ابراهيم جابر: 150 مليار دولار خسائر المصانع والمرافق الاستراتيجية والصناعات الدفاعية في السودان
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق إبراهيم جابر لـ(الكرامة):
مستعدون للذهاب إلى أي مكان يحقق تنفيذ “اتفاق جدة”
نديرُ حربًا شاملة بلا ظهيرٍ أو داعمٍ دولي…
أيقنت منذ اللحظة الأولى أنه انقلاب عسكري لن يكتب له النجاح
لا بديل للقوات المسلحة السودانية التي وُجدت لتبقى
150 مليار دولار خسائر المصانع والمرافق الاستراتيجية والصناعات الدفاعية
مطالبنا مشروعة والأمريكان لديهم نقص فى المعلومات عن ما يحدث بالسودان
هذه (….
تم تدمير القوة الصلبة للميليشيا تمامًا وما تبقى هدفه النهب والجريمة
مساعي إذلال الجيش لن تنتهي والعبرة بالخواتيم
متى ما اكتمل التطهير والتأمين ستعود الحكومة فورًا للخرطوم
حوار_ محمد جمال قندول
يصادف اليوم الأربعاء الذكرى السبعين لتاسيس للقوات المسلحة، وهو الحدث الأبرز والأكثر أهميةً للسودانيين، فقد سبق استقلال السودان بعامين ، وهي مناسبة تستحق الاحتفاء والتدبر ومراجعة التاريخ العريض للمؤسسة العسكرية التي ظلت تقدم التضحيات طيلة مسيرتها الحافلة بالبذل والعطاء.
( الكرامة) حاورت عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام
الفريق ركن مهندس إبراهيم جابر فى هذه المناسبة عن رمزية ومكانته وهو يخوض حربًا شرسةً تستهدف البلاد في وجودها ومواردها وثرواتها ويواجه تمرد ميليشيا الدعم السريع في حرب الكرامة.
الفريق جابر حدثنا بحضوره المعلوم فى قلب الاجندة المهمة عن الجيش، وكثير من تفاصيل المشهد السياسي والاقتصادي، خاصةً والجنرال يعتمر أكثر من (طاقية)، فهو عسكري، ومهندس، ومشرفٌ على المؤسسات الاقتصادية في الجهاز التنفيذي.. فإلى حصيلة ما قال:
*يصادف اليوم عيد القوات المسلحة السودانية، وهو الثاني مع استمرار “حرب الكرامة” فماذا أنت قائل في هذه المناسبة؟
احتفالنا بالعيد السبعين للقوات المسلحة دلالةٌ على أنّها قوات وُجدت لتبقى ولا بديل لها، كما أنّ إيجابيات هذه المعركة هي عودة الثقة والتفاف الشعب حول الجيش رغم الحملات الممنهجة طوال فترة الثورة والتغيير.
*هل بالإمكان القول: إنّه بعد عام و4 أشهر استطاع الجيش ضرب الكتلة الصلبة للميليشيا واقترب النصر؟
نعم، تدمرت القوة الصلبة تمامًا وما تبقى منهم بلا هدف سوى النهب والجريمة، والنصر تحقق بإفشال مخطط السيطرة على البلاد في الأيام الأولى، وما نعمل عليه الآن هو إكمال النصر بإخراج الميليشيا من حياة السودانيين ومعاقبتها على جرائمها.
*الحكومة رفضت الذهاب ل(جنيف)، هل وضعت بدائل؟
الحكومة كانت في جنيف الشهر الماضي بدعوة من الأمم المتحدة ومستعدة للذهاب إلى أي مكان يحقق تنفيذ “اتفاق جدة” بالخروج من الأعيان المدنية ووقف قصف وحصار المدن، ونعمل على تحقيق ذلك وفق الخطة العامة للقوات المسلحة.
*رئيس وفد التفاوض كشف عن تهديد من الجانب الأمريكي لحمل الحكومة على التوجه لجنيف ما تعليقك؟
مطالبنا مشروعة ومنطقية ولا يمكن أن يزايد علينا أحد، لكن اعتقد أنّ الأمريكيين لديهم نقص في المعلومات عن ما يحدث في السودان، والتواصل المباشر بين حكومة السودان ولقاء الأمريكان مؤخرًا في جدة يصب في تصحيح الصورة لخدمة الأهداف العليا لشعب السودان.
*هل هي مصادفة اختيار “14 أغسطس” موعدًا لمباحثات جنيف، اذ يصادف عيد الجيش؟
لا أعرف، غير ان المساعي لإذلال القوات المسلحة وكسر شوكتها لم ولن تنتهي، ولكن العبرة بالخواتيم لأننا نعتمد على الله ثم شعبنا الذي عودنا على تحطيم كل المؤامرات.
*بصفتك مشرفًا على الملف الاقتصادي، هل تم تقدير خسائر الدولة في الحرب؟
خسارات الدولة نتيجة تدمير المصانع الإنتاجية الكبرى والمرافق الاستراتيجية من مصفاة، ومطارات، وجسور وصناعات دفاعية تصل إلى نحو 150 مليار دولار، لكن خسارتنا الأكبر في الاضطهاد الممنهج الذي تعرض له شعبنا وهو ما لا يمكن تعويضه ونعمل على رد اعتبار الشعب أولًا.
*هل وضعتم خطة لما بعد الحرب؟
نعم لدينا خطط تتعلق بالحاضر والمستقبل، حيث قمنا منذ الآن بإصلاحات كبيرة في قطاعات مختلفة مثل الزراعة التي نتجه فيها للمحاصيل النقدية، والصناعة التي سيعقد مؤتمر لها قريبًا نسعى من خلاله إلى وضع قيمة إضافية على منتجاتنا وتوزيع الصناعات وفق مناطق الإنتاج ولمنع تكدسها في منطقة واحدة.
*الوضع الاقتصادي أضحى قاسيًا على السودانيين بالداخل والخارج، ما هي تدابيركم لهذا الأمر؟
نشكر الشعب السوداني على صبره وتفهمه لأننا نعمل وفق موارد محدودة لتسيير دولاب العمل في الدولة وإدارة حرب شاملة بلا ظهير أو داعم دولي، ومع ذلك نعمل على استدامة رواتب الموظفين، وتحسين سعر الصرف، وتوفير المواد الأساسية بأسعار مناسبة، ودعم تجارب التكافل والتكايا لتخفيف آثار الحرب على المواطن.
*حال استمرار الحرب هل ستستمر بورتسودان عاصمة ؟
متى ما اكتمل تطهير وتأمين العاصمة الخرطوم ستعود الحكومة فورًا لمباشرة مهامها من هناك. ولعلمكم هناك ثلاث وزارات تعمل الآن من مروي ومثلها في كسلا وأخرى تعمل من النيل الأبيض.
الوزارات التي كانت في ود مدني هي التي انتقلت إلى بورتسودان، حيث قسمنا الوزارات على الولايات وفق توافق الاختصاص مع الولاية المعنية ضمن منهج مازال تحت التجريب يعتمد على توزيع الظل الإداري على الولايات والأقاليم.
*هل كنت تتوقع اندلاع الحرب؟
نحن العسكريون اندلاع الحرب وارد عندنا دومًا، ولذا نستعد ونضع لها الخطط دومًا ونطورها ونتمرن عليها بشكل سنوي بافتراض عدو أو عدو متخيل، لكنّ هذا التمرد كان مختلفًا في تفاصيله وإرهاصاته كانت كثيرة وواضحة.
*ماذا كان شعورك حينما اندلعت الحرب؟
شعور بالمسؤولية تجاه المواطن وضرورة حمايته وتجنيبه ويلات حروب المدن، ومسؤولية أكبر تجاه المحافظة على الدولة السودانية واستدامة خدماتها للشعب ليتحقق النصر للقوات المسلحة.
*أين كنت تحديدًا؟ وكيف علمت بنبأ اندلاع الحرب هل من التلفاز أم من شخص؟
كنت في مقر إقامتي وتيقنت من اللحظة الأولى أنّه انقلاب عسكري لن يكتب له النجاح.إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: للقوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
مستشار حميدتي لـ«الشرق الأوسط»: أولوية حكومتنا «تحييد طيران الجيش» .. قال إن الحكومة الجديدة ستفرض السلام… وستعلن من الخرطوم
قال مستشار أول قائد «قوات الدعم السريع»، عز الدين الصافي، إن «حكومة السلام والوحدة» المزمع تشكيلها في السودان في غضون شهر من التوقيع على الميثاق السياسي التأسيسي والدستور المؤقت المقرر السبت، في نيروبي، ستعمل على امتلاك الآليات المتاحة لحماية المدنيين من القصف الجوي العشوائي الممنهج و«غير المسبوق»، الذي ظل يشنّه طيران الجيش السوداني على المدنيين، وأودى خلال أشهر قليلة بحياة أكثر من 5000 شخص.
وشدَّد الصافي في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، «على أن واجب الحكومة المقبلة هو وقف هذا القصف». وردّاً على سؤال ما إذا كانت «قوات الدعم السريع» تسعى لامتلاك أنظمة دفاعية متطورة مضادة للطيران، قال: «الحكومة ستوقع على كل البروتوكولات المعنية بامتلاك الأسلحة، التي لا تستطيع أن تمتلكها المنظمات العسكرية غير الحكومية»، وأضاف: «سيكون هناك جيش وطني وحكومة تخاطب الحكومات حول العالم، بما يُمكنها من استقطاب الدعم العسكري».
سنفرض السلام
وأشار الصافي إلى أن الامتياز العسكري الوحيد للجيش الذي «اختطف المؤسسات الحكومية»، هو سلاح الجو، «وإذا استطاعت الحكومة المقبلة تحييد سلاح الجو فسيتم فرض السلام، ولن يكون أمام الجيش خيار رفض التفاوض، وسيخضع لذلك، سواء كان التفاوض مع (قوات الدعم السريع)، أو بين حكومتين»، مشدداً على أن التأسيس الجديد سيفرض السلام في البلاد.
وقال مستشار «الدعم السريع» إنه لا يمكن أن يجزم بإمكانية تقديم بعض الدول دعماً عسكرياً للحكومة، ولا نتطلع إلى ذلك، وأضاف: «نحن قادرون على توفير كل الأدوات اللازمة لحماية مواطنينا، وما نتطلع إليه أن تساعدنا الدول في تحقيق السلام ووقف الحرب، ومعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها».
الاعتراف بالحكومة
وبشأن ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستجد اعترافاً، ذكر الصافي، أن حكومة بورتسودان «غير شرعية»، ولا تعترف بها أي دولة -على حد وصفه- لكنها باختطاف مؤسسات الدولة السودانية، استطاعت أن تحصل على كل أنواع الأسلحة.
وتابع: «الحكومة الجديدة ستطرح رؤيتها لتحقيق السلام، ونتطلع للتعاون مع حكومات الإقليم التي تدعم العملية السياسية السلمية لوقف الحرب، وأن تعترف بهذه الحكومة التي ستُمثل الشرعية في البلاد».
وقال: «الاعتراف الحقيقي سنحصل عليه من جماهير الشعب السوداني الذي حرم لأكثر من 24 شهراً (منذ اندلاع الحرب) من الخدمات والمساعدات الإنسانية، واستخدم كل من الجيش السوداني والميليشيات الإسلامية سلاح التجويع ضد المدنيين، ما أنتج عنه فجوات غذائية ومجاعة في كثير من مناطق البلاد». وأضاف: «الحكومة المزمع تشكيلها ستكون قادرة على القيام بواجباتها الأساسية في توفير الحماية والأمن وكل الخدمات للمواطنين». وأشار إلى أن «الدول الصديقة والشقيقة والأوروبية الحريصة على السلام والمنظمات ستتعاون معنا، وستقدم المساعدات الإنسانية، وتسهم في تعمير ما دمرته الحرب، بغض النظر عن الاعتراف السياسي بالحكومة».
إعلان الحكومة من الخرطوم
وكشف مستشار «الدعم السريع» «عن أن إعلان الحكومة الجديدة سيكون من داخل العاصمة الخرطوم»، مؤكداً أنها لن تكون حكومة منفى، أو تعلن في كينيا، أو في أي دولة أخرى. وقال إن ما يجري في كينيا مشاورات سياسية بين القوى السياسية والمجتمعية للتوافق على ميثاق سياسي تأسيسي، وسبق لدولة كينيا أن احتضنت محادثات السلام التي جرت بين الأطراف السودانية في السنوات الماضية، ونجحت وساطتها في توقيع اتفاق «نيفاشا» للسلام الشامل في السودان 2005.
وقال: «تمت إجازة الميثاق السياسي التأسيسي للحكومة، ويجري حالياً وضع اللمسات النهائية للدستور المؤقت، (سيتم التوقيع عليه السبت) في نيروبي كما تم اعتماد البرنامج الإسعافي للحكومة».
وأضاف نحن الآن في المرحلة النهائية من المشاورات بشأن تشكيل الحكومة من داخل السودان، تعقبه تسمية أعضاء السلطة في مستوياتها السيادية والتنفيذية، واختيار الوزراء، بالإضافة إلى تعيين حكام في كل ولايات السودان (18 ولاية). وأكد الصافي أن أقصى مدى زمني لإعلان الحكومة لن يتجاوز الشهر بعد التوقيع على مسودة الدستور المؤقت.
الحلو ستوقع والنور في الطريق
وبشأن انضمام «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، إلى السلطة الجديدة، قال: «لقد جرت نقاشات عميقة بين اللجنتين المكونتين من القوى السياسية و(الحركة الشعبية)، وتم التوصل إلى الصيغة النهائية للميثاق السياسي، مع إضافة كل الملاحظات التي أبديت من طرفها. نحن متوافقون تماماً على الميثاق، ولا تزال النقاشات مستمرة حول الدستور المؤقت». وتابع: «بعد اكتمال الترتيبات ووصول وفد (الحركة الشعبية) بالكامل إلى نيروبي سيشاركون في مراسم التوقيع».
من اليمين عبد العزيز الحلو «الحركة الشعبية لتحرير السودان» والرئيس الكيني ويليام روتو ورئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك وعبد الواحد محمد نور رئيس «حركة تحرير السودان» خلال توقيع وثيقة سياسية في نيروبي مايو 2024 (منصة «إكس»)
من اليمين عبد العزيز الحلو «الحركة الشعبية لتحرير السودان» والرئيس الكيني ويليام روتو ورئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك وعبد الواحد محمد نور رئيس «حركة تحرير السودان» خلال توقيع وثيقة سياسية في نيروبي مايو 2024 (منصة «إكس»)
وأشار الصافي إلى أن «الاتصالات مع رئيس (حركة تحرير السودان)، جناح عبد الواحد محمد النور، لم تنقطع، وأن المواقف بيننا ليست بعيدة من الوصول إلى اتفاق كامل حول الميثاق السياسي، وقد تكون المفاجأة انضمام عبد الواحد للسلطة».
التأييد الشعبي
وأكد الصافي أن الحكومة الجديدة تُمثل قطاعات واسعة من السودانيين، وكسبت التأييد الشعبي قبل الإعلان عنها، مشيراً في هذا الصدد إلى المسيرات التي خرجت في عدد من مدن دارفور داعمة للحراك السياسي الجاري بالميثاق السياسي التأسيسي الذي سيفضي لتشكيل حكومة قومية في كل البلاد.
وقال: «بعد تشكيل الحكومة، ستتوجه وفود إلى دول الإقليم وبعض الدول الغربية لشرح رؤيتها وخططها الإسعافية، وتدعوهم لدعمها، كما أعدت لجنة الاتصال الخارجي برامج كاملة للتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والبعثات الدبلوماسية».
(الشرق الأوسط) نيروبي: محمد أمين ياسين