سعود بن صقر: رأس الخيمة ملتزمة بتحقيق النمو في شتى القطاعات الحيوية
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن تعزيز العلاقات والشراكات الصناعية الاستراتيجية ركيزة أساسية في خطط الإمارة لتنويع اقتصادها، وترسيخ مكانتها المتنامية كوجهة مثالية لممارسة الأعمال، والإسهام في تحقيق الازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة لدولة الإمارات.
وقال سموه “ نلتزم في رأس الخيمة بتحقيق النمو ومواصلة مسيرة التطور في شتى القطاعات الحيوية، وفقاً للرؤى والاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات على خارطة الدول الأكثر تقدماً، وترسيخ تنافسيتها العالمية كمركز للابتكار الصناعي”.
وأشاد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي بمتانة العلاقات الاقتصادية، وقوة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط دولة الإمارات مع جمهورية الصين الشعبية في شتى المجالات، والتي تزداد تطوراً ونمواً ورسوخاً عاماً بعد آخر.. مؤكداً سموه عراقة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين رأس الخيمة وجمهورية الصين عبر التاريخ، حيث تحتضن الإمارة اليوم أكثر من 200 شركة صينية مسجلة في هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية “راكز”، ويتم العمل حالياً على تطوير 3 مشاريع صينية على جزيرة المرجان باستثمارات تقدر بـ 4.5 مليارات درهم.
وأضاف سموه ” نمضي وفق رؤية تنموية واضحة، وخطط استراتيجية مدروسة، تهدف إلى دعم المستثمرين، وإنشاء أفضل بيئة استثمارية على مستوى المنطقة والعالم، ونعمل على مواصلة التوسع في تطوير بنيتنا التحتية لتعزيز جاذبية إمارتنا ودولتنا، والتأكيد على تنافسيتنا العالمية”.
جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، في قصره بمدينة صقر بن محمد، اليوم، يانغ يويلو، رئيس “مؤسسة شاندونغ للأخشاب ومنتجاتها”، الرائدة عالمياً في صناعة وتصدير الأخشاب في مقاطعة شاندونغ الصينية، والتي تعد بمثابة منصة خدمات لأكثر من 1,700 شركة مصنعة ومصدرة للأخشاب في المقاطعة، وتنتج نحو 10% من خشب الأثاث في العالم.
وشهد سموه، توقيع اتفاقية بين هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية “راكز”، ومؤسسة شاندونغ للأخشاب ومنتجاتها لتأسيس “زونغ إيه شاندونغ إندستريال بارك” في الإمارة، باستثمار يبلغ 360 مليون دولار أمريكي.
وقع الاتفاقية الاستراتيجية، كل من رامي جلاد، الرئيس التنفيذي لهيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية “راكز”، ويانغ يويلو، رئيس المؤسسة الصينية، ورئيس “زونغ إيه شاندونغ إندستريال بارك” في رأس الخيمة.
ويتوقع أن يستقطب المجمع الصناعي الذي سيقام في منطقة الغيل الصناعية برأس الخيمة، أكثر من 60 شركة صينية تعمل في صناعة الأغذية، والأخشاب وغيرها من القطاعات كما يتوقع أن يوفر أكثر من 3,500 فرصة عمل في الأعوام الخمسة القادمة.
حضر اللقاء عدد من المسؤولين في رأس الخيمة، ومن الجانب الصيني.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الشيخ الباحث والأمانة التاريخية
محمد بن رامس الرواس
في لحظة من لحظات الشرف الثقافي التي تُسطَّر بماء الذهب، ازدانت قاعات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، بزيارة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة، رجل العلم والتاريخ الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم.
جاءت زيارة سموه لتكون تتويجًا لدورة ثقافية زاخرة، حيث وقف بين محبيه ومريديه، يوقع أحدث إصداراته الفكرية والتاريخية، مواصلًا مسيرة علمية نادرة في دقتها وأمانتها. لقد عُرف عن سموه التزامه الصارم بالأمانة العلمية، لا يكتب كلمة إلا مستندًا إلى وثيقة أصلية، ولا يروي حدثًا إلا مدعمًا بالشواهد الدامغة.
وفي زمن عزّت فيه الموضوعية، ظل سموه صوتًا حيًا للحقائق، مستخرجًا من بين ركام الوثائق ما يعيد صياغة الوعي بتاريخ الخليج والمنطقة بعيدًا عن التزوير والتزييف، لقد أصبح مشروعه الفكري مرجعًا لكل باحث ومهتم، حيث لا يكتفي بالبحث والتأليف، بل ينشر الوثائق النادرة، ويعيد الاعتبار لتاريخ طويل طمسته الروايات المغرضة، وبكل شجاعة علمية يقدم سموه الحقائق كما هي، مدعومة بالدلائل، مؤمنًا أن الأمانة في التوثيق رسالة، وأن إنصاف التاريخ أمانة أمام الله والناس والأجيال.
وأذكر أن أول اقتناء لي لمؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي كان وأنا شاب عندما قرأت روايته "الشيخ الأبيض" التي جرت أحداثها في مدينة مرباط بمحافظة ظفار، فكانت تلك البداية التي فتحت أمامي أبواب تقدير هذا الشيخ المثقف الذي يحاكي من خلال قلمه تاريخ الأرض والإنسان في آن واحد.
وخلال تجوالي في أروقة معرض مسقط للكتاب بثاني أيام المعرض أجرت قناة الشارقة لقاءً معي تحدثت فيه عن سمات صاحب السمو وصفاته النادرة في هذا الزمان؛ صفات لا تتكرر إلّا في قلة من الرجال الذين جمعوا بين الحكمة والمعرفة والتواضع، فكان بحق رمزًا من رموز الأصالة والعلم.
لقد جاء توقيع سمو الشيخ سلطان على أحدث إصدارته «البرتغاليون في بحر عُمان، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م»، الذي يضم 21 مجلدًا، باللغة العربية ومثلها باللغة الإنجليزية، وتتراوح صفحات المجلد الواحد بين 400 و600 صفحة بمجموع كلي يصل إلى 10500 صفحة، ويحوي كل مجلد مجموعة من الوثائق والرسائل، وسط حفاوة ثقافية غير مسبوقة، ليؤكد مكانة الكلمة الصادقة في زمن التزييف، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن النور لا يخبو مهما اشتدت العتمة، وأن الحقيقة لا تندثر ما دام هناك من يذود عنها بالقلم والفكر والموقف.
إنَّ زيارة صاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة إلى معرض مسقط الدولي للكتاب هذا العام لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل كانت وقفة صادقة مع الثقافة، مع التاريخ، ومع قيم العلم التي تزداد توهجًا حين يحمل لواءها رجال مثل سموه؛ فسلامًا على قلمه الأمين، وعلمه الرصين، وجهده الخالص في خدمة الأمة وتاريخها وهويتها.
رابط مختصر