التعليم العالي: تنظيم فعاليات وورش عمل خاصة بـ "الأبحاث للابتكار وريادة الأعمال"
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
اختتم معهد تيودور بلهارس للأبحاث برئاسة الدكتور محمد شميس، مدير المعهد، ورش العمل الخاصة بـ "مُبادرة الابتكار وريادة الأعمال"، والتي أقيمت بهدف وضع إستراتيجية شاملة لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال بالمعهد.
وأوضح الدكتور محمد شميس أن "مُبادرة الابتكار وريادة الأعمال"، جاءت تحقيقًا لأهداف وأغراض الإستراتيجية الوطنية للتكنولوجيا والعلوم والابتكار 2030، ودعمًا لريادة الأعمال والابتكار بالمعهد بما يؤدي لرفع كفاءة كوادر أعضاء الهيئة البحثية ومعاونيهم والعاملين بالمعهد، وتنفيذًا لتوجيهات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي بضرورة تعزيز دور المراكز والمعاهد البحثية في دعم الصناعة وتحويل الأفكار البحثية إلى مُنتجات ذات مردود اقتصادي على المجتمع، أصبح البحث العلمي التطبيقي في الآونة الأخيرة هو أساس الصناعة الحديثة.
واشتملت ورش العمل على توضيح أهمية ريادة الأعمال التي تساعد بشكلٍ كبير في حل الأزمات التي تواجه العالم، من خلال ابتكار منتجات وخدمات أو أفكار جديدة، فضلًا عن إيجاد حلول مُبتكرة للمشكلات بما يُسهم في تقدم وتطور المجتمع، كما تضمنت ورشة العمل عقد أربع ورش عمل فرعية، وتناولت هذه الورش مُناقشة العديد من الموضوعات الهامة ومنها: (التحقق من التكنولوجيا، والابتكار التكنولوجي والتنمية المُستدامة، وعوامل نجاح جهود زيادة التمويل، وأهم قصص النجاح في ريادة الأعمال والابتكار).
واختتمت الورشة بمجموعة من التوصيات، منها التأكيد على أهمية الربط الوثيق بين البحث العلمي وريادة الأعمال، من خلال تفعيل الشراكات بين مؤسسات البحث والصناعة، وتحويل الأفكار العلمية إلى منتجات وخدمات تساهم في دفع عجلة الاقتصاد المصري وتجعله أكثر تنافسية عالميًا، وضرورة توفير الدعم اللازم لتحويل الأبحاث إلى مشاريع واقعية، بما يضمن الاستفادة القصوى من الموارد العلمية والبشرية، والعمل على بناء جسور من الثقة بين كل من الباحثين ورواد الأعمال والمستثمرين في محاولة لإيجاد حلول مناسبة وسريعة لكل التحديات والمشكلات التي تواجه جميع الأطراف بما يحقق الاستفادة القصوى من مُخرجات البحث العلمي وتوظيفها بما يخدم تطور المجتمع وتقدمه.
جدير بالذكر، أن مُبادرة "الأبحاث للابتكار وريادة الأعمال" التي أطلقها معهد تيودور بلهارس، شارك فيها نُخبة متميزة من الخبراء المتخصصين في مجال الابتكار وريادة الأعمال، والباحثين، والمهتمين بالابتكار والتطورات التقنية؛ بهدف تعظيم الاستفادة من مخرجات البحث العلمي لأعضاء الهيئة البحثية ومعاونيهم بالمعهد، كما تهدف المُبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية تحسين مُناخ وأهمية الاستثمار في المجالات البحثية والعلمية، وتوفير منصة لتبادل المعرفة والخبرات حول التحولات التقنية الحديثة التي تزيد من فرص تعزيز ريادة الأعمال، تماشيًا مع توجهات الدولة نحو ربط مؤسسات البحث العلمي والابتكار بالأنشطة التطبيقية والصناعية والخروج بمنتجات ملموسة تُلبي احتياجات السوق المحلية، وترتقي أيضًا للوصول إلى منافسة المنتجات العالمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استراتيجية الوطنية الابتكار وريادة الأعمال الاستراتيجية الوطنية التعليم العالي والبحث العلمي ريادة الأعمال والابتكار معهد تيودور بلهارس وزير التعليم العالي والبحث العلمي الابتکار وریادة الأعمال البحث العلمی م بادرة
إقرأ أيضاً:
المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
◄ يجب أن تُركِّز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي
د. مسلم بن علي بن سالم المعني **
نُسلطُ الضوء في هذا المقال على الجانب السلوكي لدى الطالب، وهو الجانب الذي إما يجهله الكثير من أعضاء هيئة التدريس أو لا يعرفون كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ومخرجات التعلم القائمة على السلوك تركز على القيم والمعتقدات والتفكير الذهني الذي يوجه الطالب في كيفية التعامل مع ما يطلب منه تنفيذه أثناء الدراسة أو التعامل مع الآخرين أو التصرف في سياقات مُحددة.
ففي السنة الأولى؛ وهي السنة التي يلتحق فيها الطالب بالدراسة في التخصص، تركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على غرس السلوك الإيجابي لدى الطالب اتجاه التعلم والنزاهة الأكاديمية وتشجيعه على الانضباط الذاتي وإدارة الوقت، وهي عوامل جميعها تساهم في صقل شخصية الطالب بإظهار سلوك واحترام للمعايير الأكاديمية.
أما في السنة الثانية، فتركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على قدرة الطالب على التحلي بالسلوك المهني اتجاه مجال دراسته المعرفي وتشجيعه على التفكير بأهمية التعلم على مدى الحياة وحب الاستكشاف، وهي عوامل جميعها تساهم في توليد التفكير الناقد لدى الطالب وانفتاحه على الأفكار الجديدة.
وفي السنة الثالثة من الدراسة، تستهدف مخرجات التعلم القائمة على السلوك جوانب مثل تعزيز الدور القيادي لدى الطالب والعمل ضمن الفريق والتحلي بالأخلاقيات المهنية مع تمكين الطالب من تحقيق هوية مهنية له ونهج مهني أثناء مواجهته التحديات. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات يجب أن يتحلى بالقدرة على العمل الجماعي والقيادة ضمن المشروعات الجماعية التي يطلب منه تنفيذها.
وأخيرا تأتي السنة الرابعة لتتوج المجال السلوكي حيث يتولد لدى الطالب سلوك يركز على الجانب الوظيفي والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية وهي إما التحاقه بسوق العمل أو مواصلة دراسته العليا، مع تشجيع الطالب على التحلي بالقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والتحلي بالأخلاقيات المهنية لمجال تخصصه. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات على هذا المستوى المتقدم يجب أن يتحلى بالقدرة على إظهار المهنية والقدرة على التكيف مع تحديات بيئات العمل.
وبناءً عليه يجب أن تركز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على مجالات ثلاثة: المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. فلو فعلا تمكنا من تصميم وتنفيذ برنامج يغطي المجالات الثلاثة لتولدت لدى الطالب معارف ومهارات وسلوكيات تمكنه من الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات الجديدة بكل كفاءة واقتدار. فمن السلوك الإيجابي المتمثل في حب التعلم والنزاهة الأكاديمية والانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت في السنة الأولى إلى تطوير سلوك التفكير الناقد والانفتاح على الأفكار الجديدة في السنة الثانية، يستطيع الطالب أن يطور سلوكيات إيجابية للعمل بروح الفريق الواحد مع تولد صفات قيادية له يستطيع من خلالها أن يقود فريق العمل معه في السنة الثالثة لينتقل إلى السنة الرابعة والأخيرة والتي تبني شخصية الطالب في المهنية في العمل والتكيف مع المُتغيرات.
فهل فعلًا تركز برامجنا الأكاديمية على المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية؟ وهل حقًا برامجنا الأكاديمية تصقل المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية عند منحه الدرجة العلمية في التخصص؟
** عميد كلية الزهراء للبنات