روسيا تؤكد سيطرة قواتها على الوضع بكورسك .. وزيلينسكي يكشف عن تحقيق مزيد من المكاسب على الأرض
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
أكدت روسيا، اليوم، أن الوضع في كورسك تحت السيطرة، وأن قواتها تضيق الخناق على القوات والوسائل الأوكرانية التي دخلت أراضي المنطقة، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأوكراني أن قوات بلاده تشدد قبضتها على كورسك وتحقق المزيد من المكاسب على الأرض.
ونقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية عن أبتي علاء الدينوف نائب رئيس الإدارة العسكرية السياسية العامة للجيش الروسي قائد قوات “أحمد الخاصة”، قوله إنه تم إيقاف القوات الرئيسية للجيش الأوكراني في كورسك، وأن معظم المعدات التي شاركت في الهجوم دمرت، مؤكدا أن القوات الأوكرانية لا تسيطر على مدينة سوجا، التي تتواجد بها وحدات روسية، فيما تشهد المدينة اشتباكات نشطة.
وأشار الدينوف إلى أن أوكرانيا خططت للاستيلاء على محطة كورسك الذرية واستخدامها كورقة ضغط، موضحا أنه تلقى معلومات مثيرة للاهتمام إلى حد بعيد، تتعلق بالجدول الزمني الكامل للعملية الأوكرانية في كورسك، وما الذي كان يخطط له وبأي قوات.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اكتشاف وتدمير مجموعتين من القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة مارتينوفكا بمقاطعة كورسك، في حين أكد القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك، تدمير أربعة صواريخ أطلقتها أوكرانيا فوق المنطقة.
في غضون ذلك، أعلن فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلجورود الحدودية الواقعة جنوب كورسك حالة الطوارئ، وأرجع ذلك إلى استمرار الهجمات من قبل القوات الأوكرانية، وقال إنه سيطلب من موسكو إعلان حالة طوارئ اتحادية.
على صعيد آخر، قالت وكالة إنفاذ القانون الروسية لـ”سبوتنيك”، إن 5 جنود من “اللواء -82” التابع للقوات الأوكرانية، قد تم أسرهم بالقرب من بلدة “مالايا لوكني” في كورسك.
كما أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها واصلت تنفيذ عمليات نشطة على المحاور الأساسية للعملية العسكرية الخاصة، وأن خسائر الجيش الأوكراني بلغت نحو 1925 جنديا خلال آخر 24 ساعة.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن قوات بلاده تواصل تشديد قبضتها على كورسك وتقدمت مسافة 1-2 كيلومتر أخرى داخل البلاد منذ بداية اليوم، كاشفا عن أسر أكثر من 100 جندي روسي اليوم.
وكانت أوكرانيا أكدت أمس أن قواتها سيطرت على 74 بلدة في مقاطعة كورسك الروسية، وتواصل تقدمها في المنطقة.
على صعيد آخر، أعلنت السلطات المحلية في عدة مقاطعات روسية قريبة من الحدود مع أوكرانيا عن التصدي لطائرات مسيرة أوكرانية فجر اليوم.
وأكد حاكم مقاطعة فورونيج الروسية ألكسندر جوسيف، إسقاط “عدد كبير” من الطائرات المسيرة الأوكرانية، مشيرا إلى أن قوات الدفاع الجوي ووسائل التشويش الإلكتروني تواصل تدمير المسيرات، بحسب قناة “روسيا اليوم”.
ولفت إلى عدم وقوع إصابات نتيجة الهجوم، إلا أنه قال إن سقوط حطام الطائرات المسيرة تسبب بأضرار مادية لعدد من المباني السكنية والمنشآت ومواقف وسائل النقل العام.
من جانبه أعلن الجيش الأوكراني، اليوم، ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجنود الروس منذ بداية الحرب على أوكرانيا في فبراير 2022، إلى نحو 594 ألفا و400 جندي، بينهم 1240 لقوا حتفهم، أو أصيبوا بجروح خلال الساعات الـ 24 الماضية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ما وضع القوات الأوكرانية في كورسك وهل تملك تنفيذ هجوم مضاد؟
تواجه القوات الأوكرانية في كورسك وضعا عسكريا بالغ الصعوبة، إذ لم تعد تسيطر إلا على جزء محدود من الأراضي التي كانت بحوزتها سابقا، بعد أن فقدت معظم مواقعها لصالح الجيش الروسي.
وتخوض هذه القوات قتالا عنيفا على أطراف الإقليم، وسط تفوق ناري روسي يمنعها من إعادة التمركز بسهولة أو الاحتفاظ بمعداتها الثقيلة.
ووفقا للخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن الوضع الميداني يعكس تضييق الخناق على القوات الأوكرانية، حيث تفرض روسيا حصارا تدريجيا على وحداتها بالمنطقة، مع تكثيف الضربات الجوية لمنع أي انسحاب منظم.
وأوضح الخبير العسكري أن القادة الروس يصرحون بأن الانسحاب بالمعدات الثقيلة غير ممكن، مما يضع القوات الأوكرانية أمام خيارات محدودة.
وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار المعارك المحتدمة على عدة جبهات، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية، كما أكدت تحرير بلدتي روبانشينا وزاوليشينكا في مقاطعة كورسك.
وفي المقابل، أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من بعض المواقع لإعادة التموضع، بينما تستمر المعارك في خاركيف وسط ضغط روسي متزايد.
تخفيف الضغطويرى الفلاحي أن كييف كانت تراهن على معركة كورسك كوسيلة لتخفيف الضغط على خاركيف التي تتعرض لهجمات روسية مكثفة.
إعلانويشير إلى أن أوكرانيا دفعت قواتها باتجاه كورسك لإشغال الجيش الروسي الذي لم ينجر إلى المعركة، بل واصل ضغطه على الجبهات الأخرى مما أدى إلى تراجع الأوكرانيين.
وبحسب الفلاحي، فإن خسائر أوكرانيا في هذه المواجهات مرتفعة، إذ تشير تقديرات روسية إلى سقوط أكثر من 37 ألف قتيل وتدمير مئات الدبابات والآليات المدرعة الأوكرانية، كما أن نقص الإمدادات الغربية وعدم قدرة كييف على تعويض خسائرها يزيدان من صعوبة موقفها.
وفيما يتعلق بإمكانية شن هجوم مضاد، يؤكد الفلاحي أن الأوكرانيين يعتمدون على إستراتيجية الضربات الخلفية، مثل استهداف الجسور والمطارات وسكك الحديد، إلى جانب عمليات التوغل البري.
غير أن هذه التكتيكات لم تحقق نجاحا ملموسا بسبب القدرات الدفاعية الروسية المتفوقة، لا سيما في مجال الحرب الإلكترونية والتشويش على المسيرات والصواريخ.
وفي ظل توقف الدعم الأميركي، يروج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لفكرة تطوير صواريخ محلية لكنه يواجه عقبات تقنية ولوجستية تجعل تنفيذ هذه الخطط في المدى القريب صعبا.
وفي هذا السياق، يرى الفلاحي أن أي هجوم مضاد واسع النطاق يحتاج إلى دعم عسكري كبير، وهو ما تفتقر إليه كييف حاليا.