سنوات الجفاف تهدد حق سكان قرى مغربية في الماء
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
خاص – المغرب
"بات الصيف جحيما لا يطاق والمعاناة تتجدد كل عام".. بهذه العبارات وصف مصطفى الوردي حال أهل القرى النائية بإقليم بنجرير وسط المغرب، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين حاجياتهم من الماء الذي أضحى أعز ما يطلب في صيف شديد الحر بالمملكة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"ضغوط دبلوماسية" لمنع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانتlist 2 of 275 عاما على اتفاقيات جنيف.. غياب المساءلة والإرادة السياسيةend of list
القرى التابعة لمحافظة مراكش التي تمثل قلب السياحة النابض في المغرب، شأنها شأن مناطق مختلفة من المملكة، أضحى سكانها يجدون مشقة في الوصول إلى الماء بسبب توالي سنوات الجفاف التي جعلت المملكة تصارع تأثيرات التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.
معاناة كبيرةيقول الوردي للجزيرة نت إن أسرته، إلى جانب سكان قريتي "أولاد إبراهيم" و"أولاد سالم" بجماعة المحرة بمحافظة بنجرير قرب مراكش، أصبحت تجد صعوبة في الحصول على الماء، موضحا: "الآبار جفت جراء الجفاف، وأصبحنا نقطع الكيلومترات من أجل تأمين شربة ماء لأهالينا وماشيتنا التي تعاني هي الأخرى".
ومع بداية كل يوم، تبدأ رحلة البحث عن الماء، إذ يقطع سكان القرية حوالي 5 كيلومترات من أجل الوصول إلى الماء في منطقة لم تشهد تساقط الأمطار منذ 6 سنوات، وفق ما يقول مصطفى.
وتعمد السلطات المغربية لمجموعة من الإجراءات الرامية إلى تمكين المواطنين وتزويدهم بالماء الصالح للشرب، من خلال حفر آبار جديدة بعمق يتخطى 300 متر من أجل الوصول إلى المياه الجوفية التي يتراجع مستواها سنة بعد أخرى.
جانب من زحف الجفاف على "ضاية الرومي" ضواحي مدينة الخميسات قرب العاصمة المغربية الرباط (الجزيرة) الماء حق إنسانيوفي 28 يوليو/تموز 2010، أقرت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة الحق في الحصول على المياه النظيفة كحق من حقوق الإنسان، إذ يواجه ملايين البشر حول العالم نقصا في الحصول على كميات كافية من الماء وبجودة مقبولة.
أفق معقدعبد الرحيم ازطوطي الناشط المدني والحقوقي بمدينة بنجرير المغربية، يرى أن السكان "يواجهون العطش وقساوة الصيف بوسائل وإمكانيات محدودة"، معتبرا أن الوضع يتجه نحو التعقيد كل سنة بسبب الجفاف.
وأفاد الناشط الحقوقي في حديث مع الجزيرة نت بأن المبادرات الرسمية في هذا المجال تبقى "محدودة وتتطلب المزيد من الاجتهاد، لأن الوضع صعب والمنطقة جافة وتضاريسها وعرة يتطلب الحفر فيها إمكانيات لوجستية ومادية كبيرة".
وسجل ازطوطي بأن العديد من المبادرات والمحاولات الرامية إلى حفر الآبار ومساعدة السكان على الوصول إلى الماء، كان مصيرها الفشل، بعد عمليات حفر لم تفد في شيء، وهو ما جعل السكان يتوقفون، بسبب الخسائر الناجمة عن تكاليف الحفر التي تقدر بحوالي 50 دولارا للمتر الواحد.
هذه العوامل والإكراهات العديدة جعلت حق الكثير من المغاربة في الوصول إلى الماء معقدا، بل ومهددا في كثير من الأحيان، إذ إن الموارد المائية المتراجعة في المملكة تجعلها من بين المناطق المعرضة للعطش في المستقبل.
محرومون من الحق في الماءهل يتمتع المغاربة بالحق في الحصول على الماء؟ سؤال مباشر وجهته الجزيرة نت للخبير في الموارد المائية وتوزيعها عبد الرحيم الهندوف، الذي أكد أنه انطلاقا من الشروط والمعايير التي حددتها الأمم المتحدة يتبين أن فئات واسعة من سكان القرى والبوادي "لا تتمتع بهذا الحق".
وذكّر الهندوف بالمعايير التي حددتها الأمم المتحدة لتمتيع الناس بالحق في الحصول على الماء، وهي توصل كل فرد بكمية من الماء الصالح للشرب تقدر ما بين 50 و100 لتر في اليوم، كما أنه ينبغي ألا تبعد المياه عن سكان البوادي بأكثر من كيلومتر واحد، وألا يستغرق وقت إحضاره نصف ساعة، فضلا عن أن الفاتورة التي يؤديها المواطن لا تتعدى 3% من دخل الأسرة.
عبد الرحيم ازطوطي الناشط المدني والحقوقي بمدينة بنجرير المغربية (الجزيرة)وشدد الهندوف على أنه بناء على هذه الشروط فإن "العديد من المناطق المغربية محرومة من الماء"، قائلا إن نسبة ربط سكان البوادي بشبكات الماء الصالح للشرب تقدر بـ40%، بينما 60% تبقى بعيدة عن السكان.
وتفيد المعطيات الرسمية حول توزيع سكان المغرب بأن 40% من المواطنين ينحدرون من القرى والأرياف، بينما 60% يستقرون في المدن، ونسبة مهمة من هذا الرقم نتجت عن الهجرة القروية المدفوعة بالتغيرات المناخية.
إشكالية التدبيروأشار الخبير ذاته إلى أن المغرب يواجه مشاكل على مستوى تدبير وتوزيع موارده المائية المتناقصة، لافتا إلى أن الدولة تبذل جهودا كبيرة من أجل البحث عن بدائل لا غنى لها عنها، مثل تحلية مياه البحر التي تمثل الآلية المناسبة لإنقاذ المدن الساحلية من العطش، كالدار البيضاء، التي تمثل أكبر تجمع سكاني في البلاد، بمعدل يفوق 5 ملايين شخص.
ولا يعتقد الهندوف أن المغرب يمثل استثناء في المنطقة، بل شأنه في ذلك شأن باقي دول منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وعدد من دول البحر الأبيض المتوسط التي باتت تعرف شحا في الأمطار وتراجعا في الموارد المائية، مؤكدا أن المنطقة ستكون من بين "الأكثر تهديدا بالعطش في السنوات المقبلة".
ووفق معطيات رسمية يتم تحديثها بشكل يومي من قبل وزارة التجهيز والماء حول وضعية ملء السدود، فإن منحنى الموارد المائية في تراجع مستمر، حيث بلغت 29% في الـ23 من يوليو/تموز الجاري، الأمر الذي ينذر بمزيد من تفاقم أزمة الجفاف الذي يلقي بظلاله على المملكة، ودفع الحكومة إلى تبني مخطط استعجالي لمواجهة الوضع المعقد بالتوجه نحو تحلية مياه البحر وإطلاق عدد من المشاريع في هذا المجال بمدن ساحلية عدة، التي تعرف كثافة سكانية عالية مقارنة مع باقي المناطق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات الموارد المائیة فی الحصول على من الماء من أجل
إقرأ أيضاً:
من بينها الري بالطاقة الشمسية.. تحولات في الزراعة بزيمبابوي لمواجهة الجفاف الناجم عن التغير المناخي
بدلاً من إعداد أرضها في منطقة تشيبينغي القاحلة في جنوب شرق زيمبابوي لمحصول الذرة الذي أطعم أسرتها لأجيال، فإن جيرترود سيدونا البالغة من العمر 49 عاماً تحول تفكيرها إلى الفلفل الحار وتقنيات زراعته.
اعلانتقول: "أقطف الفلفل الحار من الحقول وآخذه إلى مركز المعالجة القريب من منزلي. الأمر بسيط“. وقد حصلت هذه المرأة على حوالي 400 دولار أمريكي من هذا المحصول المقاوم للجفاف، وتخطط لزراعة المزيد.
تزرع سيدونا الفلفل الحار منذ عام بعد أن تدربت في إطار برنامج الزراعة الذكية مناخياً الذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وقد صُمم البرنامج لتعزيز قدرة صغار المزارعين على الصمود في مواجهة الجفاف الناجم عن تغير المناخ.
كانت الذرة البيضاء التي تستهلك كميات كبيرة من المياه هي المحصول الأساسي المفضل للمزارعين في ريف زيمبابوي، إلاّ أنهم بدؤوا يتحولون إلى الفلفل الحار لأنه يعمل بشكل جيد في الظروف الأكثر حرارة وجفافا، على عكس الذرة أو المحاصيل الأخرى التي يزرعونها عادة.
قروي يعتني بحديقته النباتية في تشيبينج، زيمبابوي، الخميس 19 سبتمبر 2024. AU/APيحتاج كثير من المزارعين إلى مساعدات غذائية من الحكومة أو الجهات المانحة الدولية. ولكن، مع تفاقم حالات الجفاف والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، فإن الوكالات الحكومية والمشغلين المحليين وجدوا أنه لا يزال من الممكن جعل جهود المساعدات أكثر فعالية واستدامة من الناحية المالية.
وفي زيمبابوي، يحتاج حوالي 7.7 مليون شخص (أو ما يقرب من نصف سكان البلاد) إلى مساعدات غذائية، وفقًا لإحصائيات الحكومة والأمم المتحدة. وتؤدي موجات الجفاف المتكررة إلى إضعاف قدرة الناس على إطعام أنفسهم، وهي ظاهرة تفاقمت بسبب تغير المناخ.
Related التغير المناخي يهدّد وجود 17 موقعًا للتراث العالمي في أوروباشاهد: سيبيريا تذوب.. التغير المناخي يُغرق بلدات بأكملها في منطقة ياقوتيا الروسيةمن بينها أمستردام ولندن ومدريد.. التغير المناخي يُهدّد نصف المدن الكبرى في العالمالري بالطاقة الشمسيةكما أن تقنيات الزراعة تتغير هي الأخرى، فقد شهدت إحدى مبادرات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إنشاء حديقة مجتمعية في قرية موتانداهوي، تُروى بثلاثة ألواح شمسية صغيرة. وتضخ الألواح المياه من بئر في صهاريج تخزين متصلة بصنابير الحديقة بواسطة أنابيب، مما يحول قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها هكتارًا واحدًا من الخضروات مثل البصل والملفوف الورقي والبازلاء إلى جزيرة خضراء مورقة.
وتنتشر الحدائق المجتمعية التي تعمل بالطاقة الشمسية في جميع أنحاء المنطقة والكثير من المناطق الجافة في البلاد. ويدفع الأعضاء دولارًا واحدًا لكل واحد منهم في وعاء ادخاري يمكن استخدامه لإقراض بعضهم بعضا، بفائدة بسيطة أو دفع تكاليف الإصلاحات البسيطة.
كينياس تشيكامهي وزوجته شاناتسي تشيكو يحصدان الذرة في شيريدزي، زيمبابوي، الأربعاء 18 سبتمبر 2024. AU/APويقول الخبراء إن الدول الغنية مثل الولايات المتحدة، التي كانت أكبر المساهمين في انبعاثات الاحتباس الحراري تاريخياً، تتحمل مسؤولية تمويل المساعدات الإنسانية في البلدان التي تعاني من آثاره أولاً وبصورة أكثر حدة.
والولايات المتحدة هي أكبر مانح دولي للمساعدات الغذائية في العالم، حيث تصل إلى أكثر من 60 مليون شخص في حوالي 70 دولة سنوياً بمساهمات مباشرة من الغذاء أو من خلال برامج لمساعدة المزارعين على التكيف مع الظروف المناخية القاسية. وتخطط الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتعبئة 150 مليار دولار أمريكي للمبادرات المتعلقة بالمناخ، وفقًا لتقرير استراتيجية المناخ الصادر عن الوكالة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من بينها أمستردام ولندن ومدريد.. التغير المناخي يُهدّد نصف المدن الكبرى في العالم التغير المناخي يهدّد وجود 17 موقعًا للتراث العالمي في أوروبا دراسة: تسارع وتيرة ذوبان الجبال الجليدية في ألاسكا بخمسة أضعاف والتغير المناخي في دائرة الاتهام جفافالأمم المتحدةتغير المناخمياهزيمبابويزراعةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. مقتل العشرات في غزة ولبنان.. وإصابة 27 إسرائيليا في الجبهتين.. ومصرع قائد فصيل بالكتيبة 51 غولاني يعرض الآن Next روسيا تحقق تقدماً في دونيتسك: السيطرة على ريفنوبيل والخسائر الأوكرانية تتصاعد يعرض الآن Next غروسي من طهران: المواقع النووية يجب أن تكون محمية والرئيس الإيراني يؤكد "لن نسعى لامتلاك سلاح نووي" يعرض الآن Next "لم يكونوا عائلات كما كان يُعتقد".. تحليل الحمض النووي يعيد رسم صورة ضحايا بومبي يعرض الآن Next وصف عناصر حماس بـ"الحيوانات الشرسة".. ماذا نعرف عن ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟ اعلانالاكثر قراءة روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان "كان لا بد من كشف الحقيقة"... أمريكي متهم بتسريب خطط إسرائيلية لضرب إيران لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسياالحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024محكمةقطاع غزةفيضانات - سيولضحاياقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024