مصدر إيراني لـبغداد اليوم: السعودية تتوسط لمنع طهران من الرد على إسرائيل
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
بغداد اليوم - طهران
كشف مصدر مقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأربعاء (14 آب 2024)، عن وجود جهود دبلوماسية تقوم بها المملكة العربية السعودية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران أواخر يوليو/تموز الماضي، بهدف منع طهران من القيام برد على إسرائيل.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه "منذ اغتيال هنية جرت جهود دبلوماسية سرية بين إيران ودول المنطقة بقيادة السعودية والدول الغربية بوساطة عُمان، وحتى من خلال السفارة السويسرية، التي تعتبر راعي المصالح الأمريكية في إيران، وانتهت هذه الجهود بتشكيل شبكة من الدبلوماسية السرية بين إيران ودول مختلفة لإقناع إيران بعدم اتخاذ إجراءات انتقامية".
وعن التعقيدات في رد إيران على الإجراءات المضادة قال المصدر، انه" بعد الاغتيال كانت هناك جهود دبلوماسية سرية نشطة بين إيران ودول المنطقة بقيادة السعودية ودول غربية بوساطة عمان وسويسرا لمنع دخول المنطقة بمزيد من التوتر وباعتبار أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على أزمة حادة للغاية، فقد طلبوا من إيران عدم تأجيج هذه الأزمة".
ورأى المصدر وفقا للمعلومات، انه" يجب أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة وإن طريق التفاوض بهدف السلام مع الإنذار الذي وجهه الرئيس الأميركي جو بايدن يجب أن يُختتم بشكل أسرع"، في إشارة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتابع، إن" أمريكا مقبلة على الانتخابات وبايدن يحاول إرساء هذا السلام من خلال دعم كامالا هاريس وإذا وافق نتنياهو على السلام فإن الأمر سينتهي من وجهة نظر حماس، وسينتهي الصراع بين الكيان الصهيوني وحزب الله، وسيعود نتنياهو خالي الوفاض، وستكون نهاية حياته السياسية".
وأضاف، انه" في ظل الوضع الذي نشأ وموافقة إيران على المفاوضات، فإن مسألة اغتيال إسماعيل هنية، أصبحت تطغى إلى حد ما على التغيرات في المنطقة وفي حماس وعلى سبيل المثال، في حماس تولى السلطة يحيى السنوار، وهو رجل عسكري، ومن المرجح أن ينأى بنفسه عنا في المستقبل، وربما يشكلون حكومة وحدة وطنية مع محمود عباس، وباعتبار أن محمود عباس شخصية علمانية، فليس من الواضح ما الذي سيحدث في المستقبل، ولذلك فإن المنطقة على أعتاب تغييرات هائلة.
وتابع، إن "الإجراء الإيراني قد يواجه ردود فعل قوية من أمريكا وإسرائيل والدول الغربية، ومن ناحية أخرى فإن إيران لديها مشكلة في رسم الخطوط، وقد تقوم بعمل عسكري مرة أخرى كما فعلت قبل 4 أشهر في إطار الدبلوماسية السرية لكن شدة عملها تراجعت، وبالنظر إلى أننا لا نتمتع بوضع اقتصادي جيد، فإن شن هجوم واسع النطاق ضد النظام الاسرائيلي، وتكلفة الحرب مرتفعة للغاية، وإيران لا تريد التورط في هذه المشكلة، ولذلك يبدو أن المنطقة تتجه نحو الهدوء، والأمريكيون يحاولون وقف أعمال إيران الانتقامية من خلال وضع خطة سلام لأغراضهم الخاصة".
وأشار المصدر الإيراني قائلاً "كان الجميع يتوقع أن ترد إيران يوم الاثنين الماضي لكن الدبلوماسية السرية حالت دون ذلك".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
العلاقة بين إيران وحماس: هل يصلح هذا النموذج لمواجهة الفتنة اليوم؟
صدر قبل فترة كتاب جديد حول العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة حماس للباحثة الأردنية الدكتورة فاطمة صمادي بعنوان: "إيران وحماس من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى- ما لم يُرو من القصة"، وهو صادر بالتعاون بين مركز الجزيرة للدراسات في الدوحة والدار العربية للعلوم (ناشرون) في بيروت، وأهمية هذا الكتاب هي في توقيت صدوره في ظل ما تواجهه القضية الفلسطينية والمنطقة العربية والإسلامية اليوم من تحديات كبرى. فالعدوان الإسرائيلي عاد مجددا على قطاع غزة، وهو مستمر على الضفة الغربية ولبنان وسوريا، كما بدأ العدوان الأمريكي على اليمن وقد يتم استهداف إيران بعملية عسكرية كبرى، في حين أن سوريا ولبنان يواجهان تحديات كبرى، وهناك خوف كبير من عودة الفتنة المذهبية والطائفية إلى المنطقة، كما يطل المشروع الأمريكي- الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين وتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية وفرض التطبيع أو الهيمنة على هذه الدويلات.
فكيف يمكن الاستفادة من تجربة العلاقة بين إيران وحركة حماس لمواجهة كل هذه التحديات؟
وهل يصلح هذا النموذج اليوم من أجل مواجهة العودة إلى الفتنة المذهبية والطائفية في المنطقة؟
بالعودة إلى كتاب الدكتورة فاطمة الصمادي حول إيران وحماس، فهو كتاب تاريخي ووثائقي مهم يشرح في 380 صفحة من الحجم الكبير كيف تطور موقف إيران من القضية الفلسطينية منذ حوالي 150 عاما إلى اليوم، وهو يستعرض تاريخ هذه العلاقة منذ نشوء المشروع الصهيوني ومن ثم قيام هذا الكيان، وقبله صدور وعد بلفور، ويتضمن عرضا تاريخيا مهما وخصوصا حول مواقف السلطات الإيرانية ولا سيما في عهد الشاه رضا البهلوي وأبيه، نواجه تحديات كبرى جديدة، سواء من خلال عودة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبدعم أمريكي مطلق وصريح، وكذلك العدوان الأمريكي على اليمن بسبب دعم اليمن وشعبه لفلسطين وشعبها، إضافة إلى استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا، والتهديدات بشن حرب أمريكية وإسرائيلية على إيران، والمشروع الأمريكي- الإسرائيلي بتهجير الشعب الفلسطينيوكذلك مواقف القيادات الإيرانية الدينية والسياسية والحزبية من أيام آية الله كاشاني ونواب صفوي وصولا للإمام الخميني وآية الله الخامنئي، وطبعا مواقف الثورة الإسلامية في إيران من القضية الفلسطينية، وكيف تطورت العلاقات بين إيران والقوى الفلسطينية سواء حركة فتح أو حركة الجهاد الإسلامي إلى حركة حماس اليوم.
الكتاب مليء بالمعلومات والوثائق المهمة، وهو يشرح بالتفصيل كيف نشأت العلاقة بين إيران وحركة حماس، وأهم المراحل التي مرت بها سواء الخلافية أو الإيجابية، وأين تلتقي إيران وحماس فكريا وسياسيا ودينيا.
ولا يمكن في هذا المقال استعراض كل ما تضمنه الكتاب من معلومات ومعطيات مهمة لأن ذلك يتطلب قراءة مفصلة وكاملة ونقدية، لكن النقطة الأهم التي أود الاستفادة منها اليوم من هذا الكتاب المهم هي حول كيفية تجاوز الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة حماس كل الخلافات العقائدية والسياسية والفكرية؛ من أجل التعاون لمواجهة المشروع الصهيوني ودفاعا عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وقد تكون المحطة الأبرز في هذه الخلافات الازمة السورية وتداعياتها الخطيرة والمستمرة إلى اليوم، وفي الكتاب تفاصيل هذا الخلاف وأسبابه ومن ثم كيفية تجاوزه من أجل التعاون في سيبل قضية أسمى وأكبر، إضافة إلى ما جرى في معركة طوفان الأقصى إلى اليوم من تداعيات ومتغيرات كبرى في كل المنطقة والعالم.
واليوم نواجه تحديات كبرى جديدة، سواء من خلال عودة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبدعم أمريكي مطلق وصريح، وكذلك العدوان الأمريكي على اليمن بسبب دعم اليمن وشعبه لفلسطين وشعبها، إضافة إلى استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا، والتهديدات بشن حرب أمريكية وإسرائيلية على إيران، والمشروع الأمريكي- الإسرائيلي بتهجير الشعب الفلسطيني من غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة في العام 1948، وذلك إلى مصر والأردن وسوريا والعراق والصومال وليبيا، وكل ذلك في ظل تداعيات التطورات في سوريا وما يجري على الحدود اللبنانية- السورية من أحداث مقلقة..
نحتاج اليوم إلى مشروع وحدوي عربي- إسلامي- مسيحي من أجل التعاون لمواجهة كل هذه التحديات وللدفاع عن وجودنا، فليست فلسطين وحدها في خطر، بل كل المنطقة والدول العربية والإسلامية في خطر، ونحن إزاء إما نكبة فلسطينية جديدة كما جرى في العام 1948، أو مشروع أخطر من ذلك يسعى إلى تهجير كل الفلسطينيين وتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية وفرض الهيمنة الأمريكية- الإسرائيلية على كل المنطقة
إزاء كل ذلك نحتاج اليوم إلى مشروع وحدوي عربي- إسلامي- مسيحي من أجل التعاون لمواجهة كل هذه التحديات وللدفاع عن وجودنا، فليست فلسطين وحدها في خطر، بل كل المنطقة والدول العربية والإسلامية في خطر، ونحن إزاء إما نكبة فلسطينية جديدة كما جرى في العام 1948، أو مشروع أخطر من ذلك يسعى إلى تهجير كل الفلسطينيين وتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية وفرض الهيمنة الأمريكية- الإسرائيلية على كل المنطقة.
على ضوء ذلك نحتاج أن نتجاوز خلافاتنا المذهبية والطائفية والسياسية ونعود إلى القواسم المشتركة بين كل القوى العربية والإسلامية وإلى تعاون عربي- تركي- إيراني، واستنفار كل الأحرار في العالم، وإلا فإن وجودنا في خطر كبير. وحسب أكثر من مصدر قيادي إسلامي في بيروت فإن الاتصالات بين القوى الإسلامية مستمرة، كذلك هناك مساع لتجاوز بعض الخلافات بين إيران وتركيا بسبب الوضع السوري، كما أن القمة العربية الأخيرة التي عقدت في القاهرة وما نتج عنها من مقررات يمكن أن يشكل مدخلا لتعاون عربي إسلامي في المرحلة المقبلة.
فهل نستفيد من تجربة العلاقة بين إيران وحركة حماس لتجاوز كل الخلافات ونتفق على رؤية مشتركة اليوم؟ أم أننا سنغرق في الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية والحدودية ويكون المشروع الإسرائيلي- الأمريكي هو المنتصر؟
إنها مرحلة خطيرة ودقيقة، فهل سنكون بمستوى هذه التحديات؟
x.com/kassirkassem