الحاجة إلى تحالف جديد من أجل غزة
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
لم تتمكن منظمة التعاون الإسلامي، ولا الجامعة العربية، ولا حتى التحالفات غير المعلنة بين الدول الإسلامية الأخرى من وقف الإبادة الجماعية في غزة، هذه هي الحقيقة، وعلينا أن تقبّلها مهما كان ذلك مؤلمًا.
علينا أن نقبل بحقيقةٍ مرّة، وهي أن بعض الدول لم تساهم في حلّ القضية الفلسطينية، بل ساهمت في جعلها أكثر تعقيدًا واستمرارية.
والأسوأ من ذلك أن هذه الدول كانت أقرب إلى إسرائيل في هذا الصراع، حيث تقدم دعمًا لإسرائيل أمام الهجمات التي تتعرض لها، كما أنها تخفف عنها آثار أي ضرر اقتصادي، ورفضت جميع مقترحات الحصار والعزلة.
هذه الدول وقفت في الجانب الخطأ من التاريخ، ولن تُذكر بخير في السجلات التاريخية. لم تُظهر ولو جزءًا بسيطًا من ردود الفعل التي أظهرتها الدول الغربية، ولم ترفع أصواتها احتجاجًا، بل على العكس، منعت المظاهرات المؤيدة لفلسطين في بلادها.
يبدو أن هؤلاء لم يفهموا أن القضية ليست فقط قضية فلسطين أو غزة، بل هي أن إسرائيل تتحرك بجشع وتهور للسيطرة على المنطقة بأكملها. لقد هاجمت إسرائيل بالفعل خمس دول، وعندما يصل عدد هذه الدول إلى عشرٍ، سيكون الوقت قد فات.
في ظلّ هذه الظروف؛ لا يمكننا الحديث عن وحدة إسلامية، أو تحالف، أو تشكيل يهدف إلى حل مشكلة غزة. شخصيًّا، فقدت الأمل في منظمة التعاون الإسلامي منذ فترة طويلة.
يجب أن نؤسّس بنية تحالف جديدفي ظلّ هذه الظروف، نحن بحاجة إلى تشكيل تحالفات جديدة؛ ليس فقط فيما يخص القضية الفلسطينية، بل أيضًا لمواجهة إعادة تصميم الشرق الأوسط، أو بالأحرى احتلاله، من قبل الولايات المتحدة، وإسرائيل، والمملكة المتحدة، وألمانيا والدول التابعة لها. هناك حاجة ماسّة إلى تحرك سياسي جديد لمواجهة هذه القوى.
كيف يمكن تحقيق ذلك؟ الصين فعلت ما لم تستطع أي دولة إسلامية القيام به حتى الآن، إذ جمعت 15 مجموعة فلسطينية وجعلتها تتصالح. إسبانيا اتخذت موقفًا لم تقم به أي دولة أوروبية أخرى؛ إذ أدانت إسرائيل بأعلى صوت وقدمت دعمًا واضحًا لفلسطين.
أيرلندا أظهرت ضميرًا وأخلاقًا وموقفًا سياسيًا لم يظهره أي سياسي في العالم الإسلامي، وقد أبدت أسفها وألمها لما يجري في فلسطين. النرويج، رغم كل التهديدات، اعترفت – بشجاعة – بدولة فلسطين.
أما روسيا، فقد سئمت من السياسات الأميركية التي تستنزفها، وهي الآن تبحث عن انطلاقة جديدة في الشرق الأوسط. ويمكننا إضافة دول أخرى من أميركا اللاتينية، وأفريقيا، وآسيا إلى هذا التحالف.
لكن الأهم هو أن تقوم روسيا والصين بإعطاء الضوء الأخضر لتشكيل مثل هذا التحالف.
ما المانع من تحالف إقليمي زمني؟قد تواجه التحالفات التي سيتم تشكيلها تحديات مختلفة؛ حيث تحمل كل دولة مخاوف وهواجس خاصة بها. ومع ذلك، يمكن أن يكون التحالف الذي سيتم تحديده على أساس زمني وإقليمي مفيدًا في تخفيف هذه المخاطر والمخاوف.
فلنتخيل أن دولًا مثل تركيا، وإيران، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، التي تتمتع بقدرات أكبر في مجالات عديدة مثل عدد السكان، والقوة العسكرية، والاقتصاد؛ تتحد معًا، ثم نضيف دولًا مثل قطر التي تمتلك قدرات دبلوماسية وقوة اقتصادية، وأيضًا دولًا مثل اليمن، والصومال، والسودان التي تتمتع بمواقع جيوسياسية قيمة. عندما نجمع كل هذه الدول معًا، سنجد أننا أمام تحالف قوي جدًا ورادع وفعال.
قد تكون هذه الدول أكثر استعدادًا وحماسًا من بعض الدول الإسلامية الأخرى، على الأقلّ فيما يخصّ العقوبات والحصار والعزل. وهكذا، سيتضح بشكل أكبر أمام الرأي العام الدولي من يدعم ماذا، وما هو موقف كل دولة؟
لم تبقَ أي حلول أخرىحتى بعد قصف مدرسة دلال المغربي في حي الشجاعية في غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من مئة طفل وامرأة ومدني، لم يتجاوز رد فعل الدول الإسلامية حدود الإدانة. لقد تجاوز عدد القتلى 40 ألفًا، وعندما لجأ الناس إلى خان يونس المنكوبة، قصفها الاحتلال الإسرائيلي أيضًا، ولم يعد هناك مكان يلجأ إليه سكان غزة للبقاء على قيد الحياة.
ماذا بعد؟ ماذا يجب أن يحدث بعد الآن؟الشعوب المسلمة تشعر بإحباط شديد من مواقف دولها العاجزة والتي لا تحلّ شيئًا، والشوارع تغلي من الأسفل، وتنتظر الفرصة لتنفجر كبركان.
لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن صمت هذه الدول أمام الاحتلال والتهجير والمجازر يزيد من جرأة وقوة إسرائيل وأميركا.
ما الضامن أن إسرائيل لن تقوم باحتلال لبنان أو سوريا أو مصر أو الأردن بعد ذلك؟ من سيمنعها؟ من سيقاومها؟
الجميع يتحدث عن خطر الصراع الإقليمي. ولكن من سيلجم إسرائيل؟ ألقِ نظرة على الخريطة، هل هناك دولة حول إسرائيل مستعدة لوقفها؟
لهذا السبب، لم يعد لدينا خيار سوى التفكير في هيكلية تحالف جديدة وتشكيل كيان جديد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدول الإسلامیة هذه الدول الدول ا
إقرأ أيضاً:
رئيس بعثة جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل تدفع سكان غزة للهجرة بتجويعهم
علق السفير ماجد عبد الفتاح رئيس بعثة جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة، على دعوة مصر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتسمية الإجراءات الإسرائيلية في غزة على حقيقتها، مشيرة إلى أنها ليست تهجيرًا طوعيًا بل تطهيرًا عرقيًا.
وقال، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو خليل، مقدم برنامج "من مصر"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "التحرك العربي قد بدأ بالفعل منذ الأسبوع الماضي، حين دعت المجموعة العربية لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن، تم خلالها مناقشة الوضع الإنساني المتدهور في غزة، حيث أظهرت التقارير أن المساعدات الإنسانية لن تكفي لأكثر من أسبوعين".
وأكد، أنّ إسرائيل تسعى لتجويع وتعطيش سكان غزة عبر قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على السكان ويدفعهم للبحث عن الهجرة الطوعية. في هذه الظروف، اعتبر أن ما يحدث لا يمكن تصنيفه إلا كتصفية عرقية مخالفة للقرارات الدولية، لافتًا، إلى أنّ المجلس شهد إجماعًا شبه كامل على إدانة الممارسات الإسرائيلية، إلا أن هناك صوتًا منفردًا، وهو الموقف الأمريكي، الذي دافع عن إسرائيل.