عثر الجيش اللبناني على خمس جثث داخل منزل في منطقة كفرشيما، وذلك بعد تلقي شكاوى من سكان المنطقة بشأن روائح كريهة تنبعث من المكان.

وفقًا لوسائل إعلام لبنانية، يعود المنزل إلى شقيقين معروفين بتصرفاتهما الغريبة، وكانا قد اختفيا عن الأنظار في الفترة الأخيرة.

على الفور، باشرت القوى الأمنية تحقيقاتها لكشف هوية الجثث الموجودة في المنزل والبحث عن الشقيقين.

وقد أظهرت التحقيقات الأولية أن الجثث تعود لوالد وشقيقة وجد وجدة الشقيقين، اللذين يعانيان من اضطرابات نفسية.

وفي تطور لافت، اعترف أحد الشقيقين بأن شقيقه توفي قبل 10 أيام من اكتشاف الجثث، بينما تم العثور على والدتهما، البالغة من العمر 90 عامًا، على قيد الحياة داخل المنزل أثناء المداهمة.

يُذكر أن الجيران قد تقدموا بعدة شكاوى ضد الشقيقين، إلياس وخريستو الفتى، بسبب سلوكهما الغريب واعتداءاتهما المتكررة على المواطنين. كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت أن المنزل كان يبدو غير مألوف من الخارج، حيث كان مغطى بالشوادر وتعلو جدرانه الخارجية أحذية معلقة بطريقة غريبة.

أزمات في لبنان

وكان قد أثار مقتل منسق حزب "القوات اللبنانية" في منطقة جبيل، باسكال سليمان، جدلًا واسعًا حول وجود السوريين في لبنان، خاصة بعد توجيه أصابع الاتهام إلى "عصابة سورية" بارتكاب الجريمة. هذه الحادثة دفعت إلى مطالبات رسمية وشعبية بمراجعة وضع السوريين في البلاد.

وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، بسام مولوي، أشار إلى أن لبنان سيشدد على منح الإقامات للسوريين. في الوقت ذاته، انتشرت مقاطع فيديو تظهر اعتداءات على عدد من اللاجئين السوريين بعد مقتل سليمان.

خبراء لبنانيون أكدوا على ضرورة مراجعة أعداد السوريين في لبنان وترحيل المخالفين، في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، مع وجود تقديرات غير رسمية تشير إلى أن هناك نحو مليوني سوري يعيشون في لبنان، سواء بإقامة شرعية أو غير شرعية.

في تطور آخر، أوقفت السلطات اللبنانية 7 سوريين يُشتبه بتورطهم في مقتل سليمان، وقد تم تسليم ثلاثة منهم من قبل السلطات السورية إلى أجهزة الاستخبارات اللبنانية. واعتبر حزب القوات اللبنانية الجريمة "اغتيالًا سياسيًا" حتى يتم إثبات العكس.

تصاعدت التوترات في جبيل بعد الحادثة، حيث أقدم أنصار حزب القوات اللبنانية على إغلاق الطرقات والاعتداء على بعض السوريين، كما طالبت السلطات اللبنانية اللاجئين بتجنب الخروج من مساكنهم إلا في الحالات الضرورية.

وزير الداخلية اللبناني أشار إلى أن نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35%، مؤكدًا أن الوضع الحالي لوجود السوريين في لبنان أصبح غير مقبول ويجب اتخاذ إجراءات للحد من هذه الظاهرة

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ارتكاب الجريمة إعلام لبناني التحقيقات الأولية آل سليمان القوات اللبنانية حزب القوات اللبنانية وسائل إعلام لبنانية وزير الداخلية اللبناني السوریین فی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

ما تأثير اتفاق وقف إطلاق النار بغزة على المشهد اللبناني؟

بيروت – يُعد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة خطوة فارقة في مسار الأحداث الإقليمية، وقد تم الإعلان عنه في العاصمة القطرية الدوحة بعد أكثر من عام من العدوان على القطاع، وبعد سلسلة من المفاوضات التي استمرت شهورا.

أثار الاتفاق ارتياحا واسعا في المنطقة بما في ذلك لبنان، حيث تُطرح تساؤلات عن تداعياته المحتملة على الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي، وكيف سيؤثر على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حزب الله وتل أبيب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؟

ومع قرب انتهاء المهلة المحددة للاتفاق اللبناني الإسرائيلي يوم 26 يناير/كانون الثاني الجاري، تتزايد المخاوف من احتمال عدم التزام الاحتلال بالتاريخ المحدد لسحب قواته من جنوبي لبنان.

هدوء نسبي

وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قد حذر -في وقت سابق- من "اختبار صبر الحزب تجاه أي خروقات إسرائيلية للاتفاق بعد المهلة المحددة"، وأكد -في كلمة مصورة خلال الدورة الـ13 لـ"مؤتمر غزة رمز المقاومة"- أن "المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلوا المخطط الإسرائيلي، ودور الحزب في لبنان كان محوريا في نصرة القطاع".

في تصريحه للجزيرة نت، يرى المحلل السياسي يوسف دياب أن وقف إطلاق النار في غزة يعزز استمراره في لبنان، مما يدل على تراجع كبير في التصعيد بالمنطقة، سواء في فلسطين أو لبنان. ويتحدث عن الدخول في مرحلة إنهاء النزاعات خاصة مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

إعلان

ووفقا له، ما زال الوضع في جنوبي لبنان مقلقا حيث لا تزال إسرائيل تحتل معظم القرى والمناطق التي دخلتها خلال الحرب الأخيرة، ويستدرك أن تصريحات رئيس الجمهورية جوزيف عون تعكس وجود وعود دولية بممارسة ضغوط كبيرة على الاحتلال للانسحاب من هذه المناطق.

ورغم تصاعد التهديدات من جانب حزب الله ورفع سقف التصعيد، يضيف دياب أنه "من الواضح أن الطرفين لا مصلحة لهما في العودة إلى المواجهة، فإسرائيل تتحدث عن توقيت إعادة سكانها إلى المستوطنات الشمالية، في حين يواصل الجيش اللبناني -رغم بطء الإجراءات- دخوله إلى مناطق كانت تحت سيطرة الاحتلال".

ويتابع "نحن أمام مرحلة الحلول السياسية وليس العودة إلى الحروب حيث لن يُسمح بالتصعيد مجددا". وبشأن الجانب اللبناني، يرى أن "أي قرار يتخذه حزب الله بمعزل عن الدولة أو الحكومة المقبلة قد يكلف لبنان كثيرا، إذ سيجد نفسه الحلقة الأضعف في أي مواجهة محتملة".

تفاهمات

وبرأي المحلل دياب، كانت شروط وقف إطلاق النار في قطاع غزة أفضل، وحققت مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر من الاتفاق في لبنان، ويفسر ذلك بأن إسرائيل لديها تفاهمات، سواء علنية أو سرية، مع الأميركيين تتيح لها تنفيذ طلعات جوية فوق لبنان، حيث تواصل طائراتها المسيّرة تحليقها وتنفيذ عمليات أمنية متى رأت ضرورة لذلك، مما يعد جزءا من بند "حق الدفاع عن النفس".

ويتابع أن وقف إطلاق النار في لبنان "يتم من جانب واحد وليس أمام بيروت خيار سوى الالتزام به باعتبار أن مرجعيته هي المجتمع الدولي الذي تعهد بأن إسرائيل ستنسحب من الجنوب".

في المقابل، يشير المحلل السياسي قاسم قصير، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يسهم في إزالة أحد أسباب الحرب على لبنان، لكنه يرى أن القرار "يبقى بيد الإسرائيليين".

ويعتبر قصير أن مستقبل المقاومة ودورها مرتبطان بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية. كما يلفت إلى أنه "في حال عدم التزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق فإن المقاومة ستكون أمام مرحلة جديدة وبأشكال مختلفة، إلا أن الآليات لا تزال غير واضحة".

إعلان تداعيات

من جهته، يقول المحلل السياسي توفيق شومان للجزيرة نت إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة إذ قد تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى عدم الالتزام الكامل بالاتفاق.

وتكشف المعطيات المتداولة -وفقا لشومان- عن مخاوف من احتمال تمديد قوات الاحتلال وجودها في بعض المناطق المحتلة جنوبي لبنان، مما قد يؤدي إلى تأخير عملية الانسحاب. وأشار إلى أن أي تأخير في الانسحاب ستكون له تداعيات سلبية ميدانيا وسياسيا، حيث قد يؤثر ذلك على مسار تشكيل الحكومة اللبنانية.

في المقابل، أكد أن الالتزام بالانسحاب وفق الجدول الزمني المحدد سيؤدي إلى نتائج إيجابية:

أمنيا: عبر تمكين الأهالي من العودة إلى مناطقهم بأمان. سياسيا: من خلال تعزيز الاستقرار العام في البلاد، مما قد يشكل عامل دعم للعهد الرئاسي والحكومي الجديد.

وشدد المحلل شومان على أهمية الانتظار لتبيّن مدى التزام إسرائيل بالانسحاب الذي يُعد اختبارا حقيقيا للإدارة الأميركية الجديدة والراعي الفرنسي، واللجنة الدولية المشرفة على تنفيذ الاتفاق. واعتبر أن نجاحه سيضمن استقرارا أمنيا وسياسيا، في حين أن الإخلال به قد يؤدي إلى تحديات جديدة تزيد من تعقيد المشهد اللبناني.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو من لبنان إلى عودة مستدامة للاجئين السوريين
  • الرئيس اللبناني يطالب بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم
  • غراندي أكد دعم للبنان واللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا
  • رئيس لبنان يشدد على ضرورة عودة النازحين السوريين لبلادهم
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة عودة النازحين السوريين لبلدهم
  • كتيبة جنين: هاجمنا قوات للاحتلال بمحيط منزل برقين المحاصر
  • ما تأثير اتفاق وقف إطلاق النار بغزة على المشهد اللبناني؟
  • قرار عاجل من مجلس الوزراء اللبناني يخص السوريين
  • الشرطة تعود إلى منزل الممثل الهندي سيف علي خان.. ماذا حدث؟
  • بو حبيب عرض مع مساعد وزير خارجية كندا عودة النازحين السوريين الى بلدهم