أكَّد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أنَّ وَحدة المسلمين والمسيحيين في مصر تشكِّل حجرَ الأساس لبناء مجتمع متسامح ومتحضِّر، موضحًا أنَّ المؤسسات الدينية تلعب دَورًا حيويًّا في تعزيز الوحدة الوطنية، خاصةً في المجتمعات المتعددة الأديان والطوائف والمذاهب مثل مصر.

«عياد»: الدين عامل مؤثر في تشكيل الهُويَّة والانتماء

وأضاف «عياد»، خلال استقباله الأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، والدكتور محمد أبو زيد الأمير المنسِّق العام لبيت العائلة المصرية، ظُهر اليوم الأربعاء، أنَّ الدين عامل مؤثر في تشكيل الهُويَّة والانتماء، وبالتالي يمكن للمؤسسات الدينية أن تساهم بشكل كبير في بناء مجتمع متماسك ومتَّحد، حيث إنَّ الأديان السماوية جميعها تدعو إلى التسامح والمحبَّة بين الناس، بِغَضِّ النظر عن اختلافاتهم، ومن ثَمَّ عندما تعمل المؤسسات الدينية على نشر هذه القيم، فإنها تساهم في بناء جسور الثقة والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع.

كما أكد المفتي أهمية دَور المؤسسات الدينية والمبادرات المنبثقة عنها في مكافحة خطابات الكراهية والأفكار المتطرفة التي تحاول استغلال الدين لتحقيق أهداف ضيقة، مشيرًا إلى الدَّور المحوري الذي يلعبه الأزهر الشريف في نشر قيم التسامح والوسطية، وكذلك دَور دار الإفتاء المصرية في إصدار فتاوى تؤكِّد أهمية الوحدة الوطنية، فضلًا عن الدَّور الذي ينهض به بيت العائلة المصرية في ترسيخ الوحدة والتعايش بين كافة طوائف المجتمع المصري، وهي الأدوار التي تسير جنبًا إلى جنب مع دَور الكنيسة المصرية التي تدعو إلى المحبة والتسامح، وتشارك في العديد من المبادرات التي تهدُف إلى تعزيز الوحدة الوطنية.

وفي ختام اللقاء شدَّد المفتي على أن مصر وطننا جميعًا، ونحن جميعًا إخوة في الإنسانية، وأن وحدتنا الوطنية هي الدرع الحصينة التي تحمي مصر من كلِّ مكروه وسوء.

الأنبا أرميا يهنئ المفتي

من جانبه قدَّم الأنبا أرميا التهنئة للمفتي بمناسبة تولِّيه منصبه الجديد، متمنيًا له التوفيق والسداد، كما أكَّد أهمية تعزيز التلاحم الوطني بين المؤسسات والقيادات الدينية، وأنهم جميعًا أبناء وطن واحد، مشيرًا إلى عُمق العَلاقة بين الكنيسة القبطية الأُرثوذكسية ودار الإفتاء المصرية.

بينما أعرب الدكتور محمد أبو زيد الأمير، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، عن تقديره لجهود المفتي الدكتور نظير عياد في كافة المهام التي تولى مسؤوليتها، متطلعًا إلى التعاون المشترك بين دار الإفتاء وبيت العائلة المصرية في سبيل تحقيق أهداف مشتركة تخدم المجتمع المصري.

على صعيد أخر، استقبل مفتي الجمهورية، الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر واللواء وائل محمود بخيت، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بمقرِّ مكتبه بدار الإفتاء المصرية.

وشهد اللقاء حديثًا وُدِّيًّا دار حول الثقة المتبادلة بين الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية من جهة، وبين المسلمين بشكل عام من جهة أخرى، حيث أكَّد المفتي على أهمية توحيد جهود المؤسسات الدينية لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع المصري، وذلك تحت مظلة الأزهر الشريف الذي يعدُّ مرجعيةً دولية للمسلمين في العالم أجمع.

بينما أبدى الدكتور عباس شومان دعمه الكامل لدار الإفتاء في أداء دَورها، مؤكدًا على أهمية دَورها في توجيه الرأي العام وتقديم الاستشارات الشرعية وإصدار فتاوى تراعي خصوصية المجتمعات وتساهم في استقرارها، معربًا عن أمنياته لفضيلة المفتي بالتوفيق والسداد في مهامه الجديدة.

من جانبه أثنى اللواء وائل محمود بخيت، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، على الدَّور التاريخي الذي قامت به دار الإفتاء المصرية في حفظ الهُويَّة الإسلامية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام، ونشر الوعي بالقيم الإسلامية السَّمحة، ومكافحة التطرف وتقديم فتاوى تناسب كافة القضايا المعاصرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فتاوى القضايا المعاصرة عباس شومان الدكتور عباس شومان دار الإفتاء المصریة المؤسسات الدینیة العائلة المصریة المصریة فی د المفتی

إقرأ أيضاً:

المفتي: الثورة الرقمية فتحت الباب أمام فوضى الإفتاء من غير المتخصصين «فيديو»

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الفتوى كانت ولا تزال ركيزة أساسية في حياة المسلمين، وهي الوسيلة التي تُنزل بها أحكام الشريعة على الواقع المتغير، موضحا أن العصر الرقمي فرض تحديات غير مسبوقة على الفتوى، في ظل انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة التي غيرت طرق تلقي المعرفة الدينية وإصدار الأحكام الشرعية.

وأشار مفتي الجمهورية، خلال حلقة برنامج «حديث المفتي»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، إلى أن الثورة الرقمية أتاحت فرصًا هائلة للاستفادة من التطور التكنولوجي في خدمة الفتوى، لكنها في الوقت ذاته فتحت الباب أمام فوضى الإفتاء من غير المتخصصين، مما أدى إلى انتشار فتاوى غير منضبطة علميًا، وأحيانًا متناقضة، وهو ما يستوجب وعيًا مجتمعيًا بضرورة الرجوع إلى الجهات الرسمية الموثوقة.

وأوضح الدكتور نظير عياد أن دار الإفتاء المصرية تعمل على تطوير منصات رقمية موثوقة، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وإصدار الفتاوى، بالإضافة إلى تدريب المفتين على مهارات الإعلام الرقمي، بما يضمن تقديم الفتوى بأسلوب عصري يناسب مختلف فئات المجتمع، مع الحفاظ على العمق العلمي والأصالة الفقهية.

وشدد على أن الفتوى مسؤولية عظيمة، تتطلب الاجتهاد والتدقيق، داعيًا إلى تعزيز الوعي بأهمية الفتوى المنضبطة، والاعتماد على المؤسسات الدينية الرسمية لضمان الوصول إلى الأحكام الشرعية الصحيحة، بما يسهم في استقرار المجتمع وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية.

اقرأ أيضاًالسبت المقبل.. دار الإفتاء تستطلع هلال شوال لعام 1446 هجريا

زكاة الفطر 2025.. دار الإفتاء تحدد قيمتها وآخر وقت لإخراجها

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا من أئمة 7 دول بعد تدريبهم بأكاديمية الأزهر.. صور
  • مفتي الجمهورية: احترام الوقت من دلائل الإيمان .. فيديو
  • سفير ألمانيا بالقاهرة: مصر تلعب دورا محوريا في تحقيق الاستقرار بالمنطقة
  • الاتحاد الأوروبي: لا يجب أن تلعب «حماس» دوراً في القطاع
  • مفتي الجمهورية: نعمل على توظيف الذكاء الاصطناعي لفهم احتياجات المجتمع
  • مفتي الجمهورية: اليأس ليس من صفات المؤمن.. والتشاؤم لا أصل له في الإسلام
  • الاتحاد الأوروبي: لا يجب أن تلعب حماس دورا في غزة
  • المفتي: الثورة الرقمية فتحت الباب أمام فوضى الإفتاء من غير المتخصصين «فيديو»
  • شوقي علام: الإفتاء والأزهر يلعبان دورا محوريا في التأصيل الشرعي للقوانين
  • مفتي الجمهورية: التشكيك في السُّنة استهداف مباشر للدين الإسلامي