافظ على هذا الفن من الاندثار، وإقامة ورش عمل للشباب والتعاون مع الجامعات لاكتشاف الكوادر الشبابية في فن الكاريكاتير.
فن الكاريكاتير من الفنون التشكيلية النادرةومن جهتها، أكدت الدكتورة سالي سمير الحريري، أستاذ الطباعة المساعد بكلية التربية النوعية جامعة أسوان، وعضو لجنة الشباب، أن فن الكاريكاتير من الفنون التشكيلية النادرة، ويستطيع إيصال الفكرة والحدث بطريقة سهلة ومبسطة لجميع أفراد المجتمع باختلاف ثقافاته ومستوياته العلمية، من خلال تناول موضوع ما حيث يداعب بالفكاهة كل ما يدور بالمجتمع، مشيرة إلى أهمية تشجيع الشباب من رسامي الكاريكاتير على تنمية موهبتهم، والاهتمام بإقامة فعاليات ومعارض لفناني الكاريكاتير الشباب.
بينما أشار الفنان مصطفى الشيخ، رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، إلى أهمية الملتقي في الحفاظ على فن الكاريكاتير باعتباره جزءًا أصيلًا من حركة الفن التشكيلي في مصر والعالم، مؤكدا أن فن الكاريكاتير فن يصعب أن يندثر، مطالبا بتضافر جهود وزارة الثقافة وقطاعتها مع الجمعية والعمل على عودة مجلة الكاريكاتير التي لا يزال ترخيصها لدى الجمعية قائمًا، وتكون بشكل مطبوع والكتروني.
وبدوره أشاد الفنان الدكتور طارق عبد العزيز- الكاتب والناقد التشكيلي، وعضو مجلس إدارة جمعية محبي الفنون الجميلة- وعضو مجلس إدارة نقابة الفنانين التشكيليين، بالملتقى الدولي للكاريكاتير والأعمال المشاركة في المعرض من فنانين مصريين وعرب وأجانب، مشيرا إلى أن فن الكاريكاتير من الفنون البصرية المهمة، وأحد فروع الفنون التشكيلية، وهو أكثر فن جماهيري رغم أنه لم يلقي اهتمام المطلوب من قبل النقاد والباحثين مقارنه بباقي فروع الفنون التشكيلية، إلا أنه مظلوم في هذا الوقت، ولكن الجمعية المصرية للكاريكاتير تحارب لتستمر في إلقاء الضوء على هذا الفن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكاريكاتير الثقافة المجلس الأعلى للثقافة وزارة الثقافة الفنون التشکیلیة الأعلى للثقافة الفنون البصریة الکاریکاتیر ا هذا الفن
إقرأ أيضاً:
عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا
في ظل عالم مفعم بالضغوط والتحديات، حيث تتسارع الأحداث وتزدحم منصات السوشيال ميديا بالتعليقات والانطباعات العاجلة، يجد الفنانون السودانيون أنفسهم أمام محاكم غير مرئية، تصدر أحكامها بلا رحمة أو تمحيص. في هذا الفضاء الرقمي المتقلب، يتعرض الفنانون إلى محاكماتٍ تفتقر إلى القوانين، وكل موقف أو تعليق يصبح مادة للتقويم والانتقاد.
فبينما يصعد بعضهم إلى قمة النجومية، يسقط آخرون في لحظات، لا لشيء إلا لأنهم لم يلبوا توقعات جمهور السوشيال ميديا.
من بين هؤلاء الفنانين، كان جمال فرفور أحد أبرز الأسماء التي طالتها هذه المحاكمات الرقمية، إثر اتهامات بـ«التخاذل» نتيجة غيابه عن الساحة في وقت حساس تمر به البلاد. في المقابل، لم تخلُ مسيرة طه سليمان من التحديات في هذا السياق، حيث تحول من رمز إنساني إلى هدف لانتقادات حادة بعد إصدار أغنيته الأخيرة التي أثارت جدلاً واسعًا.
أما أبوعركي البخيت، فقد ظل صامدًا في وسط العاصفة، إذ اختار البقاء في الخرطوم على الرغم من الحرب الدائرة، لتكون رسالته للشعب السوداني بمثابة دعوة للاستمرار في الصمود.
محكمة بلا قاض ومشانق بالنقرات
وفي زمن تشوش فيه الحقيقة وتسرع الشائعات في الانتشار عبر منصات الهواتف الذكية، يجد الفنان السوداني نفسه عالقًا في وسط عاصفة من الاتهامات التي لا ضوء يبددها، ولا قضاء يقف في وجهها. تحولت السوشيال ميديا إلى محاكم شعبية لا قاضٍ فيها ولا محامٍ، تصدر الأحكام وتفصل في القضايا بلمسة إصبع، حيث يُدان الفنانون على نحو عابر، دون مراعاة لأي اعتبارات أو سياقات.
أين كان صوته؟!
في الآونة الأخيرة كان الفنان جمال فرفور، واحدا من أبرز الضحايا لهذه المحاكمات الرقمية، بعد اتهامه بـ«التخاذل» بسبب غيابه عن الساحة في وقت عصيب تمر به البلاد. تساءل متابعوه: «أين كان صوته؟»، محملين إياه مسؤولية تراجع موقفه الاجتماعي والسياسي. لم يكن غيابه عن الساحة مجرد غياب، بل تحول إلى خيانة في نظر البعض.
طه سليمان من النقيض إلى النقيض
من جهة أخرى، كان طه سليمان في مقدمة الفنانين الذين التزموا بمواقف إنسانية في وقت المحنة. كان حضوره في ساحات الإغاثة أكثر تأثيرًا من أي أغنية أو حفل، مما جعله، في نظر جمهوره، رمزا للصمود والإنسانية. ومع ذلك، لم تنجُ صورته المشرقة من التقلبات الحادة لآراء جمهور السوشيال ميديا. فبعد إطلاقه أغنيته الأخيرة، التي أثارت جدلا واسعا حول مضمونها وطريقة عرضها، تحول سليمان من نموذج فني إلى هدف لانتقادات شديدة.
السوشيال ميديا.. سلاح ذو حدين
تعكس هذه الأمثلة بوضوح كيف يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي أن تكون قوة دافعة للنجومية، لكنها قد تدمّر هذه النجومية بأسرع مما صنعتها. في لحظة، كان طه يحتفى به كرمز إنساني، وفي اللحظة التالية أصبح محط هجوم حاد بسبب عمل فني واحد. هكذا أصبح الفضاء الرقمي ساحة مفتوحة للمفاجآت، حيث يمكن للنجوم أن يعتلوا القمة أو يسقطوا إلى الحضيض في لحظات معدودة. أصبح كل تعليق وكل موقف محتمل أن يتحول إلى سيف مسلط على رقاب الفنانين.
أبوعركي البخيت.. صمود أيقوني وسط الدمار
في خضم هذه العاصفة، برز موقف الفنان أبوعركي البخيت ليحظى بإعجاب واسع، حيث تمسك بالبقاء في أمدرمان وسط أتون المعارك. كان قراره البقاء في العاصمة طوال فترة الحرب بمثابة تعبير صامت عن ارتباطه العميق بأرض الوطن، رسالة تجاوزت الشعارات لتصل إلى قلوب الناس وتحثهم على الصمود.
وكانت الصورة المؤثرة التي التُقطت له مع ابنه سيزار داخل خرائب المتحف القومي السوداني، بعد الكارثة التي اجتاحت المتحف، بمثابة تجسيد جديد للصمود في وجه محن الحرب. تلك الصورة التي اجتاحت منصات السوشيال ميديا وغيرها من الصور ومقاطع الفيديو، أصبحت رمزا حيا للعزيمة والمثابرة، لتؤكد أن الفنان في ظل الحرب قادر على أن يكون مثالا للقوة والثبات في رأي الكثيرين.
محكمة السوشيال ميديا.. منظور أعمق
بدوره يؤكد الصحفي السوداني البارز محمد عبد الماجد أن السوشيال ميديا قد تحوّلت إلى معيار رئيسي لتقييم الشخصيات العامة. يقول لـ”العربية.نت”: «في الوقت الحالي، لا يتم تقييم الشخص إلا بناءً على ما ينشره على منصات التواصل الاجتماعي». وأضاف: «السوشيال ميديا تملك القدرة على صناعة النجوم كما يمكنها تدمير مسيرة أحدهم بسبب تعليق عابر أو موقف بسيط». وأشار إلى أن الحملات الإلكترونية غالبا ما تكون مدفوعة بأجندات خفية، متجاوزة الموضوعية والمهنية.
وتابع عبد الماجد قائلاً: « مع ذلك فالسوشيال ميديا لا تملك ذاكرة طويلة. فالهجمات الشتائمية سرعان ما تختفي، لكن النجوم الذين يستطيعون التكيف مع هذه البيئة يخرجون منها أكثر قوة ونضجًا».
وأضاف: رغم ذلك، تبقى التساؤلات حول دور هذه المنصات وأهدافها الحقيقية.
دور الفنان في زمن المحن
من جهته، تحدث الممثل صلاح أحمد عن دور الفنان في هذا السياق، قائلًا لـ”العربية.نت”: «المؤسف أن تقييم الفنانين في بعض الأحيان يعتمد على الانطباعات السريعة عبر منصات التواصل، رغم أن النقاشات الموضوعية موجودة». وأضاف: «السوشيال ميديا أصبحت أحد العوامل الرئيسية في تشكيل الرأي العام، ويجب على الفنان أن يظل ملتزمًا بوطنه من خلال أعماله ومساهماته الإنسانية».
وأشار أحمد إلى أن غياب المؤسسات الثقافية قد يزيد من صعوبة مهمة الفنان بعد الحرب، حيث سيكون دوره بالغ الأهمية في منح الأمل والمواساة للجمهور.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتساب