الخرطوم- تنطلق الأربعاء في سويسرا محادثات بشأن وقف إطلاق النار في السودان بوساطة من الولايات المتحدة، في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 15 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويلقى كل طرف دعما من مسؤولين سياسيين محليين ودول أجنبية.

في ما يأتي أبرز الأطراف في النزاع السوداني:

- الأطراف الداخليون -

يقود الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

في تشرين الأول/اكتوبر 2021، نفذ البرهان، بمساندة نائبه أنذاك الفريق محمد حمدان دقلو، انقلابا لإزاحة المدنيين الذين كانوا يشاركون العسكريين في حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت اطاحة الدكتاتور عمر البشير في نيسان/ابريل 2019.

في 15 نيسان/ابريل 2023، اندلعت الحرب بين الجنرالين اللذين يتصارعان على السلطة ما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى حتى الآن.

انبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيا الجنجويد التي ارتكبت فظاعات خلال النزاع في دارفور في العقد الأول من القرن الحالي.

إضافة الى الجيش وقوات الدعم السريع، "ثمة معسكر ثالث له ثقل في اقليم دارفور مكون من مجموعات متمردة سابقة لا تتبع البرهان ولا دقلو"، على ما قال لوكالة فرانس برس الباحث جلال الحرشاوي من معهد رويال يونايتد سيرفسيز البريطاني.

وبعض هذه الجماعات تفاوضت للتوصل إلى هدنة محلية بين الطرفين ولا سيما في دارفور، فيما قدمت أخرى دعما كاملا للجيش.

وهناك أخيرا مدنيون ينضوون تحت "لجان المقاومة الشعبية" ويعارضون بشكل اساسي قوات الدعم السريع.

على الصعيد السياسي، تدين الحكومة بالولاء للجيش وتشير بعبارة "الارهابيين" إلى قوات الدعم السريع.

أما رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الذي أطيح بانقلاب 2021، وكتلته "تقدم" فيتهمان الحرس القديم لعمر البشير باستغلال الجيش لاستعادة السيطرة على السلطة. ويتهمهم الجيش من جهته بأنهم واجهة لقوات الدعم السريع.

- الأطراف الخارجيون -

على غرار النزاعات الأخرى، تؤجج التدخلات الخارجية النزاع في السودان.

وتواجه الامارات العربية المتحدة اتهامات بأنها الداعم الاساسي لقوات الدعم السريع وهو ما تنفيه أبو ظبي.

يقول الحرشاوي "منذ بداية الحرب، قدمت الامارات دعما ماديا وسياسيا وعسكريا لقوات الدعم السريع".

في تقرير نشر في كانون الأول/يناير، ندد خبراء فوّضهم مجلس الأمن الدولي بانتهاكات للحظر المفروض على الأسلحة إلى السودان مشيرين إلى دول عدة، من بينها الامارات المتهمة بإرسال أسلحة الى قوات الدعم السريع.

تبدو مصر من جانبها أكثر ميلا الى دعم الجيش رغم أنها تشارك الإمارات توجهاتها الجيوسياسية الإقليمية. وتحتفظ بنفوذ على صعيد الملف السوداني.

أما إيران فاستأنفت في تشرين الأول/اكتوبر 2023، علاقاتها الدبلوماسية مع السودان بعد قطيعة امتدت سنوات طويلة.

وبحسب الحرشاوي، بدأت طهران في النصف الثاني من العام نفسه بيع مسيرات للسودان "وتطورت هذه العلاقة التجارية إلى دعم استراتيجي وسياسي ما عزز بشكل واضح الدور الايراني (في السودان) منذ بداية العام الحالي".

ويتابع الحرشاوي أن روسيا "كانت تساند في بداية النزاع قوات الدعم السريع ولكنها بدأت إعادة حساباتها مع تطور العلاقات بين البرهان وحليفها الإيراني، خصوصا مع اهتمام موسكو منذ زمن طويل بميناء بورتسودان" الاستراتيجي الذي بات الآن مقرا للجيش والحكومة.

في نهاية أيار/مايو، أكد ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني أنه تمت الموافقة على طلب موسكو بإقامة "قاعدة" على البحر الأحمر في "مقابل امداد عاجل بالأسلحة والذخائر".

ورغم هذه التطورات، ما زالت الإمارات تدعم الفريق دقلو، وفق الحرشاوي الذي يشير الى "ظهور تعقيدات، خصوصا في ما يتعلق بتشاد، حيث يواجه الرئيس محمد ادريس ديبي صعوبة في منع رجاله من التصدي لقوات الدعم السريع في دارفور وإن تمكنت الإمارات من إقناعه بتوفير قواعد لوجستية لدعم دقلو".

وفي ليبيا، سهّل المشير خليفة حفتر، المدعوم من الامارات، حصول قوات الدعم السريع على "كميات كبيرة من الوقود والسلاح"، بحسب الحرشاوي الذي يشير الى أنه "يواجه صعوبات لاحتواء تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين في جنوب البلاد".

وفشلت كل الوساطات التي قامت بها السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي. وتحاول إثيوبيا كذلك الاضطلاع بدور إقليمي.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع نهبت أدوية من الإمدادات الطبية بالخرطوم تقدر قيمتها بـ521 مليون دولار منذ بدء الحرب

قالت مصادر للجزيرة بأن قوات الدعم السريع نهبت أدوية من الإمدادات الطبية بالخرطوم تقدر قيمتها بـ521 مليون دولار منذ بدء الحرب.الجزيرة – السودانإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني نفذ ضربات جوية لمواقع تجمعات قوات الدعم السريع في مناطق كبكابية وجبل عامر والضعين
  • مباحثات سودانية في القاهرة حول الحرب ومبعوث واشنطن للسودان يزور الرياض
  • قوات الدعم السريع نهبت أدوية من الإمدادات الطبية بالخرطوم تقدر قيمتها بـ521 مليون دولار منذ بدء الحرب
  • قوات الدعم السريع تقتل 31 شخص في مدينة سنار السودانية
  • الدعم السريع يستهدف سوق سنار ويخلف عشرات القتلى
  • الجيش يحبط أكبر هجوم بمسيرات الدعم السريع على الفاشر
  • 21 قتيلا في السودان جراء قصف نُسب لقوات الدعم السريع
  • في قصف نُسب لقوات الدعم السريع.. 21 قتيلا في سنار السودانية
  • مجزرة جديدة على يد الدعم السريع.. 20 قتيلا بقصف سوق بمدينة سنار جنوبي البلاد
  • الجيش يهاجم مواقع للدعم السريع في الخرطوم وشرق النيل