في مسعى لإنهاء الحرب.. انطلاق محادثات سودانية في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
الخرطوم- تنطلق الأربعاء في سويسرا محادثات بشأن وقف إطلاق النار في السودان بوساطة من الولايات المتحدة، في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 15 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويلقى كل طرف دعما من مسؤولين سياسيين محليين ودول أجنبية.
في ما يأتي أبرز الأطراف في النزاع السوداني:
- الأطراف الداخليون -
يقود الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
في تشرين الأول/اكتوبر 2021، نفذ البرهان، بمساندة نائبه أنذاك الفريق محمد حمدان دقلو، انقلابا لإزاحة المدنيين الذين كانوا يشاركون العسكريين في حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت اطاحة الدكتاتور عمر البشير في نيسان/ابريل 2019.
في 15 نيسان/ابريل 2023، اندلعت الحرب بين الجنرالين اللذين يتصارعان على السلطة ما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى حتى الآن.
انبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيا الجنجويد التي ارتكبت فظاعات خلال النزاع في دارفور في العقد الأول من القرن الحالي.
إضافة الى الجيش وقوات الدعم السريع، "ثمة معسكر ثالث له ثقل في اقليم دارفور مكون من مجموعات متمردة سابقة لا تتبع البرهان ولا دقلو"، على ما قال لوكالة فرانس برس الباحث جلال الحرشاوي من معهد رويال يونايتد سيرفسيز البريطاني.
وبعض هذه الجماعات تفاوضت للتوصل إلى هدنة محلية بين الطرفين ولا سيما في دارفور، فيما قدمت أخرى دعما كاملا للجيش.
وهناك أخيرا مدنيون ينضوون تحت "لجان المقاومة الشعبية" ويعارضون بشكل اساسي قوات الدعم السريع.
على الصعيد السياسي، تدين الحكومة بالولاء للجيش وتشير بعبارة "الارهابيين" إلى قوات الدعم السريع.
أما رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الذي أطيح بانقلاب 2021، وكتلته "تقدم" فيتهمان الحرس القديم لعمر البشير باستغلال الجيش لاستعادة السيطرة على السلطة. ويتهمهم الجيش من جهته بأنهم واجهة لقوات الدعم السريع.
- الأطراف الخارجيون -
على غرار النزاعات الأخرى، تؤجج التدخلات الخارجية النزاع في السودان.
وتواجه الامارات العربية المتحدة اتهامات بأنها الداعم الاساسي لقوات الدعم السريع وهو ما تنفيه أبو ظبي.
يقول الحرشاوي "منذ بداية الحرب، قدمت الامارات دعما ماديا وسياسيا وعسكريا لقوات الدعم السريع".
في تقرير نشر في كانون الأول/يناير، ندد خبراء فوّضهم مجلس الأمن الدولي بانتهاكات للحظر المفروض على الأسلحة إلى السودان مشيرين إلى دول عدة، من بينها الامارات المتهمة بإرسال أسلحة الى قوات الدعم السريع.
تبدو مصر من جانبها أكثر ميلا الى دعم الجيش رغم أنها تشارك الإمارات توجهاتها الجيوسياسية الإقليمية. وتحتفظ بنفوذ على صعيد الملف السوداني.
أما إيران فاستأنفت في تشرين الأول/اكتوبر 2023، علاقاتها الدبلوماسية مع السودان بعد قطيعة امتدت سنوات طويلة.
وبحسب الحرشاوي، بدأت طهران في النصف الثاني من العام نفسه بيع مسيرات للسودان "وتطورت هذه العلاقة التجارية إلى دعم استراتيجي وسياسي ما عزز بشكل واضح الدور الايراني (في السودان) منذ بداية العام الحالي".
ويتابع الحرشاوي أن روسيا "كانت تساند في بداية النزاع قوات الدعم السريع ولكنها بدأت إعادة حساباتها مع تطور العلاقات بين البرهان وحليفها الإيراني، خصوصا مع اهتمام موسكو منذ زمن طويل بميناء بورتسودان" الاستراتيجي الذي بات الآن مقرا للجيش والحكومة.
في نهاية أيار/مايو، أكد ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني أنه تمت الموافقة على طلب موسكو بإقامة "قاعدة" على البحر الأحمر في "مقابل امداد عاجل بالأسلحة والذخائر".
ورغم هذه التطورات، ما زالت الإمارات تدعم الفريق دقلو، وفق الحرشاوي الذي يشير الى "ظهور تعقيدات، خصوصا في ما يتعلق بتشاد، حيث يواجه الرئيس محمد ادريس ديبي صعوبة في منع رجاله من التصدي لقوات الدعم السريع في دارفور وإن تمكنت الإمارات من إقناعه بتوفير قواعد لوجستية لدعم دقلو".
وفي ليبيا، سهّل المشير خليفة حفتر، المدعوم من الامارات، حصول قوات الدعم السريع على "كميات كبيرة من الوقود والسلاح"، بحسب الحرشاوي الذي يشير الى أنه "يواجه صعوبات لاحتواء تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين في جنوب البلاد".
وفشلت كل الوساطات التي قامت بها السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي. وتحاول إثيوبيا كذلك الاضطلاع بدور إقليمي.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر
قتل أكثر من 30 شخصا جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر السودانية المحاصرة في إقليم دارفور، بحسب ما أعلن ناشطون الإثنين.
وقالت "لجان المقاومة في الفاشر" إن المدنيين قتلوا الأحد في "قصف مدفعي مكثف" نفّذته قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ أبريل/نيسان 2023.
وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش.
وتعد المدينة هدفا استراتيجيا للدعم السريع التي تسعى إلى تعزيز قبضتها على دارفور بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
والأسبوع الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجوما متجددا على المدينة ومخيمين للنازحين بالقرب منها، هما زمزم وأبو شوك – مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص ونزوح نحو 400 ألف، بحسب الأمم المتحدة.
وفي هجوم بري دموي، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم.
موجة نزوح
وفرّ نحو 400 ألف شخص من مخيم زمزم الذي يعاني المجاعة في إقليم دارفور في غرب السودان، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة.
وتقدر مصادر الإغاثة أن ما يصل إلى مليون شخص كانوا يحتمون في هذا المخيم.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم النازحين فروا شمالا إلى الفاشر أو إلى بلدة طويلة الصغيرة على بُعد 60 كيلومترا إلى الغرب.
وبحلول الخميس، وصل أكثر من 150 ألف شخص إلى الفاشر، بينما فرّ 180 ألفا إلى طويلة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 أبريل/نيسان 2023، على خلفية صراع على السلطة بين الحليفين السابقين.
وأدت الحرب التي دخلت عامها الثالث الثلاثاء إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عمليا، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.