كتب - أحمد جمعة:

أثار إعلان الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي، حالة طوارئ صحية عامة، بسبب تفشي مرض جدري القردة (مبوكس) في القارة، تساؤلات بشأن ما إن كان المرض يعد تهديدًا لمصر، فضلًا عن أبرز أعراضه وطرق العلاج.

وتثير سلالة جديدة من الفيروس، أكثر فتكاً وأكثر انتشاراً من السلالات السابقة، رُصِدَت في جمهورية الكونغو الديموقراطية في سبتمبر 2023، مخاوف من انتشار هذا الفيروس بشكل أوسع.

بدوره، قال الدكتور حسام عبدالغفار، مساعد وزير الصحة والمتحدث باسم الوزارة، لمصراوي، إن الوزارة ممثلة في قطاع الطب الوقائي والصحة العامة، قامت بتنشيط إجراءات الترقب والملاحظة للقادمين من المناطق المتأثرة بمرض جدري القردة (مبوكس)، في جميع أقسام الحجر الصحي بمنافذ الدخول إلى الأراضي المصرية (جوية – بحرية – برية)؛ لمنع دخول المرض إلى الأراضي المصرية.

ما هو "جدري القردة"؟

بحسب الدليل الإرشادي الذي أصدرته وزارة الصحة للتعامل مع المرض، فإن جدري القردة هو مرض فيروسي حيواني المنشأ ينتقل إلى الإنسان من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن يظل انتشاره من إنسان إلى آخر محدود، ويتطلب الاختلاط الوثيق بالشخص المصاب.

وتتشابه أعراض المرض مع تلك التي شوهدت في الماضي لدى مرضى الجدري، إلا أنها أقل خطورة من الناحية الإكلينيكية، إذ تتميز بارتفاع في درجة الحرارة يعقبها ظهور طفح جلدي متعدد الأشكال لتصل إلى تكوين قشرة ثم تختفي تماما دون أثر في خلال فترة من أسبوعين إلى 4 أسابيع.

ويتسبب المرض في إصابة جميع الفئات العمرية وفي أغلب الأحيان لا تحدث مضاعفات للمرض.

وينتمي الفيروس المسبب للمرض إلى جنس الفيروسات الجذرية من عائلة "Poxviridae التي ينتمي إليها الفيروس المسبب لمرض الجدري Smallpox الذي تم استئصاله من العالم عام 1980، ومع ذلك لا يزال جدري القردة يظهر في حالات متفرقة في بعض المناطق النائية من وسط وغرب أفريقيا بالقرب من الغابات الاستوائية الممطرة.

وهناك سلالتين تم التعرف عليهما لهذا الفيروس، الأولى سلالة وسط أفريقيا أو حوض نهر الكونغو وهي أكثر شيوعا وأكثر خطورة حيث تتسم بمعدل وفاة للحالات %10، والثانية سلالة غرب أفريقيا وهي أقل حدة ويصل فيها معدل وفاة للحالات إلى أقل من %1، وتعتبر الكاميرون الدولة الوحيدة الذي تم العثور فيها على كلتا السلالتين.

وجرى اكتشاف فيروس جدري القردة لأول مرة عام 1958 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاجن الدنمارك، أثناء التقصي عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري بين القردة.

كيف تنتقل العدوى؟

ووفق الدليل الإرشادي للصحة، فإن المرض ينتقل في الأساس من الحيوان إلى الإنسان ولكن انتقاله من إنسان إلى إنسان يظل محدود.

وأوضح أن انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان تحدث نتيجة مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة أو لسوائل أجسامها أو للإصابات الجلدية، وقد تحدث الإصابة أيضا نتيجة تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض.

أما انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان فلا تنتشر العدوى بسهولة بين البشر، وتنتقل العدوى من إنسان لآخر عن طريق دخول الفيروس الى الجسم من خلال الجلد المخدوش (حتى في حالة الخدوش غير المرئية أو من خلال الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم).

وتشمل طرق انتقال العدوى:

. طريقة مباشرة عن طريق التعرض المباشر وجها لوجه لمدة طويلة للرذاذ التنفسي أثناء السعال أو العطس، مما يعرض أفراد الأسرة أو الفريق الصحي دون تطبيق إجراءات مكافحة العدوي لخطر الإصابة بعدوى المرض.

. لمس التقرحات الجلدية أو البثور أو قشور جلد جدري القردة لشخص مصاب.

. الاتصال الجسدي الوثيق والاحتكاك المستمر مع جلد شخص مصاب.

. ملامسة الأسطح والأدوات الملوثة بسوائل المريض لجروح في جلد الشخص السليم ومنها مفارش الأسرة والمناشف أو بمشاركة الملابس مع شخص مصاب.

. من الأم للجنين عبر المشيمة جدري القردة (الخلقي أو أثناء الاتصال الوثيق أثناء الولادة وبعدها.

ويمكن أن ينتقل جدري القردة من شخص إلى آخر من خلال الاتصال الجسدي الوثيق، بما في ذلك الاتصال الجنسي حيث أن الاتصال الجلدي المباشر مع الإصابات الجلدية أثناء الأنشطة الجنسية يمكن أن ينقل العدوى.

أعراض جدري القردة

تتراوح فترة حضانة المرض بين 5 أيام و 21 يوماً، وفي أغلب الأحيان تكون من 6-13 يوماً.

وتنقسم فترة الأعراض إلى مرحلتين: فترة بداية الإصابة ومهاجمة الجهاز المناعي وفيها يحدث ارتفاع في درجة الحرارة يصاحبها صداع شديد وتضخم بالعقد الليمفاوية (التي تعتبر من الأعراض المميزة للمرض) والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة) وقد تستمر لفترة 5 أيام.

وفترة ظهور الطفح الجلدي وتحدث عادة بعد مرور يوم واحد إلى 3 أيام عقب الإصابة بالحمى حسب الحالة المناعية للمصاب، يبدأ الطفح الجلدي على الوجه في أغلب الأحيان ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الأطراف والأغشية المخاطية للفم والعين والأعضاء التناسلية، يتطور الطفح الجلدي على مدى 10 أيام بالتتابع من طفح جلدي بسيط له قاعدة مسطحة) إلى طفح أكبر (صلب ومرتفع قليلاً)، حويصلات مليئة بسائل صافٍ ، بثور مليئة بسائل أصفر)، ثم تجف الحويصلات والبثور لتكون قشور جافة تسقط وقد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.

كيف يُعالج المرض؟ علاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة

تعاني غالبية حالات جدري القردة البشرية من أعراض خفيفة إلى متوسطة، تعالج بالمنزل مع مراعاة إعطاء مرضى جدري القردة علاجا عرضيًا للأعراض الخفيفة مثل خافضات الحرارة للحمى والمسكنات للألم، ويجب أن تبقى الإصابات الجلدية نظيفة، مع الاهتمام بالتغذية الجيدة والسوائل تكون كافية.

أما في حالة حدوث مضاعفات يجب أن ينقل المريض إلى المستشفى كما يلى:

* يجب إرشاد المرضى حول علامات وأعراض المضاعفات التي تتطلب رعاية عاجلة.

* على الرغم من أنه غير شائع، فقد يصاب مرضى جدري القردة بمضاعفات خطيرة تهدد الحياة.

* المضادات الحيوية لا تؤخذ إلا إذا كان هناك مضاعفات على سبيل المثال، الإصابة الثانوية بالبكتيريا الجلدية والتهابات الأنسجة الرخوة كالبكتريا السبحية أو العنقودية الذهبية) قد تكون الإصابات شديدة الحكة وإذا حدثت عدوى بكتيرية ثانوية من الخدش فقد تتطلب عناية دقيقة بالجروح الموضعية، وفي بعض الحالات العلاج بالمضادات الحيوية.

* قد توجد أيضا الإصابات في الفم أو الغشاء المخاطي للعين. تشمل المضاعفات في الدول الموبوءة العدوى البكتيرية الجلدية الثانوية ، والجفاف ، والتهاب الملتحمة ، والتهاب القرنية ، والالتهاب الرئوي ، التسمم الدموى البكتيرى أو الصدمة التسممية ، وفي حالات نادرة التهاب المخ والوفاة، وبالتالي يجب أن تركز الرعاية الإكلينكية على علاج المتلازمة السريرية ، والحفاظ على حالة التغذية والإمداد بالسوائل اللازمة، والوقاية من المضاعفات.

* في المرضى الذين يعانون من جدري القردة، يجب استخدام مضادات الفيروسات وفقا لبروتوكول المعالجين.

أما الحالات التي تعاني من عوامل خطورة، ففي حالة المرضى الذين لديهم عوامل خطورة أو مضاعفات مثل الأطفال أو الحوامل أو لديهم ضعف مناعة أو أمراض مناعية) يوصى لهم بالرعاية الطبية وتقييم حالتهم المرضية مع عزلهم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة بهم لتقليل حدة المراضة والمضاعفات.

كما يتطلب الأمر رعاية المرضى المصابين بحالات حادة من الإصابة بجدري القردة وأيضا مقدمى الرعاية الصحية حيث يجب أن تقيم حالتهم طبيا عن طريق متخصصين وأيضا النظر في حالتهم من جهة حدوث مضاعفات ويجب التدخل وتقديم الرعاية الصحية لهم وفقا لما يراه الفريق المعالج.

اقرأ أيضًا:

أول تحرك من الصحة بعد إعلان جدري القردة "حالة طوارئ صحية عامة"

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أولمبياد باريس 2024 أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان جدري القردة الهيئة الصحية الإفريقية الدكتور حسام عبدالغفار جدری القردة من إنسان یجب أن

إقرأ أيضاً:

تلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بالصدفية| تحدٍ جديد للصحة العامة

تعتبر مشكلة تلوث الهواء من أبرز التحديات البيئية والصحية في عصرنا الحديث، فقد أثبتت العديد من الدراسات التأثيرات السلبية لهذا التلوث على صحة الإنسان، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الربو، وأمراض القلب، وحتى السرطان. لكن مؤخرًا، بدأ التركيز يتزايد على العلاقة بين تلوث الهواء والإصابة بأمراض الجلد المزمنة، مثل الصدفية.

هذه العلاقة التي لم تكن معروفة بشكل واسع حتى الآن، تشير إلى أن تلوث الهواء قد يساهم بشكل كبير في تفاقم هذا المرض الجلدي الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.


 

الصدفيةتلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بالصدفية

تلوث الهواء يشمل مجموعة واسعة من الملوثات، بما في ذلك الجسيمات الدقيقة (PM2.5 وPM10)، وأكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة، وثاني أكسيد الكبريت، وكلها ملوثات تنبعث من السيارات، المصانع، والأنشطة الصناعية المختلفة. هذه الجسيمات والملوثات تنتقل عبر الهواء وتصل إلى الجسم عبر الجلد والرئتين.

 

تشير دراسات حديثة إلى أن التعرض المستمر لهذه الملوثات يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الجهاز المناعي وزيادة الالتهابات في الجسم، وهو ما يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لظهور الصدفية. الصدفية هي حالة جلدية مزمنة تتسم بظهور بقع حمراء ومتقشرة على الجلد نتيجة لنشاط غير طبيعي في الجهاز المناعي. وتعد الملوثات الهوائية عاملاً محفزًا للالتهابات المناعية، ما يزيد من حدة أعراض الصدفية ويؤدي إلى تفاقم المرض.


 

كيفية تأثير تلوث الهواء على الجلد

الجسيمات الدقيقة والملوثات الكيميائية في الهواء يمكنها اختراق الطبقات الخارجية للجلد، مسببة ضررًا للخلايا الجلدية والبروتينات الأساسية. هذا الضرر يعزز من التهابات الجلد ويؤدي إلى تحفيز استجابة مناعية مفرطة. وعند الأشخاص الذين يعانون من الاستعداد الوراثي للإصابة بالصدفية، يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لهذه الملوثات إلى زيادة حدة المرض.


 

تدابير الوقاية

للحد من تأثير تلوث الهواء على الجلد وتقليل خطر الإصابة بالصدفية، من المهم اتباع بعض التدابير الوقائية مثل:


 

1. الابتعاد عن المناطق الملوثة: قدر الإمكان، يُفضل تجنب التعرض المباشر للهواء الملوث، خاصة في أوقات الذروة المرورية أو أثناء الظروف الجوية غير المستقرة.

   

2. استخدام مستحضرات وقائية: يمكن استخدام كريمات الحماية التي تعمل كحاجز ضد الملوثات البيئية، بالإضافة إلى تطبيق كريمات الترطيب التي تحافظ على صحة الجلد.


 

3. تنقية الهواء الداخلي: تركيب أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل والمكاتب للمساعدة في إزالة الجسيمات الضارة من الهواء.

 الخلاصة


 

العلاقة بين تلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بالصدفية تشكل تحديًا جديدًا في مجال الصحة العامة. يتعين على الأفراد والمؤسسات الصحية بذل جهود أكبر لزيادة الوعي حول هذه العلاقة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الجلد وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض الجلدية المرتبطة بتلوث الهواء.

مقالات مشابهة

  • تلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بالصدفية| تحدٍ جديد للصحة العامة
  • ظهور السلالة القديمة من جدري القرود في الهند.. وإعلان حالة الطوارئ
  • أعراضه خطيرة.. ظهور فيروس جديد شديد العدوى يثير الرعب في العالم
  • لمرضى السكري.. إنقاص الوزن يقلل من احتمالات الإصابة بحالات العدوى
  • لمواجهة جدري القردة.. الكونغو تتسلم 14 طنًا من الإمدادات الطارئة
  • جدري القردة يتسلل إلى أكبر دولة
  • شديد العدوى.. معلومات عن نوروفيروس بعد تسببه في غلق مزار سياحي شهير بأمريكا
  • الهند تسجل أول حالة اشتباه للإصابة بفيروس جدري القردة
  • الهند تسجل أول حالة اشتباه بفيروس جدري القرود
  • ما هي أعراض إنفلونزا الطيور بعد تسجيل أول حالة إصابة به في بريطانيا؟