عربي21:
2025-04-23@07:25:54 GMT

غزة بين الدعم والخذلان

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

ما زال العدوان الإجرامي للكيان الصهيوني مستمرا على غزة ليجاوز الشهر العاشر، مستخدما الأسلحة الصهيونية والأمريكية والغربية الفتاكة ليقتل بها البشر والحجر، ولم تسلم من ذلك مناطق الإيواء وليس آخرها قتل أكثر من مائة فلسطيني تداخلت وتبعثرت أشلاءهم في مدرسة التابعين وهم يصلون الفجر، فضلا عن عشرات المصابين، وما زال القتل والتدمير مستمرا، بل إنهم قتلوا من كانوا يتفاوضون معه -من خلال الوسطاء- وهو رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، معتدين على سيادة دولة إيران، وما زال العالم على صفيح ساخن ينتظر الرد الإيراني على هذا الفعل الإرهابي الجبان.



إن فاشية الكيان الصهيوني وتعطشه للدماء وهتك الأعراض وتشديد الحصار ليست قضية حكومة يمينية متطرفة فحسب، بل هي كذلك فاشية شعب، فها هو وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش يصرح علنا بأنه "قد يكون من الصواب أخلاقيا أن تقوم إسرائيل بمنع المساعدات عن سكان غزة حتى يتم تحرير الرهائن"، مخالفا بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية.

وفي 29 تموز/ يوليو الماضي برزت قضية اغتصاب الأسرى الفلسطينيين؛ في تحقيق النيابة العسكرية الإسرائيلية مع 9 جنود إسرائيليين اعتدوا جنسيا على أسير فلسطيني، داخل معتقل "سدي تيمان" سيئ السمعة، وتم لاحقا إطلاق سراح 5 منهم. وطالب يمينيون إسرائيليون، بينهم وزراء ونواب، بإطلاق الجنود ووصفوهم بـ"الأبطال". في ظل هذا العدوان الغاشم نجد في المقابل الدعم الفاتر الذي أصاب عددا لا بأس به ممن يؤمنون بقضية الأقصى وقدسيته من جموع المسلمين، فما زالت خطواتهم لم تبارح مصمصة الشفاة والعجز الواضح، في حين أهل غزة رغم هذه المجاز لا تزال إرادتهم عالية وهمتهم قوية ورسالتهم واضحة. والأدهي والأمرّ هو فسطاط النفاق والتآمربل إن استطلاع للرأي أجرته القناة 12 العبرية كشف عن نتيجة مفزعة للفاشية الشعبية؛ مفادها أن 47 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون اغتصاب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وفي ظل هذا العدوان الغاشم نجد في المقابل الدعم الفاتر الذي أصاب عددا لا بأس به ممن يؤمنون بقضية الأقصى وقدسيته من جموع المسلمين، فما زالت خطواتهم لم تبارح مصمصة الشفاة والعجز الواضح، في حين أهل غزة رغم هذه المجاز لا تزال إرادتهم عالية وهمتهم قوية ورسالتهم واضحة. والأدهي والأمرّ هو فسطاط النفاق والتآمر الذي يخذّل من جهاد أهل غزة ودفاعهم عن مقدسات المسلمين وعرضهم وأرضهم، ولا يخفى على أحد ما يبثه إعلامهم القميء ومواقع التواصل الاجتماعي المليئة بلجانهم التي والت المعتدي، وخذلت بل وتآمرت على المعتدى عليه.

ولعل ما يدمي القلب كذلك الحصار المفروض على غزة بأيدي دول عربية، وها هي صحيفة "تايم أوف إسرائيل" الإسرائيلية تنشر خبرا مفاده أن مصر تبدي مرونة وتقترب من الموقف الإسرائيلي بشأن بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على طول حدودها مع غزة لمنع تهريب الأسلحة لحماس، بعد رفض الفكرة علنا لفترة طويلة، بحسب ما صرح به للصحيفة مسؤول إسرائيلي كبير ومسؤول ثان مطلع على الأمر. وأضافت الصحيفة: من المرجح أن يؤدي التغير المحتمل في موقف مصر إلى تعقيد موقف حماس في مفاوضات الرهائن الجارية، حيث تطالب الحركة بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم كل هذا التآمر وهذا الحصار وهذا القتل والتدمير الممنهج؛ لا يزال مكتوبا على تلك الطائفة الظاهرة على الحق بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم: "لا يضرهم من خذلهم"، وفي الصورة الأخرى لهذا الكيان الصهيوني ما يثبت المؤمنين ويرضي الثابتين، فهذا الكيان فقد سمعته وكرامته في وحل الأرض، فنال جنوده من القتل وبتر الأطراف والأسر ما لم يحدث له من قبل، وأصبحت دولة الكيان حارة أشباح لا استقرار فيها ولا أمان، والفرار منها بالهجرة أصبح سيد الموقف، والاقتصاد يعيش أسوأ حالاته.

وقد برز ذلك في تقرير لوزارة المالية الإسرائيلية بأن الحرب على حركة حماس في غزة أدت إلى زيادة ديون إسرائيل إلى المثلين في العام الماضي حيث سجلت إسرائيل ديونا بلغت 160 مليار شيقل (43 مليار دولار) في عام 2023، من بينها 81 مليار شيقل منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، واقترضت إسرائيل 63 مليار شيقل في عام 2022 بأكمله. وبلغ إجمالي الدين 62.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، ارتفاعا من 60.5 في المئة في 2022 بسبب ارتفاع الإنفاق الحربي، ومن المتوقع أن يصل إلى 67 في المئة في 2024. طوفان الأقصى جاء ليضع معادلة جديدة لتحرير الأقصى بأن هذا التحرير خرج للمرة الأولى من أرض فلسطين، وليس انتظارا لدور عربي مرتقب كما كان مستقرا عليه من قبل، وقد عرّى هذا الطوفان المتآمرين والمتخاذلين من الدول العربيةواقترضت الحكومة في عام 2023 نحو 116 مليار شيقل، أو 72 في المئة من إجمالي الدين محليا و25 في المئة من الخارج والباقي ديون محلية غير قابلة للتداول. وقد زاد الدين العام الإسرائيلي بنسبة 8.7 في المئة العام الماضي إلى 1.13 تريليون شيقل، مدعوما جزئيا بارتفاع التضخم وأسعار الفائدة. وقال بنك إسرائيل في تقرير له: إن الإنفاق للعام 2023-2024 ارتفع بمقدار 100 مليار شيكل بسبب تكاليف الحرب.

إن طوفان الأقصى جاء ليضع معادلة جديدة لتحرير الأقصى بأن هذا التحرير خرج للمرة الأولى من أرض فلسطين، وليس انتظارا لدور عربي مرتقب كما كان مستقرا عليه من قبل، وقد عرّى هذا الطوفان المتآمرين والمتخاذلين من الدول العربية، ووضع الأمة على طريق التحرير وهي سائرة فيه ولن تتوقف حتى يعود الحق إلى أصحابه ويرجع الأقصى عزيزا شامخا.

وختاما فيجب على كل مسلم أن يستحضر جهد إخوانه في غزة وأن يجدد نيته ودعمهم بالدعاء والمال ومقاطعة سلع عدوهم، ومساندتهم بأي وسيلة ترفع الظلم عنهم.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال الدعم الأقصى غزة الأقصى الاحتلال المقاومة الدعم مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المئة من ملیار شیقل

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد الدولي: الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة حرجة

 

الثورة نت/..
خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال عامي 2025 و2026، متوقعاً أن يكون للحرب التجارية الحالية تأثير كبير في النشاط الاقتصادي العالمي الذي يمر بمرحلة حرجة وتحولات كبيرة في السياسات وعدم اليقين.
وقال صندوق النقد في تقرير آفاق النمو الاقتصادي الذي أصدره اليوم الثلاثاء على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، إن الاقتصاد العالمي سينمو 2.8 في المئة خلال 2025 بانخفاض 0.5 في المئة عن توقعات سابقة أصدرها في يناير 2025.
كما خفّض الصندوق التوقعات لنمو الاقتصاد العالمي في 2026 إلى 3 في المئة بانخفاض 0.3 في المئة عن توقعاته في يناير 2025، ليكون معدل النمو أقل بكثير من المتوسط التاريخي البالغ 3.7 في المئة.
وقال الصندوق إنه في أعقاب سلسلة غير مسبوقة من الصدمات في السنوات السابقة، ظل النمو العالمي مستقراً، وإن كان مخيباً للآمال حتى عام 2024 وكان من المتوقع أن يستمر هكذا في 2025.

وبحسب الصندوق فإنه منذ يناير 2025 تغير المشهد في أنحاء العالم كافة، إذ أعادت الحكومات ترتيب السياسات والأولويات بعد أن اتخذت أميركا سلسلة من التدابير التعريفية الجديدة وردت بعض الدول بتدابير مضادة.
ووفقاً للصندوق فإن التعريفات الجمركية تمثّل صدمة سلبية كبيرة للنمو، كما أن عدم القدرة على التنبؤ التي تتجلى بها هذه التدابير لها تأثير سلبي في النشاط الاقتصادي والتوقعات المستقبلية، وفي الوقت نفسه، تُصعّب أكثر من المعتاد وضع افتراضات.
وخفّض صندوق النقد الدولي توقعاته لاقتصاد أميركا بنسبة 0.9 في المئة إلى 1.8 في المئة خلال 2025 وكذلك بنسبة 0.4 في المئة إلى 1.7 في المئة خلال 2026، مرجعاً ذلك إلى التوترات التجارية.

نمو اقتصاد أميركا وأوروبا والصين
وكانت اقتصادات الدول المتقدمة على رأس المتضررين من تأثير التوترات التجارية إذ خفّض صندوق النقد توقعاته لنمو اقتصادات الدول المتقدمة 1.4 في المئة في 2025 بواقع 0.5 في المئة و1.5 في المئة بواقع 0.3% مقارنة بتوقعات يناير كانون الثاني.
وخفّض الصندوق توقعاته لاقتصاد أميركا بنسبة 0.9 في المئة إلى 1.8 في المئة خلال 2025 وكذلك بنسبة 0.4 في المئة إلى 1.7 في المئة خلال 2026، مرجعاً ذلك إلى عدم اليقين والتوترات التجارية

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد الدولي: الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة حرجة
  • إلى أين تتجه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟
  • الليرة التركية تفقد 7% أمام الدولار
  • تركيا.. تراجع مؤشر ثقة المستهلك في أبريل
  • بالفيديو.. سنجر: تقصير إسرائيل في حماية الأقصى سيواجه برد فعل قاسي من 2 مليار مسلم
  • تظاهرات في عشرات الولايات الأمريكية للمطالبة برحيل ترامب
  • مخاطر الحرب الاقتصادية العالمية الثالثة
  • جهات أجنبية مسؤولة عن توزيعه.. إسرائيل تفجّر مفاجأة حول فيديو «حرق الأقصى»
  • المغرب..استفادة 3.9 مليون أسرة من الدعم الاجتماعي بتكلفة 29.4 مليار درهم بحلول 2026
  • الأمم المتحدة تعتزم تقديم مساعدات لسوريا بقيمة (1.3) مليار دولار على مدار ثلاث سنوات