تركيا تستحوذ على بيانات الذئاب المنفردة في داعش.. ما علاقة إيران؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
كشفت صحيفة تركية، عن عملية سرية ومعقدة لشعبة مكافحة الإرهاب في إسطنبول، ضد خلية تبين أنها تعمل لصالح المخابرات الإيرانية، سعت للحصول على معلومات تشمل هوية الآلاف من عناصر تنظيم الدولة من "الذئاب المنفردة"
وفي التفاصيل، قام الأمن التركي بالتنصت على مفاوضات بشأن شحنة معينة بين خمس أشخاص يعملون لصالح المخابرات الإيرانية، ومجموعة من أوزباكستان.
وبعد ترجمة ما تم التنصت عليه، تمكن الأمن التركي من فك رموز تتعلق بـ"المقاتلين الإرهابيين" الذين يطلق عليهم "الذئاب المنفردة" وخططوا ونفذوا هجمات مسلحة في جميع أنحاء العالم.
صحيفة صباح في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، ذكرت أن الـ"CIA" الأمريكية، وجهاز الاستخبارات البريطاني "MI6"، والموساد الإسرائيلي، والمخابرات الإيرانية، تعمل منذ سنوات عدة في زرع عملاء لها داخل تنظيم الدولة للتجسس ضده.
وكشفت الصحيفة، أن أجهزة المخابرات العالمية كلفت أكثر من 40 عميلا بهويات مختلفة للعمل في جبال طاجيكستان وأوزبكستان وباكستان، من أجل التوصل إلى "الشحنة" التي لا تقدر بثمن وعالية السرية التابعة لتنظيم الدولة.
ونوهت إلى أن مهمتهم الوحيدة هي الاستيلاء على الشحنة (أرشيف سري) التي كان زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، الذي قتل في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 يخبئها بعناية منذ سنوات.
ويحتوي الأرشيف السري على معلومات خاصة لأعضاء المنظمة "التائبين"، والتعليم الخاص الذين حصلوا عليه، وقدراتهم التنظيمية، والسلاح الذي استخدموه، ومعلومات التواصل والاتصال وعناوينهم وعائلاتهم في البلدان التي كانوا فيها.
وفي مواجهة عملية أمريكية خاصة، تقرر إرسال (الأرشيف السري) إلى بلد أكثر أمانا من خلال تسليمها إلى ساعي تم تعيينه من خلال أبو الحسين الحسيني القريشي، لكن الساعي خطط لبيع "الشحنة" التي علم بمحتوياتها، وتم القبض عليه من عناصر التنظيم واستجوابه بعد أشهر من اختفائه.
وزعم ساعي البريد الذي قطع كاحليه من عناصر تنظيم الدولة، أن الشحنة "الأرشيف السري"، قد فقدها، وتم الإفراج عنه، ولكن التنظيم قام بإعدام اثنين من عناصره في أوزباكستان وسوريا بالسيف، ولم يتمكن من الحصول على "الشحنة".
وتبين أن "الشحنة" قد حصلت عليها مجموعة في أوزبكستان، سعت للتفاوض مع أجهزة المخابرات الغربية بشأنها، وفي ذلك الوقت بدأت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة إسطنبول بالتدخل والمتابعة.
وخلال إجراء دراسات فنية في إطار "الوقاية الاستخباراتية" ضد هجمات محتملة بعد 24 عملا إرهابيا نفذها التنظيم في تركيا حتى الآم، تمت ترجمة مكالمة هاتفية باللغة الطاجيكية وتحليلها بالتفصيل.
وتوصلت شرطة إسطنبول من خلال تحليل البيانات، إلى أن هناك صفقة بشأن "شحنة" سيتم إجراءها في إسطنبول، لكن لم تكن هناك معلومات بشأنها أو توقيت تنفيذ عملية التبادل.
وألقت السلطات التركية القبض على رجل الأعمال الإيراني سيمور رزاييف، الذي يشارك في مشروع التطوير السري للطائرات بدون طيار التابعة للدولة الإيرانية، والمواطن الإيراني حكمت علييف، صاحب شركة "BUTA Logistics"، التي تقوم بما يسمى بنقل البضائع من تركيا إلى الجمهوريات التركية، وزين الدين جاليسكان، الذي يعمل في تجارة المعادن، والمواطن التركي من أصل إيراني محمد تشيليك، والذي يعمل في تجارة المصاعد في إزمير، وجميعهم كانوا يشاركون في مشاريع سرية لتوريد قطع غيار لمشاريع استراتيجية.
وتبين أن سيمور رزاييف وأعضاء الخلية، وصلوا إلى إسطنبول، واستأجروا سيارة بشكل غير رسمي لمواطن تركي، حتى لا يتركوا أي أثر استخباراتي، والقيام من خلالها بأنشطة لصالح المخابرات الإيرانية.
ووفقا لتقرير مكون من 64 صفحة، فإن عناصر الخلية التي تعمل لصالح طهران، اجتمعت في إحدى المقاهي، وتحدثوا عن "شحنة" وهي عبارة عن مادة رقمية تم عرضها للبيع من عناصر في تنظيم الدولة، واتفقوا على الحصول عليها وتزويدها للمخابرات الإيرانية.
أبلغت المخابرات الإيرانية، رزاييف وفريقه، أنها تريد التحقق من بعض الوثائق في الشحنة الرقمية، وأنها مستعدة أن تدفع 8.5 مليون يورو مقابلها، بعد التحقق منها. وبعد مفاوضات استمرت لأشهر، تم جلب بعض الوثائق الأولية من أوزباكستان وتقديمها إلى عناصر جهاز المخابرات الإيراني في إسطنبول.
وأبدت وزارة الاستخبارات الإيرانية استعدادها تقديم الرقم المطلوب مقابل الشحنة كاملة، وتقرر أن تكون مكان عملية التسليم في إسطنبول.
وتبين أن الشحنة الرقمية، تحتوي على بيانات استخباراتية عن السيرة الذاتية لـ9 آلاف و952 عنصرا من داعش منتشرين في جميع أنحاء العالم، إلى جانب السير الذاتية والمعلومات وصور فوتوغرافية خاصة بهم.
وتبين أن هؤلاء العناصر هم "الذئاب المنفردة" المنتشرة في العالم، والذين لم يتم التمكن سابقا من الوصول إليهم.
ونفذت وحدة مكافحة الإرهاب عملية واعتقلت أعضاء المجموعة الخمسة في إسطنبول.
وكشفت الصحيفة أن "الذئاب المنفردة" لتنظيم الدولة، تقف خلف العديد من العمليات في العالم، أبرزها مقتل 50 شخصا وإصابة 53 آخرين في هجوم نفذته في ملهى ليلي في فلوريدا الأمريكية في 12 حزيران/ يونيو 2016.
وتبين بأن أندرس بهرنغ بريفيك الإرهابي اليميني النرويجي، والذي قتل 77 شخصا معظمهم من الأطفال عام 2011، هو من "الذئاب المنفردة" لتنظيم الدولة.
ومن ضمن العمليات التي تقف خلفها "الذئاب المنفردة"، عملية دهس في نيويورك (مانهاتن) باستخدام سيارة تجارية مستأجرة. أسفرت العملية عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح 11 غيرهم. نفذها الأوزبكي سايفولو حبيبولافيتش سايبوف في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2017.
ومن ضمن عمليات "الذئاب المنفردة"، العملية التي قام بها عبد القادر مشاريبوف، وهو مواطن قيرغيزي في ملهى "رينا" في منطقة بشيكتاش بإسطنبول في 1 كانون الأول/ يناير 2017، وأسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة 71 آخرين.
وعملية الدعس بالشاحنة الصغيرة في برشلونة الإسبانية في 18 أب/ أغسطس 2017، والتي أسفرت عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 100.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية تنظيم الدولة تركيا تركيا اسطنبول تنظيم الدولة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تنظیم الدولة فی إسطنبول من عناصر
إقرأ أيضاً:
بعد قليل.. استكمال محاكمة المتهمين في قضية «داعش قنا»
تنظر الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات أول درجة المنعقدة بمجمع محاكم بدر، اليوم الأحد، جلسة محاكمة المتهمين في القضية رقم 423 لسنه 2023 حصر أمن الدولة عليا والمعروفة إعلاميا بـ «خلية داعش قنا».
ووجه للمتهمين تهم الانضمام لجماعة إرهابية، بأن انضموا لجماعة أسست على خلاف القانون وأحكام الدستور الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي مع علمهم بأغراضها.
اقرأ أيضاًعاجل.. إغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية
بعد إلقاء القبض على مقتحم مكتبه.. خالد يوسف يوجه رسالة شكر لوزارة الداخلية