سبب غير متوقع للرعشة خلال النوم
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
صورة تعبيرية (مواقع)
البعض يشعر عندما يكونون على وشك الاستغراق في النوم. وكأنهم يسقطون من مكان مرتفع بعد ذلك ترتعش أجسامهم. كما أنهم يستيقظون في أحيان عديدة.
هذه الرعشة تكون عبارةً عن تقلصات مفاجئة. وسريعة وقوية في الجسم أو في جزء منه.
اقرأ أيضاً ما هي علاقة البامية بمرض السكري؟.. لا يُصدّق 14 أغسطس، 2024 لماذا تعيش النساء عمراً أطول من الرجال؟.. العلم يكشف الأسرار 14 أغسطس، 2024
ويشار إلى أنه وفي بعض الأحيان. قد تحدث هذه الرعشات واحدة تلو الأخرى وقد تكون شديدة ومتكررة. وقد تؤدي شدتها وتكرارها إلى الخوف والقلق من الاستغراق في النوم.
كما قد تسبب الرعشات المتكررة الأرق إن استمرت لفترة طويلة.
أيضا، تعرف هذه الرعشات بشكل أوضح بأنها حركات جسدية حادة وغير متوقعة تحدث في مرحلة الانتقال من الاستيقاظ إلى النوم.
وتشبه هذه الرعشات إلى حد كبير الصدمة أو ردة الفعل الفورية، كما هو الحال عندما يمس الشخص الفرن خطأ، فردة الفعل هذه لا تأتي من العقل الواعي.
لكن رعشة النوم لا تعد خطرة، إذ تصيب رعشة النوم نحو 70 بالمئة من الأشخاص من حين لآخر، وعلى الرغم من أنها لا تعد خطرة بشكل عام، إلا أنها في بعض الأحيان قد تسبب الإصابات، منها حدوث كدمات إن اصطدمت الساق بالسرير أثناء الرعشة، على سبيل المثال.
ويشار إلى أن رعشة النوم تعد جزءاً شائعاً من عملية الاستغراق في النوم، أما السبب وراء عدم الاعتقاد بأنها شائعة فهو أن الشخص غالباً ما لا يتذكّر حدوثها، ويُذكر أن هذه الحالة تصيب جميع الأعمار من ذكور وإناث، لكن البالغين يعدون أكثر عرضة للشكوى من تكرارها وشدتها.
ورغن أن العلماء ليسوا متأكدين من أسباب هذه الرعشة، إلا أن هناك بعض النظريات التي قد توضح ذلك، منها ما يلي:
ـ الانتقال الطبيعي الذي يحدث للجهاز العصبي عند الاستغراق في النوم فعندما تصبح الأنفاس بطيئة، ويقل معدل ضربات القلب، وتهبط درجات الحرارة، يحدث تحول في العضلات، وتحدث هذه الرعشات خلال هذا الانتقال.
ـ التفسير الخاطئ للدماغ عندما يغط الشخص بالنوم حيث يُفسر استرخاء العضلات على أنها إشارة على أن الشخص يسقط بالفعل، ومن ثم يعطي العضلات إشارات للتوتر للوقاية من ذلك.
ويُذكر أن هذه الرعشات تحدث لدى البعض، لكنهم لا يستيقظون، بل يستمرون في نومهم رغماً عنها، وحتى إن أدت إلى استيقاظ الشخص من نومه، فما عليه سوى العودة إلى النوم، فهي ليست شيئاً مثيراً للقلق.
ورغم وجود هاتين النظريتين، إلا أن هناك أموراً أخرى قد تزيد من تكرار وشدة الرعشة أثناء النوم، منها ما يلي:
استهلاك الكثير من الكافيين.القيام بنشاطات مجهدة في المساء.التعرض للضغط النفسي.الحرمان من النوم.المصدر: مساحة نت
إقرأ أيضاً:
من سوريا للسودان وبالعكس
من سوريا للسودان وبالعكس
فيصل محمد صالح
منذ أسابيع وكل الأنظار العربية تتجه نحو سوريا، فرحة ومشجعة ومرحبة في أغلب الحالات، ومشفقة ومتحيرة وحذرة في بعض الأحايين، ولكل ذلك أسباب قوية. من المؤكد أن هناك تعاطفاً كبيراً مع الشعب السوري بعد معاناته الطويلة، وفرحة حقيقية بأنه تخلص من نير الظلم والديكتاتورية وانفتحت أمامه آفاق جديدة، وطبيعي أيضاً أن يخالط ذلك بعض الحذر والإشفاق من أن تخفق التجربة السورية في منتصف الطريق كما حدث لتجارب ثورات «الربيع العربي» وما بعدها.
الناظر لمآلات هذه الثورات سيجد أن الحذر واجب ومبرر، فلم تنجُ أي من التجارب من انتكاسات حادة، أودت ببعضها تماماً، وجعلت بعضها الآخر يتأرجح. بل الأكثر إيلاماً أن بعض بلاد ثورات الربيع العربي انزلقت إلى مرحلة الحروب الأهلية والتمزق والانقسام. وبين هذا وذاك انقسم الناس، أقصد الذين كانوا يؤملون في هذه الثورات وليس أعداءها، في موقفهم اللاحق. قسم من الناس تعرَّض لانتكاسة حادة وأبدى ندماً على انخراطه في صفوف الثورة، ولو بالتشجيع من منازلهم، وبدا لهم أن حالة الاستقرار تحت الحكم الديكتاتوري ربما كانت أفضل حالاً من هذه الحالة، بينما انخرط قسم آخر في تحليل أسباب الانتكاسات وتنوعت مضاربه واتجاهاته.
في معظم تجارب «الربيع العربي» نجحت الحركة الجماهيرية في توحيد الشعوب حول مطلب إسقاط النظام، ثم واجهت بعد ذلك تحديات ما بعد مرحلة السقوط خالية الوفاض من النظرة العملية لمواجهة التحديات، أو بأسلحة أقل قدرة مما تتطلبه المرحلة ومواجهاتها. والأسلحة المقصودة هنا هي الفكر السياسي القادر على قراءة واقع البلاد وطبيعة التحديات والمنهج السليم للوصول للحلول وطرح برنامج عمل واقعي وممكن التحقيق في ظل الإمكانات المتاحة.
بعض التجارب افتقدت القيادة السياسية للحركة الجماهيرية لضعف الأحزاب والتنظيمات وغيابها الطويل عن الساحة نتيجة لعنف الأنظمة، وغياب تنظيمات المجتمع المدني والحركة النقابية فظهرت ملامح ضعفها منذ اللحظة الأولى وعجزها عن الوقوف في وجه الثورة المضادة ومراكز قوى النظام الذي سقط. وقد لا ينطبق هذا التوصيف على تجارب دول مثل تونس والسودان، في الأولى هناك مجتمع مدني قوي ومنظم وحركة نقابية فاعلة، مع طبقة وسطى قائدة ومستوى عالٍ من التعليم والثقافة، وفي حالة السودان هناك أحزاب تاريخية وحركة جماهيرية وتنظيمات نقابية صاحبة خبرات وتجارب طويلة في مقاومة الأنظمة الديكتاتورية.
في الحالتين، تونس والسودان، يبدو أن الخلافات بين القوى السياسية التي ساهمت في الثورة كانت هي نقطة الضعف الأساسية و«كعب أخيل» الذي استغلته القوى المتربصة بالتجربة. في حالة السودان كان المكون العسكري الذي صار شريكاً في مرحلة الانتقال، هو الخصم الذي يعمل على خلخلة السلطة المدنية لتسقط وينفرد بالحكم، وهو ما نجح فيه رغم حركة المقاومة الجماهيرية. لكن في تجربة تونس لا يبدو الأمر بهذا الوضوح؛ إذ إن المؤسسة العسكرية اتخذت موقف الحياد، ووصلت البلاد لمرحلة الانتخابات الحرة والمفتوحة، ثم حدث الانقلاب من داخل الصف المدني.
واحدة من النقاط التي تستحق الوقوف عندها هي أن هذه التجارب العربية لم تنظر لتجارب الدول القريبة منها، بل اكتفت بالنظر تحت قدميها، أو النظر بعيداً جداً؛ لهذا تكررت بعض الأخطاء بصورة كربونية من تجربة لأخرى. في متابعة لتجربة إحدى الدول العربية قرأت أنها أرسلت وفوداً إلى أميركا اللاتينية ودول البلقان لتتعلم منها تجربة الانتقال، ولا بأس من طلب العلم ولو في الصين أو أميركا اللاتينية، لكنها كررت أخطاء دولة مجاورة وبالمسطرة كما يقولون… حتى تم إجهاض مرحلة الانتقال.
الدرس المستفاد في كل هذه التجارب هو أن مرحلة الانتقال، طالت أو قصرت، هي مرحلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم بها حزب أو تيار منفرد، أو أن يفرض عليها برنامجه السياسي مهما ظن أن لديه قوة جماهيرية أو أنه صاحب الفضل في صناعة الثورة، وأنها لا يمكن أن تمر بسلام إلا بتنازلات متبادلة. قد يكون مفهوماً، بل ومطلوباً، في كثير من التجارب، إبعاد تنظيم أو حزب النظام الذي تم إسقاطه من المساهمة في مرحلة الانتقال، لكن أي إبعاد لأي مجموعات سياسية أو اجتماعية أخرى سيعني السير في طريق الفشل.
لسنا في موقع الناصح لغيره، ونحن أبناء تجربة منتكسة، لكننا نأمل في أن تتجنب سوريا أخطاءنا وأخطاء غيرنا… لعل وعسى.
نقلا عن الشرق الأوسط
الوسومالانتقال الديمقراطي السودان تونس سوريا