عربي21:
2024-09-11@01:42:20 GMT

غزة بين الدعم والخذلان

تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT

ما زال العدوان الإجرامي للكيان الصهيوني مستمرا على غزة ليجاوز الشهر العاشر، مستخدما الأسلحة الصهيونية والأمريكية والغربية الفتاكة ليقتل بها البشر والحجر، ولم تسلم من ذلك مناطق الإيواء وليس آخرها قتل أكثر من مائة فلسطيني تداخلت وتبعثرت أشلاءهم في مدرسة التابعين وهم يصلون الفجر، فضلا عن عشرات المصابين، وما زال القتل والتدمير مستمرا، بل إنهم قتلوا من كانوا يتفاوضون معه -من خلال الوسطاء- وهو رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، معتدين على سيادة دولة إيران، وما زال العالم على صفيح ساخن ينتظر الرد الإيراني على هذا الفعل الإرهابي الجبان.



إن فاشية الكيان الصهيوني وتعطشه للدماء وهتك الأعراض وتشديد الحصار ليست قضية حكومة يمينية متطرفة فحسب، بل هي كذلك فاشية شعب، فها هو وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش يصرح علنا بأنه "قد يكون من الصواب أخلاقيا أن تقوم إسرائيل بمنع المساعدات عن سكان غزة حتى يتم تحرير الرهائن"، مخالفا بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية.

وفي 29 تموز/ يوليو الماضي برزت قضية اغتصاب الأسرى الفلسطينيين؛ في تحقيق النيابة العسكرية الإسرائيلية مع 9 جنود إسرائيليين اعتدوا جنسيا على أسير فلسطيني، داخل معتقل "سدي تيمان" سيئ السمعة، وتم لاحقا إطلاق سراح 5 منهم. وطالب يمينيون إسرائيليون، بينهم وزراء ونواب، بإطلاق الجنود ووصفوهم بـ"الأبطال". في ظل هذا العدوان الغاشم نجد في المقابل الدعم الفاتر الذي أصاب عددا لا بأس به ممن يؤمنون بقضية الأقصى وقدسيته من جموع المسلمين، فما زالت خطواتهم لم تبارح مصمصة الشفاة والعجز الواضح، في حين أهل غزة رغم هذه المجاز لا تزال إرادتهم عالية وهمتهم قوية ورسالتهم واضحة. والأدهي والأمرّ هو فسطاط النفاق والتآمربل إن استطلاع للرأي أجرته القناة 12 العبرية كشف عن نتيجة مفزعة للفاشية الشعبية؛ مفادها أن 47 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون اغتصاب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وفي ظل هذا العدوان الغاشم نجد في المقابل الدعم الفاتر الذي أصاب عددا لا بأس به ممن يؤمنون بقضية الأقصى وقدسيته من جموع المسلمين، فما زالت خطواتهم لم تبارح مصمصة الشفاة والعجز الواضح، في حين أهل غزة رغم هذه المجاز لا تزال إرادتهم عالية وهمتهم قوية ورسالتهم واضحة. والأدهي والأمرّ هو فسطاط النفاق والتآمر الذي يخذّل من جهاد أهل غزة ودفاعهم عن مقدسات المسلمين وعرضهم وأرضهم، ولا يخفى على أحد ما يبثه إعلامهم القميء ومواقع التواصل الاجتماعي المليئة بلجانهم التي والت المعتدي، وخذلت بل وتآمرت على المعتدى عليه.

ولعل ما يدمي القلب كذلك الحصار المفروض على غزة بأيدي دول عربية، وها هي صحيفة "تايم أوف إسرائيل" الإسرائيلية تنشر خبرا مفاده أن مصر تبدي مرونة وتقترب من الموقف الإسرائيلي بشأن بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على طول حدودها مع غزة لمنع تهريب الأسلحة لحماس، بعد رفض الفكرة علنا لفترة طويلة، بحسب ما صرح به للصحيفة مسؤول إسرائيلي كبير ومسؤول ثان مطلع على الأمر. وأضافت الصحيفة: من المرجح أن يؤدي التغير المحتمل في موقف مصر إلى تعقيد موقف حماس في مفاوضات الرهائن الجارية، حيث تطالب الحركة بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم كل هذا التآمر وهذا الحصار وهذا القتل والتدمير الممنهج؛ لا يزال مكتوبا على تلك الطائفة الظاهرة على الحق بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم: "لا يضرهم من خذلهم"، وفي الصورة الأخرى لهذا الكيان الصهيوني ما يثبت المؤمنين ويرضي الثابتين، فهذا الكيان فقد سمعته وكرامته في وحل الأرض، فنال جنوده من القتل وبتر الأطراف والأسر ما لم يحدث له من قبل، وأصبحت دولة الكيان حارة أشباح لا استقرار فيها ولا أمان، والفرار منها بالهجرة أصبح سيد الموقف، والاقتصاد يعيش أسوأ حالاته.

وقد برز ذلك في تقرير لوزارة المالية الإسرائيلية بأن الحرب على حركة حماس في غزة أدت إلى زيادة ديون إسرائيل إلى المثلين في العام الماضي حيث سجلت إسرائيل ديونا بلغت 160 مليار شيقل (43 مليار دولار) في عام 2023، من بينها 81 مليار شيقل منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، واقترضت إسرائيل 63 مليار شيقل في عام 2022 بأكمله. وبلغ إجمالي الدين 62.1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، ارتفاعا من 60.5 في المئة في 2022 بسبب ارتفاع الإنفاق الحربي، ومن المتوقع أن يصل إلى 67 في المئة في 2024. طوفان الأقصى جاء ليضع معادلة جديدة لتحرير الأقصى بأن هذا التحرير خرج للمرة الأولى من أرض فلسطين، وليس انتظارا لدور عربي مرتقب كما كان مستقرا عليه من قبل، وقد عرّى هذا الطوفان المتآمرين والمتخاذلين من الدول العربيةواقترضت الحكومة في عام 2023 نحو 116 مليار شيقل، أو 72 في المئة من إجمالي الدين محليا و25 في المئة من الخارج والباقي ديون محلية غير قابلة للتداول. وقد زاد الدين العام الإسرائيلي بنسبة 8.7 في المئة العام الماضي إلى 1.13 تريليون شيقل، مدعوما جزئيا بارتفاع التضخم وأسعار الفائدة. وقال بنك إسرائيل في تقرير له: إن الإنفاق للعام 2023-2024 ارتفع بمقدار 100 مليار شيكل بسبب تكاليف الحرب.

إن طوفان الأقصى جاء ليضع معادلة جديدة لتحرير الأقصى بأن هذا التحرير خرج للمرة الأولى من أرض فلسطين، وليس انتظارا لدور عربي مرتقب كما كان مستقرا عليه من قبل، وقد عرّى هذا الطوفان المتآمرين والمتخاذلين من الدول العربية، ووضع الأمة على طريق التحرير وهي سائرة فيه ولن تتوقف حتى يعود الحق إلى أصحابه ويرجع الأقصى عزيزا شامخا.

وختاما فيجب على كل مسلم أن يستحضر جهد إخوانه في غزة وأن يجدد نيته ودعمهم بالدعاء والمال ومقاطعة سلع عدوهم، ومساندتهم بأي وسيلة ترفع الظلم عنهم.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال الدعم الأقصى غزة الأقصى الاحتلال المقاومة الدعم مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المئة من ملیار شیقل

إقرأ أيضاً:

هيئة رئاسة مجلس النواب تستهجن استمرار الصمت والخذلان العربي والإسلامي إزاء المجازر الصهيونية في غزة

الثورة نت|

عقدت هيئة رئاسة مجلس النواب، اليوم، اجتماعا ضم رؤساء ومقرري اللجان الدائمة بالمجلس ، برئاسة رئيس مجلس النواب رئيس الهيئة الأخ يحيى علي الراعي.

وفي مستهل اللقاء، رفع رئيس مجلس النواب بإسمه وهيئة رئاسة وأعضاء مجلس النواب وأمانته العامة أسمى التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط وأعضاء المجلس السياسي الأعلى بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

وأكد رئيس مجلس النواب أن المجلس سيكون عند حسن ظن الشعب وقيادته الشجاعة مجدداً دعم المجلس وتأييده لكافة التوجيهات والمواقف التي أعلنها قائد الثورة في سبيل الدفاع عن الوطن والأمة، وفي مقدمتها المواقف الشجاعة والمساندة للشعب الفلسطيني.

وفي الاجتماع، نقل رئيس مجلس النواب تحيات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى هيئة رئاسة وأعضاء مجلس النواب وأمانته العامة والجهاز الفني والإداري والذي بدوره قدم الشكر والتقدير للمجلس على منح الثقة لحكومة التغيير والبناء، مقدراً دور مجلس النواب في تقديم الملاحظات على البرنامج الذي تقدمت به حكومة التغيير والبناء، وخاصة ما يتعلق منها بإصلاح القضاء، وأهمية إيجاد القوانين الكفيلة بوضع حد للاختلالات وأوجه القصور، وبما يضمن عدم تراكم القضايا في المحاكم أو تأخير البت فيها.

وناقشت الهيئة في الاجتماع الذي ضم رؤساء ومقرري اللجان الدائمة بالمجلس وبحضور أمين عام مجلس النواب عبدالله القاسمي، والأمين العام المساعد عبد الرحمن المنصور، عددا من الموضوعات المدرجة في جدول أعمال المجلس واتخذت إزاءها القرارات المناسبة.

وخلال الاجتماع نوه رئيس مجلس النواب بأهمية التركيز على أولويات المرحلة الراهنة وبما ينسجم مع التوجهات المعلنة نحو التغيير والبناء، حاثاً اللجان الدائمة على موافاة المجلس بالتقارير التي تم إنجازها ليتم إدراجها في جدول الأعمال وفقاً لأولوياتها.

وقد أشاد الإجتماع، بالحضور الجماهيري المشرف الذي تشهده أمانة العاصمة والمحافظات والمديريات الحرة في إطار فعاليات احياء ذكرى مولد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ودعا الجميع للمشاركة في الفعالية الكبرى المزمع إقامتها في الثاني عشر من ربيع الأول .

كما دعت هيئة رئاسة المجلس أعضاء المجلس للحضور لاستئناف جلسات المجلس غدا الثلاثاء بمشيئة الله تعالى.

وأكد الاجتماع أهمية مضاعفة الجهود وإنجاز المهام المنوطة بعمل المجلس ، ورفع وتيرة الالتزام بنصوص مواد وأحكام اللائحة الداخلية المنظمة لعمل المجلس وتكويناته المختلفة.

ونوهت هيئة رئاسة مجلس النواب بأهمية استشعار الجميع للمسئولية تجاه قضايا الوطن والمواطنين بشكل عام لتجاوز آثار وتداعيات العدوان والحصار ومواصلة الصمود في مواجهة المؤامرات التي يحيكها ثلاثي الشر الأمريكي البريطاني الصهيوني ضد أبناء الشعبين اليمني والفلسطيني والتصدي للأعمال الإجرامية الوحشية الصهيونية.

واستهجنت الهيئة استمرار الصمت والخذلان العربي والإسلامي إزاء ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحشية وجرائم حرب مروعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ودعت الهيئة برلمانات الدول العربية والاسلامية وكل دول وأحرار العالم إلى استشعار المسؤولية القانونية والاخلاقية والإنسانية ومراجعة الحسابات الخاطئة والتحرك العاجل لوقف الحرب العدوانية الصهيونية على أبناء الشعب الفلسطيني ورفع الحصار الخانق عن قطاع غزة، والضغط لإدخال المواد الغذائية والدوائية وإنقاذ الوضع الكارثي في غزة والمدن الفلسطينية المحتلة.

وطالب الاجتماع الدول والحكومات العربية باحترام إرادة الشعوب العربية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني واستعادة كرامة الأمة والعمل على وقف كافة أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي مع كيان العدو الاسرائيلي المجرم.

 

مقالات مشابهة

  • تركيا تتوعد بمحاسبة إسرائيل
  • مقاطع فيديو تثبت الجرائم العرقية المرتكبة في دارفور بالسودان
  • لوموند: مقاطع فيديو تثبت الجرائم العرقية المرتكبة في دارفور بالسودان
  • الشاباك يحذر: أي تغييرات في الأقصى ستوحد كل الجبهات ضد إسرائيل
  • بعد تدفقها على طرفي الصراع.. رايتس ووتش تدعو لتوسيع حظر الأسلحة بالسودان
  • هيئة رئاسة مجلس النواب تستهجن استمرار الصمت والخذلان العربي والإسلامي إزاء المجازر الصهيونية في غزة
  • الدعم المالي المباشر للأسر سيكلف 50 مليار درهم سنويا
  • صفارات الإنذار تدوي في فسوطة بالجليل الأعلى شمالي إسرائيل
  • استمرار الأمل رغم الإبادة والتواطؤ والخذلان
  • “العقاري”: تمكين 813 ألف مستفيد من تملك مساكنهم بما يربو على 532 مليار ريال