مؤكدا أن الأمريكي يحاول إفشال الرد سياسياً بتحريك التفاوض وعسكرياً بالاستعداد للتصدي له ويهدف من وراء ذلك إلى تشتيت جهد محور المقاومة وتثبيط عزيمته ومنح الكيان الصهيوني فرصة أخرى للنيل منه .. تفاصيل في سياق الحوار التالي..

تفاصيل جديدة عن مشهد الصراع في المنطقة .. في حوار صحفي تحليلي مع العميد بن عامر
(0)

اليمن - خاص

- كيف تنظرون إلى جريمة اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية وما ترتب ويمكن أن يترتب عنها من تداعيات مستقبلية مؤثرة على واقع المنطقة ؟

- اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جريمة حقد وعدوان صهيونية غادرة وفاجعة كبرى وعظيمة بالنسبة لكل مسلم وعربي حر رافض ومقاوم للطغيان والهيمنة والاستكبار الأمريكي والاحتلال الصهيوني .

. وكان لها دون شك تداعياتها الآنية المؤثرة سلبا وإيجابا على مسار أحداث ووقائع معركة الصراع العربي الإسرائيلي التي تمر بأشد وأقسى مراحلها وسيكون لها أيضا تداعياتها المؤثرة على مسار تطور أحداث ووقائع المعركة مستقبلا .

- وفق لإشارتكم السابقة ما هي أبرز التداعيات السلبية والإيجابية الآنية والمستقبلية للجريمة ؟

-أبرز التداعيات السلبية تمثلت في الضربة المعنوية التي تلقتها المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة ككل ورغم ذلك تبقى الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها هي حقيقة أن ‏من كان مع الحق وإلى الحق وعلى طريق الحق لن ترهبه التطورات مهما كانت ولن تخيفه المؤامرات مهما كبرت ولن تهزمه الأحداث مهما تعددت وكثرت وتوسعت وسيتجاوز كل التحديات مهما عظمت ‎وحقيقة أخرى هي أن غزة بصمودها اليوم صارت أكبر من كل دروس الماضي وأصبحت أعظم من كل أمثلة التاريخ .

أما أبرز التداعيات الإيجابية فقد لخصها مشهد تشييع الشهيد القائد ‎المجاهد إسماعيل هنية في العاصمة طهران الذي جسد أعظم مشاهد التعبير عن وحدة وتلاحم الأمة ولخصها أيضا مشهد اشتعال جذوة غضب الأمة وخروج وتحرك الملايين من العرب والمسلمين على امتداد العالمين العربي والإسلامي تنديدا بجريمة الاغتيال والذين تعززت ثقتهم بخيار المواجهة والمقاومة والجهاد وضرورة الانتقام على أرضية العداء المشترك للاحتلال والإمبريالية العالمية.

ومشهد الصلاة على الشهيد المجاهد ‏صلاة الغائب في العالمين العربي والإسلامي الذي يعد استفتاء يؤكد وقوف شعوب الأمة مع المقاومة.

ولا شك في أن مشاهد ذلك التوحد والتلاحم العظيم ستظل مشاهد خالدة في ذاكرة التاريخ وسيمتد تأثيرها إلى كل عاصمة وإلى كل بلد سلك درب الرفض والمقاومة للاستكبار العالمي واتخذ قرار نصرة ودعم وإسناد القضية الفلسطينية وخوض غمار معركة المواجهة العسكرية المفتوحة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه .

- برأيكم .. ما هي الأهداف التي سعى إلى تحقيقها الاحتلال الإسرائيلي من وراء ارتكابه للجريمة وهل للأمريكي علاقة بها ؟

- ما من شك في أن لكيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه الأمريكي والبريطاني أهدافهم من وراء تنفيذ جريمة العدوان والاغتيال الغادر للقائدين الكبيرين هنية وشكر وفي مقدمة هذه الأهداف النيل من معنويات المقاومة الفلسطينية وجبهات دعمها ومساندتها وإجبارها على الرضوخ وبالنسبة للشق الثاني من السؤال فمن المؤكد أن للأمريكي علاقة بجريمة الاغتيال و‏عاد نتنياهو من واشنطن بضوء أخضر أمريكي لمحاولة فرض تنفيذ شروطه للنصر الكامل ليس فقط المتعلقة بـغزة بل والمتعلقة بلبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران وأمامه مهلة 60 يوماً يحصل خلالها على الدعم الأمريكي السياسي والعسكري والاستخباراتي ما لم تحدث تحولات وتطورات تجبر الأمريكي على التراجع.

وتأسست خطة ‏الغدر الإسرائيلي الأمريكي بطهران وبهنية على استغلال مناسبة تنصيب الرئيس الإيراني كون هذه المناسبات تحظى عادة باحترام دولي لدرجة عدم توقع حدوث اعتداء أو عدوان خلالها وعزز الإسرائيلي حالة الاطمئنان برسائل عبر الوسطاء أنه لن يقصف بيروت وهنا تضاعف الاطمئنان باستبعاد أي اعتداء على طهران ونجحت ‏إسرائيل في ارتكاب الجريمة غير المسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية باستهداف ضيف دولة في عاصمتها وخلال حفل تنصيب رئيسها.

‏ولأن المعركة هي الأطول والأشد والأقسى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي فلا غرابة أن نرى الأمريكي يتدخل فيها كما لم يتدخل في أي حرب أخرى كونه يدرك أن التداعيات خطيرة على مستقبل إسرائيل ولهذا يمنح الإسرائيلي الفرصة تلو والأخرى علّه يستعيد ما فقده من ردع وما أضاعه من هيبة.

 كيف تقيمون مواقف بعض الدول والأنظمة العربية التي اتسمت بالسلبية الواضحة تجاه الجريمة ؟

- من الطبيعي جدا أن يكون هناك العديد من ردود الأفعال والمواقف الدولية المتباينة تجاه الجريمة غير أن الوضع الطبيعي كان يقتضي أن تتسابق الدول العربية والإسلامية على نصرة فلسطين ودعمها وإن لم تمتلك الشجاعة الكافية لإعلان موقف نصرتها لغزة فخير لها أن تقف على الحياد لا أن تتسابق كما هو حال بعض الأنظمة والدول العربية للأسف الشديد على الغدر بفلسطين والنيل من قضيتها ومن مقاومتها وإعلان الوقوف إلى جانب الإسرائيلي وأكثر من ذلك الوقوف موقف المتفرج والشامت من اغتيال قادة المقاومة وتقديم إسرائيل كقوة خارقة متوهمة أنها في منأى عن مؤامرات وضربات ومخططات الحقد والعداء الصهيوني الصليبي وأن الإسرائيلي يهدف ويريد قادة دول وحركات محور الجهاد والمقاومة فقط .

وأيا كان موقف تلك الدول والأنظمة وأهدافها فلن يؤدي ذلك إلى استسلام ورضوخ المقاومة والشعوب المساندة لأن القضية أكبر من قضية دعاية أو حرب نفسية ولو كانت هذه الدعاية قد نجحت لما رأينا شعب فلسطين بعد كل هذه العقود من النضال والتضحية يقاوم هذا الاحتلال وبكل هذه البسالة وبكل هذا الصمود .. وستدرك تلك الأنظمة عما قريب أن ‏ما تفعله إسرائيل اليوم مع إيران ولبنان واليمن وغزة ستفعله غداً معها ولأبسط خلاف قد يحدث وسيحدث لها ما حدث لغيرها وستندم حين لا ينفع الندم.

- ماذا عن الرد الإيراني .. متى وأين وكيف كان يجب أن يكون ؟!

- بالنظر إلى زمان ومكان ارتكاب الجريمة فقد تشكل حق إيران الشرعي في الرد أمام المجتمع الدولي لحظة تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي للجريمة وانطلاقا من فرضية أن تناسب الرد مع الفعل يكون بالهدف والحجم والمستوى والقدر والأهمية والنتيجة فإن الرد لم يكن يستدعي من إيران فتح المزيد من الأبواب للأخذ والرد بل تحديد خياراتها وتحديد توقيتها والمضي بكل ثقة نحو تنفيذ الرد وما يؤكد هذا الكلام أن إيران ‏عندما قدمت الجريمة كعدوان غير مسبوق في العلاقات الدولية حظيت ببعض التعاطف وكان بإمكانها اكتساب المزيد من الشرعية للرد‏ ولم يكن دعم موقفها داخليا وخارجيا يتطلب سوى تسخير الإعلام للحديث عن الجريمة كانتهاك واعتداء وعدوان ومطالبة الدول بإدانتها لخطورتها على العلاقات الدولية وهو الأمر الذي وجد فيه الإسرائيلي والأمريكي أمرا أخطر من تصريحات الرد أو التهديد بالرد فتنبه لذلك وبدأ العمل من أجل انتزاع شرعية هذا الرد .. والتشويش عليه بنشر التسريبات المتعددة حول الجريمة .

- كيف تقيمون الموقف الأمريكي بشأن الرد؟

- يبدو أن الخطة الأمريكية الصهيونية لتنفيذ جريمة اغتيال القائد هنية والاستمرار في تنفيذ جرائم الإبادة الجماعية بحق غزة والاستمرار في شن العدوان الإسرائيلي بشكل عام قد تضمنت أن يسارع الأمريكي عقب تنفيذ الجريمة لتفعيل كل أدواته الأوروبية والعربية للتحرك تحت شعار التهدئة والسعي لمصادرة حق إيران في الرد بالتوازي مع التحرك لإنتزاع حق الرد ومشروعيته بدفع الإسرائيلي لعدم الاعتراف بالجريمة ثم محاولة التشكيك بها ونقلها من عدوان إلى اعتداء ثم إلى خرق أمني ونشر المزيد من التشويش والتسريبات التي لم تتوقف بشأن الجريمة وتفاصيلها والتكهنات التي لم تنتهي بشأن الرد ومستواه وحجمه.

‏وعقب تنفيذ الجريمة بدأ الأمريكي يتحدث عن تنفيذ إسرائيل للجريمة دون الرجوع إليه ويتحدث عن عبوة ناسفة في غرفة هنية وفي اليوم التالي تحدث الإعلام البريطاني عن عبوات ناسفة في عدة غرف بنفس المبنى ‏وبالمقابل بدأ الإعلام الغربي بشكل عام يتحدث ويركز في حديثه على الرد وعدم التحدث أبداً عن الجريمة التي تستوجب الرد باعتبارها عدوان ليس على ‎إيران فقط بل وعلى بقية الدول فهي انتهاك لقواعد العلاقات الدولية والقوانين والأعراف الدبلوماسية وأكثر من ذلك أصبح حديث الإعلام الأمريكي والغربي حول تعرض إسرائيل للتهديد والوعيد بهدف التعبئة للرأي العام الغربي وشرعنة تحركات الأنظمة المؤيدة لإسرائيل.

وعموماً فقد أراد الأمريكي نقل إيران من حالة التصميم على الرد إلى حالة التردد ثم تعزيز حالة التردد بالحديث عن صفقات في ظاهرها وقف الحرب وفي باطنها العكس وكانت ‏أكبر خدعة ولا تزال هي خدعة الطرح الأمريكي الذي يتحدث عن وقف الحرب على غزة والانسحاب الإسرائيلي وتبادل الأسرى مقابل وقف الرد والحقيقة أن طرح وتداول مثل هذا لم يؤدي إلى وقف إطلاق النار بل دفع نتنياهو إلى الذهاب إلى ما هو أبعد ثم إن الخداع الأمريكي عبر الوسطاء مستمر منذ أشهر فماذا كانت النتيجة هل توقفت الحرب؟! .. لم تتوقف طبعا .. وهو الأمر الذي يؤكد أن الاستنفار السياسي والدبلوماسي الأمريكي ليس الهدف منه الحل بل تشتيت جهد محور المقاومة وتثبيط عزيمته ومنح الكيان الصهيوني فرصة أخرى للنيل منه .

ولذلك فقد ظل ‏الموقف الأمريكي بشأن الرد متذبذبا ومتغيرا يختلف كل يوم عما كان عليه قبل يوم وبعد ‏مطالبة إيران برد منضبط وهو ما يمكن وصفه بالاعتراف الضمني بحقها في الرد أصبح ‏الأمريكي اليوم يؤكد رفضه لأي تصعيد بمعنى أن الرد انتهى ولو حدث فسيكون تصعيد لا رد.

وتبقى الخلاصة أن حديث الأمريكي عن توقيت الرد ولا يزال مجرد تكهنات لا يخجل من تكرارها يومياً و‏منذ أيام والأمريكي يكذب بشأن توقيت الرد ومع ذلك لم يشكك أحد في مصداقيته!! و‏لو سألوا واشنطن عن مصادرها بشأن موعد الرد لقالت مغرد يمني كتب "لا ترقدوش" وآخر كتب " قريبا".

- ماذا عن رد محور المقاومة بصفة عامة ؟

-يجب ألا تتكرر مرة أخرى حسابات فوارق القوة بين الأمة وعدوها وما تعرضت له نتيجة لهذه الحسابات الخاطئة طوال قرون مضت من هزات وهزائم وانتكاسات عنيفة والأمر المحتوم الذي أصبح ماثلا اليوم هو انتصار الحق وهزيمة الباطل فالتطورات ليست بحاجة إلى مزيد من الاجتهاد حتى نتوقعها والأحداث ليست بحاجة إلى مزيد من القراءة حتى ندرك تبعاتها فما حدث يجبر جميع حركات المقاومة وجميع العواصم المستهدفة إلى التحرك دون تردد والتقدم دون تراجع والمضي بكل ثقة نحو الحل الوحيد الذي يجب أن يحدث وهو الرد والاستمرار في الصمود والصمود والثبات والمقاومة للاحتلال وإفشال كل مخططاته ومؤامراته و‏حتى لو كانت الحرب محكومة بقواعد اشتباك لابد أن يتقدم محور المقاومة خطوة للأمام هنا أو هناك لأنه لو لم يفعل سيتقدم عدوه وسيبادر وسيتوهم أن تأخر ردة الفعل ليس إلا ضعف وتردد وخوف.

و‏بالتالي فإن المغامرة بالرد خير من المخاطرة بربط الرد باحتمالات وقف إطلاق النار ‏لأن الأمريكي يحاول إفشال الرد سياسياً بتحريك التفاوض وعسكرياً بالاستعداد للتصدي له ، وطبيعة اللحظة التاريخية تستوجب وضع خطة محور الجهاد والمقاومة موضع التنفيذ والرد من جميع الجبهات وأن يكون الرد برجال أكثر وجغرافيا أكبر، وسلاح أمضى.

- ماذا عن الرد اليمني وهل تعتقدون أن زيارة نتينياهو لواشنطن كان لها علاقة باليمن ؟؟

- ‏اليمن لم يتوقف حتى يعود والموقف العسكري للعدو في البحر يؤكد ذلك و‏ما فاز بالحق إلا الحازم الرجل و‏لم يخفي الشهيد ‎إسماعيل هنية رغبته في تعزيز الموقف اليمني المساند لـ فلسطين وذلك بدفع اليمنيين نحو التقارب ولما فيه مصلحة اليمن وفلسطين والأمة وقد كان لعملية الإسناد اليمني لغزة دوراً في تعزيز قناعة أن ‎اليمن يمكن أن يقوم بدور أكبر وأوسع فيما لو تهيأت له الظروف ولذلك ‏فاليمن كان ولا يزال وسيظل يمارس حقه المشروع في مجاله البحري بلا توقف وينفذ واجباته تجاه ‎غزة دون تردد ومثل ما يسخر الأمريكي قدراته الضخمة لحماية الإسرائيلي فإن ‎اليمن سيسخر وباستمرار كل قدراته المتواضعة في خدمة الحق الفلسطيني وسيظل الفارق بينه وبين عدوه في موازين القوة هو إرادة القتال اليمنية والإيمان الراسخ بعدالة القضية وقبل كل شيء الثقة بمعونة الله وتأييده ونصره.

ولا شك أن من نتائج وأهداف زيارة نتنياهو إلى واشنطن ما له علاقة باليمن والأمر الملفت هنا أن مهلة الأمريكي التي منحها للإسرائيلي لتنفيذ أهدافه والمحددة بفترة 60 يوماً لن تكفي لتحقيق كل الأهداف وفي كل البلدان من اليمن إلى لبنان ومن غزة إلى إيران ولعل تطورات الأيام المقبلة ستكون كفيلة بخلط الأوراق وبالتالي إفشال المخطط .

- لا تزال جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء غزة مستمرة وكان آخرها جريمة استهداف مدرسة التابعين لإيواء النازحين .. برأيكم لماذا كل هذا الحقد على غزة ؟!

- كل هذا ‏الحقد على ‎غزة لأنها في7 أكتوبر نقلت الأمة من مرحلة ردة الفعل إلى مرحلة الفعل ولأن ‏7 أكتوبر أدخل "إسرائيل" العناية المركزة، ومنذ تلك اللحظة التاريخية، وحتى اليوم تعيش "إسرائيل" على التنفس الاصطناعي الأمريكي ولأن غزة لا تواجه فقط الاحتلال الاسرائيلي بل وتواجه الغرب بقدراته العسكرية وتفوقه التقني والتكنولوجي وتواجه العرب الداعمين للاحتلال بأموالهم وإعلامهم ومؤامراتهم ولأن ‏معركة ‎غزة عرّفت الشعوب العربية أكثر بمهام القواعد الأجنبية في بلدانهم "حماية إسرائيل" ولأن غزة ردت قبل أن يرد أحد ولأن ‏خبر اختيار القائد يحيى السنوار شكل ضربة معنوية قوية للعدو وأحدث صدمة كبيرة ومزلزلة في نفوس قادة الأنظمة الموالية لإسرائيل.ولأن ‏صمود ‎غزة طوال 312 يوما صمود غير مسبوق تاريخياً وغير متوقع عسكرياً ‏ومن شهد صمود ‎غزة سيشهد بعون الله انتصارها.

- ما هو المطلوب من إيران ومحور المقاومة بعد تأخر الرد كل هذه الفترة ؟

‏- مثلما أن لتأخر الرد إيجابيات أثبتتها الأيام الماضية فله أيضاً سلبيات فالوقت الذي تمنحه لنفسك للاستعداد تمنحه أيضاً لعدوك ليس للاستعداد فقط بل ولمحاولة التشويش عليك واستدعاء الشرق والغرب لثنيك والنيل من عزيمتك وهنا تتضاعف المسؤولية عليك ويزداد العبء وتتعقد المهمة‏ ومنطقياً لا يستقيم أن تصبح مخاوف العدو هي ذاتها مخاوفك .. وحتى إن كان تأخر الرد مسألة تكتيكية بحتة وبهدف أن يكون مؤثراً على العدو فإن العدو الإسرائيلي بالمقابل يرى في تأخر الرد فرصة لكسب الدعم الدولي لأي ضربة استباقية، خاصة إذا قدم الأمر على أنه ضرورة أمنية لحماية مصالحه ومواطنيه من تهديد وشيك وفي هذا السياق سيأتي ‏قرار المناورة الإسرائيلي بالذهاب الفعلي إلى الحرب الواسعة بعد أن توهم أن مستوى خشيتك منه أكبر من المستوى الذي لديه فبات يهدد بها ويذهب إليها لإعتقاده أنك لن تجرؤ على مجاراته فيها وإليها والحل الوحيد لذلك أن تذهب أنت أيضاً إلى الحرب الواسعة فكلما اتجهت إليها كلما تراجع عدوك عنها وبالتالي فإن الرد على الجريمة لا يحتاج إلى مقدمات ولا إلى حسابات والوفاء للشهيد إسماعيل هنية ولجميع الشهداء يتطلب الرد بكل عزم وقوة مع الثقة بنصر الله .. ومهما كان حجم الدعم الأمريكي والغربي للإسرائيلي فإن له حدود وإن لم يكن له حدود يجب أن يكون له حدود والواقع هو من سيضع له هذه الحدود فلا يوجد سقف مفتوح ولا يوجد دعم كامل للعدو إلا بقدر قبولك بهذا السقف أو بذلك الدعم وبقدر قدرتك على الرد وعلى صنع الإنجازات والانتصارات وقدرتك على تغيير المعادلة على الأرض.

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: محور المقاومة

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: سوريا تسير نحو الاستقرار رغم مخاوف الصراع الأمريكي التركي

كتب- حسن مرسي:

أكد الخبير السياسي المهتم بالشأن العربي محمد عمر، أن سوريا في طريقها إلى الاستقرار والأمن وتحقيق تطلعات السوريين.

وأضاف أن أهم الخطوات التي تقوم به الحكومة السورية المؤقتة، على الصعيد الدولي هو استقبالها للوفود الدبلوماسية الأجنبية والعربية وتقديم رؤية شفافة للتطورات الحاصلة وفتح قنوات الاتصال مع جميع الدول المنخرطة في الشأن السوري، من أجل تلقي الدعم السياسي والاقتصادي اللازم لعملية البناء.

وأوضح الخبير السياسي في مداخلة هاتفية مع قناة الحدث، أن زيارات العديد من مسؤولي الدول الأوروبية والعربية توالت إلى العاصمة دمشق، منها الفرنسية والبريطانية والقطرية لتتوجها زيارة دبلوماسيين أمريكيين لأول مرة منذ سنوات، للقاء مسؤولين بالحكومة المؤقتة.

وأفاد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، بوصول نائبة مستشار وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، والممثل الخاص السابق لسوريا دانيال روبنشتاين، والممثل الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن روغر كارستينز. وأشارت الوزارة إلى أن اللقاءات ستشمل أيضاً أعضاء المجتمع المدني وناشطين وممثلي الطوائف المختلفة، لمعرفة رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعمهم.

وأوضح "عمر"، أن الكاتب والباحث السياسي التركي مهند حافظ أوغلو قال في إحدى مقابلاته إن تركيا كانت الداعم الوحيد للمعارضة السورية منذ البداية لتحقيق أهدافها بإسقاط النظام، وأن تركيا تعتبر ممثلة للمجتمع الدولي في الملف السوري، حيث تتقاطع مصالحها مع مصالح دولية عديدة، وأن الحكومة المؤقتة في سوريا ستجري تغييرات سياسية بناء على النصائح التركية.

واستطرد، أن الولايات المتحدة الأمريكية أشارت إلى أن تركيا هي اللاعب الأكثر نفوذًا في سوريا، حيث قال منسق السياسات الاستراتيجية والاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن القيادة الحالية ترى أن أنقرة ستظل لاعبًا أساسيًا في الملف السوري، مثلما كانت على مدى السنوات الـ 14 الماضية، كما قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنه لا أحد يعرف النتيجة النهائية في سوريا، ولا من هو الطرف الفائز، لكن أعتقد أنه تركيا سيكون معها المفتاح للأحداث في هذا البلد، وأن تركيا استولت على سوريا بطريقة غير ودية دون سقوط الكثير من الأرواح.

وأشار محمد عمر، إلى أنه مما لا شك فيه بأن أنقرة منذ اليوم الأول للثورة السورية أصرت على الاستماع لمطالب الشعب السوري ودعمته سياسياً ومادياً وعسكرياً، مما يجعلها اليوم تتمتع بنفوذ اقتصادي ودبلوماسي وعسكري لا مثيل له في هذه المرحلة من تاريخ سوريا، إلا أن هناك مصالح لتركيا ومخاوف تتعلق بأمنها القومي مرتبطة بوجود الأكراد في الشمال السوري.

وقال إن التوتر يتصاعد على الحدود الشمالية لسوريا، مع إبقاء الجيش التركي في حالة التأهب، وسط مطالب أنقرة بتفكيك "قسد" وضمان أمن حدودها، حيث يشكل انعدام الثقة بين تركيا وقسد عائقا كبيرا أمام أي اتفاق مستقبلي، كما ترى تركيا أن ارتباط قسد بحزب العمال الكردستاني يمثل تهديدًا لأمنها القومي، بينما تطالب قسد بضمانات دولية لحماية مكتسباتها، وبحسب ما أفاد عمر جليك، الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، فإن أنقرة نشرت جنودها في المناطق الحدودية، بحيث يقدّر عددهم اليوم ما بين 16 و18 ألف عنصر.

وأوضح الخبير السياسي، أن مسؤول بوزارة الدفاع التركية، قال إنه لا يوجد اتفاق لوقف إطلاق النار بين تركيا و"قسد"، على عكس إعلان أمريكي بشأن هذه المسألة، وأن أنقرة ترى أن قوات "الجيش الوطني السوري" المدعومة من تركيا ستحرر المناطق التي يحتلها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.

من جانبها، تعهدت قوات سوريا الديمقراطية بقتال تركيا وفصائل المعارضة السورية التي تدعمها أنقرة في مدينة كوباني، وقالت في بيان "إننا في قوات سوريا الديمقراطية نؤكد على أهمية وقف التصعيد ووقف جميع العمليات العسكرية وحل كافة المواضيع العالقة عبر الحوار، لكننا لن نتردد في التصدي لأي هجوم أو استهداف لشعبنا ومناطقنا".

وتابع أن هذا يأتي في ظل إرسال "قسد" تعزيزات عسكرية إضافية لمحيط سد تشرين وكوباني (عين العرب)، بعد سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا على 14 بلدة وقرية في الريف الجنوبي للرقة في الأيام القليلة الماضية، ومخاوف من هجوم تركي على كوباني الحدودية الخاضعة للسيطرة الكردية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن هناك 2000 جندي أمريكي في سوريا، وهو أكثر من ضعف العدد الذي تم الإعلان عنه سابقا، وبحسب المتحدث باسم الوزارة باتريك رايدر، فإن هناك في الواقع "حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا" كانوا هناك منذ ما قبل سقوط نظام بشار الأسد، مضيفا: "تعتبر هذه القوات الإضافية مؤقتة يتم نشرها لتلبية متطلبات المهمة المتغيرة، في حين أن القوات الأساسية البالغ عددها 900 جندي يتم نشرها على المدى الأطول".

وأكد أنه فيما تحاول واشنطن التوصل إلى هدنة بين الأتراك و"قسد" أشار مصدر أمريكي مقرب من وكالة الإستخبارات المركزية بأن وزارة الدفاع الأمريكية تريد خلال فترة الهدنة المرتقبة استقدام المزيد من الجنود الأمريكيين الى الشمال السوري، بعدد ربما يصل الى 10 آلاف عسكري، مرجعًا الخطوة لرغبة واشنطن بحماية مصالحها في الشمال السوري، خصوصاً في ظل التمسك التركي بالموقف المعادي للأكراد، وتطلعات أنقرة لإنشاء منطقة عازلة في سوريا بهدف القضاء على "قسد" واستثمار الثروات الكبيرة المناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف أنه من ناحية أخرى تريد واشنطن تسويق رفضها إضعاف أنقرة لحليفتها "قسد" وبسط قيادة العمليات العسكرية التي أسقطت النظام في دمشق، من خلال تذرعها بمكافحة خلايا تنظيم "داعش" وحماية المعتقلات التي يقبع عناصره فيها، حيث قالت مجلة "بوليتكو" الامريكية إن واشنطن تبذل جهودا مكثفة لمنع سيناريو كارثي جديد في سوريا، وهو هروب جماعي من سجون "داعش" هناك حيث يظل آلاف من مقاتلي التنظيم الإرهابي وأسرهم في سجون مؤقتة تحت حراسة قوات كردية في إشارة الى "قسد".

وأشار إلى أن أحد كبار المسؤولين الأمريكيين في مجال مكافحة الإرهاب قال إن موقف تركيا وسوريا يشبه قنبلة موقوتة وإذا لم توقف تركيا الهجمات على قوات سوريا الديمقراطية، فقد نواجه هروباً هائلاً من السجن، وأيضا قال جوزيف فوتيل، الجنرال المتقاعد الذي قاد القيادة المركزية الأمريكية من عام 2016 إلى عام 2019، أثناء القتال ضد داعش إن هذا في الأساس جيش إرهابي قيد الاحتجاز وهناك قلق من جميع الأطراف.

وقال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، خلال مقابلة مع المحرر الدولي لبي بي سي جيريمي بوين: "إن البلاد منهكة من الحروب وبحاجة لتنميتها وتقويتها، ولا تشكل أي تهديد لأي دولة في العالم"، وبشأن توغل الجيش الإسرائيلي في أراض سورية، قال: "كان لدى إسرائيل حجج لتدخلهم في سوريا تتعلق بالمليشيات الإيرانية وحزب الله، ولا مبرر لتقدم القوات الإسرائيلية في سوريا"، مضيفا: "لسنا على قدر كافٍ من القوة لمجابهة روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل ويجب أن نكون حلقة وصل بين هذه الدول".

وأكد محمد عمر، أن الصراع الأمريكي التركي على شكله الحالي في سوريا لا يصب في مصلحة الحكومة الانتقالية وقيادتها العسكرية، ويجب مواجهته عبر الحوار والتفاهم وخلق ضمانات للأطراف جميعها يمكن أن تبلور شكل العلاقة في المستقبل، كما حذروا من خطورة انسياق فصائل المعارضة المسلحة خلف المخطط التركي وإن كان الأتراك أول الداعمين لهم، بل عليهم التوصل الى صيغ تمنع سفك الدماء من جديد في سوريا.

وأشار إلى أنه من الممكن الاستفادة من الوجود الروسي في سوريا لأنه يمكن أن يكون رادعاً لكل من إسرائيل وتركيا وأمريكا من الاستفراد بسوريا والسوريين لتمرير مصالحهم، خصوصًا أن موسكو قامت بسحب جميع قواتها التي كانت منتشرة في سوريا إلى قاعدتيها العسكريتين على الساحل السوري، عقب سقوط نظام الأسد، فيما لاتزال واشنطن تسيطر على حقول وآبار النفط في الشمال الشرقي السوري، لا بل تريد توسعة تواجدها العسكري لمواجهة تركيا.

وفي الوقت الراهن تظهر علامات الفرح على السوريين بالانتصار إلا أنهم يتخوفون من إثارة النزاع المسلح من جديد في بلادهم، عبر المواجهة المسلحة في الشمال السوري، بعدما استطاعوا العبور الى بر الأمان بعد إسقاط نظام الأسد، وهم يعبّرون عن أملهم في أن تحقق القيادة السورية الجديدة تطلعاتهم في العيش الكريم والأمان والإطمئنان، وبأن تكون هذه القيادة وطنية ومستقلة القرار وقوية في إطار التحديات الحالية.

سوريا الحكومة السورية المؤقتة الصراع الأمريكي التركي أمريكا تركيا

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة إعلامي: هذا المتحكم الحقيقي في سوريا بعد سقوط الأسد أخبار حدث في 8ساعات| حقيقية استئجار مستر بيست الأهرامات.. والسيسي يضع شرطًا أخبار عبد الملك الحوثي: إسرائيل تسعى لتنفيذ مخطط "ممر داود" في المنطقة أخبار الرئيس السيسي يلتقى "ميقاتى" ويؤكد على وحدة لبنان وسيادة وسلامة أراضيه أخبار أخبار مصر حدث في 8 ساعات| السيسى يتابع اختبارات المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة.. منذ 8 دقائق قراءة المزيد أخبار مصر خبير سياسي: سوريا تسير نحو الاستقرار رغم مخاوف الصراع الأمريكي التركي منذ 18 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الأطباء تتواصل مع التمريض للنقاش بشأن قانون المسؤولية الطبية منذ 24 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر السيسي: الأوضاع الإقليمية تستوجب تكاتف أبناء الوطن لحمايته من أي تهديدات منذ 32 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر أستاذ اقتصاد: مصر تمتلك الإمكانيات لقيادة المنطقة نحو التنمية والاستقرار منذ 52 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر السيسي يثمن التضحيات الكبيرة لأبناء جهاز الشرطة وعائلاتهم في مواجهة منذ ساعتين قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

خبير سياسي: سوريا تسير نحو الاستقرار رغم مخاوف الصراع الأمريكي التركي

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك للإعلان كامل للإعلان كامل 21

القاهرة - مصر

21 13 الرطوبة: 59% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • العميد سريع يكشف بعد قليل عن عملية عسكرية نوعية
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (71)
  • شوبير يكشف تفاصيل جديدة حول مصير إمام عاشور وكهربا بالأهلي
  • خبير سياسي: سوريا تسير نحو الاستقرار رغم مخاوف الصراع الأمريكي التركي
  • خبير يكشف تفاصيل ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة «قدس الأقداس» بالكرنك (فيديو)
  • تفاصيل جديدة مثيرة حول عملية جباليا المعقدة
  • "البنك الزراعي" يكشف تفاصيل جديدة بشأن دعم ريادة الأعمال وتمكين الشباب والمرأة
  • الحوثي يكشف تفاصيل جديدة على الهجوم الصاروخي على “تل أبيب”
  • كاتب صحفي: إيران تركز على الاقتصاد في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها
  • إعلامي يكشف تفاصيل جديدة في مشاجرة إمام عاشور وعمر كمال